{myadvertisements[zone_3]}
أمجد
عضو متقدم
المشاركات: 749
الانضمام: Oct 2004
|
قصة التجمع الليبرالي في سوريا يكتبها حسين عجيب
حكاية التجمع الليبرالي في سوريا
(يرويها مشارك وشاهد عيان)
أفزعني الكمّ الهائل من المهاترات, التي أطلقت حول التجمع المذكور, وبالأخص الحالة الهستيرية, التي يكتب فيها السيد نبيل فياض والذي حوّل تلك التجربة إلى مهزلة حقيقية.
ترددت كثيرا في الكتابة حول هذا الموضوع, لأسباب شخصية وموضوعية متعددة. وجدت نفسي في موقع لا أحسد عليه,وأمامي ثلاث خيارات محدودة:
1_ تجاهل الموضوع تماما, واعتباره تجربة عابرة أخذت من الاهتمام أكثر مما تستحق. وهذا رأي أصدقائي الأدباء, وأميل كثيرا إلى هذا الرأي, ليس لأني أعتبر النشاط السياسي أقل شانا من الأدب بشكل عام, بل لأن المناخ السوري بمجمله ما زال دون مستوى الحوار الفكري والسياسي, على خلاف الأدب الذي هو إبداع فردي أولا.
2_ كتابة ما حدث, بشكل تسجيلي محض, وترك الحكم للقارئ , وهو الخيار الأنسب.
لكن المشكلة في هذا الخيار, أنني أعتمد على الذاكرة فقط, ولست موضوعيا بالحد الأدنى الذي تتطلبه الكتابة التوثيقية, كذلك توجد عوائق مرتبطة بالأصدقاء والزملاء,سواء اللذين وافقوا على الفكرة والتجربة أم اعترضوا.
3_ كتابة تجربتي الشخصية في التجمع, وترك الباب مفتوحا للتصحيح والاختلاف. وهذا الخيار الذي يناسبني, واقدم شكري وامتناني للأصدقاء اللذين ساعدوني في تجاوز هذه الأزمة, سواء بإبداء الرأي أو بالإصغاء لثرثرتي المتكررة حول الموضوع,وأتغاضى عن ذكر الأسماء منعا للحرج, واحتراما للخصوصية.
*
"الدين لله والوطن للجميع" هي العبارة التي تختصر الموقف الليبرالي بالفكر والسلوك, بما تتضمنه من احترام الحقوق الفردية بدون تمييز, في دولة القانون والمواطنة بدون تمييز .
هكذا أفهم النزعة الليبرالية الناشئة في سوريا وجوارها, وهو ما كنت أحاول تعلّمه واكتسابه بالحوار والمشاركة, عبر تصحيح الأخطاء وتجنبها لاحقا, والتعلّم كذلك على الإصغاء للآخر والمختلف ورفض العنف. علمّتني هذه التجربة ضرورة الفصل بين الأفكار وحامليها, لأن حرية الاعتقاد والتفكير والتعبير وحدة لا تتجزأ.
معرفتي بالسيد جهاد نصرة حديثة العهد,وقد ابتدأت باستدعائه إلى الأمن في دمشق, قبل تأسيس التجمع بفترة قصيرة, كتبت حينها كأس جهاد نصرة المكسور, وهو منشور في الحوار المتمدن بتاريخه. بقية الزملاء بمن فيهم نبيل فياض لم تكن تجمعنا أي علاقة أو معرفة. وقد اخبرني على الهاتف بأن حوارا سيجمع بعض المهتمين بالثقافة الليبرالية في سوريا, وطلب مني المشاركة ودعوة من لديهم الاهتمام بذلك من أصدقائي ومعارفي.
لحسن الحظ لم يستجب لدعوتي أحد(وإلا لكانوا مدسوسين ومخبرين ولكنت في موقف أكثر حرجا اليوم) وللحق معظمهم تجنّب المشاركة و الحضور, وكان الاعتراض على مكان اللقاء وعلى المشاركين فيه كذلك,وهم : نبيل فياض وجهاد نصرة وحسين عجيب وبصحبة الأيهم صالح صاحب ومحرر مرآة سوريا, وقد أوضح الأيهم منذ اللحظة الأولى,أنه تقنيّ ودوره يقتصر على المساعدة بإنشاء موقع للتجمع, وطالبنا بفترة ثلاثة أشهر على الأكثر, لنتدبر أمر الموقع المستقل. وبدلا عن شكره,كما يجدر بالبشر الطبيعيين وليس الليبراليين فقط كان أول المتّهمين, مع أنه للحقيقة والإنصاف غيّر موقفه بعد توقيف نبيل وجهاد وتحمّل مسؤوليته الأخلاقية كاملة , واستخدم إمكانياته وموقعه للدفاع عن سجناء الرأي في سوريا وليس فقط عن الزميلين,وما زالت مرآة سوريا تقوم بنفس الدور كما يعلم الجميع.
*
اللقاء الأول أو التأسيسي في منزل السيد نبيل فياض وضيافته, كان جلسة غداء طبيعية وبكرم واضح,كان الحديث عاما وحول موضوعات متعددة, وخلال النصف ساعة الأخير تم الاتفاق بشأن التجمع وتسميته, وتحدد اللقاء الثاني في منزل السيد جهاد نصرة.
لا أتذكر الكثير عما دار في الجلسة, وما يهمّ بخصوص التسمية والمشروع بمجمله, تم الاتفاق على اسم التجمع الليبرالي في سوريا, كما تم تحديد موعد اللقاء الثاني, على أن يسبقه الإعلان عن التجمع ومؤسسيه مع أرقام الهواتف, ولم أضع اسمي وتلفوني على البيان, كما أوضحت للزميلين بسبب شخصي محض(وهو عدم رغبتي في عرض تلفوني على الملأ) مع استعدادي الكامل لتحمل مسؤولياتي, والقيام بالدور الذي سأكلّف به وأراه مناسبا.
أهم ما اتّفقنا عليه:الشفافية والوضوح, كما اتفقنا على تجنب أي شكل من السرّية, لأن المشروع بمجمله حوار ثقافي عام ويتركز على الأفكار الليبرالية, التي لا تحتمل العنف ولا السريّة. أشار السيد نبيل عدّة مرات بأن معه ضوء أخضر من جهة أمنية عليا, وسوف يكرر ذلك في اللقاء الثاني دون اعتراض أو تساؤل لا مني ولا من سواي.
كنت شخصيا أتطلع إلى مشروع وسطي بين حدّين, ألا يكون ملحقا بالسلطة ومؤسساتها فيتحول إلى فصيل جديد في الجبهة الوطنية التقدمية بدون لون أو طعم, وبالمقابل ألا يكون حزبا سريا يكرر مآسي وخسارات المعارضة سابقا. وكنت أعتبر ذلك المشروع هو الأقرب إلى تجربة منتديات المجتمع المدني, وقد أوضحت ذلك كتابة, وما زلت اعتقد أن ذلك الموقع ينسجم مع موقفي الشخصي الذي تحول من الموقف المعارض إلى الموقف النقدي.
في طريق العودة, اقتصر الحديث على الشعر, وقد نفّذت اقتراح الصديق جهاد, بطباعة مجموعتي الثانية"نحن لا نتبادل الكلام" بمائة نسخة وتوزيعها على الأصدقاء. وحتى موعد اللقاء الثاني كنت مشغولا عن التجمع بالشعر, وقد لامني جهاد على ذلك.
*
مكان اللقاء الثاني كان منزل السيد جهاد نصرة كما تمّ الاتفاق سابقا, والحضور لم يتجاوز عدد أصابع اليدين,وأقسم على ذلك, أهاننا نبيل فياض جميعا(أو هكذا كان شعوري) وهو يقول بالحرف: أنتم محسوبون عليّ, ولن تتعرضوا لأي مخاطر, معنا ناس كبار, وكان يتحدث كالشيخ في الجامع أو الأستاذ في المدرسة. خرجت للتدخين مرات عديدة,واكثر من نصف مدة اللقاء كنت أدخن خارجا,باستغراب ودهشة, لم يعد يحق لي القول باستنكار.
إضافة إلى الشفافية والوضوح تكررت كلمة"المعرفي" وكان نبيل من طالب بها, غايتنا معرفية وليست سياسية, هكذا اتفقنا على توزيع الأدوار, وقد أعلن ذلك عبر شبكة الانترنيت,
في موقع التجمع وفي مرآة سوريا ومواقع أخرى.
وافق الجميع على أن يكون نبيل الناطق باسم التجمع(لكنه زادها حبتين بعد حلّ التجمع) وجهاد المنسق للتجمع, على أن أقوم بإدارة موقع التجمع, وكالعادة وافق الأيهم مشكورا على مساعدتي وتدريبي,ووافق الجميع على شروطي لإدارة الموقع,وتتلخص بأن توجّه الموقع حواري وثقافي, قبل أن يكون ناطقا بسم جماعة أو تنظيم.
قبل موعد اللقاء الثالث في منزل السيد نبيل فياض في الناصرية بأيام, سمعنا باعتقاله من وسائل الإعلام, ولحقه جهاد نصرة, وعشنا في القلق والترقب خمسة أيام, لحين خروج جهاد نصرة من السجن. (يتبع,حلّ التجمع)
اللاذقية_حسين عجيب
|
|
05-03-2005, 04:40 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
أمجد
عضو متقدم
المشاركات: 749
الانضمام: Oct 2004
|
قصة التجمع الليبرالي في سوريا يكتبها حسين عجيب
2_حكاية التجمع الليبرالي في سوريا
لو كنا في ثمانينات أو تسعينات القرن الماضي, لكان التوقف عند سجن أيام أو شهر في سوريا لناشط فرد, أو مشارك في جمعية غير مرخّصة, مزحة غليظة لكاتب أو متكلم سمج. تغير الأمر نسبيا, ثمة هامش للتعبير وللمختلف, سمحت به المتغيرات الإقليمية والتحولات الداخلية في الوضع السوري. تلك التغييرات أو توقعاتنا ورغبتنا الجامحة بحصولها, كانت السبب في تزايد الكتابات عن الوضع الداخلي السوري, وظن الكثيرون أن ربيعا ثانيا في سوريا قد بدأ.
توقيف الكاتبين والمؤسسين للتجمع, ترافق مع حالة من الصدمة والذهول, خصوصا لصاحب الموقع الأيهم صالح و الياس حلياني ومسلّم الزيبق وأنا, أما البقية الذين حضروا اللقاء الثاني لم أسمع بهم بعد ذلك. موقع التجمع الليبرالي في سوريا استمر في العمل, ولم يتعرض للحجب وهذا ما أثار تساؤلات بلا إجابة حتى اليوم. ربما كان سبب التوقيف, كتابة بعض المقالات التي تجاوزت الخطوط الحمر, أو للضغط على الكاتبين لحلّ التجمع, أو السببين معا, أو لأسباب أخرى ما زالت مجهولة, وتخص الكاتبين والجهة التي قامت بالتوقيف.
بعد خمسة أيام تم الإفراج عن جهاد, التقينا في منزله مع الياس ومسلم, وخلصنا إلى صيغة مشتركة بحلّ التجمع, على أن يترك الأمر مفتوحا لحين خروج نبيل, فإما يتم اللقاء على أسس جديدة ومن يشاء يتابع المشاركة, أو أن الحلّ يكون نهائيا والتجربة ولدت ميتة وهذا ما حصل.
*
خرج نبيل فياض بعد حوالي شهر من التوقيف, سمعت بالخبر من الإعلام, بعد يومين, ومنذ ذلك اليوم وأنا أقر أ و أسمع بتصريحاته السريالية, فتارة يقول بأنه كان ضيفا على جهة أمنية ولو طلب حليب العصفور لجاءوه به, وتارة يلقي بالتهم جزافا على البلد وأهله, دون تمييز بين سلطة مطلقة تمتلك كل شئ أو معارضة تعرضت لأقسى أشكال القمع أو شعب مغلوب على أمره. في البداية اعتبرت كغيري أن الرجل يمرّ بحالة صعبة, وهو السبب في تناقض كتابته وتصريحاته, حتى فاجأنا بمقالة نارية يعلن فيها من جهة بأنه سيعيد تشكيل التجمع الليبرالي في سوريا, ومن جهة ثانية يشهر اكتشافه العبقري, باستثناء جهاد والياس كان البقية حفنة مخبرين أرسلتهم أجهزة الأمن للتجسس على نبيل فياض شخصيا.
أوقعني السيد نبيل فياض,مع بقية زملائي المتّهمين, في مأزق لا نحسد عليه, فإما نبتلع الموس على الحدّين ونتجاهل ثرثرته المستمرّة,احتراما للفكرة النبيلة والتجربة المتعثرة ومن تعاطفوا معنا في الداخل والخارج, أو نكشف ما جرى ونترك الحكم والتقييم للقارئ والمستقبل, وهذا ما حاولت فعله, بإمكانياتي المحدودة, وأرجو أن يكون فيه, قبل الاعتذار عن خيبة الأمل التي سببناها, إمكانية تلافي ما أفسدناه بحماقتنا وتسرعنا.
التكفير أو التخوين, سلاح قاتل للفكر والإبداع وموروث منذ القدم, ويستخدمه الأصوليون الجدد أو القدامى,ولا يغيّر من واقع الأمر اختلاف التسميات: ليبرالية أو ماركسية أو قومية أو دينية. المشترك بين جميع الأصوليين قناعتهم بامتلاك الحقيقة والصواب, وتكون النتيجة المباشرة إبادة واستئصال الخصوم والمختلفين, ويصل الأمر في مراحله المتقدمة إلى استئصال المشابهين والمشاركين, وقد فعلها المسلمون في حروب الطوائف والشيوعيون في حملات التطهير والبعثيون في الانقلابات الدامية لكن بعد امتلاك السلطة, و من يفعلها اليوم باسم الليبرالية, و هو بعيد عن السلطة واقعيا وإن امتلكها بخياله وأوهامه, وضد من كانوا معه ووقفوا لجانبه أولا لأنه كان ضحية لحرية الرأي والتعبير وثانيا لأن الحلم المشترك: وطن للجميع ومواطن حر. أشعر بالأسف والخجل من النتيجة التي وصلنا إليها, فبدلا عن حوار حقيقي ومنفتح, يقوم على احترام الآخر المختلف والمؤتلف, يساهم في تأسيس ثقافة التعدد والتسامح, نعيد أسوا ما ورثناه, تبادل التهم بما تحمله من رغبة صريحة ومضمرة في إلغاء الآخر.
وفي الختام أقدم اعتذاري الصريح, فيما تسببت به من ألم وخيبة, للسوريين أولا ولبقية الأصدقاء والمتعاطفين مع قضية الحرية والكرامة الإنسانية بإطلاق.
152005-
اللاذقية_ حسين عجيب
|
|
05-03-2005, 04:42 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
حسان المعري
عضو رائد
المشاركات: 3,291
الانضمام: Jul 2002
|
قصة التجمع الليبرالي في سوريا يكتبها حسين عجيب
[quote] أمجد كتب/كتبت
التكفير أو التخوين, سلاح قاتل للفكر والإبداع وموروث منذ القدم, ويستخدمه الأصوليون الجدد أو القدامى,ولا يغيّر من واقع الأمر اختلاف التسميات: ليبرالية أو ماركسية أو قومية أو دينية. المشترك بين جميع الأصوليين قناعتهم بامتلاك الحقيقة والصواب, وتكون النتيجة المباشرة إبادة واستئصال الخصوم والمختلفين, ويصل الأمر في مراحله المتقدمة إلى استئصال المشابهين والمشاركين, وقد فعلها المسلمون في حروب الطوائف والشيوعيون في حملات التطهير والبعثيون في الانقلابات الدامية لكن بعد امتلاك السلطة, و من يفعلها اليوم باسم الليبرالية, و هو بعيد عن السلطة واقعيا وإن امتلكها بخياله وأوهامه, وضد من كانوا معه ووقفوا لجانبه أولا لأنه كان ضحية لحرية الرأي والتعبير وثانيا لأن الحلم المشترك: وطن للجميع ومواطن حر.
الحمد لله حمدا عظيما أن لقاءا يرأسه نبيل فياض قد انتهى الى ما انتهى إليه ..
حقيقة لو لم ينتهي كذلك ، لقلنا أن في الأمر سر ما !!
يعني من المضحك المبكي أن يتحدث معاق فكري وثرثار أرعن كنبيل فياض بإسم الليبراليين السوريين .. هذا الذي يستنشق الإقصاء والتطرف استنشاقا ..
ثرثرته وتبجحه وتناقضاته لا تذكرني إلا بمعاق آخر : نزار نيوف ..
مع ذلك هناك ضوء صغير في نهاية النفق ..
بودي .. أحلم .. أعتقد أن المثقف السوري لا يزال بعيد عن التطرف من أي شكل كان رغم كل ما عانته سوريا من تغييب قسري للعقل طيلة عقود .. وبرغم كل الأزمات التي عصفت بسوريا .
هناك ضوء في نهاية النفق هو من سيصنع المرحلة ..
لكن بالتأكيد ليس ضوء سيجارة نبيل فياض ..
إلى المزبلة نبيل فياض وكل الليبرالويين الجدد .
|
|
05-03-2005, 05:03 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
|