لا تفكو للعدو حبل المشنقة ... بقلم: جورج حاوي
"أبو علي" .. بدمك نكتب، وبدم الشهداء
للشعب نتوجه.. وللرؤساء
نقول لأشقائنا الفلسطينيين، معلمينا في النضال وقدوتنا في الاستشهاد:
كفى اعتبار القتال لحظة عابرة...
والمفاوضات حالة دائمة... لمشاريع تجميلية في الحلول الاستسلامية الوهمية!...
لا مجال لحلول وسط مع هذا المشروع الصهيوني إلى أن تتغير طبيعته...
والمفاوضات لا تغير طبيعة المشروع.
وحدها نسبة القوى الجديدة، هي التي تفتح الباب أمام ذلك، إنها إذن، معركة طويلة جداً، ومكلفة جداً... على الإسرائيلي العادي، بل اليهودي العادي، أن يدرك أن كيانه في خطر حقيقي، وأن وجوده الشخصي مهدد، وأن لا أمن له ولا لأولاده... حتى يبدأ بالتفكير في سبل التعايش مع الشعب الفلسطيني، وحتى ينفتح باب الحل العادل.
وهذا يعني أن الانتفاضة ستستمر، وستتميز بما سيرافق زخمها الجماهيري من عمليات قتالية نوعية، بدأت بوادرها المباركة على يد أبطال الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية إضافة إلى «فتح» و«حماس» والجهاد...
لسنا نلقي دروساً...
تلامذة نحن في مدرستكم النضالية...
ننصح، فقط، القيادة بأن تغادر دائرة الرهان على الحل... وأن تنخرط كلياً في مهام تطوير الانتفاضة والعمليات النوعية...
وأن تتخذ الإجراءات الأمنية الملائمة لمثل هذا القرار...
فالكل مستهدف... الكل دون استثناء... وبخاصة الرئيس ياسر عرفات.
كما ننصح القيادة أن تنسج التحالفات العربية الملائمة لمثل هذا الخيار... آملين أن تكون زيارة عرفات لدمشق خطوة هامة في تعزيز تحالف فلسطيني سوري لبناني، يمتد بأبعاده نحو إيران والعراق والجماهيرية الليبية عبر ساحة الحركة الشعبية الأردنية والمصرية، وكل ساحة شعبية عربية ينبض فيها بقايا قرار في الصمود.
أما الأشقاء العرب، ملوكاً ورؤساء ... فنقول لهم: كفى التباهي بما يسمى باستراتيجية السلام. فهذا وهمٌ، وتضليل. وهمٌ تقعون فيه، وتضليل لشعوبكم، بل لمناصريكم في العالم.
ولتكن استراتيجية العمل العربي الرسمي استراتيجية مساندة نضال شعب فلسطين لاستعادة حقوقه... مع ما يتطلب ذلك من تدابير، أهمها فتح الجبهات الأخرى أمام العمل الشعبي التطوعي المقاتل، الذي اغتنى بتجربة لبنان الرائدة بما يجعله، اليوم، عامل الحسم في معركتنا ضد العدو الصهيوني.
ولتكن حالة التعبئة لمواجهة مضاعفات هذا القرار هي السائدة... لا حالة استجداء المفاوضات، وخاصة هذه الوساطات المذلة بين الفلسطينيين والعدو الصهيوني... بل وحتى بين الفلسطينيين والعدو الأمريكي... الذي هو رأس الحربة...
إن لم تتوجه قرارات القمة العربية لمقاطعة أمريكا، ولوقف ضخ النفط لها، ولقطع كل علاقة مع العدو الصهيوني، وتشديد الحصار السياسي والاقتصادي عليه فلا جدوى من أي عمل رسمي.
فلنجرب مرة مثل هذه الاستراتيجية. ولا نفع من ادعاء أنها جربت في الماضي ولم تنفع. فاليوم الوضع مختلف. اليوم شعب فلسطين يقاتل. وانتفاضته صامدة. وشعب لبنان قد شق الطريق لانتصار أول تجربة كفاح شعبي مسلح ظافر. وباتت التجربة ملكاً للأمة، بكل شعوبها وأقطارها. فاتركوها تتفاعل... وتأخذ أبعادها على كل الجبهات...
اليوم العدو في مأزق.
اغتيال المناضل الكبير «أبو علي» مصطفى يؤكد مدى عمق هذا المأزق. والاغتيال سيزيد مأزق العدو عمقاً...
إنه فعل جبان، فعل ضعيف مأزوم، فعل من ضاق الخناق على عنقه...
فلا تفكوا له حبل المشنقة، أيها الملوك والرؤساء العرب.
أوقفوا المفاوضات. اقطعوا العلاقات، افتحوا الجبهات، فيوم النصر قريب.
وإذا اعتقد بعضكم أن دعم الانتفاضة، والانخراط في نضال وكفاح شعب فلسطين مكلف عليه وعلى نظامه، فالعكس هو الصحيح. إن عدم الانخراط في هذا الكفاح هو الأكثر كلفة للحكام العرب. فحجارة أطفال فلسطين، التي ستنتقل إلى أطفال كل أقطار الأمة العربية، أكثر قدرة على إصابة العروش والكراسي من صواريخ العدو. والثمن الذي ستدفعه الأنظمة على يد شعوبها هو الثمن الحقيقي...
فتحية لك يا أكبر الشهداء
أيها القائد الذي اختار هو مكان استشهاده. فأرض الوطن هي الأكثر دفئاً، وهي التي تحول جثمان الشهيد إلى آلاف ومئات آلاف البنادق، وإلى ملايين حبوب الحنطة، وزهور الليمون.وتحية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، هذا الفصيل الطليعي المناضل، من أبسط مناضل فيه إلى قائده التاريخي المناضل الصديق جورج حبش.
لقد كنتم لنا خير مثال، فأصبحتم القدوة.
مجلة الهدف العدد 1323 / 4 فلسطين تشرين أول 2001
http://www.pflp.net/books.php?action=ViewT...31127639&sid=28