خيط رفيع يفصل بين الحياة والموت.. مسافة قد تطول أو تقصر يدخل معها الإنسان في غيبوبة الموت.. يراه المحيطون حول سريره وكأنه يعاني سكرات النهاية.. لكنه يري نفسه في عالم آخر.. يشعر بمن حوله.. يراهم.. يسمعهم.. يطير بجسده فوقهم.. يعبر آفاقا.. يهبط أنفاقا وعندما يفيق من غيبوبته تجده لايزال أسير هذه الرحلة المثيرة التي قطعها فوق سريره!!
العائدون من غيبوبة الموت.. ماذا يرون أثناء غيبوبتهم؟!.. وما إحساسهم بما شاهدوه؟!
دراسة مثيرة قام بها عالم هولندي مع فريق من العلماء والباحثين شملت (344) شخصا من مختلف الجنسيات منهم الملكة نور زوجة الملك الراحل حسين.. التي نقلت عن زوجها ما رآه أثناء غيبوبة موت تعرض لها سنة ..1984 أيضا كان ضمن من شملتهم الدراسة شاب مصري اسمه نادر أصيب في حادث علي طريق الأوتوستراد!
تعالوا نبدأ الرحلة المثيرة من بدايتها!
هذه الدراسة المثيرة تضم حوالي 344 شخصا أغلبهم من الشباب.. جميعهم أكدون أنهم شاهدوا أشياء غريبة أثناء اقترابهم من الموت.. لحظات أو حتي أيام مرت عليهم وكأنهم يعيشون في عالم آخر.. ماذا شاهدوا؟! وماذا قالوا عندما أفاقوا من غيبوبتهم؟!
الملك حسين!
البداية كانت مع الملكة نور زوجة الملك الراحل حسين في إحدي الصحف الأمريكية قالت: كان زوجي تنتابه نوبات 'الاريتيميا' وهي حالة بدأت عنده منذ عام ..1970 وكانت هذه الحالة غير مهددة لحياته طالما كان منتظما في تناول الدواء.. وفي عام 1984 كنت في العقبة مع ضيوف رسميين ينتظرون الملك حسين للانضمام إلينا من عمان، وفجأة تلقيت مكالمة تليفونية تخبرني أن زوجي حسين في حالة صحية حرجة للغاية.. وفي لحظات طرت عائدة إلي عمان لأجد زوجي قد نزف كثيرا وعلمت أنه كان يسير من الديوان إلي الندوة مع شقيقه الأمير حسن عندما بدأ ينزف من الأنف.. وأخذ النزيف في الازدياد بسرعة.. بعدها وصل طبيبه الخاص.. كان زوجي شاحب الوجه.. لونه يشبه لون الطباشير الأبيض.. فقد وعيه وتوقف نبضه.. أحسسنا جميعا أنه قاب قوسين أو أدني من الموت.. وفجأة استعاد نبضه ووعيه بعد اجراء نقل دم له.. وعندما أفاق من غيبوبته أخبرني بأنه لم يشعر بأي ألم أو خوف أو قلق.. وأنه كان في روح حرة.. يطفو فوق جسده.. وقال الملك الراحل حسين: 'لقد رأي نورا مشرقا وشعر بالهدوء وأدرك بأنه يرحل.. لكنه ظل يحدث نفسه.. وبالمساعدة الطبية العاجلة التي تلقاها عاد إلي الحياة، استطاع الأطباء وقف النزيف نهائيا فلم تعد إليه هذه الحالة مرة .
كارا.. مواطنة فرنسية.. تعمل ممرضة في أحد المستشفيات الكبري.. تعرضت لعملية اعتداء من لص أراد سرقة منزلها.. دخلت في غيبوبة الموت.. قالت: 'عام 1993 كنت في الخامسة والثلاثين من عمري.. أسكن في منزل بعيد عن الطريق الرئيسي.. وبعدما أطعمت قطط وكلاب المنطقة كعادتي دخلت المنزل وفي المطبخ وجدت رجلا يقف أمام الفرن.. عرفته.. فهو رجل يسكن بالمنطقة المجاورة وسمعته سيئة للغاية.. قلت لنفسي: ربما يريد اغتصابي وقتلي.. كان يحمل مسدسا وسكينا وبطارية.. اسدلت سكين المطبخ من الدرج وهاجمته.. وهنا لا أذكر ماذا حدث بعد ذلك.. توقفت ذاكرتي عند الصورة التي تظهر فيها أكبر كمية من الدماء.. علمت بعد ذلك أن جاري سمع صرخاتي فنادي الشرطة فتم القبض عليه وأنا غارقة في دمائي'.
ولكن ماذا رأت كارا؟!
'أثناء غيبوبتي أحسست أنني أسير بسرعة داخل نفق جميل.. كان المكان حيا بمعني الكلمة.. الألوان غاية في الجاذبية وأوراق الأشجار خضراء للغاية والأزهار وردية اللون.. كان المنظر أمامي ثلاثي الأبعاد.. ثم أتي إليٌ رجل يرتدي ثيابا بلون أبيض وأسود وله ذقن وشارب وشعر داكن اللون مرحبا بي بشدة.. لازمني فترة من الوقت.. قال لي نحن سعداء لأنك هنا.. لدينا لك الكثير من العمل لتقومي به. ثم ذهبنا لغرفة ليس بها سقف.. وجدت بها سنترال اتصالات قديم وبه خطوط لا تحصي.. وهناك سمعت صوت امرأة يأتي من أسفل وتصلي لأجل ابنتها المريضة بالحمي.. وبعدها قال لي مرشدي: 'نحن بحاجة إليك هنا' أخبرته أن أسرتي في حاجة إليٌ أيضا.. وبعد برهة قال لي: 'حسنا يمكنك أن تعودي، ولكن عليك أن تتكلمي'!
هناك الكثير والكثير من الروايات الغريبة التي يحكي فيها أصحابها تجربتهم الغريبة في الاقتراب من الموت.. لكن حتي نجد تفسيرا علميا لهذه الأشياء.. قرأنا في بحث أجراه عالم هولندي هو د. بروس جريسون المؤسس الأول لأبحاث الاقتراب من الموت قال:
بافتراض أن الدماغ ميت أثناء التجربة.. إذا فكيف يمكن للعقل أن يتذكر ما حدث بعد التجربة؟! ويجيب بأن هناك نظرية سائدة حاليا وهي أن الوعي مكان حفظ الذكريات، وليس الدماغ.. فوحدة تخزين المعلومات بالدماغ لا يمكنها حفظ كل المعلومات.. لذا فإنه من النادر أن تكون الذكريات دقيقة مائة بالمائة.. بينما يقول من مروا بالتجربة أنهم مروا بمراجعة حياتهم في عملية دقيقة مائة بالمائة لكل فكرة أو فعل، كيف كان شعور الآخرين تجاههم.. فالوعي هنا يحيا بالموت، وعندما يعود الوعي إلي الجسد فإنه يستغرق بالضبط حوالي سبع سنوات للحصول علي تلك الذكريات المكثفة في تجربة الاقتراب من الموت لتذهب خلال الدماغ.
وهناك سؤال آخر طرحه الباحث وهو: هل تحدث تجربة الاقتراب من الموت بسبب ذكريات زائفة؟!.. فيجيب: 'ليس لدينا أدوات تقنية للتمييز بين الأحداث الحقيقية والخيالية، وعلي كل إذا لم تكن لدينا أسباب الافتراض بأن من مر بتجربة الاقتراب كان متأثرا بصورة كبيرة وله دافع قوي للتخيل بأنه مر بتلك التجربة.. فليس هناك سببا منطقيا يجعلنا نفترض أن التجربة عبارة عن ذكريات زائفة.. لكن إذا كانت تجربة الاقتراب من الموت عبارة عن ذكريات زائفة، فلماذا وجدت الدراسات أن بعض الناس باستطاعتهم ان يستعيدوا تجارب اقترابهم من الموت في خلال عامين إلي 8 أعوام!
وفي النهاية.. هل هناك توضيح طبي أو نفسي لتجربة الاقتراب من الموت؟!
يقول الباحث: '.. هناك دراسة يمكن تطبيقها علي كل النتائج العلمية الرئيسية لتجربة الاقتراب من الموت.. أهم ما خرجت به تلك الدراسة هي أن التجارب هذه ليست قابلة للتفسير الطبي.. كما أثبت فان لوميل في منهج دراسي صارم أن وقوع التجربة ليست محصورة في الأزمة القلبية أو فقدان الوعي أو العقاقير أو الخوف من الموت الذي يحدث في الأزمات القلبية...
http://www.akhbarelyom.org.eg/hawadeth/iss...s/687/0100.html