الاستاذ البابلى تحية لك على هذا الموضوع الشائك
بالرغم من ان لى مآخذ وتحفظات على بولس وتعاليمه ودوره فى تقديم المسيحيةبصورة فلسفية تناسب الفكر الفلسفى لعصره فى بيئته الثقافيةاليونانية , وينبع موقفى النقدى هذا من موقفى النقدى والعقلى من الفكر الدينى بصورة عامة
الا انى اشاركك التعجب من موقف المسلمين المحدثين الذين كرروا كالببغاء ما يقوله النقاد والباحثين الغربيين عن رأيهم فى بولس , ويتجاهل هؤلاء المسلمون ان نفس النقاد والباحثين الغربيين الذين انتقدوا بولس واعتبروه كاذب وملفق يقولون نفس الشئ على نبيهم محمد .
فياخذون من كلامهم ما يخدم اغراضهم !!
واريد ان اضيف شيئا مهما توقعت منك ان تضيفه لبحثك الرصين , لكنك لم تفعل مع ان هذا سيقوى من موقفك
وهو ان هذا " البولس " الكذاب والمضل والمحرف لتعاليم المسيح كما يقول المسلمون المعاصرون كانت كثير من تعاليمه التى جاءت فى رسائله تعتبر مصدرا رئيسيا اخذ منه محمد الكثير .
وان دافع الاخوة المسلمين وقالوا لم يقتبس الرسول من بولس هذه الاقوال وانما كان مجرد توارد افكار , فمع هذا الفرض , يبقى لبولس فضل السبق
ولندخل فى الموضوع :
تعاليم بولس النى انتقلت للاسلام, او قد تكون توارد افكار !!
لا يجب على المرأة ان تقود الرجال او تكون عالمة وهى اصل الغواية وخلقت من اجل الرجل وشعرها عورة يجب تغطيته
من تعاليم بولس التى تعتبر من تعاليم المسيحية
تيموثاوس الاولى 2
11 لتتعلم المراة بسكوت في كل خضوع
12 و لكن لست اذن للمراة ان تعلم و لا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت
13 لان ادم جبل اولا ثم حواء
14 و ادم لم يغو لكن المراة اغويت فحصلت في التعدي
15 و لكنها ستخلص بولادة الاولاد ان ثبتن في الايمان و المحبة و القداسة مع التعقل
كورنثوس الاولى 11
4 كل رجل يصلي او يتنبا و له على راسه شيء يشين راسه
5 و اما كل امراة تصلي او تتنبا و راسها غير مغطى فتشين راسها لانها و المحلوقة شيء واحد بعينه
6 اذ المراة ان كانت لا تتغطى فليقص شعرها و ان كان قبيحا بالمراة ان تقص او تحلق فلتتغط
7 فان الرجل لا ينبغي ان يغطي راسه لكونه صورة الله و مجده و اما المراة فهي مجد الرجل
8 لان الرجل ليس من المراة بل المراة من الرجل
9 و لان الرجل لم يخلق من اجل المراة بل المراة من اجل الرجل
10 لهذا ينبغي للمراة ان يكون لها سلطان على راسها من اجل الملائكة
11 غير ان الرجل ليس من دون المراة و لا المراة من دون الرجل في الرب
12 لانه كما ان المراة هي من الرجل هكذا الرجل ايضا هو بالمراة و لكن جميع الاشياء هي من الله
13 احكموا في انفسكم هل يليق بالمراة ان تصلي الى الله و هي غير مغطاة
ويلاحظ ان هذه التعاليم البوليسية التى حطت من مكانة المرأة انتقلت الى الاسلام وصارت من تعاليمه الاساسية فى موقفه من المرأة
فبولس يرى ان المرأة غير مؤهلة عقليا حتى تعلم غيرها , اى انها ناقصة عقلا ودينا , ويكفى ان تتعلم من الرجل
ونجد هذه الفكرة فى الاسلام حيث المرأة ناقصات عقل ودين
صحيح البخارى كتاب الحيض باب ترك الحائض الصوم
حدثنا سعيد بن أبي مريم قال أخبرنا محمد بن جعفر قال أخبرني زيد هو ابن أسلم عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري قال
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى فمر على النساء فقال يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار فقلن وبم يا رسول الله قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن قلن وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله قال أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل قلن بلى قال فذلك من نقصان عقلها أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم قلن بلى قال فذلك من نقصان دينها
http://hadith.al-islam.com/Display/Display...p?Doc=0&Rec=509
ويقول الامام الغزالى فى كتاب اداب النكاح من كتاب احياء علوم الدين :
وعلى الجملة فبالعدل قامت السموات والأرض فكل ما جاوز حده انعكس على ضده فينبغي أن تسلك سبيل الاقتصاد في المخالفة والموافقة وتتبع الحق في جميع ذلك لتسلم من شرهن فإن (كيدهن عظيم) وشرهن فاش والغالب عليهن سوء الخلق وركاكة العقل ولا يعتدل ذلك منهن إلا بنوع لطف ممزوج بسياسة.
وقال صلى الله عليه وسلم :
(مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل الغراب الأعصم بين مائة غراب)
والاعصم يعني الأبيض البطن وفي وصية لقمان لابنه (يا بني اتق المرأة السوء فإنها تشيبك قبل الشيب واتق شرار النساء فإنهن لا يدعون إلى خير وكن من خيارهن على حذر.) وقال صلى الله عليه وسلم (استعيذوا من الفواقر الثلاث)[1][1][1][109] وعد منهن المرأة السوء فإنها المشيبة قبل الشيب وفي لفظ آخر إن دخلت عليها سبتك وان غبت عنها خانتك. وقد قال صلى الله عليه وسلم في خيرات النساء (إنكن صواحبات يوسف) يعني أن صرفكن أبا بكر عن التقدم في الصلاة ميل منكن عن الحق إلى الهوى قال الله تعالى حين أفشين سر رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) أي مالت وقال ذلك في خير أزواجه والمرأتان عائشة وحفصة.
كذلك يعلم بولس الا يجب ان تتسلط المرأة على الرجال , فنجد هذه الفكرة انتقلت للاسلام وللقرآن الذى قال ان الرجال قوامون على النساء , وفى احاديث كثيرة يذكر فيها انه لا يصلح حال قوم تتولى مسئوليتهم امرأة
فحين بلغ الرسول أن أهل فارس قد ملَّكوا عليهم بنت كسرى قال: " لن يفلح قوم ولَّوا أمرهم امرأة."
كذلك يعلم بولس ان المرأة مصدر الغواية والشر والفتنة , وهذا نفسه ما أكد عليه الاسلام
صحيح البخارى كتاب النكاح باب ما يتقى من شؤم المراة
حدثنا آدم حدثنا شعبة عن سليمان التيمي قال سمعت أبا عثمان النهدي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء
http://hadith.al-islam.com/Display/Display...?Doc=0&Rec=7592
كذلك يعلم بولس بضرورة ان تغطى المرأة راسها عندما تصلى , وانتقل هذا الى الاسلام الذى شرع الحجاب للمرأة المسلمة
الاسراء والمعراج والمصدر البولسي
من كتاب (يوم قبل وفاة محمد لمحمد حسان المنير) فصل: الاثار النصرانية فى العبادات الاسلامية
كتب البشير بولس في رسالة الى أهل كورنثوس ما يلي: إنني أعرف انسانا في المسيح (يقصد نفسه) قد اختطف منذ أربعة عشر سنة الى السماء الثالثة. أفي الجسد ؟ لست أعلم… أم خارج الجسد ؟ …. لست أعلم … الله أعلم. وأعرف أن هذا الانسان - أفي جسده أم بدون جسده ؟ لست أعلم. الله أعلم قد اختطف الى الفردوس" (57). ونرى القصة نفسها ، بل التشكك نفسه (إن كان الإسراء والمعراج بالجسد والروح أم بالروح فقط) في الموروث الإسلامي.
وقبل أن أدخل في تفاصيل هذا "الإختطاف" باللغة المسيحية ، وكيف تحول إلى "اسراء ومعراج" باللغة الإسلامية ، أود أن أستبق ذلك بانتحال المؤرخين والفقهاء المسلمين لصفة الرسول بولس وإسقاطها على نبي الإسلام محمد. فقد أطلق على الرسول بولس أثر ظهور السيد المسيح له على طريق دمشق (في ضاحية دارّيا - دير الرؤى ) لقب "الإناء المصطفى"، وهذا ما أخبره عن نفسه في رسالته الى أهل غلاطية. وربما بعض مقاطع الرسالة تفسر كيف وصل هذا اللقب الى المأثور الإسلامي الشفهي والمكتوب معا ، فقد ذكر الرسول بولس أنه بعد اهتدائه إلى الإيمان بظهور السيد المسيح له على طريق دمشق واعتماده على يد حنانيا التلميذ ، هرب من دسائس اليهود الى جزيرة العرب حيث أقام مدة. ومن البديهي أنه باشر منذ ذاك بالتبشير ، فدعا إلى النصرانية من اجتمع به من العرب بصفته "الاناء المصطفى".
إلا أن المأثور الذي انتقل إلى نبي الإسلام من الرسول بولس أكثر من ذلك بكثير. وإننا سنجد بعضا من ذلك في البحث المقبل حين نذكر ما تسلل من الإنجيل إلى أحاديث نبي الإسلام ، فضلا عما تسلل من ذلك إلى حكم وأمثال علي بن أبي طالب. وإنما سنكتفي هنا ، بايراد تفاصيل اختطاف الرسول بولس الذي تحول إلى إسراء ومعراج اختص به "المصطفى – محمد" نبي الاإسلام. ولا أدري في الواقع ان كان نبي المسلمين نفسه قد أحيا فصول الاختطاف ونسبه إلى نفسه أم أن أصحابه هم الذين فعلوا وانتحلوا له بعد ذلك).
والواقع أنه كثر المحدثون الذين رووا تفاصيل الإسراء والمعراج ، فمنهم عائشة ، أصغر زوجات نبي المسلمين ، ومنهم عبد الله ابن مسعود ، ومنهم معاوية بن أبي سفيان والحسن بن أبي الحسن ، وقتادة ، وأم هانىء بنت أبي طالب ، وشهاب الزهري. ويتلخص الجامع المشترك بين هذه الروايات في أن محمدا أصبح ذات يوم، فدعا أهل قريش وقال لهم:
"بينا أنا نائم في الحجر - إذ جائني في جبريل، فهمزني بقدمه "فجلست فلم أر شيئا فعدت إلى مضجعي - فهمزني ثانية فجلست. فلم أر شيئا فعدت إلى مضجعي. فهمزني ثالثة فجلست. فأخذ بعضدي. فقمت معه. فخرج بي إلى باب المسجد حيث البراق (58) فحملني عليه ، ثم خرج معي لا يفوتني ولا أفوته. حتى انتهينا إلى بيت المقدس، فوجدت فيه ابراهيم وموسى وعيسى في نفر من الأنبياء، فصليت فيهم إماما ، ثم حملت ثانية وعدت إلى مكة قبل الفجر" (59).
وسمع أهل قريش القصة فاستضحكوا وتغامزوا ثم انطلقوا يلهجون بها حتى أتوا أبا بكر وقد ارتد منهم الكثير ... وفوجىء أبو بكر بقصة صديقه ، وظن (أنهم يكذبون) (60). فأصروا وقالوا: "ها هو ذاك في المسجد يحدث به الناس" ووقع في يد الرجل: لن يصدق الناس محمدا بعد اليوم... ففكر قليلا ثم قال: "والله لئن كان قاله لقد صدق. فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه".
ولكي يمحو الشك من قلوبهم. قام معهم فقصد المسجد حيث محمد وسأله: "يا نبي الله ، أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة (61). قال: نعم. قال: يا نبي الله ، فصفه لي (أي بيت المقدس) فإني قد جئته ، فجعل محمد يصفه لأبي بكر. وكان كلما وصف منه شيئا ، يصرخ أبو بكر: صدقت ، صدقت ، أشهد أنك رسول الله. حتى انتهى، قال أبو بكر: صدقت ، صدقت ، فقال محمد: وأنت يا أبا بكر.... الصديق... ولذلك دعي بالصديق . (62)
وإذ أن السامعين يخشون أبا بكر ومن يمثل هذا (الصدّيق) فقد صدقوا ورووا.... والكل كان يشهد ويجزم بصحتها.
وبعد ذلك ، أورد الخطاب القرآن قوله: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى" (63).
ولم يعد بعد ذلك من يحاجج رسول الله.
وبدأت عملية التشكيك ، في أن ذلك تم بالروح أم بالجسد والروح معا ، عندما قالت هند بنت أبي طالب (أم هانيء): إن محمدا كان نائما عندي تلك الليلة في بيتي ، فصلى العشاء الآخرة ، ثم نام ونمنا ، فلما كان قبيل الفجر ، أهبنا (أيقظنا) رسول الله صلعم. فلما صلى الصبح وصلينا معه قال: يا أم هانىء ، لقد صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت بهذا الوادي ، ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه ، ثم صليت الغداة معكم الآن كما ترين... ثم قام ليخرج ، فأخذت بطرف ردائه، فتكشف عن بطنه كأنه قبطية (64)مطوية ؟ فقلت له: يا نبى الله ، لا تحدث الناس بهذا فيكذبوك ويؤذوك ، قال: والله لأحدّثنهموه ، ثم خرج وأخبر الناس وكان ما كان" (65).
أم هانىء إبنة عمه لم تذكر لنا كيف نام عندها نبي الإسلام مع أنه طلبها للزواج فاعتذرت منه، وقد أورد الخطاب القرآني آية في ذلك إذ قال: "يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللآتي أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك...(66).
والإسراء هو السير ليلا وبالجسد - بحسب تفسير الجلالين - وأم هانىء تؤكد أن (رسول الله) نام في بيتها ولم يفارقه تلك الليلة. وكان اللغط في ذلك سببا في ورود آية جديدة في الخطاب القرآني تقول: "وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس" (67). ولا ندري أي مصلحة لله في أن يفتن المؤمنين به!
وانبرت بعد ذلك عائشة ، أصغر زوجاته لتقول: "ما فقد جسد رسول الله (صلعم) ولكن الله أسرى بروحه". وصادق على رؤيتها معاوية ابن أبي سفيان - وكان كاتبا للوحي – فقال: "إنما كانت رؤيا من الله تعالى صادقة".
واختلف الرواة في أن المعراج تم في اليوم نفسه للإسراء. إنما من الثابت أنه إذا كان الإسراء في أصله مأثورا عن اختطاف الرسول بولس ، فإن المعراج مأثور عن رؤيا يوحنا اللاهوتي. ذلك أن أمل لقاء الله وجها لوجه كانت مطمحا لكل نبي.
وبالإسناد عن أبي إسحق عن أبي الخدري عن رسول الله قال: لما فرغت مما كان في بيت المقدس أتى بالمعراج (68). ولم أر شيئا قط أحسن منه ، فأصعدني صاحبي (أي جبريل) فيه حتى انتهى بي إلى باب من أبواب السماء ، يقال له باب الحفظة. فتلقتني الملائكة ، وكل ضاحكا مستبشرا إلا واحدا ، فقلت لجبرائيل: من هذا الملك ولم لا يضحك ؟ فقال: هذا مالك صاحب النار. فقلت: ألا تأمره فأراها ؟ فأمره فكشف عنها غطاءها، ففارت وارتفعت حتى ظننت لتأخذن ما أرى. فقلت: مره فليردها. فأمره ، ثم أدخلني السماء الدنيا فرأيت رجلا جالسا تعرض عليه الأرواح فيقول لبعضها: روح طيبة، والأخرى: روح خبيثة.
فقلت لجبرائيل: من هذا ؟ قال: هذا أبوك آدم. ثم رأيت رجالا لهم مشافر كمشافر الابل ، في أيديهم قطع من نار يقذفونها في أفواههم ، فتخرج من أدبارهم. فقلت: من هؤلاء ؟ قال: هؤلاء أكلة أموال اليتامى ظلما.
وبعد أن يصف عذاب آل فرعون في النار وعذاب الرجال الذين تركوا حلالهم إلى (ما حرّم الله عليهم) والنساء المعلقات بأثدائهن (لأنهن أدخلن على رجالهن من ليس من أولادهم) يتابع رحلته إلى السماء الثانية:
فإذا فيها أبناء الخالة ، عيسى بن مريم ويحين بن زكريا ، ثم في السماء الثالثة:
فإذا رجل ، صورته كالبدر. وكان يوسف بن يعقوب. ويصعده جبريل إلى السماء الرابعة ويعرفه على إدريس ثم الى السماء الخامسة فإذا فيها كهل:
لم أر كهلا أجمل منه. سألت جبريل عنه فقال: هو هارون بن عمران. ثم أصعدني الى السماء السادسة فاذا فيها رجل آدم (أسود) ، طويل ، اقنى (المرتفع قصبة الأنف) كأنه من رجال شنؤة (اسم لقبيلة) فقلت لجبرائيل: من هذا ؟ قال: هذا أخوك موسى بن عمران. ثم أصعدني الى السماء السابعة ، فإذا فيها كهل لم أر رجلا أشبه به. قلت: ومن هذا ؟ قال: هذا أبوك ابراهيم.
وكان جالسا على كرسي ، الى باب البيت المعمور (69) يدخله كل يوم سبعون ألف ملك… ثم دخل بي الجنة ، فرأيت فيها جارية لعساء (70).
فسألتها: لمن أنت ؟، وقد أعجبتني حين رأيتها ، فقالت: لزيد بن حارثة (فبشر بها، رسول الله ، زيدا حين عاد من السماء الى الأرض) (71).
ويتابع النبي سرد القصة:
ووصلنا إلى سدرة المنتهى (72) فتراجع جبرائيل ودخلت (فكان قاب قوسين أو أدنى) (73) فسجدت وسلمت. ثم ان الله فرض علي وعلى أمتي خمسين صلاة في اليوم. فأقبلت راجعا ، فمررت بموسى بن عمران فسألني: كم فرض عليك من الصلاة ؟ قلت خمسين صلاة كل يوم. فقال: إن الصلاة ثقيلة أمتك ضعيفة ، فارجع الى ربك فاسأله أن يخفف عنك وعن أمتك. فرجعت فسألته، فوضع عني عشرا. فعدت. فقال لي موسى مثل ذلك فرجعت فسألت ربي فوضع عني عشرا…… وهكذا حتى انتهيت الى خمس صلوات في كل يوم وليلة. ثم رجعت إلى موسى ، فقال لي أن أرجع. فقلت قد راجعت ربي وسألته كثيرا حتى استحييت منه فما أنا بفاعل"(74).
موسى ونبي الإسلام - في هذه الرواية - أرحم من الله بعباده ، كل هذا من أجل تخريج الرحلة الفضائية بمكوك إسمه البرا ق ، وبصكوك وعهود ونواميس ممهورة بتوقيع الله. بل إن الرواية نسبت لنبي الإسلام أنه أفاض في تصوير الأنبياء بشكلهم وملبسهم وألوان بشرتهم - ربما ليطمئن الصدّيق أبو بكر. فقد ذكر في وصف المسيح أنه "رجل أحمر ، بين القصير والطويل ، سبط الشعر ، كثير خيلان (الشامات السوداء) الوجه ، كأنه خرج من ديماس (أي الحمام) تخال رأسه يقطر ماءا وليس به ماء . أشبه رجالكم به: عروة بن مسعود الثقفي" (75).
ولا يفوتنا هنا أن نشير إلى أن "الصخرة المشرفة"، في القدس ، التي يعتقد المسلمون أن نبيهم عرج من فوقها الى السماء فارتفعت معه قليلا عن الأرض بارتفاعه وارتقائه هي في المأثور المسيحي تلك الصخرة التي صعد المسيح من فوقها إلى السماء في جبل الزيتون.
ولك تحياتى