ضيف
Unregistered
|
للرجال فقط: هل تثق بالمرأة؟
http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...13168#pid213168
عينة من الرواية:
هزّ كتفيه علامة الإستسلام و قد علَت وجهه إبتسامة ساخرة, في الوقت الذي أخذ الكأس الفارغ من يدي و كسّره بين أصابعه. تمتم و هو يتأمل الكأس بعيون شاردة عن وعيها: سيهشمونني هكذا إن رفضت. لحظات تمر على سُكر عينيه, لا حركة بالمكان سوى ضربات أمواج الأفكار الماورائية بجدران الرأس, رأسي و رأسه. تحدث أخيرا بهمس مثير للخوف بعد أن أغلق باب الزنزانة علينا:
-لقد سافر المساعد وليد لأمريكا برفقة امرأة من المخابرات.
أجبته بصوت لا يكاد يُسمع:
=جيد.. سأرتاح منه.
-لا أعتقد.. لقد سافر من أجلك, و معه تلك الحقيرة الشاذة جنسيا و المجرمة بحق كل ذكر بالعالم.. إلهام السالمي.
=ما هذا الكلام يا صاح؟ ... عيب..
-كفى أيها المغفل.. ستبقى رجلا شرقيا يرتجف خوفا عندما يتخيل للحظة أن المرأة ليست بالملاك الذي يفترضه.
=لكن..
-كن موضوعيا.. هذي المرأة تعتقد أن الجنس الأنثوي هو الأفضل بلا منازع, و تؤمن أن الذكور هم مخلوقات عنيفة متوحشة تستحق الموت أو النفي أو الإزدراء بأقل تقدير.. أنها شاذة بسبب عقد نفسية عانتها جرّاء والدها المتطرف شيوعيّا و المدمن على الخمرة. هربت من منزلها, أنضمت للبعثيين و حماها الرفاق.. هه.. و ماذا يعني؟ لعبوا بها قليلا, و مازالوا بين فينة و أخرى. أحتَملَت مقابل أن تأخذ مكانة جلادة هوايتها إطفاء أعقاب سجائرها بأجساد الرجال.. لا تندهش.. و لمَ الدهشة؟ أنها من الصنف الذي يفضله الرفاق.
=كفى.. كفى يا مُناف.. كيف عرفت كل هذا عنها؟ أنت تكذب..
أحتد صوته دون أن يفقد قسوة الهمس و رعبه:
-أنا أكذب يا مغفل؟ حسنا, أنتظر أياما و سترى كيف ستعاملك هذي المرأة و كيف سترش عليك بول أفكارها- و بصق بغضب و أكمل- لا بل قد تروي لك قصتها كلها بفخر.
=أنها ضحية.. التطرف بشيء كنقيضه بالضبط.
-هُراء ما تقوله عن كونها ضحية, رغم أنني أوافقك على فكرتك حول التطرف.. لو أعتبرنا كل مجرم و مجرمة ضحايا, لما وجدنا أي داعي للمحاكم بهذا العالم. هناك نقطة يستطيع أن ينقذ الإنسان فيها نفسه, أو أن يعدِم فيه الضمير ليبقى على ما أنتهى إليه.. أنه قراره بالنهاية.
لم أدري بمَ أجيبه, و هل عليّ أن أجيبه بشيء؟ أنه يذكرني بأحمد الخفاجي على نحو ما, و كان إكتشاف أفكاراً كهذه بالحياة عن النساء و المجتمع, يثير فيّ حشرجة قرف و غثيان باردين, كما لو شربت ليترا من الزيت البارد. صوت مُناف- المبحوح خوفا- يأتي مرة أخرى, متموجا بصبغة هدوء متأمل مع دخان سيجارته التي أشعل فتيلها بلا مقدمات:
-هل سمعت عن امرأة ماتت لأجل رجل؟ أو مرضت على الأقل؟ هل سمعت لقبا لإحداهن بالوفاء لمن تحب؟ "مجنونة قيس" أو "بثينة جميل"؟ هراء يا صاحبي هراء..
=هل آذتك امرأة بحياتك لتكون بهذي القسوة؟ مهما كان الماضي فلا يعني أن تقسو على النساء هكذا, أضف إلى أن مفهومك بالتعميم خاطيء.. هل تفهمني؟ خاااااااطيء.
-ربما, و لعل النساء خجولات بطبعهن دوما فيكتمن مشاعرهن أو يخفن أن يجاهرن بعواطفهن, لكني أتحدث عن امرأة اليوم, أو بالأحرى ذاك النوع الذي يعتقد أن الرجل عدوه اللدود... المرأة المتطرّفة فكريا لنوعها الجنسي...سمِها "المرأة الجنسَويّة".
=و رغم هذا, أعتقد أنك تبالغ بتجريد المرأة من العاطفة و إعتبارها مخلوقاً أنانياً.
-و هل أنكرت أن لهن عواطف و مشاعر؟ قلتُ لك أنهن يحتكرن فكرة كونهن الأعمق عاطفيا, و مع هذا لا تستطيع أي واحدة منهن أن تفسّر لنا سبب جهلنا بأي إنتاج تأريخي أو فني لامرأة هامت برجل و خلّدت حبها له.. من تأريخنا على الأقل.. همّ أغلبهن كان و مازال هو أنفسهن, بالأمس كان الذهب و الحلي و اليوم مناكفة الرجل بحياته و الإستيلاء على أدواره بالمجتمع. و أنتبه لأنني أتحدث عن نوع محدد من المرأة, عن نوع مؤمن بالجنسويّة و صراع الجنسين العنيف.
=واضح قصدك, لكن و دورهن؟ أقصد اللواتي ينادين بالجنسويّة هذي, هل يؤمنّ بدور المرأة التربوي للمجتمع؟
أبتسم مُناف بظفر و هو يرفع سبابته كأستاذ جامعي:
-دورهن محتقر برأيهن.. الأمومة أو الإندماج بالأسرة هو آخر ما يهم النسويات.
=النسويات؟ من هنّ؟
-نساء أغلبهن من المتطرفات أو الشاذات جنسيا, يعتقدن أن المرأة مظلومة دوما و أبدا و أن الرجل هو الذي يظلمها, و عليها الثأر ضده و العيش معه بمجتمع صراعي- حكّ أرنبة أنفه بطرف سبابته اليمنى و تمتم بينما يشاهد دخان سيجارته يعلو ببطء- و المجتمع الصراعي عند النسويات أو المتحررات أو المتطرفات.. سمّهن ما شئت.. يعتمد على نظرية آلية صراعية تشبه بجوهرها فكرة صراع البروليتارية و البرجوازية لكنها تختلف من ناحية التفاصيل و المراكز المُتصارع عليها, و النسويات يعتقدن أن مفهوم الصراع ليس وقتي حتى نيلهن حقوقهن التي لا يبدو أنها ستنتهي, بل قل هو حالة مستمرة مادام عنصري الصراع موجودين: الذكر و الأنثى.
=رحماك ربي.
-النسويات ضد الزواج غالبا, لأن المؤسسة الزوجية عندهن واجهة للعبودية للذكر, و هن أيضا ضد فكرة منع الدعارة.
=ماذا؟
-لأن الحرية عندهن يجب أن تكون شبه مطلقة بما يخص الفرد و من حق أي امرأة أن تتحكم بجسدها برأيهن.
=و المجتمع؟ الأسرة؟
-يا مغفل.. هنّ لا يعترفن بكل هذا, فالمهم هي المرأة و ليذهب العالم بعدها للجحيم. فهن أصلا ينادين لمجتمع آخر عن الذي نفهمه. مجتمع نسبي بكل حذافيره و مادي بتطرف عنيف. لا أنكر يا صديق, أنهنّ ينتهزن الكثير من أوضاعنا التعيسة لتمرير أفكارهن.
=رغم كلّ شيء, النساء رائعات و لهن عواطف رقيقة تجاه الرجال, لأن الأخيرين جزء ضروري بحياتهن.. كما هن لنا بالضبط يا صديقي.. صدقني يا مُناف, كثيرا ما تضحي المرأة بكل كيانها لأجل سلامة رجل أحبّته. لا يمكن لها أن تنساه, مهما تزوجت أو أبعدت عنه. تتحدى الجميع بروح حديدية و عالم له وحده. هل تنكر هذا؟ هل تنكر كم من امرأة ضحت لرجلها بهذي الحياة؟ خصوصاً بمجتمعاتنا اللعينة, التي تصادر أتفه حقوق الإنسان, و من جملة هذا الإنسان هي المرأة.
-مثل؟
=مثل حق تأسيس أسرة ناجحة مع رجل تريده زوجا.. عادة ما يختارون الزوج لها, يختارون المسكن و العمل و السنين التي ستعيشها كذلك. كلّه وفق نظام عشائري قذر يقمع أي رأي متنورٍ أو ديني حقيقي. إننا إن أردنا أن نحرر إنساننا من الظلم, فعلينا أن نحرر الأم أولا و قبل أي شيء, و لا يتم هذا إلّا بتثقيف صحيح و قمع ضروري لكل العقول اللئيمة المضربة عن العمل.
-أنك تتحدث مثلهن بالضبط..قمع..مناهضة..تحرير..هذي هي المفردات اللعينة المستخدمة عندهن.
=عزيزي, أعتقد أن هناك فرق واضحٌ بين محاربة الذكر لأنه ذكر و الحلم بسيطرة الجنس الأنثوي على العالم, و بين المناداة بتحرير هذا العالم من المعاناة وفق منطق معتدِل و مصلحة تعود على الجميع... هناك فرق بين امرأة شاذة جنسيا أو معقّدة نفسيا تريد أن تثأر من رجلٍ كلّ ذنبه أنه رجل, و بين امرأة تسلب حق التنفس أو الرأي أو الحوار. و الرجل ليس بعيداً عن الإضطهاد بالمناسبة..
-أعرف..
=و أحسب أنك تعرف أيضا أن الإسلام يعطي الرجل و المرأة حق العمل و تحديد المصير, فلماذا تجد المرأة ببلداننا ألف عائق أمامها عندما تقرر أن تعمل بظروف آمنة و محترمة؟ و لماذا ينظر للأنثى كإنسانة مهمشة فكريا و بلهاء أبداً؟ أو لماذا يلتصق الإنسان الشرقي العادي الفهم بحديث للرسول (ص) أراد به دعابة لا أكثر حول نقصان عقل النساء و دينهن؟ لم لا يذكر مثلا حديثا آخر يقول "ما أكرمهن سوى كريم و ما أهانهن سوى لئيم"؟ أو "رفقا بالقوارير"؟ لماذا يعتقد أن ضرب المرأة حقا إلهيا دون أن يتذكر أن هذا الضرب أتى لنوع واحد و لحالة واحدة متفردة من بين آلاف الحالات الحياتية؟ و أنه كضرب أتى ضمن حدود ردعية لا إتلافية؟ أنه حل مؤلم لكنه أيضا مرتبط بحالة مؤلمة, و الأهم أن الكل ليسوا مجبرين على تنفيذه بدليل أن الرسول (ص) لم ينفذه إطلاقا. و لماذا يعتقد رجل الشارع المتوسط الثقافة أن قوامته سلطوية بدلا من رعوية شورية؟ قلي لماذا؟
-لا أنكر التشويهات الكثيرة التي تقترف باسم الدين, أو باسم تقاليد لا علاقة لها بالعقل, و أشك أن من أوجدها يعرف هجاء أسمه.. لقد حفرها بعقول سلالاته عبر القمع و الهمجية البدائية.
=شيء آخر.
-و هو؟
=أعتقد أنك تبالغ كثيراً بما فعلته النساء قبلا, و بما سيفعلنه لاحقا. تماما كما يبالغ بعضهن بتقسيم التأريخ لأدوار جنسويّة و حقبات و إنجازات تتصل بنوع الجنس لا بطبيعة الإنسان. أننا نعود لذات النقطة القائلة أن التطرف لا يولّد إلا التطرف المضاد, و أنت مثال آخر على تطرف جنسَويّ يحاول حصد الإنجازات و الأهمية للذكر على حساب الأنثى.
أبتسم علامة الموافقة, نكث رماد سيجارته على الأرض و تمتم:
-و المطلوب؟
=المطلوب أن نكُف عن هذي السخافات يا صاحبي, و أن نتذكر أن الله خلق الإنسان من ذكر و أنثى, ثم جعلهما شعوبا و قبائل لتتعارف باسم الإنسانية و الدين الحقيقي الذي حرر الإنسان من عبودية أخيه الإنسان, و يرقيه إلى المسؤولية أمام الله و أمام ضميره و عقلانيته... ما أريد أن أقوله, أننا بحاجة لإصلاح حقيقي لكل المفاهيم. سمّها ثورة أو نهضة, لكنها بحاجة لأن تولد من رحم المعاناة لا أن تستورد من مقاهي باريس أو محاكم نيويورك المدنيّة.
-بالضبط, لكن النسويات يعتمدن على تلك الجزئيات الركيكة التي ذكرتها أنتَ في مجتمعنا لطرح ثقافة و فكر آخر تماما. الفكرة لا تعتمد على "الإصلاح" بل "التغيير", و الفرق واضح بين الإصلاح الذي يكون محاولة العودة لتشكيلة صحيحة قد تشوهت, و لا ننكر أنه نوع من أنواع التغيير لكنه ليس تغييرا كاملا. بينما التغيير الذي أقصده بالنقيض, هو تغيير كامل يهدف لنسف كل الموروث الحضاري و الفكري لإنسان المنطقة و إتباع فكر آخر لإنسان آخر بمنطقة أخرى, أو بأقل التقديرات: إتباع خطط لتجارب فلسفية من إنتاج شعوب أخرى. يردن تبعية فكرية كاملة لثقافة غربية أو شرقية لم تنتجها تجربتنا التأريخية.. هناك فرق بين الإصلاح و التغيير.. الا تلاحظه؟
=بلى.
أبتسم مُناف بسخرية و جلس على الأرض مقرفصا, فيما راح يطفيء سيجارته بأرضيتها النديّة الخشنة و هو يعيد النقاش لنقطة بدايته, و كأنه يبرر سبب مواقفه السلبية من إلهام السالمي:
-إلهام السالمي مصرّة على التغيير و مستعدة لفرضه بالقوة, سواء لرغباتها الجنسية أو تهتكها الأخلاقي أو أحلامها الطوباوية بمجتمع على مزاجها. وقريبا ستراها أمام ناظرك لتشبعك بأفكارها التي تنتشي بإلقائها بصوت عالٍ كما لو أنها ترطن قصيدة ما.
تسائلت بلهجة متقززة و ممتزجة بلزوجة الصداع الثقيل:
=ما شأنها بي؟
أكملوا القراءة و ستكتشفون أفكار مهمة و صادقة عن النسويات, المرأة, الثقة, التفرقة و أفكار أخرى حاولت أن أضعهابأمنه في روايتي.
|
|
04-04-2005, 09:16 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
ضيف
Unregistered
|
للرجال فقط: هل تثق بالمرأة؟
عزيزي كومبيوترجي:
أنت لا تجرؤ أصلا أن تعطي للمرأة ذنبا, فهي ملاك عفيف طاهر نقي (ليتها تراك المثل) و ربما لأن عواطفك تقف بوجه الحكم المنطقي. أنت لم تعاشر نساء مثلي, و أغلبهن - لا بل كلهن قسما - لا يقلن الصراحة بكل شيء لأنهن يخفن أو يستبقن الأحكام.
أنا أحب المرأة, أتغزل بالمرأة, و أحتاج المرأة, و أفتدي المرأة, و لو أرادت امرأتي روحي لوهبتها لها. لكن بنفس الوقت, لا يمكن أن أثق بها تماما, لأنها ليست أهلا لهذا. :)
عموما, نقطي وضحت بالموضوع و الباقي على القناعات و التجارب لكل شخص.
|
|
04-05-2005, 12:41 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
ضيف
Unregistered
|
للرجال فقط: هل تثق بالمرأة؟
ما رأيك؟ :)
هل يسعدكِ أن تكوني بمظهر الظالمة المعتدية؟
|
|
04-05-2005, 04:26 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
المقاتل الاحمر
عضو متقدم
   
المشاركات: 567
الانضمام: May 2004
|
للرجال فقط: هل تثق بالمرأة؟
اقتباس: shahrazad كتب/كتبت
همممممم، بشكل عام يبدو أن الرجال بدؤوا يتكلمون عن أنفسهم بصفتهم ضحايا للنساء وليس العكس، هل هذه علامة تقدم مثلا؟
شهرزاد (f)
مع كامل احترامى لك الا انى الاحظ ان هذا التعليق استفزازى جدا .
واعنى هنا اوغستين خصوصا .
ارجو منك بكل حضارة وادب تقديم اعتذار ادبى عن هذا التعليق .
ولو لم تقدميه فلا بأس .
فقط ستسقط نظرتى لك ارضا . وهذا سيؤلمنى صدقاً :)
تحيه حمراء
|
|
04-05-2005, 09:08 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
|