اقتباس: الزّوبعـــــهْ كتب
هل يمكن للعقلية الأخوانية أن تتعايش مع التيارات الأخرى مادامت كتب سيد قطب و سعيد حوا و المودودي و حسن البنا تشكل الرافد الأساسي لتأسيس الشخصية الأخوانية ؟!
و هل يمكن لأحدهم أن يحمل الميثاق في يد و معالم على الطريق في اليد الأخرى و أفكار "جند الله" تعشش في وعيه ...
تساؤل ينتظر .... إجابات
بعيدا عن خلط الأوراق الذي يحلو للزوبعة -غير البعثي- أن يتحفنا به كلما شعر بأن جناب النظام تعرض لنقد ما...
ولأنني غير معني بمناقشة أجهزة المخابرات بالوكالة فإنني أعف عن الخوض ثانية في موضوع بكل صدق مللت من محاولات الزوبعة اللف والدوران وابتسار الكلام حوله، ولو ناقشني بهذه الحيثيات أحد غير الزوبعة ممن لا أحسبهم على تياره فسأفعل، أما مع من يمارس هذا الطرح التلفيقي فأعتذر ...
على أنني أتوقف عند سؤاله الأخير فقط لأقول:
التيارات الإخوانية ما تعايشت ولن تتعايش مع عقلية زئبقية كالتي يحاورنا بها الزميل الزوبعة، أصالة عن نفسه أو نيابة عن غيره!
ويقيني أن الشعب السوري بكل طوائفه يرفض الحوار مع مثل هذه العقليات التي تتاجر بالديمقراطية والموضوعية وظلامات التاريخ والحاضر!!
حوارنا مع هذه الشريحة وصل إلى طريق مسدود في الثمانينات، وبعلمي فإنه ليس من أحد دوننا استطاع أن يفتح كوة إلى حوار مع أولئك الذي أوصدوا أبواب الحوار معنا!! فهل كانت الأزمة منا أم من تلك العقليات ثمة؟!
هل هي عقلياتنا التي عشعش بها معالم في الطريق وجند الله كما تزعم، مع أن أثر الكتابين تلاشا إلا قليلا، وظروف كتابتهما لا تخفى على أحد، أم العلة في تلك العقليات التي تسببت بإخراج المعالم والطليعة في الوسط الإسلامي، والأزمة الكردية بكل جموحها في الوسط الكردي، وفريد الغادري ونزار نيوف في الأوساط الأخرى
إن التطرف لا يولد إلا تطرفا، وقمع النظام، وقوانينه الطوارئية منذ ثلاثة واربعين عاما، وشموليته ووصايته على الدولة والمجتمع، وإقصاءه كل القوى والفعاليات والأحزاب والنقابات، وقتل الحراك الثقافي والسياسي والاقتصادي في الوطن، وجعل الوطن مزرعة خاصة لآل الأسد يبنون عليه ما شاؤوا من موانئ خاصة، ويستولون على ما شؤوا من ممتلكات عامة وخاصة، ويقيدون الإعلام إلا تلك الأبواق النشاز التي لا طبعون من أوراقها الصفراء مجتمعة أكثر من ستين ألف نسخة يوزعونها بمعرفتهم على الدوائر الرسمية ليقولوا أن لديهم صحافة!!
هذا الواقع المزري، بما فيه من انحطاط وهيمنة أمنية وفقر وفساد وقتل بالظنة، هو أساس الأزمة، ومن لم ير الأزمة حتى اليوم كما هي فلن يراها!!
لست معنيا بمجاراتك في هذا الموقف، ولكن الأمانة والموضوعية تجعلني أقر هنا، كما أقررت مرارا بأن هناك جملة من الأخطاء الإخوانية، ولن يؤسفني إن ثبت لي أن أحدا من الذين تورطوا بها يحاكم تحت إشراف قضاء محايد، مهما حكم عليه، وأتبرا منه حتى ولو كان من ذوي القربي، كما تبرا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خالد يوم فعل ببني جذيمة ما فعل، لكن هذا شأن، وشأن المغالطة بالمساواة المطلقة بين هذه الأخطاء الفردية والتي خرجت من عباءة الإقصاء والمتابعة الأمنية وتشريد القواعد الإخوانية حتى أنها لا تستطيع بهذه الأحوال أن تضبط كل العناصر المنتشرين في أرض الله، والذين يتأثرون بمدارس شتى، يغذيها جميعا صلف النظام الأسدي، واستعداءه لكل النظم المحيطة بسورية آنئذ!!
لا يمكنني أ ن أقارن أخطاء هؤلاء -دون أن أتنازل عن الحق بمحاكمتهم إخوانا كانوا أو طليعيين مثل البعثيين سواء بسواء- بأخطاء السلطة التي تملك كل الأوراق، وتتحكم بها كما تشاء، وتدفع الأمور بعمد وسبق إصرار نحو التصعيد والتصفية، ولن أذكر بتلك العقليات الحزبية الموتورة وهي تنفس عن أحقادها في تكريس الكراهية والإرهاب بأبشع معانيه في أطفال بعمر الزهور عبر عهود السحق واللاستئصال في طوابير الصباح المدرسية!! ويحدثونك عن رد فعل!
مضحك أن يقول لي الزوبعة أنه ما كان يفكر بموضوع الهوية قبل الأحداث! وكأنه السوري الوحيد الذي يعيش على أرضه! وكأن ضيعة تشرين وكاسك يا وطن وغربة التي كان ينفس بها الماغوط عما يعتلج في كينونة المواطن السوري من حذر كانت جميعا بعد الأحداث!!!
قل غيرها يا رجل! ودعك من الأحلام، وتذكر أنك تخاطب السوريين في شأن عام لا يمكنك تزويره بتلك البساطة التي تفعلها مع أحداث نجح النظام في فترة استفراده الإعلامي والتثقيفي! -ما قبل عصر العولمة والفضائيات- أن يغسل الأدمغة، وان يصنع الأحداث كما يشاء...
نعم هناك فقر الناس المعلوماتي قد يؤدي لتصديق ما تقولون، أما أننا كنا نمضي في سورية دون أي محاذير امنية، ولا نبالي بالهوية الشخصية ولا سواها، فذلك كشف وإلهام تتستحق أن تصنف بموجبه في مراتب الأولياء...
مدد يا سيدنا الزوبعة....:lol:
أ
سئلة تكشف حقيقة المحاور:
1- هل تعتقد أن النظام السوري نظام طائفي كرس الطائفية بالممارسة -بعيدا عن الشعارات- أم ستتمتعنا بأسطوانة وجود خدام والشرع وعطري والتركماني في موقع القرار؟!
2- هل تعتقد بالفعل أن الإخوان هم من بدأ البعث بالمعركة ابتداء؟ وهل كان رد فعل البعث -لو مضينا مع ما أفترضه لك من جواب!- ردا عادلا؟ وهل تعتقد أن الثورة الإسلامية وملحقاتها قامت بنصف ما قامت به جماعات التكفير والقتل في الجزائر أو مصر أو السعودية؟ ففيم كان رد فعل تلك الأنظمة متعقلا، لدرجة أنهم لم يضعوا يوما البيض كله في سلة واحدة، بل ولم يصدر في اي من تلك الدول قانونا كقانون الـ49 يحاسب الناس على مجرد الانتماء!
3- لو حكمت الأقدار بتنصيبك قاضيا مستقلا في مأساة حماة -لا سمح الله!:lol: - فبماذا تحكم على تلك الألوف التي قضت في المأساة:
هل هم شهداء، أم إرهابيين، أم مغرر بهم؟
ومن تتوقع أنه قتل 90% من هؤلاء -إن لم أقل أكثر- النظام البعثي أم الجماعات المسلحة؟
4-
ملاحظات هامة:
أ- محمد الشامي وصهيب الشامي من بعده ليسوا من صفوف الإخوان ولا كانوا منها يوما، والأخ جقل كان يتكلم عن خالد الشامي فيما يبدو لأنه يحدثنا عن مقابلته التلفزيونية بعيد اعتقاله! فهل ترى يا سيد الزوبعة أن هذا هو ذات محمد الشامي الذي اغتالته الطليعة يوما؟!!
2- لك أن تصدق أو لا تصدق أن الطليعة أو كتائب محمد مرتبطون بالتنظيم أو غير مرتبطين، فذاك شأنك! لكن الذي يعنيني أن نظامك كان يعرف بوضوح الفرق بين التنظيمين، وقد صرح الرئيس المقبور بذلك يوما! وقد تكرم الأخ داي فور سيريا بوضع الرابط حول هذا الإقرار ذات حوار..
3- أشكرك على المعلومة العظيمة التي أوضحت أن مروان حديد لم يكن سليل عائلة شيوعية بل عائلة اشتراكية! بصراحة فرقت كتير معي بالبعد السياسي والديني :lol:
4- أشكرك أيضا لأنك تؤكد بما يجعلني من إصرارك أصدق بأن الشيخ سعيد حوا كان مؤسس تنظيم الطليعة! -مع أنني شخصيا أنتقد كثيرا من تصرفات الشيخ رحمه الله- وقد اشرت لذلك قبل أن تتداخل في هذا الموضوع.
لكن هذا شأن وانه كان راضيا عما تقوم به الطليعة أمر آخر، وشهادته التي نضدها في كتابه تثبت أنه يستنكر تصرفات هذا التنظيم، وما أظن أن كتابه الذي يعلم أن قراءه الإخوانيين أكثر من سواهم، كان معنيا بأن يصوغه صياغة سياسية براجماتية!!
5- أشكرك أيضا لأنك أوضحت لي بأن تنظيمنا في السبعينات كان ثلاث تنظيمات! والواقع أنه لم يكن هناك غير تنظيم شرعي واحد، بينما انشق عنه الأستاذ عصام العطار لظروف إبعاده، واختيار الجماعة آنئذ لقيادة من الداخل، قبل أن تلجأ بعد بضع سنين للخروج جميعها بعد أن سجن النظام من سجن، وطارد من طارد!
نعم كان هناك مراكز بقيت لفترة أثناء العملية الانتقالية على الحياد، لكنها كانت سحابة صيف حسمت سريعا وتمايز التنظيم الشرعي عن تنظيم دمشق الذي انشق لبضع سنين ثم عاد بكل عناصره -غير الدمشقية- فيما بعد...
هذه فتنة ندركها ونتأذى منها ولا ننكرها، لكنني لا أراها ذات صلة بما يتحدث عنه الأخ جقل من مجموعات منفصلة في الثمانينات تتحرك لعمل مسلح!! هذا الانشقاق لم يكن على أساس عمل مسلح لأنه كان سابقا له، ولم تكن في الثمانينات أيضا، ولا تبنت آنئذ خطابا متشددا مع السلطة، بل على العكس كانت وللأسف الشديد مرحلة حرجة وسخيفة للغاية حيث توجه الأخ ليطعن أخاه على الملأ وكان نشر الغسيل المتبادل أحد أخطر السوآت التي تعتبر علامة سوداء فاقعة في التنظيم تكررت للأسف بعد ذلك بعقد بعد الانشقاق الثاني ! غير أن العقلاء من الجانبين كانوا يتداعون بعد كل فتنة لجمع الكلمة، وقد كتب الله لهذه المساعي النجاح -ربما لإخلاصهم في ذلك الطلب- وإن كانت هذه الفتن مرتعا خصبا للشانئين يتصيدونها ولو بعد ثلث قرن ونيف ليقولوا للناس: هذا هو واقع الإخوان المسلمين!! ومن كان منكم بلا خطيئة كهذه فليرمنا بحجر!
على أننا وعودة للمشروع السياسي لسورية المستقبل، فقد أدرجنا تقويما لهذه المرحلة ها أنا أعرضه كما جاء:
(
مثلت جماعة الإخوان المسلمين في سورية، منذ تأسيسها عام 1945 فصيلاً وطنياً، عبر عن تيار شعبي عريض، وكانت له تجاذباته وتفاعلاته مع سائر القوى السياسية والاجتماعية والثقافية. وكانت الجماعة جزءاً من الحراك السياسي والفكري على الساحة الوطنية.
وكان القادة الأوائل من مؤسسي الجماعة مفكرين وأساتذة جامعات، واتسم خطابهم الإسلامي بالانفتاح والموضوعية، وشاركوا في البنية السياسية السورية (مجلس النواب، والحكومات، والإدارات في شتى المناحي)، وساهموا في تجاذباتهم وتفاعلاتهم تلك في إغناء عمليات الحوار الديني (مؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي) والحوار المذهبي (مؤتمر التقريب بين المذاهب الإسلامية) والحوار السياسي (الجبهة الاشتراكية الإسلامية). وقد ضمت قوائم الإخوان الانتخابية في أكثر من محافظة مواطنين مسيحيين، كما ضمت شخصيات سياسية وفكرية مستقلة.
وحتى أواخر السبعينيات، ظلت جماعة الإخوان المسلمين، على الرغم من المرحلة السرية التي فرضت عليها منذ الثامن من آذار 1963، ملتزمةً بالنهج الدعوي والحوار السلمي، على قاعدة (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة..)
ولكن ومنذ الثامن من آذار 1963، فرض على قطرنا السوري نظامٌ قمعيّ استئصاليّ، مارس أشكالاً من القهر والاستلاب على جميع القوى السياسية، وخصّ الإسلام ودعاته بأفانين القمع والاضطهاد: فتحت راية (الاشتراكية العلمية) استُهدِفَتْ عقائد الإسلام وشرائعه وشعائره، وتحت راية (مكافحة الرجعية) حوربَ المسلمون الملتزمون بدينهم، واستبعدوا من كثير من دوائر النشاط السياسي والفكري والاجتماعي، وحرموا من حقوقهم الوطنية، وكانت مجزرة التعليم إحدى آخر وأوضح تلك الإجراءات، حيث تم فصل أكثر من سبع مائة مدرس ومعلم من ميدان التعليم في العام 1978 بسبب التزامهم الديني.
وتزامنت هذه السياسات الداخلية المجحفة، مع عمليات المهادنة مع العدو الصهيوني، وتوقيع اتفاقية فصل القوات، والولوج إلى عالم الاعتراف بالعدو، إلى جانب عمليات تصفية المقاومة الفلسطينية في لبنان، وما جرى في تل الزعتر والكرنتينا..
كل ذلك دفع ثلة من الشباب، محدودة العدد، لا صلة لها بجماعتنا، أعلنوا عن أنفسهم باسم (الطليعة المقاتلة) إلى الانخراط في عمليات عنف ضدّ رموز النظام. وقد قوبلت تلك الأعمال بترحيب شعبي بعيد المدى نظراً لحالة الاحتقان السياسي والفكري الذي كان يعيشه المجتمع السوري. وتوجت تلك المجموعات عملياتها، بالمجزرة التي استهدفت طلاباً في مدرسة المدفعية بحلب، في حزيران 1979.
ومع أن جماعتنا بادرت إلى استنكار هذه العملية، ونفت في بيانٍ رسميّ أيّ صلةٍ بمنفّذيها، إلا أن النظام أصرّ على تحميلنا المسؤولية عنها، وعن أعمال العنف التي سبقتها، وتوعّد من خلال بيان وزير الداخلية بملاحقة أبناء الجماعة في الداخل والخارج. ومنذ ذلك الحين استخدمت الحكومة سياسة الأرض المحروقة ضد الجماعة وأنصارها، ووجدت جماعتنا نفسها في دوامة عنف لا يد لها فيها، تسبّبت سياسة السلطة في إضرامها، وفي إثارة انتفاضةٍ شعبيةٍ عارمة، شملت قطاعات كبيرة، وتمثلت في مواقف رجال النقابات المهنية، ومرافعات المحامين الذي شاركوا في الدفاع عن المتهمين، وحاولت السلطة – بدون جدوى - تهدئة الأوضاع، من خلال اللقاءات التي عقدها رئيس الوزراء الأسبق يومها محمود الأيوبي مع جملة الفعاليات الوطنية والسياسية الشعبية والرسمية.
تسببت سياسات النظام الدموية بأزمة وطنية حقيقية، وكانت لتلك الأزمة التي أرخت ذيولها على الجميع ملامحها وخطابها، ولكنها كانت - بلا شك - مرحلة استثنائية في تاريخ جماعتنا، لا يمكن أن تطغى على نهجها الأصيل، وتاريخها الناصع. بل وفي قلب تلك الأزمة، لم تتخلف جماعتنا عن بسط اليد الإيجابية، لرتق الجرح وإعادة بناء الوحدة الوطنية. تشهد لنا بذلك جميع عروض المصالحة الوطنية، وجولات المفاوضات والمبادرات التي قام بها أشخاص متعددون من داخل سورية وخارجها.
ثم خطت جماعتنا خطواتها الإيجابية، في التأكيد على مناهجها الأولية والأصيلة، من خلال ميثاق الشرف الوطني الذي أكدت فيه على نبذ العنف، وفتح آفاق العمل السياسي عبر الحوار الإيجابي البناء.
والجماعة التي راجعت مواقفها وسياساتها في مرحلة الأزمة، من خلال عملية تقويم ذاتية، تعتقد أن المراجعة من جانب واحد لا تكفي، وأنه لا بدّ من أن تشارك جميع الأطراف في هذه المراجعة، حتى يحدث التغيير الوطني المنشود، هذا التغيير الذي يتطلب التخلي عن سياسات التفرد والإقصاء والتهميش، عبر مؤتمر مصالحة وطنية، وعقد وطني جديد، تطوى فيه صفحة الماضي بكلّ ما كان فيها من آلام، وما وقع فيها من أخطاء الفعل وردّ الفعل.)
لي عودة لمناقشة الزميل جقل فيما عرض إن أذن لي، فقد كان طلب مني أن اصبر على عرضه، ولا أدري هل انتهى منه فياذن لي أم ليس بعد؟!
واسلموا لتواصل واحترام(f)