المحامي جريس الهامس

من القسم الثاني من كتابي الجديد : مملكة الإستبداد المقنن في سورية
--------------------------------------------
لماذا تقام السجون على ضفة النهر في بلد يشتهي الماء ...؟
ذهبنا إلى بردى وسألناه ..: ؟
هل أنت إمرأة زاهدة ...؟
فلم يخرجونا إلى النهر ثانية .. ؟
صاح ِ هذي زنازيننا تملأ الأرض من عهد عاد
فأين البياض وأين السواد .. ؟؟
محمود درويش
من حصار لمدائح البحر
الحديث عن السجون والمعتقلات في سورية ذو شجون واّلام لاتتسع له عشرات المجلدات . بعد أن زرعها النظام البوليسي في كل زاوية من وطننا الحبيب حتى أضحت كالوباء لم ينج من شرها أي مواطن شريف وقد تجاوز عدد المعلوم منها عدد المستشفيات ودور العلم ورياض الأطفال
وإذاخرجنا من حدود المكان في السجون الصغيرة واخترقنا أسوارها وأسلاكها المكهربة نجد أنفسنافي السجن الكبير" حيث يعيث خفافيش الظلام فسادا وإجراما على كل شبر من أرضنا الطيبة المجبولة بدماء شهدائنا الأبطال ..ويتربع فوق أشلاءشعبناجلاد وسجان أوحد فريد من نوعه في العالم المعاصر... ظن هذا السجان الأوحد أن بناء السجون وأقبية التعذيب تستطيع خنق الرأي الاّخر الحر واغتيال أبسط حقوق الإنسان خلف قضبانها وترويع الشعب خارجها ..كما صوّر لهعقله المريض والمسطّح وساديته وحقده الطائفي كما صوّرت له القوى الظلامية الموجهة له بأن إشرافه المباشر على أجهزة القمع والإرهاب ستحمي سلطانه وتمنحه سلطة القضاء على أية معارضة لنظامه الفاشي الذي اغتصب السلطة من الشعب بحراب أسياده في واشنطن أولا ومباركة المحرفين السوفييت ثانيا وتصفية أحرار سورية الحضار والعروبة ماديا ومعنويا ..
ولم يكن هذا سرا" ففي الموْتمر القطري التاسع لحزب البعث المنعقد في كانون الأول عام 1979 قدّم الجلاّد الصغير رفعت الأسد مشروعا لقرار يقضي بمنح شقيقه حافظ بالإشراف مباشرة على أجهزة القمع تحت شعار : ( تطوير أجهزة الأمن ) وقد أقره الموْتمر العتيد..؟ بالإجماع . لهذالانغالي إذا قلنا إن حافظ الأسد سجّان أوحد في سورية ولم يكن رئيسا للجمهورية ..وهو المسوْول الأول عن جميع الماّسي والجرائم التي تعرض لها شعبنا في سورية ثم في لبنان لاحقا ناهيك عن دوره في في مخطط الإستسلام والذل الذي يخرجه المسرح الأمريكي الصهيوني اليوم بالإشتراك مع بقية الأنظمة العربية ...؟
من السجن الكبير ننتقل إلى السجون الصغيرة والمعتقلات المنتشرة كالوباء في جميع محافظات سورية والتي تمارس خلف قضبانها كل الغرائز الحيوانيةوأساليب التعذيب الوحشي على أيدي مختصين تدربوا في معاهد المخابرات الأمريكية والبريطانية والسوفياتية دون أن ننسى ألمانيا الشرقية التي كان لها قصب السبق في هذا الإنجاز الوحشي الذي توّج بالكرسي الألماني الذي عذّب به الّلاف من أحرار شعبنا ...ففي كل ركن من هذه السجون دماْ بريئة وصرخات ضحايا واّهات أمهات واستغاثة أطفال سلب الطغاة من عيونهم الحلوةالأمن والطمأنينة واغتصب من شفاههم البريئة الإبتسامة وعذوبة النداء للأب والأم والأخ ...الخ
هذه السجون فاغرة فاها كوحش مفترس لاتعرف الشبع والقناعة في عهد هذا الطاغوت الرهيب الذي تجاوز ( فيعهد الطاغوت الأب ) رهبة وهمجية ووحشية منافي سيبيريا في العهد القيصري كما وصفها الكاتب الروسي الشهير دوستوفسكي - في كتابه ( بيت الموتى ) قبل قرن ونيف من الزمن ... كما تجاوزت معتقلات النازية والصهيونية إجراما وعنصرية .. أما وسائل التعذيب الجسدي والنفسي التي تمارس فيها تحتاج لدراسة خاصة لايتسع لها المجال هنا
والسجون في سورية نوعان : ؟
الأول :قديم ورثه نظام حافظ الأسدعن العهود السابقة .والديكتاتوريات العسكرية السابق ثم قام بتوسيعها وتحوبلها إلى معتقلات سياسية
الثاني : من منجزات نظام حافظ الأسد مجهّزة بالمنجزات الإلكترونية للتعذيب والوسائل الوحشية الأخرى
يضاف لها ثكنات الجيش والشرطة التي تستخدم كسجون جماعية عندما تقضي الحاجة بعد تحويل الجيش إلى بوليس ضد الشعب كما يضاف لها أقبية المخابرات المنتشرة في كل حي وضاحية والتي من الصعب جدا إحصاوْها.. لهذ ا نكتفي بتسجيل السجون الرئيسية المعروفة وفق التقسيم الإداري للمحافظات السزرية ...؟
في مدينة دمشق ومحافظتها وحدها 27 سجنا كبيرا يتراوح استيعاب عدد النزلاء فيها بين الاّف كما في سجون عذرا وصيدنايا وكفرسوسة وسجن المزّة الذي أغلق
منذ عامين فقط لمحاولة بيعه إلى تجار البناء شركاء رامي مخلوف وبين أعداد أقل في السجون الأخرى
وبلغ عدد السجون المعروفة في سورية 115 سجنا ومعتقلا " بينما عدد المستشفيات الحكومية لايتجاوز ال 45 وفق المجموعة الإحصائية السورية لعام 1988 كعينة وسطية لحكم الطاغية الأب و51 مستشفى وفق المجموعة الإحصائية لعام 1998 أما المستشفيات الخاصة فهي مشاريع تجارية باهظة التكاليف لاتستطيع الأكثرية الساحقة من شعبنا التي أوصلها النظام الأسدي إلى ما دون خط الفقر دفع تكاليفها .. وحتى المستشفيات الحكومية التي تشبه المسالخ لايدخلها البوْساء ما لم يدفعوا الرشوة
وإلى عدد اّخر _ يتبع

ذكرت في القسم الأول أن عدد السجون العلنية المعروفة في مدينة دمشق ومحافظتها فقط بلغ 27 سجنا نورد أسماءها على سبيل المثال لاالحصر ..؟
وساذكر مواصفات بعضها الداخلية التي كنت نزيلا فيها في شتى العهود الديكتاتورية منذ عام 1950 حتى اّخر اعتقال لي بتاريخ 31 -اّذار - 1980 إبّان إضراب المحامين الأخير إبان معركة النقابات العلمية السلمية دفاعا عن الحريات العامة والديمقراطية وحقوق الإنسان وضد نظام القمع والإرهاب والقوانين والمحاكم الإستثنائية الفاشية .. ومواصفات السجون الأخرى التي لم أتشرف أن أكون نزيلا سياسيا فيها خصوصا وأنني إقطاعي من هواة النزول بفنادق الخمسة نجوم الحديثة التي أنجز بناءها ( المغفور له ) حافظ الأسد بعد تهجيرنا من الوطن منذ ربع قرن وقرأ العملاء الفاتحة علينا وقالوا للأصدقاء والرفاق أننا في عداد الأموات لأن الحياة ملك خاص بهم مادام الوطن كله مزرعة خاصة لهم .. هذه السجون المنجزة أسديا لتشجيع السياحة مصدر التنمية الأساسي في النظام الأسدي العتيد نقل لي أوصافها أصدقاء ومناضلون أبطال قضوا زهرات شبابهم خلف قضبانها ورسموا لي مخططا تقريبيا لأكبر وأضخم مسلخ بشري بناه الطاغية الأب وأطلق عليه إسم ( سجن صيدنايا ) مغتصبا اسم بلدتي الحبيبة مشوها تاريخها مغتصبا أراضي فلاحيها وفلاّحي بلدتي تلفيتا ومنيين على تلة تدعي ( عابا ) وهو اسم سرياني قديم يعني - غابة كانت ملعبا لطفولتنا أثناء موسم الحصاد ..
وأهم هذه السجون في مدينة دمشق ومحافظتها كما يلي ..؟
1-
سجن المزة العسكري بناه المستعمرون الفرنسيون بعد احتلالهم لدمشق عام 1920كإحدى قلاع تلال المزة المشرفة على دمشق من الغرب ومنها قلعة غورو كمرابض للمدفعية لقصف دمشق عند الحاجة كما حدث ابّان الثورة السورية الكبرى عام 1925 وأبّان العدوان الفرنسي على دمشق بتاريخ 29 أيار 1945
وأول من استعمل هذه القلعة كسجن سياسي الديكتاتور حسني الزعيم زعيم أول انقلاب عسكري في سورية صنعته المخابرات المركزية الأمريكية وشركة أرامكو والتابلاين الأمريكية السعودية لتمرير خط البترول الأمريكي من الظهران الى الزهراني على الساحل اللبناني مرورا بالأراضي السورية بعد أن رفض الشارع الوطني السوري والصحافة والأحزاب السورية ذلك
وبنىحافظ الأسد مهاجع وزنزانات جديدة في هذا السجن منها زنزانات خاف الباب الرئيسي على الجانبين طول الواحة منها متران بعرض متر واحد أطلق عليها السجناء اسم المقابر . وأذكر أن المساحة المخصصة للمعتقل لاتزيد عن مساحة فراش محشو بالقش والبق طبعا طوله متران وعرضه 70 سنتيمتر أما في مواسم حملات الإعتقالات الواسعة كان يحشر في المهجع الذي يستوعب 30 معتقلا أكثر من 70 معتقلا ويجري النوم بالتناوب ويتحول المهجع إلى علبة سردين اعتقلت فيه مرتين الأولى في عهد الشيشكلي 1953 والثانية في عهد حافظ الأسد 1974 - 1978
أغلق هذا السجن عام 2002 وطبّل إعلامهم التافه لللإنجاز الكبير لتسليم السجن والتل القائم عليه كله لتجار البناء وشركات مخلوف - الأسد وشركاوْهم بعد أن باعوا الوطن كله ... وبنوا عوضا عنه سجنا عسكريا جديدا ملحقا بسجن صيدنايا وكان يستوعب هذا السجن في الأحوال العادية ألف معتقل تقريبا
-2
سجن الشيخ حسن : يقع في مدخل حي الميدان بجانب مقبرة الباب الصغير ..كان مخفرا للشرطة حوّله الديكتاتور الشيشكلي الى سجن موْلفمن طابقين يضم كل طابق ثمانية عشرة زنزانة فردية تحتوي كل منها على صنبور ماء ومرحاض الى جانب غرفة كبيرة فيكل طابق تتسع لثلاثين معتقلا إلى جانب غرف الجلاّدين والتعذيب التي أضافها الجلاّد الأوحد بعد 1970 اعتقلت ورفاقي في هذا المعتقل ثلاث مرّات مرتين في عهد الرفاق والأصدقاء نورالدين الأتاسي ويوسف زعيّن وابراهيم ماخوس وحبيب حدّاد وغيرهم في اّب 1967 بعد إصدرنا بيانا أدنا فيه تسليم الجولان دون قتال للعدو الصهيوني وطالبنا بمحاكمة العسكريين المسوْلين عن تلك الكارثة والثانية في الأول من أيار 1968 بعد إصدارنا بيانا يدعو للإضراب العام وفي المرة الثانية التقينا بالمناضل جورج حبش ورفيق بوشناق قبل تهريبه من السجن بأسبوع تقريبا وبالمعتقلين من معارضي النظام كان بينهم السادة : خليل كلاّس عبد الغني قنوت "زاهي القائد " ياسين الحافظ " سركيس سركيس " وغيرهم ولم تتجاوز مدة السجن في كل مرّ الشهرين وأذكر في المرة الأخيرة قدّم لنا رئيس الشعبة السياسية اعتذارا . كما اعتذر الرئيس نور الدين أمام الفريق المرحوم عفيف البزرة الذي كان ( والدا لكل الوطنيين ،) نعتزبه عندما عاتبه لاعتقالنا ...
والمرة الثالثة بعد نجاح أضرابنا في القصر العدلي بتاريخ 31 اّذار 1980 وانضمام عدد من القضاة الشرفاء للإضراب برفض شطب دعاوى المحامين المضربين لأول مرة في تاريخ القضاء السوري اعتقلنا من أمام القصر العدلي المطوق وكانوا قد اعتقلونا في اليوم السابق لعدة ساعات فقط في هذا السجن ثم أطلقوا سراحنا وأنجزنا الإضراب في اليوم الثاني مهما كانت النتائج وكان معي في المرتين فرسان النقابة الاّتية أسماوْهم اتمنىلمن توفي منهم الرحمة والخلود ولمن لايزال حيا طول العمر والصحة لنلتقي في دمشقنا بعد سقوط الطاغوت : الزملاء السادة نزار عرابي - هيثم المالح - ميشيل عربش -عدنان عرابي كما اعتقل معنا استاذنا الجريْ
الدكتور مصطفى البارودي أستاذ الحقوق الدستورية في كلية الحقوق . وكان رئيس الشعبة السياسية العقيد محمد الزعبي تلميذا عنده في الكلية استبقاه في غرفته وأنزلونا قبو الشعبة السياسية الذي نقلونا إليها من الشيخ حسن وبعد ساعت فقط من دعوة مجلس النقابة إلى الإضراب المفتوح في اليوم التالى أطلقوا سراحنا حوالي الساحة العاشرة ليلا بعد خروجنا ضغط الدكتور البارودي على يدي لأذهب معه ودعنا بعضنا لنلتقي غدا وبعد بلوغنا منزله في حي الميدان أخبرني بما سمعه من المكالمات الهاتفية في غرفة الزعبي قال أحدهم حرفيا : أنا ما قلت لكم هذا ما لازم يبقى طيب - طلب مني أن أنام في مكان اّمن في الحي نخرج إليه من الباب الخلفي وهو يوْمن الإتصال بعائلتي .. رجاني ألا أعود إلى المنزل أو منزل أقارب يعرفونهم وودعني بلهفة وحنان الأب وانطلقت من الباب الخلفي باتجاه بساتين القدم إلى منزل صديق وفي استضافني حتى الصباح لأغادر المدينة كلها ...
- سأوجز السجون التالية التي اتسعت له صفحات الكتاب
- 3
سجن كفر سوسة : من منجزات النظام الأسدي بعد تخريب بساتين الغوطة الغربية بنى هذا السجن النازي بمساعدة خبرة أمريكية ألمانية شرقية مشتركةتخضع جميع زنزاناته وقاعاته لنظام رقابة وتنصت الكترونية حديثة دشنه حافظ الأسد عام 1975 ووضعه تحت حراسة وحدات سرايا الدفاع بقيادة شقيقه رفعت ثم أصبح فيما بعد تحت حراسة الحرس الجمهوري يتسع هذا السجن لأكثر من ألفي معتقل تقريبا
-4
سجن قلعة دمشق : هذه القلعة من عهدالفاطميين تقريبا اتخذها الأتراك سجنا ثم الملك فيصل ثم الفرنسيين وبقيت كذلك بعد الإستقلال حتى ألغائها عام 1979 وتحويل السجناء العاديين الى سجن عذرا الذي أنجزة حافظ الأسد وخصص فيه قسما منعزلا للمعتقلين السياسيين
بينما كان السجناء السياسيون والعاديون يعيشون معا في مهاجع سجن القلعة قبل العهد الأسدي
اعتقلت في سجن القلعة عدة مرّات أولها عام 1950 بعد تظاهرة ضد العدوان الأمريكي على كوريا وكنت معلماّ ابتدائيا يومها اعتقلنا في الأول من حزيران شبابا وشابات بعد معركة مع الشرطة وخرجنا من السجن في الأول من أيّار وعدت إلى عملي كالمعتاد وكان المحاسب الطيب قد حفظ لي رواتبي كاملةثم اعتقلت عام 1953 بعد خروجنا من سجن تدمر بثلاثة أشهر وكان معي هذه المرة نورالدين أتاسي وعبد الغني قنّوت وسعيد صبّاغ وسليمان شكّور وسميح الجمالي وتوفيق أستور وخالد الكردي وغيرهم
5-
سجن عذرا الاّنف الذكر :: حل محل سجن القلعة يتسع لحوالي ألفي معتقل ونيف اعتقل فيه عدد كبير من معتقلي الرأي والضمير من مختلف الأطياف السياسية ولايزال حتى الاّن العشرات منهم في هذا السجن وفي مقدمتهم المعتقلون التسعة - رياض سيف ومحمود الحمصي وحبيب عيس ورفاقهم والدكتور عارف دليلةعميد كلية الإقتصاد الذي أشرف على الهلاك وغيره من معتقلي الرأي والضمير
..-[B]6
سجن صيدنايا : تكلمت بألم حول بناء هذا المسلخ البشري الذي اغتيل فيه المئات تحت العذيب الوحشي
ولايزال في هذا السجن أقدم معتقل سياسي في سورية المناضل الدكتور عبد العزيز الخيّر ... ويضم هذ السجن الرهيب ثلاث طبقات فوق الأرض وثلاثة أخرى تحت الأرض قام بتصميم هذا السجن خبراء ألمان على شكل علامة شركة مرسيدس يتسع في زنزاناته ومهاجعة تحت الأرض وفوقها إلى ثلاثة اّلاف ضحية ونيف وهو ثاني معتقل في الحجم ووحشية التعذيب بعد معتقل تدمر النازي محاط بسورين محاطين بأسلاك مكهربة وحقا ألغام أيضا
وتخضع هذه السجون إداريا إلى جهتين مختلفتين : المخابرات العسكرية ومخابرات ( أمن الدولة ) وكلها تابعة للسجّان الأوحد ...؟ يتبع القسم الثالث
المحامي جريس الهامس .. - لاهاي

... ذكرت في القسم السابق أن أن المساحة التي كانت مخصصة للمعتقل في سجن المزّة كانت لاتزيد في الأحوال العادية عن مساحة فراش محشو بالقش والبق طبعا طوله متران وعرضه سبعون سنتيمترا وكذلك كانت مساحة المقابر الزنزانات الفردية تقريبا وهنا علينا أن نرى ما فعله هذا الطاغوت بأحرار شعبنا لابد أن نذكر أن الحد الأدنى المخصص لحياة البقرة الواحدة في هولندة مثلا هو ثلاثين مترا مربعا مع التهوية والإضاءة الجيدة وحتى الموسيقا وحرية الحركة في المراعي كما تشاء
وهناك موضوع اّخر لابد من التعليق عليه هوتصريحات وزير دفاع فن الطبخ وعشيق ( جينا لولو بريجيدا ) من جانب واحد كما يدعي السيد مصطفى طلاس للمجلة الألمانية ( دير شبيغل ) متباهيا فيه بقتل الناس بالجملة وباغتصاب السلطة من الشعب ذيلا لسيده الطاغية دون خجل أو حياء أتركة للفصل الخاص الذي خصصته لسجن تدمر النازي الذي يعتبر وصمة عار في جبين البشرية كلها التي مارست التعتيم عما جرى فيه لعقود طويلة وأشكر الزميل أنور البني لملاحقته تصريحات طلاس الإجرامية ... كما اشدّ على أيدي الزميل المناضل هيثم المالح الذي يتابع باهتمام بالغ خطورة المخططات الإيرانية الطائفية القذرة التي يجري تنفيذها في سورية منذعشرات السنين ضمن الحلف الغير مقدس بين النظام الأسدي ونظام الملالي في طهران الذي لايختلف عن المخطط الصهيوني في فلسطين بكثير .. لأن الطائفية والصهيونية توأمان لجوهر واحد وأتمنى للزميل هيثم ورفاقه الصحة والنجاح ...بعدها أعود لأكمل موضوع السجون في مدينة دمشق ومحافظتها بإيجاز لأنها مفصلة في الكتاب أولا ولأن الأحداث الخطيرة في المنطقة متسارعة وشعبنا وسطها ضحية النظام السفّاح والتدخل الأجنبي السافر في اّن واحد
-7
سجن ما يسمى ( أمن الدولة ) في القصاع قبالة مستشفى دار الشفاء هوعبارة عن قبو تحت الأرض بين بنايتي المخابرات والتعبئة العامة .. اعتقلت فيه عدة ساعات فقط فور اعتقالي عام 1974 ثم نقلت منه إلى سجن الروضة .. يتألف من ثلاث غرف كبيرة وعدد من الزنزانات وباحة للتعذيب اليومي التقيت فيه بالشهيد عقل قربان كماذكرت سابقا وبالمناضل الوطني الشهم نصر الشمالي الذي قضى في هذا السجن حوالي أربع سنوات قبل نقله إلى سجن المزّة لألتقي به ثانية في المهجع رقم 3 علوي مع خيرة الشبان الوطنيين من العسكريين والمدنيين
-8
سجن الشرطة العسكرية بدمشق : كان في إحدى ثكنات الجيش من مخلفات الجيش الفرنسي قبالة كلية العلوم في جامعة دمشق ..كان محطة للعسكريين المحالين للقضاء العسكري موْلف من غرفتين فقط يحشر فيهما أكثر من مئة معتقل يجلسون القرفصاء على الأرض القذرة وكان السجانون يسلبون كل ما يجدونه مع المعتقل يسلبون علب السجائر من المعتقلين ثم يبيعونهم السيجلرة الواحدة بخمس ليرات مررت على هذا السجن مرتين اثناء نقلي من سجن المزة إلى سجن تدمر بين الأول من تشرين الأول 1973 و الأول من اّذار 1975 ولولا الموقف الصادق الزملاء في النقابة وخاصة الزملاء رشاد عيسى والشهيد نزيه الجمالي وومروان حصري وسمير كحالة وإحسان مارديني وغيرهم إلى جانب الجهود الجبارة التي بذلها رئيس رابطتناللدفاع عن حقوق الإنسان بدمشق المرحوم موفق الكزبري وكفاح الشهيد محمد الفاضل والأستاذ هاني البيطار اللذان مثّلا هيأة الدفاع عنا أمام المحكمة العسكرية بتهمة مناهضة أهداف الثورة... كنت الوحيد من بين كل المعتقلين السياسيين الذي نقلوه إلى سجن تدمر وجرت محاولة اغتيالي في محطة ( التيفور ) بين حمص وتدمر التي أنقذني منها سائق بدوي شهم دون أن يعرف إسمي أو أي شيْ عني
انني مدين في حياتي لجميع هوْلاء وللرفاق الفييتناميين الذين تدخلوا مباشرة متجاوزين الأعراف الدبلوماسية لإنقاذ حياتي وكانت زوجتي الحبيبة نجمة الصبح التي تجوب كل الأجواء تمسك بخيوط الأمل والصبح للإنقاذ...لم في سجن تدمر معتقلا سياسيا سواي وكان مدير السجن من القلمون يتجنب اللقاء بي لكنه لم يكن سيئا
في سجن الشرطة العسكرية هذا الذي كان يشرف عليه مباشرة علي المدني وهومن ضباط أكرم الحوراني المعروفين كنت أعرفه عن قرب في أحد اللقاءات التقيته وجها لوجه أثناء نزولنا من سيارة سجن تدمر التي كان يطلق السجناء عليها ( سيارة المسلخ ) تجاهلني فقلت بأعلى صوتي الله يذكرك بالخير يا أستاذ أكرم لم يلتفت إلى الوراء خوفا على النحاس الذي يحمله على كتفيه ... ثم نقل هذا السجن إلى معسكرات القابون
-9
سجن الحلبوني : كان في الماضي منزلا لرئيس الجمهورية الشيخ تاج الدين الحسيني عام 1942 احتله النظام البولسي وقطع أشجار حديقته الجميلة ليبني مكانها الزنزانات وغرف التعذب كان تابعا لعلي دوبا مباشرة كما كان سجن أمن الدولة الاّنف الذكر تابعا للجلاّدين محمد ناصيف وفوّاز النقري اعتقل في هذا السجن عدد من النساء مع أطفالهن كرهائن من قرية رنكوس بعد فرار أزواجهن من قبضة المخابرات وكان بينهن حوامل ولدن في السجنوهذا ما لم يفعله عتاة النازيين المجرمين
-10
سجن طريق مطار دمشق الدولي بنى هذا السجن السفاح الصغير رفعت الأسد بحراسة سرايا الدفاع . كان يشرف على تعذيب الضحايا فيه بعد قضاء ليله في كازينو المطاريغتال من يشاء منهم ويدفنه الجلاوزة في مكان مجهول وكان يعتبر الداخل إليه مفقودا ومن النادر أن يخرج حيا منه ثم أبح هذا السجن تابعا لعلي حيدر
-11
مركز الشعبة السياسية في مدخل حي الشيخ محيي الدين كان هذا المركز محطة للتحقيق مع معتقلي سجن الشيخ حسن كما كان مقا للقاء سجناء الشيخ حسن مع عائلاتهم تحت رقابة وتنصت المخابرات وفي الطريق بين الشيخ حسن وهذا المركز أنقذت مجموعة من شبان الجبهة الشعبية الدكتور جورج حبشمن سيارة المخابرات وفرت به إلى لبنان
-12
قبو المخابرات مقابل المستشفى الإيطالي بدمشق : كان يستعمل لحالات الإعتقال الموْقت والتعذيب اغتيل في هذا المعتقل الشهيد فرج الله الحلو قائد الحزب الشيوعي اللبناني وذوّبت جثته بالأسيد في العهد الناصري على أيدي الجلاّدين سامي جمعة - عبد الوهاب الخطيب - وجيه أنطكلي - ورئيسهم المباشر عبد الحميد السرّاج
-13
سجن الروضة : في حي الروضة بدمشق بين الدور السكنية والمدارس الإ بتدائية التي كنا نسمع ضجيج الأطفال والأساتذة إلى زنزاناتنا المجاورة أثنا ء اعتقالنا يضم هذا المركز عددا من الزنزانات تحت وطابقين فوقها للتحقيق والتعذيب
- 14
فرع فلسطين : في حي المالكي مشهور هذا الفرع بالتعذيب الأثر همجية اعتقلت فيه زوجتي ورفيقاتها لعدة أيام بتهمة ملفقة لمحاولة اغتيال رفعت الأسد أثناء مروره إلى منزله في فيلات المزة الغربية عام 1976 كما اعتقل في عدد من الفدائيين الفلسطينيين واستشهد واحد منهم تحت التعذيب ..
-15
سجن مخابرات القوى الجوية : كان يشرف على هذ السجن كل من ناجي جميل ومحمد الخولي ويقع في قبو مبنى القوات الجوية اعتقل فيه العديد من المدنيين وعذبوا
-16
سجن المخابرات العسكرية في قبو مبنى الأركان العامة كان يشرف عليه علي دوبا ثم انتقل إلى خلفه
-17
سجن باب مصلّى - في حي الميدان بدمشق اعتقلت في هذا السجن مجموعة من الفدائيين الفلسطينيين بقيادة المقدم روْوف زعرور عام 1982 بعد اصطدام مسلح مع المخابرات وتمكنت هذه المجموعة صبيحة عيد الأضحى من اعتقال حرّاس السجن والفرار منه بعد سقوط قتيل واحد فما كان من حافظ الأسد إلا أمر بإحضار أربعة من الفدائيين المصابين بجروح وكسور من مستشفى المزة العسكري وإعدامهم شنقا في ساحة باب مصلّى دون أية محاكمة
-18
سجن سرايا الدفاع في معسكرات القابون بناه رفعت الأسد وورثه قائد سرايا الصراع إبن أخت حافظ الأسد
-19
سجن مخابرات العباسيين تابع لأمن الدولة شمال ساحة العبّاسيين
-20
سجن المخابرات النسائية في حي العدوي
-21
سجن كفرسوسة للشرطة العسكرية
- 22
سجن منطقة قطنا للرجال
-23
سجن النساء في قطنا
-24
سجن منطقة دوما شرقي دمشق
- 25
سجن منطقة التل
-26
سجن منطقة النبك
- 27
سجن منطقة الزبداني غربي دمشق
- 28
سجن قوى البادية في بلدة الضمير
هذا غيض من فيض من انتاج النظام الأسديالقومي العتيد وقد فصلت السجون في المحافظات الأخرى وأبرزها السجن المركزي في حلب وسجن الرمل في اللاذقية وسأخصص حلقة خاصة عن سجن تدمر النازي كما ذكرت ... ولابد من التذكير أن أفراد مافيا الأسد - مخلوف وغيرها تملك سجونا خاصة في مزارعهم الخاصة وأماكن مجهولة يخطفون ويقتلون فيها دون حسيب أو رقيب .. لكن وقت الحساب قادم لامحالة .. بسواعد وطنية ديمقراطية كما يأمل شعبنا الصابر...؟

[CENTER]سجن صيدنايا المأساة الإنسانية المستمرة : متى يطوى ملف الاعتقال المزمن في سورية؟ [/CENTER]
مقدمة:
يعتبر سجن صيدنايا المدني من أكبر وأحدث السجون السورية. أنهت الحكومة بناءه في عام 1987. يقع السجن في قرية صيدنايا الجبلية الواقعة شمالي العاصمة السورية دمشق، ويتكون المبنى من ثلاثة طوابق على شكل ثلاثة أجنحة تلتقي في المركز على شكل "ماركة المرسيدس". ويتكون كل جناح في كل طابق من عشرين مهجعاً جماعياً بقياس 8 أمتار طولاً وستة أمتار عرضاً. ويحوي الطابق الأول مائة زنزانة. شيد سجن صيدنايا ليتسع في الحالة الطبيعية لخمسة آلاف سجين، لكن يمكن مضاعفة العدد ليتسوعب عشرة آلاف نزيل في حالة الازدحام.

شيدت الحكومة السورية السجن أساساً لاستيعاب مرتكبي الجرائم الجنائية، لكنها فتحته من أول يوم ليستقبل المعتقلين السياسيين، وفي السجن مكاتب للتحقيق مجهزة بأحدث أدوات التعذيب وأكثرها تطوراً.

التعذيب في سجن صيدنايا: لم تتحدث المعلومات التي رشحت مؤخراً من سجن صيدنايا عن ممارسة التعذيب على الرغم من ممارسته في هذا السجن في فترات سابقة أدت حسب شهادات منظمات حقوق الإنسان إلى وفاة كثير من المعتقلين تحت التعذيب. بل إن بعض الذين مروا على فرع فلسطين وسجن صيدنايا يعتبرون سجن صيدنايا إستراحة بالمقارنة بجحيم فرع فلسطين. فالمعتقلون ينقلون إلى هذا السجن بعد انتهاء التحقيق معهم في الفروع الأمنية مثل فرع فلسطين أو فرع المنطقة أو فرع الجمارك وكلها في دمشق، أو من فروع المحافظات الأخرى. وفي تلك الفروع يصب على رأس الموقوفين كل أنواع التعذيب التي يشرف عليها محققون من الأجهزة الأمنية الرئيسية: العسكرية وأمن الدولة والسياسية، بالإضافة إلى التفريعات الأخرى. وبعد الفراغ من التحقيقات التي قد تدوم شهوراً وبعضها يدوم سنوات ينقل المعتقلون إلى سجن صيدنايا سواء صدر حكم بحقهم أو بانتظار النطق به. وقد يستدعى المعتقلون إلى فروع المخابرات والأجهزة الأمنية إذا اقتضى الأمر وهناك يلقون نصيبهم من التعذيب وسوء المعاملة مرة ثانية.
السجناء السياسيون وسجناء الرأي في سجن صيدنايا:

ميزت اللجنة السورية لحقوق الإنسان أسماء حوالي 580 سجيناً سياسياً وسجين رأي في سجن صيدنايا موزعين على النحو التالي:
1- 356 سجيناً من الإخوان المسلمين، معتقلين منذ أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات من القرن العشرين. ويلاحظ من القائمة المرفقة أن عدداً كبيراً من هؤلاء يعاني من أمراض خطيرة وعضالة مثل أمراض القلب وانسداد الشرايين وارتفاع الضغط وأمراض الكلى والروماتيزم وسواها (36 حالة مشهورة حسب معلومات اللجنة والعدد مرشح للارتفاع أكثر بكثير)، ونسبة أخرى تعتبر كبيرة جداً فقد أصحابها عقولهم أو اختل توازنهم النفسي بسبب التعذيب الشديد الذي تعرضوا له سابقاً في سجن تدمر وبسبب طول فترة السجن (17 حالة مشهورة حسب المعلومات الواردة وقد يكون العدد أكبر).
ويلاحظ أيضاً أن بعضهم حكم عليه فترة محددة من الزمان تجاوزتها السنون ولم يفرج عنهم، وخصوصاً الذين اعتقلوا وهم أحداث حكم عليهم ببضع سنوات لكن لم يفرج عنهم بعد مضي ربع قرن من الزمان (حوالي 30 حالة حسب المعلومات الواردة) . فلقد أمضى جل هؤلاء أكثر من مرة ونصف من أعمارهم عند دخولهم السجن ولما يفرج عنهم. وتشير القائمة إلى أن أحد المعتقلين صدر قرار بالإفراج عنه عام 1979 ولم يفرج عنه حتى هذا اليوم بعد 25 سنة على صدور القرار.

2- 175 معتقلاً بتهم متفرقة منهم اليساريون ومنهم الفلسطينيون من فتح والجبهة الشعبية ومنهم العراقيون ومنهم البعثيون (القيادة القومية) ومنهم الإسلاميون السلفيون وأصحاب العلاقة بالقاعدة ومنهم ضباط في الجيش السوري. ويعاني بعض هؤلاء من أمراض بدنية ونفسية خطيرة بسبب الأوضاع السيئة وملابسات اعتقالهم وطول فترة الاعتقال التي مرت عليهم، فقد مضى على اعتقال أحدهم "عماد شيحة" 30 عاماً منذ عام 1974، وبعضهم الآخر اعتقل في الثمانينات ، وصنف ثالث حديث نسبياً إذ لم يمض على اعتقاله أكثر من بضع سنوات.

3- 49 معتقلا من حزب التحرير، معتقلين منذ عام 1999.
توزيع المعتقلين في سجن صيدنايا:
كل طابق من طوابق سجن صيدنايا الثلاثة مقسم إلى جناحين: يمين ويسار، وكل جناح منهما مقسم إلى (أ، ب، ج)
الطابق الأول:
الطابق الأول، يسار:
أ- يحتفظ في هذا الجناح حالياً بشخص واحد.
ب- يحتفظ في هذا الجناح حالياً ببعض المحكومين قضائياً.
ج- يحتوي هذا الجناح على ورشات الخياطة.
الطابق الأول، يمين:
أ- يحتفظ حالياً في هذا الجناح بعدد من المحكومين السياسيين أحدهم الدكتور عبد العزيز الخير.
ب- يحتفظ حالياً في هذا الجناح بـعدد من المعتقلين المتهمين بتهم إسلامية متنوعة، ففيهم السلفيون والفلسطينيون وأعضاء متهمون بأنهم على صلة بالقاعدة وتهم أخرى.
ج- يشغل هذا الجناح الشرطة المناوبة والحرس.

الطابق الثاني:
الطابق الثاني، يسار:
أ- يحتفظ في هذا الجناح بمعتقلين من البعثيين (القيادة القومية)، وبعض المحكومين بتهم التجسس، وأحكام قضائية أخرى.
ب- يحتفظ في هذا الجناح بمعتقلين من الإخوان المسلمين .
ج- يحتفظ في هذا الجناح بمعتقلين من الإخوان المسلمين .
الطابق الثاني، يمين:
أ- يحتفظ في هذا الجناح بمعتقلين من البعثيين (القيادة القومية)، وبعض المحكومين بتهم التجسس، وأحكام قضائية أخرى.
ب- - يحتفظ في هذا الجناح بمعتقلين من البعثيين (القيادة القومية)، وبعض المحكومين بتهم التجسس، وأحكام قضائية أخرى.
ج- يحتفظ في هذا الجناح بمعتقلين من الإخوان المسلمين .
الطابق الثالث:
الطابق الثالث، يسار:
أ- يحتفظ في هذا الجناح بمعتقلين من حزب التحرير الإسلامي .
ب- هذا الجناح فارغ
ج- هذا الجناح فارغ
الطابق الثالث، يمين:
أ- يحتفظ في هذا الجناح بالمسجونين بتهم التهريب.
ب- يطلق المعتقلون على هذا الجناح اسم "الباب الأسود"، لأن معتقليه معزولون بشكل كامل عن العالم، ويحتفظ فيه بذوي القضايا الحساسة والخطرة، مثل معتقلي القاعدة وضباط الجيش.
ج- هذا الجناح فارغ.
مدير سجن صيدنايا الحالي: المقدم لؤي يوسف (من ملاك الشرطة العسكرية)
مديرو الوارديات على مدار الساعة:
1- المساعد الأول: علي عيسى
2- المساعد الأول: وائل إسماعيل
3- المساعد الأول: محمد حسون
نداء من اللجنة السورية لحقوق الإنسان:

تتوجه اللجنة السورية لحقوق الإنسان بندائها إلى السلطات السورية بإنهاء ملف الاعتقال المزمن في سورية وتدعوها للإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي والضمير في سجن صيدنايا وسائر السجون والمعتقلات وفروع الأمن والتحقيق في سورية، وتطالب الرئيس بشار الأسد بأن ينجز وعوده التي قطعها أمام الصحافة والإعلام العربي والدولي في حل مسألة المعتقلين بأسرع مما يتصور، وتحمل اللجنة السورية لحقوق الإنسان السلطات السورية والرئيس بشار الأسد مسئولية استمرار هذه المأساة الإنسانية، كما تحملها مسئولية الانتهاك المستمر لحرية الإنسان وتذكرها بضرورة احترام حق الإنسان السوري في التعبير عن رأيه وعدم ملاحقته على خلفية رأيه ومعتقده.

http://www.hras-sy.org/reports-a/motakalooalraA.doc

[CENTER]العيد في سجن تدمر[/CENTER]

العيد في سجن تدمر

حسن الهويدي
ha1964a@hotmail.com



لم استغرب مافعله الأمريكان في "أبو غريب"
كثيرا ما يخطر ببالي أن ما مضى من العمر يكاد أن يساوي ما بقي منه, إذا لم تنته الحياة انتهاء طبيعياً, وأن العمر الذي عشته خارج دائرة الزمن بدأ في صبيحة الثامن من آذار من عام 1988عندما قيدوا أرجلنا وأيدينا بسلاسل من حديد، وعصبوا أعيننا، ووضعونا في سراديب تحت الأرض بحالة استعداد للرحيل إلى المجهول، وفي ذات الوقت كنا نسمع صراخ الذين يُعذبون تحت التحقيق حيث تزكم المكان رائحة الدماء والعفن؛ وصلت الأوامر للذين يحيطون بنا من رجالات الأمن بالتحرك وساقونا كالقطيع لا ندري إلى أين فكل ما استطعت أن أفسره أننا في باحة كبيرة وأصوات الهتافات بعيد الثورة تنطلق منها، إنها الأصوات نفسها التي كانت بالأمس تهين إنسانيتنا وكرامتنا بالسب والشتم علينا وعلى نسائنا وأمهاتنا وأخواتنا، وفي تلك الأثناء تابعنا المسير لخطوات تجاوزت أمتارا قليلة ثم جاءتنا الأوامر بالصعود إلى الحافلات، فهمت من ذلك أننا سنغادر المكان.
صعدنا مقيدين مكبلين معصوبي الأعين، ولكن وقبل انطلاق الحافلات هددونا بإطلاق النار إن نحن أتينا بأية حركة في داخل الحافلة أثناء مسيرها، ومرت الساعات أياما وسنين طوالا واللكم و"الرفس" والشتم والضرب بأخمص البنادق ينهالُ علينا طوال الطريق، الذي لم ترتسم معالمه بعد؛ فإلى أي عالم سنذهب، وفي أي وادٍ ستكون قبورنا؟؟

- أماه سامحيني وأدعي الله لي بأن يحميني لقد حملتي هماً كبيراً ، هم الفراق الذي لا تعلمين ولا أعلم نهايته.

وسمعت احد العناصر المرافقين يسأل زميله عن ساعة الوصول، فردّ عليه قائلاً بعد عشرة دقائق، هانحن نستعد للوصول هذه محطتنا الأخيرة قلتها في سريرتي التي تناجي أمي، فإذا بأحدهم يزمجر بصوت عال:
هذه تدمر وما أدراك ما تدمر الداخل مفقود والخارج مولود وهذا اليوم مشهود.
وصلنا وأوقفت الحافلات محركاتها المزمجرة وتوقفت معها عجلة الزمن، كثرت الأصوات من حولنا، وفكّوا قيودنا، وفتحت عيني ونظرت من حولي إلى المكان فإذا بشمس آذار الدافئة يفوح منها عبق الصحراء وفي الطرف الأخر قريباً من بوابة صغيرة عددٌ لا بأس به من عناصر الشرطة العسكرية قد يتجاوز الأربعين شرطيا مقسمين إلى مجموعات، يحملون العصيّ والكابلات الفولاذية وقضبان معدنية يتراوح قطرها (2انش).
صدرت إلينا الأوامر بالنزول من الحافلات والاصطفاف رتلا خماسيا - هذا حالنا نفعل ذلك كلما انتقلنا من مركز اعتقال لأخر- ، لاحظت شخصا في الأربعينات من عمره يرتدي بزة عسكريه يرتديها عادة الضباط وضباط الصف ، تقدم نحونا برفقة عدد من الجنود وبيده سيجارة تبغ من النوع الفاخر، ضخم الجثة أسمر اللون صوته أبح أشار بإصبعه لأحد مرافقيه "عدّهم"، وبدأ بالعد وانتهى، سِيْدِيْ عددهم (96)، فرد عليه قائلا هذا جيد باشروا بأخذ الإجراء اللازم - لكن لم ألاحظ أي رتبة عسكرية على كتف أحد منهم- واقترب إلينا شاب وبرفقته عدد من الجنود أيضا وباشر بإعطاء الأوامر لنا بالتحرك خلفه دون أي فعل مخالف للأوامر الصادرة منه وبدأنا بالمسير إلى أن وصلنا بوابة متوسطة الحجم ودخلنا إلى باحة ليست كبيرة والجنود الذين يحملون العصي وغيرها هم أيضاً برفقتنا وضعونا في زاوية وطلبوا منا الجلوس على الأرض دون أي حركة أو التفاتة أو النظر إليهم حتى، أعطوا كل واحد منا رقما دون ذكر أسمه وبدأنا بالدخول كل فردٍ منا على حدة إلى غرفة صغيرة فيها بعض الرفوف المعدنية والأوراق والمصنفات ومدفئة، تسيل منها مادة المازوت على الأرض، وطاولة معدنية فوقها لوحة خشبية مكتوباً عليها قلم الموقع، وعسكري يجلس خلفها شعره أشيب يوجه بعض الأسئلة كنوع التهمة وعندما ينتهي من الأسئلة ينادي على أحدهم " بلدية .. خذْ هـَالكلب"- ويعرف (البلدية) بأنه شخص بلا أخلاق كان يخدم في الجيش متطوعا أو مجنداً و فرّ منه لعدة مرات أو قام بجريمة قتل أو اغتصاب وحُكم عليه حكماً قاسيا- وهذا يتم اختياره للخدمة في السجن السياسي إذ يتمتع بصلاحيات واسعة فيما يخص التعذيب ومساعدة الشرطة في ذلك "
يمسك بنا من شعر الرأس ثم يمضي مسرعا باتجاه باب صغير مثبت على جدار عال وطويل ويدفعنا بقوة لداخله وعندما ندخل من هذا الباب إلى باحة كبيرة مريعة الشكل تحيط بها غرف كبيرة ذات جدران عالية وأبواب ونوافذ صغيرة لا تتناسب مع حجم البناء، والعشرات من العناصر المدججين بالعصي والكابلات الفولاذية، صاح بنا أحدهم وهو من عناصر الشرطة يحمل بيده قضيباً معدنيا طوله حوالي 2 متر سماكتة 2 أنش، أهلاً بكم في الباحة الأولى - مخاطباٌ إيانا- في هذه الباحه سوف نأتي ببناتكم وأخواتكم وزوجاتكم ونجعل البلدية يفعلون بهن العجب وأمام أعينكم يا أولاد (...) يا أولاد (...) يا أبناء (...) يا خونه سنعلق رقابكم على أعواد المشانق قريبا جداً إن شاء الله، وصاح بنا ثانية: الكل إلى الزواية رَمَلاً لا ندري كيف وصلنا الزاوية وهل هي الزاوية التي يعنيها وصاح مرة ثالثة منبطحاً على الأرض يا أولاد الـ(...)، انبطحنا أرضاً والعمر دائب في المسير لا يلوي على شي والثواني كأنها ساعات، غاضت الينابيع أمامنا، وتراجع اليم، وقد زلزلت الأرض تحتنا، وتداعت الجبال على رؤوسنا، نصرخ صراخاً تبكي له النائحات بكاء فوق بكاء، نصرخ طالبين السماء، فيذهب صوتنا بدداً، حيث تمطر علينا السماء العصي والكابلات الفولاذية والحديد والنار و"الأبواط" العسكرية ونحن عراة حفاة وكأنه يوم الحشر العظيم، أفواهنا مفتوحة لتفريغ قذارتهم، سرقوا منا كل شي الساعات والنقود ومحابس الخطبة والزواج وحتى الجوارب سرقوها وبعدها قادونا مجموعات كل سبعة على حدة، حفاة عراة وبطحونا أرضاً ووضعوا في أرجلنا حبلاً من النايلون السميك وفي رأسه قضيب معدني وشدوه بقوة ،وحمله اثنان من البلدية وشحطونا في الباحة لعدة مرات على أرضاً أسمنتية فيها كتل من حجر الصوان الحاد مما أدى إلى نزف الدماء من ظهورنا وبعض الكسور وبعدها وضعونا في الدولاب وقال أحد عناصر الشرطة الآن بدأ حفل الاستقبال ولا ندري بعدها ما الذي حصل لأنْ معظمنا فقد الوعي، وعند المساء انتهت الحفلة وأخذونا إلى المهجع ودخلنا وأقفلوا علينا الباب.
وبعد عشرة دقائق عادوا إلينا مجددا وقبل فتح الباب من جهتهم طلبوا منا الانبطاح على الأرض ظننا أنهم جاءوا لتصفيتنا، فتح الباب وتكلم معنا الصوت الذي سمعناه في المرة الأولى قائلا: الكل يسمع، هذا المكان الذي أنتم فيه الآن.. أطهر من بيوتكم، ومساجدكم، بالنسبة لنا فهو مكان مقدس وعليكم احترامه واحترام اصغر رتبة تخدم فيه، ومن يحاول إن يلعب بذيلة سوف نقطعه له، هذا أولا أما ثانياً من بينكم رتبة عسكرية فرد أحد السجناء أنا سيدي ،قال له ما هي رتبك العسكرية فرد عليه قائلاً مقدم سيدي، قال هذا جيد أنت الآن رئيس المهجع وتعين نائباً لك وتعين أيضاً مديرا " للبخشة .. هيا دورات المياه" وتعين أيضا سخرة طعام إذا فُتح الباب أو صاح بك أحد العناصر تقدم له الصف كالتالي > المهجع جاهز للتفتيش حضرة الرقيب أول وأثناء ذلك كل الموجودين في المهجع يستدير باتجاه الحائط دون النظر إلى باب المهجع ومن يحاول أن ينظر سوف نقلع له عينه أنهى وخرج؛ وخرجت معه الحرية التي لا يعرف معناها.
نظرت حولي ،رأيت الناس يستولي عليهم حزن عميق وقد وهنت قواهم ولا يدرون ما هم فاعلون، بالرغم من كل ما حصل من تعذيب وضرب حيث أصبحت أجسادنا مشوهة وأرجلنا منفوخة من الضرب عليها بالعصي والكرابيج ووجوهنا المتورمة حيث أصبحت عين أحدنا بحجم الليمونة أما الآذان فطول أحداهن يتجاوز ورقة التين بالحجم واللون الأنف والفم والخد جففن جميعاً، فإذا نزلت بنا حارقة لم تجد منا إلا الرماد، لقد تعبنا وكل شي فينا تعب وكانت أصداء الليل تدور من حولنا ومعها شبح العزلة والموت، نحن الآن داخل المهجع، همَ بعض السجناء الذين كابروا على جراحهم وبدؤا بترتيب المكان (من توزيع البطانيات المهترئة الموجودة سابقاً في أرض المهجع ملئية بالقمل والصراصير والفئران والجرذان والدماء الجافة) وُزعت علينا بالتساوي بحيث حصل كل فرد منا على بطانية واحدة فقط وعازل، بالنسبة لبرودة الطقس هذا لا يكفي قسّمنا أنفسنا إلى مجموعات كل مجموعة ثمانية أفراد فرشنا الأرض بالعوازل تم حددنا لكل مكانه الذي ينام فيه ويجلس عليه ويأكل بحيث أصبحت الحصة الواحدة لكل فرد حوالي/ 25سم/ إنه مكانا واسعٌ قياسا لأماكن الاعتقال الأخرى التي مررنا بها، وفي صبيحة اليوم التالي أستيقظ الجميع في الساعة السادسة صباحاً حسب التعليمات الصادرة من إدارة السجن وبعد قليل سمعنا صوتا ينادي بنا الجميع منبطحا أرضا ونفذنا الأمر بسرعة بالرغم من أجسادنا المتورمة التي لا تستطيع الحراك قال لنا أحد العناصر من الشرطة أدخلو طعام الفطور خرجنا ثمانية من الذين يستطيعون، خرجنا إلى الباحه لإدخال الطعام قال لنا أحدهم مازلتم أحياء يا أولاد الـ(...) يا خونة يا عملاء يا جواسيس، وبدأ الرفس والدفس على صدورنا وبطوننا وظهورنا بالابواط العصي ولا ندري كيف أدخلنا الطعام إلى داخل المهجع نظرت إلى طعام الفطور فإذا به ( شاي بحدود 20لتر موضوعة في أناء من البلاستيك والإناء الثاني فيه حبة زيتون واحدة والإناء الثالث فيه بيضة واحدة)، ضحكنا كثيرا عندما شاهدنا ذلك، إنه شيئٌ مضحك حقاً هل هذا معقول أنه طعام لـ/96/ سجينا سمع البقية من السجناء عن كمية الطعام فأصروا على مشاهدة بالرغم أنهم لا يستطعون السير على أقدامهم مما جعلهم مضطرين للتحقق من ذلك زحفاً على بطونهم للوصول فقال أحد السجناء هذا أهم أنجاز تحققه الثورة لنا طعام اقل من القليل والعصي والكابلات والقضبان المعدنية والشتائم والله لو كنت أسيرا عند العدو لن يفعلوا بنا كل هذا.
خيم الصمت..، رأيت رجالا فقدوا كل شي فهل يقضي الزمان بأن يفترس منا كل شي، لقد ناجيت قلبي فلتنعم بهذا وأجعله هدفا للحياة لا استسلام فإذا بصراخ عالٍ صادر من دورات المياه يدعو ويطلب أن يفك عنه كربته فذهب اليه البعض مسرعا لتفقد أمره فاذا به يحاول أن فلا يستطيع، نظرنا إليه متورما، وهو يحاول جاهدا أن يفعلها، ماذا جرى؟ فنظر الينا، وهز رأسه قائلا ما جرى لي لم يجر لإنسان على وجه البسيطة لقد ضربوني عليه بالكابلات والعصي بدلا من قدمي ولهذا السبب لا استطيع، وكان إلى جوارنا سجين طاعن في السن نظرت اليه والدموع تسيل على خديه، قال له: يابني أقرأ سورة الفلق وإنشاء الله تفرج عليك ضحك السجين المريض ضحكاً من القلب وقال له ماذا تقول يا رجل كل الذي أنا فيه من فعل "الفلق" قالها عن طيب نية طبعاً ولم يقصد الإساءة ، ضحكنا جميعاً رغم الجراح وسوء الحال.
صمتنا.. وأثناء صمتنا سمعنا سجينا أخر يئن ويزحر ويتأفف من داخل المرحاض يحاول أن يتغوط ولا يستطع خرج منهكاً متعباً متعجباً لأمره، قال: هل يعقل يا رجل دمدم بعض الشي هل يعقل أن الإنسان بدون فتحة شرج تبين أنه أيضاً تعرض للضرب المبرح على مؤخرته وعندما ضربوه كان عارياً تماما ولاشي يستر له عورته سوى الكابلات الفولاذية والعصي أنه تعرض للخوزقه دون أن يعلم ذلك وبقي نحو ثلاثة أيام لا يستطيع التغوط وكثير هم على هذه الحال وغيرهم من أمتنع عن تناول الطعام لأنهم لا يستطيعون الخروج الى دورات المياه، الجميع تعطلت حركاتهم الجسدية منا من يبكي على نفسه ومنا من يبكي على رفيقه ومازال الطريق بأوله والأعظم على الأبواب، الويل ..الويل فلقد ساءت الحال "هل سقط العالم الى مثل هذه الدركة قبل اليوم" قالها أحد السجناء وهو يتكأ على ركبتيه، وعند الظهيرة تكرر السيناريو نفسه معنا عند ادخال طعام الغداء والعشاء وفي العشاء الليل مظلم البطون خاوية والجسد منهك والعقل سيطر عليه الأخذ والعطاء بالأمس القريب كنا هناك واليوم بين أرباب الهلاك الجسد قطع رجاءه من الجسد وذهب يلتمسها من وراء الحواجز القائمة على مسافات بعيدة والقمر أطل في مدينتنا.
ليلة أمس خيل إلي أنه أنثى أثقلها الحمل و كوكب النهار أحب الحياة لقد جلست وروحي الجائعة أعياها الجفاء وبكاء كبكاء النساء، لقد اتعبني هذا المكان .
في المساء خرجنا عراة حفاة وجموعنا في دورات المياه بعضنا فوق بعض وحرارة أجسادنا العارية المتلاصقة ورائحتها التي لم يمسهما الماء الساخن منذ شهور، هنالك فتحة في الأعلى قطرها 1،5 متر، تجمع حولها عناصر الدورية وبدأت حفلة التعذيب بصب الماء البارد وأمرونا بضرب البعض بخرطوم المياه والشحاطات البلاستكية وكل من لا ينفذ ذلك مصيره الموت المؤكد في الصباح عند الخروج الى الباحة وهذا هو حالنا من المساء حتى أشرقت شمس الصباح دون أن تعرف أعيننا النوم ، لقد سطا الهرم على قلوبنا الفتية التي تسلط عليها النعاس تنشد نفسها صامتة لا تزقزق لا تنسوا هذه الليلة وهذا العيد ......

تدمر

[CENTER]معتقلون عرب في سجون سورية [/CENTER]
اعرب المحامي هيثم المالح رئيس جمعية حقوق الانسان في سورية عن استغرابه من وجود معتقلين عرب في السجون السورية لايحملون الجنسية السورية ولم يرتكبوا اية جرائم على اراضيها

والتقت ايلاف في مقر جمعية حقوق الانسان في سورية ، غير المرخصة، بوالدة واخت المواطن الفرنسي التونسي بو بكر الحكيم من مواليد 1 / 8 / 1983 والذي دخل الى سورية قادما من العراق بعد مقتل اخيه الصيف الماضي في بغداد فاعتقلته قوات الامن السورية .
وطالب المالح السلطات السورية بوضعه وامثاله من المواطنين العرب على الحدود او اعادتهم الى بلادهم .
ونقل شاهد عيان في مطار دمشق تسليم سورية للولايات المتحدة مجموعة من المطلوبين لديها بينهم ملتحيوذلك منذ حوالي الشهرين .
ونقلت تقارير صحافية انه في اطار التعاون الامني بين سورية وبين عدة دول عربية واجنبية من جهة وبينها وبين الولايات المتحدة من جهة اخرى سلمت سورية 5 كويتين الى الكويت و4 اكراد الى تركيا و4 اردنيين الى الاردن .
واما حول المعتقل الفرنسي التونسي ابو بكر المختفي منذ الصيف الماضي فقد علمت ايلاف ان والدته قابلت القنصل الفرنسي في دمشق هذا الاسبوع ووعدها ان تعمل السفارة جاهدة من اجل الافراج عنه ، وتسلم منها صورة عن جواز سفر ابنها، ومن جانبه قرر المالح مخاطبة الفروع الامنية بحثا عنه .
[CENTER]
مأخوذة من /أيلاف/ [/CENTER]

[CENTER]انتهى عهد السجون .........مريم نجمة

دعوى على اللذين بنوا السجون في وطني الحبيب, وفي بلد تي المقدسة صيدنايا".

نقية الهواء والآ جواء....عنيدة الصخور......

.ينابيعها من الجرود ....وابناوْها اقوياء .....مدافعين عن الحق ....والحرية .....والغزاة ......

تارخها شرف وعز ة.....وماضيها...اغنية فرح وصلاة .

من اعطاكم رخصة البناء......فوق تلتها الجنوبيه السمراء.......؟؟؟؟

سهلها اخضر .....بساط للخير والمراعى.....,لوثتم اجواءه .....شوهتم صفاءه –

يا له من افتراس صارخ للبيئة والتاريخ.....والجغرافية.... !

اغتصاب للمكان ....والانسان في كل مكان , تشويه لموسيقى الاْجراس والمآذن والتراتيل....بصراخ الضحايا

وآهات المعذبين.

هل اخذتم آراء اهل الاْرض ؟ موافقة أهل البلدة......في بناء سجن باسمه.......في أجمل بقعة مطلة....؟؟؟

بلدتي .....تاريخية في مصيفها وهوائها ..في آثارها وأديرتها ...وثقافتها وتحررها – كل حجر فيها مقدس ومبارك

بشعبها الذي بناها بحب وكرامة ....ومهارة .-

ألم تكفيكم سرقة آثارها وبيعها بالملايين لجيوب الاْسرة الحاكمة...؟؟؟

ألم يكفيكم ما قتل وسجن ,ونهب ودفن وهجر ,وتهجر ,وتسطح وتهجن , وتهمش ؟؟؟

هل لديكم تلك الجرأة السياسية لتقولوا للشعب في سوريا الرافضة –الذي سلبتم رأيه أربعة عقود..., حان لنا أن نرحل وأن نستقيل من الكرسي وانهاء المهزلة ..لإعادة الحكم للشعب ؟؟؟

كفانا قهرا وظلما واغتصابا للحكم والحكومة , والسلطة والسلطان , والجيش والدفاع , للخزينة والقرار , والخبز..والحرية؟؟

قولوا بجرأة .....اننا نضع أنفسنا تحت حكم العدالة , وسنقيم انتخابات حرة وحريات عامة , وكل ما اغتصبنا طيلة حكم الفرد والطائفة ...والعشيرة ...والوريث ....!!؟؟؟

وبعد تحويلكم سوريا الحضارة إلىمزرعة طائفية عشائرية ,وأطلقتم على كل معالمها إسم الأسد (سد الأسد –مشفى الأسد-

غابة الأسد- جامعة الأسد.وووو) وبالتالي......سوريا الأسد.....!!!

فالأجدر بكم أن تسموا كل السجون التي بنيت في عهدكم (بسجون الأسد )- فهو سيد السجون والسجانين...؟؟!!!!

إنني أطالب جميع أحرار البلدة وشرفائها , وأبناء الوطن كله , أن يطالب بإلغاء هذا السجن من البلدة في أقرب وقت ,

لأن التاريخ لا يرحم , ولا يطمس , وأن يغلق فورا ,وإطلاق سراح جميع المعتقلين فيه وفي غيره من السجون العديدة

وأن يتحول الى مدرسة أو جامعة أو مشفى تسمى باسم الشعب (دافع الثمن) – لأن البلد تفتقر الى الصحة والتربية والعلم

والمأوى والعمل , وليس الى السجون والمعتقلات .

فسجن صيدنايا......شّوه اسم بلد دتي النظيفة الجميلة....,

قرية النحل والعسل ..... والنبيذ... بلدة الكروم....

والمناضلين......

وإلي صباح الحرية بلا سجون ومعتقلات .

من موْلفي : لصيدنايا الصباح-1997