اقتباس:  Arab Horizon   كتب/كتبت  
قال ديستوفيسكى "إن لم يكن الاله موجود سيصبح كل شىء مباح"

و أنا أقول، "إن لم تكن الشرطة موجودة، سيصبح كل شيء مباح."

هناك ملايين المجرمين و المغتصبين و السارقين و غيرهم، و لم يمنعهم اللـه عن أفعالهم. حافظ الاخلاق الحقيقي هو الشرطة في الحضارات المعاصرة.

بالطبع دور الدوله هي حمايه المجتمع من أي تجاوزات على السقف القانوني المؤطر من قبل الدوله أو المجتمع...

و لكن على مستوى الفرد يلعب الدين دور محوري في تشكيل المنظومه القيميه و الضمير الأخلاقي المكمل لدور القانون في المجتمع....

قبل سنوات وفى نهاية الحقبة السوفيتية وفى مرحلة البريسترويكا

كان هنالك اسبوعا ثقافيا للسينما السوفيتية شاهدت منه فيلما واحدا ( الجميع نصحنى بمشاهدته) الفيلم كان اسمه (الندم) من السينما الجورجية

فى نهاية الفيلم يظهر شابا مراهقا يسير فى الشارع على غير هدى..الى ان استوقفه وجه امراءة عجوز تطل من شرفة منزلها كانت العجوز عجوز لاقصى درجة عمرها كان يبدو الاف السنوات

نظر الشاب منبهرا بهذا القدم البالغ فى وجه العجوز.. لا يقوى على الكلام ...مجرد انبهار وليس عداه..الى ان بادرت العجوز وسالته..الى اين تسير ايها الشاب...بتردد اجابها وباشارة من يده فى هذا الشارع...العجوز وبابتسامة اجابته..ان لم يقدك الشارع الى المعبد فلا تكمل المسير

عندها انتهى الفيلم

الفرق بين العقلانية والنظم الاخلاقية والمعابد...ان الاخلاق قديمة اخترعتها تجربة التاريخ والعقل البشرى كله وشاركت فى صناعتها وتجربتها كل الاجيال السابقة واستمرت فى التاريخ ليس بالرغم من التاريخ بل وبسبب حاجة هذا التاريخ لها ووفقا لمبدا الانتخاب الطبيعى

قد يكون التوظيف السياسى الفج للدين شىء كريه

لكن العقلانية البشرية وحركة النخب المتغطرسة هى الشر بعينه...عقلانية هذه النخب النخب هى نفسها التى حولت ولا زالت تحول حياة البشر ...لعملية...عملية يمكن قنونتها والتحكم بمسارها و تقرير صلاحيتها

فى اطار هذه العملية العقلية الباردة من الممكن ابادة جماعات بشرية واستخدام مخلفاتها بطريقة عقلانية ورشيدة جدا ..( استخدام دهونها فى صناعة الصابون )
فى اطار هذه العقلانية من الممكن قتل 30 مليون انسان لانهم يعيقوا اندفاع الضرورة التاريخية للامام ويمكن نقل ملايين اخرى لتموت فى سيبيريا وهى تنتج لصالح البناء الاشتراكى بل ومن الممكن نفى شعب كامل عن موطنه كالشيشان
فى اطار هذه العملية التى يتم فهم البشر داخلها عقلانيا يمكن تطهير عرقى لشعب كامل بل ويمكن ابادة شعوب لان احدهم قرر انها غير مهمة وغير لازمة

يمكن استعمار واستغلال الاخرين لانهم اقل تحضرا

ويمكن ان تتحول الرذيلة ...خذ الاباحية الجنسية والدعارة مثلا كيف تتحول (من شىء بغيض هامشى) لصناعة مركزية ولثقافة ولدورة راس مال هائلة عدد العاملين بها حوالى 3 مليون انسان فى الولايات المتحدة وحدها



لدى من التعلم العالى ما يكفى ولدى من المعلومات والعقلانية ما يكفى ايضا ...لكننى لن اسير فى طريق لا يقودنى للمعبد

ليس الله هو من يحتاج ان نؤمن بوجوده...بل نحن من نحتاج لذلك..عندما تسقط مركزية الله وينهار المعبد فالبديل غطرسة بشرية وهمجية ودموية لا مثيل لها..لا تحدثونى عن العقلانية والمسؤولية الاخلاقية الفردية وعن النخب الخ الخ

عندما تسقط مركزية الله وينهار المعبد فالبديل غطرسة بشرية وهمجية ودموية لا مثيل لها..لا تحدثونى عن العقلانية والمسؤولية الاخلاقية الفردية وعن النخب الخ الخ


الله كان مركزى فى اوربا قبل الحرب العالمية الثانية ولم يمنع هذا حدوث ما حدث ولامنع من قبله الفتوحات الدموية اسلامية ومسيحية ولايمنع الان مايحدث فى الشرق الاوسط...
عندما يكون الانسان هو المركز سنكون اكثر انسانية واقل توحشا

شكرا للدكتور فضل وللاخوة

نعم نريد أن نعرف ذلك المجهول الذي يوجه الانسان للخير ولو كان ذلك ضد مصلحته أحيانا ...

وحيث أن الملحد يسير في منهج مادي عاجز عن الاجابة.... لذا أجد في كلام الدكتور فضل لمسة مميزة من الفكر .

وعندما قتل الناس بالملايين فيما لا يشبهه شييء في التاريخ في الحرب العالميه الثانية كان الالحاد والنظره الماديه الدافع الاساسي للقتل .

وبما أن الانسان يتجاوز المادة/ الطبيعة فلا يمكن أن تستوعبه أو أن يكون مركزا لها .
وهو كونه إنسان فهو ليس متوحشا إلا إذا اقتنع بالفلسفة المادية واتخذها دينا ومنهجا .
تحياتي

اقتباس
_______________________________________

ظلت الشيوعية سبعين سنة في الاتحاد السوفييتي و نهض في ذلك الاتحاد ادب عظيم ليس هناك من ينكر عظمته احد من شعوب الارض و كتابها و مفكريها . و كان له منظومة فكرية متكاملة ذات اخلاقية متساوقة مع بقية قيمه الاقتصادية و الاجتماعية . و لم يصل الاتحاد السوزفييتي في شيء الى درجة من درجات التحلل الخلقي الذي نراه عادة في الدول الاوروبية بشكل عام .


________________________________________

هل تخدعنا حبيبي او تضحك علينا

ثم ما هي قصة الروسيات في كل انحاء العالم وخصوصا دول الخليج
اللواتي يعملن بالدعارة

صحح معلوماتك صديقي :no2:

ميزة علم الإجتماع الذي أقنعني بأشياء تتعدى الفلسفة أنه يدرس الظاهرة الدينية كما هي لا كما ينبغي او يُراد .وبأدوات موضوعية وهو يدرسها دراسة موضوعية تنتفي فيها ذات الباحث.. وأتمنى الرجوع الى المقالة التي وضعت رابطها بأعلى الموضوع فهي تقول أن الدين في المجتمعات الحرّة التي لاتتدخل في إتجاهات الناس ورغباتهم يؤدي وظيفة إجتماعية بعيدا عن شطط وتطرف الديانات ولاعقلانيتها أنه يأخذ الجاني العقلاني من الدين الذي يظهر في سلوكيات المجتمع لا الفرد الواحد .

جوبيتر

( يأخذ الجاني العقلاني من الدين الذي يظهر في سلوكيات المجتمع لا الفرد الواحد )

جيد ما تقول...الدين على خلاف الفكر والايديولوجيا والفلسفة ...هو تكثيف شامل لها وتحويلها لظاهرة اجتماعية

[quote] Jupiter كتب/كتبت


ميزة علم الإجتماع الذي أقنعني بأشياء تتعدى الفلسفة أنه يدرس الظاهرة الدينية كما هي

الرؤيه التي أردت توضيحها عندما ذكرت "على مستوى الفرد"....المجتمع بالأساس مكون بنيويآ من أفراد حيث أن الفرد يكون واقع تحت تأثير محيطه الأجتماعي المشكل للقناعات و الأفكار بأسلوب منفعل لا فاعل...من هنا يكمن تأثير الدين على المجتمع و بالتالى الفرد...

الافق العربى

( الرؤيه التي أردت توضيحها عندما ذكرت "على مستوى الفرد"....المجتمع بالأساس مكون بنيويآ من أفراد حيث أن الفرد يكون واقع تحت تأثير محيطه الأجتماعي المشكل للقناعات و الأفكار بأسلوب منفعل لا فاعل...من هنا يكمن تأثير الدين على المجتمع و بالتالى الفرد...)

من ناحية سيكولوجية ما ينطبق على الافراد لا ينطبق على المجموع فلكل منهم اليات عمل نفسية تختلف عن الاخرى... والطرح الديالكتيكى عن ان الكل يختلف عن مجموع اجزاءه يبدو صحيحا هناايضا

من غير الجائز ومن غير المنطقى ان نتحدث عن مجتمع مجنون او مجتمع يعانى من العصاب او الفصام العقلى مثلا فهذه وضعيات اكلينيكية قد يعانى منها الافراد فقط وليس المجتمعات حتى لو استخدمت هذه المصطلحات احيانا فى وصف المجتمعات على سبيل المجاز و البلاغة وليس اكثر

على مستوى المجتمعات يكون الحديث عن الثقافة والانثروبولوجيا كعامل حاسم لفهم نمط تفكير الجماعات ..قد تكون هناك ابحاث عن علم النفس الاجتماعى لكنها تبقى محدودة التاثير فى فهم الظواهر الكبرى