-ليلى-
عضو رائد
المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
|
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
السلطان المغرور
كان هناك سلطان لايوجد مثيل له فى أعماله
يعطى الغلبان ويطعم الجوعان
وفي يوم من الأيام كان يجلس وسط أقربائه ويعد حساناته
فيقول
أنا بأكل الجوعان
وأعطى الغلبان
وأغنى الفقير
وباعمل كل خير
وقوى على الأقوياء
وغنى على الأغنياء
والقريب والبعيد يعرفون أنه لا يوجد عندى عيب
وجميع الناس الموجودين فى القصر قالوا
يا سلطان كلك حسنات
ولا يستطيع أحد أن يقول فيك أى عيب
وفى يوم من الأيام سأل السلطان شيخ الجامع
فقال له
يا مولاى حسناتك كثيرة
لكن فيه عيب
وقبل ما تدور على حسناتك دور على عيوبك،
فسأل السلطان أقربائه فقالوا له
يا سلطان ليس بك عيب
وإن كان بك عيب فاجعل الشيخ العجوز يقول لك عليه.
وبعث له السلطان وقال له
أنا كلى حسنات أم يوجد بى عيوب،
فقال الشيخ
سبحان من له الكمال
فقال السلطان للشيخ
كده نحن وصلنا للجد أنا أريدك أن تقول لى على العيب الموجود عندى،
فقال للسلطان
اعطنى مهلة ثلاثة أيام وفى آخرهم سوف أقول لك على عيبك.
ومر يوم والثانى والثالث قرب على الإنتهاء وجاء العجوز
وقال له السلطان
لماذا تأخرت
فقال يا مولاى حدثت حتة حكاية،
ابنك الأمير كان يسير مش عارف ذهب فين
وجد أمامه الكلاب لا أعرف من أين جاءوا،
كلب من الكلاب عضه فى رجله.
السلطان سمع الحكاية ووقف وقال
يا حرس امسكوا كل الكلاب –
اقتلوا كل الكلاب
وعندما بدأ الحرس فى التحرك ضحك الشيخ العجوز وقال:
حلمك يا مولاى –صبرك –ابنك بخير وسلام –
أنا قلت هذا الكلام علشان تعرف عيبك،
كلب واحد عض الأمير قلت امسكوا كل الكلاب،
اقتلوا كل الكلاب،
غضبت فنسيت العدل وأصبحت ظالم،
حكمت على الكلاب بذنب واحد وهذا ظلم يا مولاى
وحكمت وأنت غضبان
والحكم وقت الغضب يصبح حكم ظالم
والظلم يصبح عيب يا مولاى،
وسكت السلطان وعرف عيبه
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-20-2007, 12:10 PM بواسطة -ليلى-.)
|
|
06-15-2005, 10:47 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى-
عضو رائد
المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
|
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
الحصان المغرور وسباقه مع العاصفة
غائماً كانَ الجَوُّ مُكفَهِرّاً ، تَنبَعِثُ مِنهُ رائحةُ العاصفة ، وكانَ السريع قد أرهَفَ أُذُنَيه لِيَسمَعَ صَوتَ حَوافِرِ العاصفة .
وكان في خَيالِ السَريعِ أنّ العاصفةَ حِصانٌ كبيرٌ جدّاً ، حِصانٌ ذو أربَعِ حَدَوات ، يَعدو بسُرعة ، فيَسحَقُ تحتَ سَنابِكهِ الثقيلَةِ كلَّ ما يَلقاهُ في طريقِه .
السريعُ كان حِصاناً سَريعاً خَفيفاً في الجَري ، أشدَّ سُرعَةً وخِفَّة مِن سائر خُيولِ الصَحراء ، ومُنذ طُفولَتهِ ظَهَرَ علَيهِ أنّه سيَكونُ - في يَومٍ من الأيّام - حِصانَ الصحراءِ الذي لا مُنافِسَ لَه .
وفي أوّلِ شَبابهِ استَطاعَ أن يَسبِقَ كلَّ الخُيول ، حتّى مَنْ كانوا مِثلَ الكُمَيت - وهو الحصان الأحمر المائل لونه إلى السَواد - والأزرَق ، اللذَينِ ظَلاّ لسَنوات بلا مُنافِسٍ .
وبَعد هَزيمةِ الكُمَيت والأزرق كانت الخُيول تَتَهامَسُ فيما بَينَها : السريعُ ليسَ حِصاناً واحِداً ، إنّهُ ألفٌ مِن الخَيل .
ما كانَ السريع قد رأى العاصفةَ بِعَينَيه ، ولكنّهُ كانَ قد سَمِعَ أنّ الغَبَرةَ الشَديدةَ كلّما هاجَتْ في الصحراء فإنّ العاصفةَ آتِيَة .
وكان سَمِعَ أنّ قَصيفَ الرَعد - صوت دَوِيّه وجَلجَلَته - هو صَوتُ صَهيلِ العاصفة ، وسَمِعَ أنّها تَجري بسُرعةٍ فائقةٍ بحيثُ لا يُرى حتّى ظِلُّها ،
وهذا قد جَعَلَ السريعَ يُفكِّرُ في السِباقِ مَع العاصفة .
كان الوقتُ سَحَراً ، والسريعُ كان واقِفاً على تَلَّةٍ عاليةٍ يَنظُرُ إلى الطَرَفِ الآخَرِ من الصحراء ، وخلالَ نُورِ السَحَر الخافِت بَدَتْ على مسافةٍ منه أشجارٌ كثيرةٌ كانت تتَماوَج ، وتَتَناثَرُ أوراقُها في الهواء .
هَبَطَ السريع من التَلَّة ، وجَرى نحوَ الأشجار ، فاستدارَ مُقابِلَ الأشجار التي كانت الرِيحُ تُشابِكُ أغصانَها بعضَها في بعض ، وَقَف قائماً على قَدَمَيه ، وأطلَقَ صَهيلاً عالياً .
فزَمجَر : يا هؤلاء ، أنا أتكلَّمُ معكم ، لا تَخافوا مِن العاصفة ، أنا سوفَ أهزِمُها ، وقد فاجأهُ صوتٌ أعادَهُ إلى نَفسِه : سَريع .
مَضى السريع بدَهشَةٍ نحو مَصدَرِ الصوت ، رأى أخاهُ الأشهَب واقِفاً خَلفَه ، هَزَّ رأسَه ونَظَر إليهِ بغُرور وسأل : أهذا أنتَ يا أشهَب ؟! حَسَناً فَعَلتَ ، إذ جِئتُ العاصفةُ في الطريق ، وأنا مُستَعِدٌّ للسِباقِ معها .
فسأل الأشهَبُ مُتَعجِّباً : أحقّاً ما سَمِعتُ يا سريع ؟! سِباقٌ مع العاصفة ؟!
حَكَّ السريعُ سَنابِكَهُ بالأرض ، وقال : أجَلْ ، سَمِعتَ هذا حقّاً ، وأوَدُّ لو تَشهَد أنتَ أيضاً هذا السِباق ، فلَدَينا اليومَ أنا والعاصفة سِباقٌ عظيم .
وكان الأشهَبُ قد سَمِعَ مرَّاتٍ أنّ السريع يُريدُ أن يُجرِيَ سِباقاً مع العاصفة ، ولكنّهُ ما كان يُصَدِّق .
فصَهَلَ الأشهَب : كفَاكَ يا سريع ، غُرورُكَ أوقَعَكَ في الأوهام ، مَتى سَمِعتَ أنّ حِصاناً قد سابَقَ العاصفة ؟!
اغتاظَ السريعُ وقال : لا يَهمُّني هذا الذي قُلتَه ، اِذهَبْ ودَعني وشأني ، قُل للآخَرينَ أيضاً إنّ هذا اليومَ يومٌ عظيم ، قُل لهم يأتُوا للتَّفرُّج ، عَجِّلْ ، فسَوف تَصِلُ العاصفةُ عمّا قريب .
وفَجأةً وَصَلَ صوتُ قَعقَعةِ الرِيح شديداً مُتَوحِّشاً حادّاً ، فلاحَظَ الأشهَبُ أنّ عَينَي أخيهِ كانتا تَلتَمِعان هِياجاً وغُروراً ، وكانَتِ العاصفةُ تَقتَرِب .
رَكَّزَ السريعُ كلَّ وَعيهِ وحَواسِّهِ في أُذُنَيه لِيَعرِفَ مِن أيِّ صَوبٍ يأتي صَوتُ الرِيح ، وازدادَتْ قَعقعَةُ الرِيحِ سُرعةً .
فقالَ السريع : أتَسمَعُ يا أشهَب ؟! إنّ الرِيحَ تُنادِيني ، وأمامَ عَينَيِ الأشهَب المُنَدهِشَتَين ارتَفَعَ السريعُ قائماً على رِجلَيه ، وزَمجَرَ يَصهَلُ صَهيلاً عالياً : أيّتُها الرِيح ، أنا هنا ، هنا .
فخَشِيَ الأشهَبُ أن يكونَ السريعُ قد فَقَد عَقلَه ، إنّ الذي يَراهُ الآنَ أشبَهُ بالكابوس ، والسريعُ لم يَعُد يَسمَعُ شيئاً غيرَ صوتِ قَعقَعاتِ الريح ، إذ كانَتِ الريحُ رسولَ العاصفةِ الذي يُخبِرُ عن قُربِ وصولِ الإعصارِ الكبير .
والريحُ قد أمَرَّتْ يَدَها بمَحبّةٍ على عُنُقِ السريع ، وَمَسحَتْ على شَعرِهِ المُستَرسِلِ الكثيف ، وقالت : لماذا تُريدُ أن تُسابِقَ العاصفة ؟! كُنْ عاقِلاً أيُّها الحِصانُ الشاب .
قال السريعُ نافِذَ الصَبر : دَعِي النصائحَ إلى وَقتٍ آخَر ، بَعدَئذٍ صَهَل : لكنْ أينَ هي هذهِ العاصفة ؟!
فطأطأتِ الأشجارُ بَغتَةً رؤوسَها ، ورأى السريعُ أنّ حِصاناً كبيراً جدّاً كان يَقتَرِبُ منه .
فقالتِ الرِيحُ بِفَزَع : سَريع ! لقد وَصَلَتِ العاصفة علَيكَ بالفِرار ، عَظَمةُ العاصفةِ شَدَّتْ إلَيها أنظارَ السريع ، فأخَذَ يُحَدِّقُ فيها .
ما كانَ السريعُ قد شاهَدَ مثلَ هذهِ العَظَمةِ والجَلالِ حتّى في الخَيال ، فارتَفَعَ السريعُ قائماً على رِجلَيه ، وصَهَل : أيّتها العاصفة ، ها أنَذا السريع ، أسَمِعتِ باسمِي ؟!
ومَكَثَ ساكِناً لِيَسمَعَ جوابَ العاصفة ، وفَجأة دَوّى في السماءِ قَصيفُ رَعدِ العاصفة : أجَلْ يا سَريع ، سَمِعتُ باسمِكَ على ألسِنَةِ خُيولٍ لا عَدَدَ لها ، مُنذُ زمانٍ وأنا أتمنّى أن أراكَ مِن قريب ، والآن أنا سَعيدةٌ بِرؤيتِك .
أطَلقَ السريعُ ضِحكَةً مَغرورَةً ، وقال : إذَنْ سَمِعتِ أنّني أنا وَحدي الذي يُنافِسُكِ مِن بَينِ الخُيول ، أفأنتِ مُستَعِدَةٌ الآنَ لِلسِّباقِ معي ؟
ظَلَّتِ العاصفةُ صامِتَةً ، وظَلَّ السريعُ يَنتَظِرُ أن يَسمَعَ جَوابَها نافِذَ الصَبر ، وبَعد لَحَظات جَلجَلتِ العاصفةُ بقَصيفِ الرَعد ، وقالت : اِسمَعْ أيّها الحِصانُ المُتَطاوِلُ المَغرور ، أنا ما جِئتُ لِلسِباقِ مَعك ، بل جِئتُ لِتَحذيرِك .
فسأل السريعُ بدَهشَة : تحذيري ؟! تَحذيري مِن أيِّ شيء ؟!
فعاوَدَتِ الريحُ قَصيفَها المُجَلجِل ، وقالت : تَحذيرَكَ مِن العاقِبَةِ التي تَنتَظِرُك ، أخشى أن يَقضيَ علَيكَ غُرورُكَ في آخِرِ الأمر .
فأطَلقَ السريعُ ضِحكةً عالية ، ظَنَّ أنّ العاصفةَ تَختَلِقُ عُذراً لِلتَّخلُّصِ مِن السِباقِ مَعه ، فقال في نفسِه : مسكينةٌ هي العاصفة ، إنّها تَخافُ أن أهزِمَها .
وتَذَكّرَ الأشهَبَ الذي كان يُخوِّفُهُ مِن السِباقِ مع العاصفة ، فَكّرَ : يالَيتَ الأشهَبَ هنا لِيَسمَعَ كلامَ العاصفة .
لَم يَكُنِ السريعُ يَعلَمُ أنّ الأشهَبَ والكُمَيتَ والأزرَقَ كانُوا واقِفينَ على مَسافةٍ غيرِ بَعيدةٍ مِنه ، يَنظُرونَ إليهِ قَلِقِين ، وكانوا يُريدونَ أن يَلتَفُّوا حَولَه ، في الوقتِ المناسب لِتَمُرَّ العاصفة .
قَعقَعَةُ العاصفة ، أعادَتِ السريعَ إلى نَفسِه : إسمَعْ يا سَريع ، دَعْ غُرورَكَ واذهَبْ مِن هنا قبلَ فَواتِ الأوان .
إعتَلَى السريعُ قائماً على قَدَمَيه ، لِيُوصِلَ صَوتَهُ بِوضوحٍ إلى سَمعِ العاصفة فصَهَل : أنا أعرِفُ جَيّداً أنّكِ تَقولينَ هذا خَوفاً مِن الهَزيمَة ، تَخافينَ أن تَنهَزِمي ، وعندَها تَظَلِّينَ طُولَ عُمرِكِ في خَجَل .
فمَرَّت لَحَظاتٌ مِن الصَمت ، وشَعَر السريعُ أنّ العاصفةَ قَدِِ استَعَدَّتْ لِلنِّزالِ مَعه ، وعلى حِينِ غَفلَةٍ هاجَت غَبَرةٌ شَديدةٌ في الهواء ، وإستَدارَ السريعُ نِصفَ استِدارَةٍ وحَكَّ حَوافِرَهُ بالأرض .
وقد التفت الأزرَقُ إلى الأشهَب قائلاً على عَجَل : الأفضَلُ أن نَتَدخّل .
أمّا الأشهَبُ فقد كانَ مُتَرَدِّداً ، إنّهُ يأمَلُ أن يَعودَ السريعُ بنَفسِه إلى الصَواب .
وأمامَ عَينَيِ السريع اقتَلَعَتِ العاصفةُ شَجَرَةً قويّةً مِن الجُذور ، ولكنّ السريع لَم يَكتَرِثْ لهذا ، وَثَبَ فوقَ الشَجَرةِ المَقلوعَة ، وقالَ لِلعاصفة بصوتٍ عالٍ : نَبدأُ الجَري مِن هنا إلى عَينِ الماءِ الواقِعَةِ في تلكَ الجهةِ مِن الصحراء .
وعندَ العَينِ تُوجدُ عِدَّةُ أشجارٍ طويلَة ، ومَن يَصِلْ إلى العَينِ قَبِلَ الآخَرِ يَنتَظِر عندَ تلك الأشجار حتّى .. ، لَم يَكُنِ السريعُ قد أتَمَّ كلامَهُ حِينَ قَذَفَتْ بهِ العاصفةُ إلى الأمام .
التَفَتَ الأشهَبُ إلى الكُمَيت والأزرَق وقال بِنَظرَةِ فَزَع : ساعِدوني لإنقاذِه .
ولكنَّ الوَقتَ قد فات .
كانَتِ العاصفةُ شَديدةً بِحَيثُ جَعَلَتِ السريعَ لَحظةً في حالةِ ذُهول ، لكنّها لَم تَهزِمهُ .
وعلَيهِ أن يَستَدرِكَ الفُرصَةَ التي أفلَتَتْ مِنه لِيَلحَقَ بالعاصفة ، علَيهِ أن يَتَقَدَّمَ على العاصفة .
فلَم يَتَباطأ ، ركَّزَ كُلَّ قِواهُ في قَوائمهِ ، ووَثَبَ كسَهمٍ انطَلَقَ مِن القَوس ، لا الأشهَبُ بِقادِرٍ أن يَعتَرِضَ طريقَهُ الآن ، ولا الأزرَقُ ولا الكُمَيت .
فظَلَّ مِن أثَرِ السريعِ الغَبَرةُ التي أثارَها ، الغَبَرةُ التي كانَت تَتَوارى في المَدى البَعيد .
وكان السريعُ يَجري ويَشتَدُّ بسُرعة ، حتّى أنّهُ لَم يَكُن يَرى الأرضَ التي تَحتَ أقدامهِ ، كأنّما كانَ يَطيرُ بِجَناح .
ثَمَّةَ شَراراتٌ كانَت تَتَقادَحُ أحياناً ، مِن تَحتِ سَنابِكِه ، وتَتَطايَرُ في الهواء ، ما كانَ يَخطِرُ على بالهِ إطلاقاً أنّ في مَقدورِهِ أن يَجريَ بكلِّ هذهِ السُرعة .
فكَم تَمنّى السريعُ أنْ لو يَتَوقَّف لحظةً واحِدَة ، يَتَطلَّعُ فيها خَلفَهِ لِيَرى مِقدارَ المسافةِ بَينَهُ وبَينَ العاصِفة لكنَّهُ ما كانَ يَستَطيع ، فيَخشى أن تَسبِقَهُ العاصفة ، وحتّى لو أرادَ التَوقُّفَ لمَا استَطاع ، فكانَ قد فَقَد السَيطَرةَ على أرجُلِه .
وعند الغروبُ كان السريعُ يَجري ويَشتَدّ ، والأشهَبُ والكُمَيتُ والأزرَقُ كانوا يَعدُونَ وراءَهُ ساعات ، لكنَّهُم ثلاثَتَهُم قَدِ انقَطَعَتْ مِنهُم الأنفاس وكان مَآلُ الأزرَق أنّه تَوقَّفَ وقال : لا فائدة ، لَن نَصِلَ إليه .
فصَعَّدَ نَفَساً وأضاف : الأفضَلُ أن نَرجِع ، أنا مُرهَقٌ جدّاً .
فنَظرَ الكُمَيت فيما حَولَه لَعلَّهُ يَجِدُ أثَراً للسريع ، لكنَّهُ لَم يَجِد على مَرمَى البَصَر أثراً لَه ، حتّى ولا أثرَ الغُبار ، فتأوّهَ الكُميت وقال : لَقد أضَعناه ، لا بُدَّ أنّهُ ذَهَبَ في طريقٍ آخَر ما لَهُ مِن أثَر .
فقال الأشهَبُ بقَلَقٍ وعَجَل : أنتُم سَمِعتُم ، قالَ إنّهُ يَمضي إلى الأشجارِ في الطَرَفِ الآخَرِ مِن الصَحراء ، جِوارَ عَينِ الماء ، وبَينَنا وبَينَها مَسيرَةُ غُروبَينِ للشمس لا يَنبغي أن نُفَوِّتَ الفُرصة .
فالتَفَتَ الأزرَقُ إلى الأشهَب غاضِباً وصَهَل : أمَا رأيتَ خِلالَ الطريقِ كيفَ كانت بِرَكُ الماءِ قد جَفَّت ، وكيفَ انَقَلَعتِ الأشجارُ الضَخمةُ مِن الجُذور ؟! إنّ عاصفةً رَهيبَةً كهذهِ ما هَبّتْ من قَبلُ على الصحراء .
فقالَ الكُميت بِنَظرَةٍ مَحزونَة ، وبصَوتٍ أشبَهَ ما يكونُ بالأنين : حتّى أنّي لا أظُنُّ أنّهُ ما يَزالُ على قَيدِ الحياة .
نَظَر الأشهَبُ إلى الخُيولِ الكثيرةِ التي تَعِبَتْ وأصابَها اليأس ، وراحَت تَتَفرَّقُ مُبتَعِدَة .
هذهِ الخيولُ كانَت قد قَطَعَت مسافةً طويلةً لِتَشهَدَ سِباقَ السريع ، لكنّ ظَنَّها في رؤيةِ السريع كانَ قد تَحوّلَ أيضاً إلى يأس ، كانَت تُهَبِّطُ رؤوسَها ، وتَعودُ وهي مُجهَدَة .
فصاحَ الأشهب : ارجِعوا ، هَل تَظُنّونَ أنتم أيضاً أنّ السَريعَ قد مات ؟!
وبنظرةٍ لا تَعرِفُ التردُّد التَفَتَ إلى الأزرَقِ والكُميت وصَهَل : إذا أرَدتُما أنتُما أيضاً فإنّكما تَستَطيعانِ أنْ تَذهَبا مَعَهُم ، أمّا أنا فلَن أعودَ حتّى أعثُرَ على السريع .
وكانت ساعاتٌ قد مَرَّتْ على غُروبِ الشمس ، ولم تَبقَ إلاّ عِدَّةُ خُطُواتٍ ليَبلُغَ السريعُ عَينَ الماء ، وعلَيهِ الآنَ أن يَتَوقَّف ، وكانَ التَعَبُ قد قَطَعُ مِنُه الأنفاس ، وأصابَهُ الدَوار ، فما كانَ يَقِدرُ أن يُبقِيَ جَسَدَهُ مَحمولاً على قَوائمِه .
فأرادَ أن يُقلِّلَ مِن سُرعَتِهِ عِندَما التَوَتْ رِجلُهُ فَجأةً وانثَنَتْ رُكبَتُه ، وراحَ يَتَدَحرَجُ على الأرضِ مِثل صَخرةٍ كبيرة .
لكنّهُ لَم يَمكُثْ على الأرض طويلاً ، فوَقَفَ بمَشَقّة ، لقد قامَ لِئلاّ تَراهُ العاصفةُ فتَظُنَّ أنّهُ قد سَقَطَ مِن العَجزِ والوَهن .
صهَيلُ ظَفَرهِ يَجوبُ الصحراء : أينَ أنتِ أيّتها العاصفة ؟! أين ؟!
ولكنْ ما كانَ يَتراءى للعاصفةِ مِن أثر .
حَنَى السريعُ رأسَه وألصَقَ أُذُنَهُ بالأرض ، كان سَمعُهُ مُرهَفاً بحيثُ كانَ يَصِلُ إلى أُذُنهِ صوتُ حَفيفِ أوراقِ الشجر ، لكنّهُ مَهما أصغى لَم يَسمَعْ صوتَ سَنابِكِ العاصفة .
كانَ السريع مجهداً ، وأجفانُهُ كانَت تَثقُلُ بِهُدوء ، لكنَّهُ ما كانَ يَوَدُّ أن يَنامَ قَبلَ أن يَرى العاصفة .
فيُريدُ أن يَرى العاصفةَ وهي خَجلى مِن هَزيمَتِها مُستَحييَة ، ثلاثَةَ مَطالِعَ للشمس كان قد جَرى وثلاثةَ مَغارِب ، وهو بهذا الأمَل تَذَكّرَ بَغتَةً الأشجارَ المُجاورَةَ لِعَينِ الماء .
وعندَ هذهِ الأشجارِ يَنبغَي أن يكونَ بانتِظارِ العاصفة ، فأطبَقَ جَفنيهِ لحظَة ، ثُمّ أدارَ طَرفَهُ نحوَ الأشجار ، ودَفَعةً واحِدَةً استَبَدَّ بهِ الفَزَع ، فالأشجارُ كُلُّها كانَت مُلقاةً على التُراب .
إنّ أثَرَ مُرورِ العاصفةِ يُشاهَدُ في كُلِّ شَيء ، ولَم يَكُنِ السريعُ يُصَدِّقُ ما كانَ يَرى .
وفي هذهِ اللحظةِ اقتَرَبَ مِنهُ حِصانٌ شابّ ، والحصانُ الشابُّ كانَ يَعرِفُ السريعَ جيّداً .
فسألَهُ السريعُ بصوتٍ مُرتَعِد : هل رأيتَ العاصفة ؟ متّى مَرَّتْ مِن هنا ؟
، فحَمْحَمَ الحِصانُ الشابّ وقال : نَعَم ، رأيتُها قبلَ ثلاثَةِ أيّام في أوَّلِ شُروقِ الشمس .
تأوّهَ السريع : قبلَ ثلاثةِ أيّام ؟! ومِثلَما يَقَعُ الظلُّ على الأرضِ وَقَع .
فكانَ الليلُ قدِ انقَضى ، والشمسُ عادَت مِن جديد ، وحَدَّقَ السريعُ في صُورتهِ المُنعَكِسَةِ في عَينِ الماء ، فكانَ يَرى في الماءِ حِصاناً عاجِزاً مَهزوماً .
فهَمَسَ في نَفسِهِ : سرَيع ! لَقَدِ انهَزَمتَ ! هَزَمَتكَ العاصفة ! ما أمَرَّ هذهِ الهَزيمَة .
سالَتْ مِن عَينَيهِ قَطَرةُ دَمع ، وسَقَطَتْ في الماء ، فَمَوَّجَتْ صُورَتَه ،
في هذهِ الأثناء ، قالَ صَوتٌ في قَلبهِ : كلاّ يا سَريع ، العاصفةُ ما هَزَمَتكَ أنت ، إنّه غُرورُكَ الذي انهَزَم .
وكم كانَ حَسَناً أن يَنهَزِم ، فهَبَّ نَسيمٌ لَطيف حَرَّكَ الشَعرَ في عُنُقِ السريعِ فجَعَلَهُ يتموَّج ، ومَدَّ السريعُ رأسَهُ في الماء ، فأحَسَّ بالبُرودَةِ تَسري إليه .
وفي ماءِ العَين صُورةُ السريعِ تَضحَك ، وكانَت ظاهرةً في دائرةِ عَينيهِ صُورَةُ الشمس .[/size]
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-20-2007, 12:14 PM بواسطة -ليلى-.)
|
|
06-17-2005, 07:42 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى-
عضو رائد
المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
|
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
الاستماع إلى نصيحة الآخرين
في حديقةٍ غَنّاءَ كان النهرُ يَجري ،
النهرُ يَهَب الماءَ للأشجارِ والأزهارِ ،
ويُصغي إلى حَفيفِ أوراقها وإلى أحاديثِها .
وذاتَ صباحٍ سَمِعَ النهرُ حوارَ الوردةِ الحمراء
مع الوردةِ البيضاء
قالت الحمراء: أنا أجمَلُ الأزهار ، انظُري كيف أهتم بجمالِ مَظهري .
فقالت البيضاء : يا صديقتي ،
هناك أشياء أخرى ينبغي أن نهتم بها أيضاً .
سألت الحمراء : مثلاً ماذا ؟!
فقالت البيضاء : : علينا أن نهتم بجذورنا أيضاً .
فقالت الحمراءُ بدَهشة : الجذور ،
قالت البيضاء: نعم ،
انظُري جيّداً إلى مياهِ النهرِ كيفَ تَجرِفُ مَعها كلَّ يومٍ جُزءاً من التربة .
سألت الحمراءُ
وماذا يعني هذا ؟!
أجابت البيضاء: معناه أننا سنَنجَرفُ أيضاً وننتهي ،
علينا أن نَمُدَ جُذورَنا عميقاً في الأرضِ حتّى يشَتدَّ عُودُنا .
صاحَت الحمراءُ بعصبية :
أنتِ حَمقاء يا عزيزتي ،
تَترُكينَ أوراقكِ الزاهية ،
وتُنفِقينَ وقتَكِ في مَدِّ العُروقِ داخلَ الترابِ والطين ؟!
لم تُصْغِ الحمراءُ إلى كلامِ جارتِها ،
وتَمُرُّ الأيّام ومياهُ النهر تجَرِفُ التربةَ كلّ يوم .
وذاتَ يومٍ ، شعَرتِ الحمراء بأنّها تهتز ،
وكانت أمواج النهر تهز جذورها الضعيفة ،
فصاحت :
النجدة ، النجدة ، أنقِذوني .
هَمَسَت البيضاءُ بحزن :
يا لَها مِن نهايةٍ تَعيسة ، ليتها سَمِعَت نَصيحتي .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-20-2007, 12:16 PM بواسطة -ليلى-.)
|
|
06-19-2005, 10:57 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى-
عضو رائد
المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
|
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
الطاو وسُ القَبيح
عندما تَعلّمَ الغُرابُ كيف يُداوي المَرضى
انطَلقَ يَتَجوّلُ في الغابةِ باحِثاً عن مَرضى ،
فالتقى بطاووسٍ يَمشي مُختالاً فَخُوراً بجمالِه ،
فأُعجِبَ الغرابُ بالطاووس ،
وقالَ له :
ما أجمَلَك .
فنَفَشَ الطاووسُ رِيشَهُ مَزهُوّاً ،
وقالَ للغراب :
نَطَقتَ بالصِدق .
في تلكَ اللحظة جاء وَلدٌ صغيرٌ ، وتأمَّلَ الطاووسَ بإعجاب ،
ثمّ قالَ لهبارتِباك :
أرجو أن تُعطيَني رِيشَةً مِن رِيشِكَ لأُزيِّنَ بها غُرفتي .
فصاحَ الطاووسُ بالولد :
هيّا ابتَعِد عنّي ، لن أُعطيَك ،
فأنا لا أُحبُّ الأولاد .
وعندئذٍ تَدخَّلَ الغراب وسألَ الطاووس :
إذاً مَن تُحِبّ ؟
فقال الطاووس :
لا أحدَ يَستَحقُّ حُبّي ، أنا لا أُحبُّ إلاّ نَفسي .
فقالَ لَهُ الغراب :
ما أقبَحَك ،
فقالَ الطاووسُ مُتَعجِّباً :
لكنّكَ قبلَ لَحظاتٍ كنتَ مُعجَباً كثيراً بِجمَالي ، فما هذا التناقض .
فأجابَ الغراب :
لقد فَقَدتَ جَمالَك ، أنا الآنَ لا أرى غيرَ قلبِكَ الذي لا يُحِبُّ أحداً ،
فإنّ قلبَكَ قَبيحٌ شديدُ القُبح .
فقالَ الطاووسُ بغَضَب :
أنتَ حَسودٌ تَغارُ مِنّي ،
ولم يُجِبِ الغرابُ بكلمة ،وإنّما ابتعَدَ عن الطاووس ،
وتابعَ طريقَهُ يَبحَثُ عن مريضٍ يُداوِيه .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-20-2007, 12:20 PM بواسطة -ليلى-.)
|
|
06-23-2005, 12:35 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى-
عضو رائد
المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
|
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
بيت من حجر
أقبل الشتاء فاسودت السماء وهاجت الرياح:
خاف الأرنب الصغير وقرر أن يبني بيتاً ينقذه من العواصف.
بدأ الأرنب بنقل الحجارة الصلبة وأخذ يرصف بعضها فوق بعض
وبعد أيام أصبح البيت جاهزاً ففرح الأرنب وراح يغني ويرقص.
سألته الريح: لماذا ترقص؟
أجاب الأرنب.
وما أدراك?
أجاب الأرنب:
لقد بنيته بأقوى الحجارة.
نظرت الريح إلى البيت ثم مدت إليه أصابعها الرقيقة فدخلت بين حجارته بسهولة.
ضحكت الريح وقالت ساخرة:
حجارة بيتك قوية. طبعاً.. طبعاً..
ولكن لا يربط بينهما شيء.
سألها الأرنب مستغرباً: ماذا تعنين؟
أجابت الريح:
أعني حجارته ليست متلاصقة ولا متلاحمة وأظنّ أنه سينهدم سريعاً.
نظر الأرنب إليها بتحدٍ وقال:
اختبري إذا قوتك.
اغتاظت الريح ودفعت البيت فانهارت حجارته.
قالت الريح:
أرأيت؟
الحجارة المتينة لا تصنع وحدها بيتاً متيناً.
نظر الأرنب إلى الحجارة وقال:
ما أضعفك أيتها الحجارة إذا لم تتماسكي
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-20-2007, 12:24 PM بواسطة -ليلى-.)
|
|
06-24-2005, 07:13 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى-
عضو رائد
المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
|
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
فرح الإبرَةُ الصغيرة بعملها
لما وَجَدت الإبرةُ الصغيرةُ نفسَها في المَجر قالت :
أينَ أنا ؟!
فأجابَتها إبرةٌ كبيرةٌ في نفسِ المَجر :
في مَجرِّ الماكِنة .
رَدَّت الإبرةُ الصغيرة :
وماذا سنَفعَل ؟
قالَت الإبرةُ الكبيرة :
نَنتَظِرُ ، حتّى تَمتدَّ إلَينا يدُ الخَيّاطة ، وفي ذلك الوقتِ نَنتَقِلُ إلى نهايةِ الماكِنة ،
لِنَدُقَّ وندُقَّ إلى الأسفَل ، حتّى نُكمِلَ خِياطة ثوبٍ أو سِروالٍ أو قميص .
ثمّ اقَتَربَت الكبيرةُ مِن الصغيرة ، وقالت لها :
تَعالَي والمُسِي نِهايتي المُدَبَّبة ،
لَمَسَت الإبرةُ الصغيرةُ نهايتَها فوَجَدتها حادّة ، فصاحت :
آي !! إنّها حادّةٌ كثيراً ومُؤلمة !! .
رَدَّت عليها الإبرةُ الكبيرة :
إنّها كذلك لأنّها خاطَت الكثيرَ مِن الملابسِ للناس .
ففكَّرت الإبرةُ الصغيرةُ قليلاً ثم قالت :
لكنّي لا أوَدُّ أن تكونَ نهايتي مِثلَ نهايتِك ،
حتّى لا تكونَ مُتَوحِّشةً ومُؤلمة .
ضَحِكَت الإبرةُ الكبيرة وقالت :
إنّها لا تكونُ مُتَوحِّشَةً ومُؤلمةً إلاّ في يَدِ مَن لا خِبرةَ له في الخِياطة .
فقالَت الإبرةُ الصغيرة ، بعد تفكيرٍ طويل :
على أيِّ حال ، أنا لا أوَدُّ أن أكوَن كذلك ،
فإنَّهُ مِن الصَّعبِ علَيَّ أن أهبِطَ وأصعَد ،
وأظلَّ أهبِطَ وأصعَدَ طِيلةَ أيّامٍ كثيرة .
ثمّ صَمَتَت الصغيرة وظَلَّت الكبيرةُ صامِتةً أيضاً .
وراحَت الإبرةُ الصغيرةُ تَتخيَّلُ جِسمَها الصغيرَ يَعلُو ويَهبِط ،
ويَعلو ويهبط ، حتّى يتكسَّرَ ، وتَتَطايرَ أجزاؤه .
وبينما الإبرةُ الصغيرةُ في هذا الخيال امتَدَّت يدُ الخيّاطةِ إلى المجر ،
وجَذَبَت الإبرةَ الصغيرة ،
فصاحَت هذهِ الإبرة :
لا أرغَب ،
لا أرغَب ،
لكن الخيّاطةَ وضَعَتها في مكانِها ، وهي تَبتسِم .
ورأت الإبرةُ الصغيرةُ خَيطاً أبيضَ يَمتدُّ في الثَّقبِ الموجودِ قربَ رأسِها
، صاحت :
ما هذا ؟!
ما هذا ؟!
أنا لا أُريدُ أن يَمُرَّ برأسي أيُّ خَيط ،
ولا أريدُ أن ..
في تلكَ اللحظة شَغَّلَت الخيّاطة الماكنة ،
وفجأةً رأت الإبرةُ الصغيرةُ أنّها بَدأت تَعلو وتَهبِط بسُرعةٍ عجيبة .
فراحَت تَصيح ومَدَّت ذَنَبَها لِتجرَحَ إصبَعَ الخيّاطة ،
لكنّ الخيّاطة كانت ماهِرة ، فلم تَقدِر الإبرةُ أن تُؤلمَها .
وظَلَّت الإبرةُ تَصرخ :
سأتَمزَّق ،
سأتَمزَّق ،
سأ..
ولم تستطعْ أن تُميِّزَ نفسَها خلالَ سُرعةِ الصُّعودِ والهُبوط ،
وبعد قليلٍ أحَسَّت أنّها بَدأت تَستأنِسُ كثيراً في هذا الصُّعودِ والهُبوط .
وفي الأخيرِ ،
وَجَدَت الإبرةُ الصغيرةُ أنّها قد خاطَت قميصاً صغيراً وجميلاً ،
فَرِحَت الإبرةُ كثيراً لمّا رَأتِ القميصَ الجميل ،
وتَمَنَّت أن تَظَلَّ تَشتَغِلُ وتَشتَغِلُ ليلاً ونهاراً .
لكنّ الخيّاطةَ قالَت مُبتَسِمَة :
سَنَستَريحُ قليلاً .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-20-2007, 12:38 PM بواسطة -ليلى-.)
|
|
06-26-2005, 09:33 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى-
عضو رائد
المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
|
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
الحمار المخادع
فى وسط الغابة تكاثرت أشجار الموز بزهزورها البنفسجية الجميلة,
التى تسبق ظهور ثمر الموز,
و على مقربة منها تزاحمت مجموعات كثيرة من نخيل جوز الهند
التى امتلأت رءوسها بثمار جوز الهند.
فى وسط حديقة الموز عاشت مجموعة من القرود الطيبة
و نما بينها الحب و الخير
فلا مشاحنات و لا خلافات.
و فى وسط حديقة النخيل عاشت جماعة من النسانيس الوادعة الهادئة الجميلة.
و بحكم تجاور القرود و النسانيس
نشأت صداقات بينهما
فكان اللعب و المزاح مشتركا بينهما
ينعمون طول النهار بأكل الموز و جوز الهند
و العودة بالليل الى أماكن المبيت.
فى يوم من الأيام مر حمار الوحش
و رأى الخيرات فى الحديقتين
و رأى سعادة القرود و النسانيس
فدبر فى نفسه مكيدة
و قال للقرود و النسانيس و هو يبكى:
(( لقد كبرت سنى و ضعفت عن تحصيل قوتى
فطردتنى عائلة الحمير
لذا جئت لتطعمونى)).
قالوا:
((تفضل و كُل من رزق الله))
لكن الحمار لم يضيع وقتا
ذهب فى الليل الى القرود فقال:
00لقد عزم النسانيس على طردكم من حديقتكم و الإستيلاء عليها,
فاحذروا فإنهم سيتجمعون غداً لمهاجمتكم))
ثم تركهم و قال للنسانيس نفس الكلام
و فى الصباح اشتبك القرود و النسانيس فى معركة طاحنة
لم يتحملها قرد عجوز فهرب من المعركة
و بينما هو يبتعد سمع الحمار يحدث نفسه:
(( لقد نجحت خطتى
فبعد أن يقضوا على بعضهم سأحضر إخوانى الحمير
و نستولى على الحديقتين))
فعاد القرد العجوز و صرخ فى المقاتلين
و أفهمهم الحقيقة فكفوا عن القتال
و قالوا:
(( لقد أخطأنا حينما لم نتحقق من كلام الحمار))
يا ريت كل النسانيس و القرود يتأكدوا اولا من كلام الحمير
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-20-2007, 12:37 PM بواسطة -ليلى-.)
|
|
06-28-2005, 10:11 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى-
عضو رائد
المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
|
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
أنا و القطة
كنت أحب قطتى كثيراً
و لم أعرف كيف أعبر لها عن هذا الحب.
فكرت أنى إذا ضممتها إلى صدرى و أجلستها فى حضنى
ستفرح قطتى و ستحبنى أكثر.
لكن و يا للمفاجأة
كانت القطة تهرب منى بكل ما تستطيع من سرعة لتختبئ تحت السرير أو البراد,
فأسرع خلفها و معى المكنسة كى أسحبها من هناك
و أفهمها أننى لم أرد إيذاءها
فشلت كل محاولاتى فى جعلها تقترب منى و يأست.
صرت أقدم لها الطعام دون أن أحاول ضمها أو جعلها فى حضنى.
رحت أجلس قربها و أحدثها بلطف مرة بعد أخرى,
إلى أن أتت القطة إلى يوما و أنا متكئة على الكنبة,
و جلست قربى فمسحت لها فروها الجميل.
سمعت صوتها :
طرررررررر طررررررررر
عرفت أنها راضية,
و فهمت أنها تحبنى
لأنى لم أعد ألحقها بالمكنسة من مكان لمكان
لأمسك بها رغما عنها.
و عرفت أيضاً أن الحيوانات تحب من يحبها بلطف
و تكره العنف
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-20-2007, 12:40 PM بواسطة -ليلى-.)
|
|
06-30-2005, 09:40 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
-ليلى-
عضو رائد
المشاركات: 3,167
الانضمام: Feb 2005
|
قصص قصيرة لأحبابنا الصغار...ليت الطفولة تعود يوما
السمكة و الحرية
كان الإناء الذي وضعت فيه السمكة صغيرا جدا ..
كانت قبل فترة قصيرة في البحر الواسع الشاسع الذي لا يحد ،
ووجدت نفسها فجأة في مكان لا يكاد يتسع لحركتها ،
ولسوء حظها فقد نسيها الصبي هكذا على الشاطئ ومضى مع أهله ..
كانت السمكة حزينة مهمومة تبحث عن أي طريقة للعودة إلى البحر فلا تجد ..
حاولت القفز ففشلت ،
دارت بسرعة وحاولت الخروج ،
فارتطمت بطرف الإناء الصلب ..
كان البلبل يرقبها ولا يعرف لماذا تدور وتقفز هكذا ،
اقترب من الإناء وقال :
- ما بك أيتها السمكة ،
أما تعبت من كل هذا الدوران والقفز ؟؟..
قالت بألم :
- ألا ترى المصيبة التي أصابتني ؟؟..
قال البلبل دون أن يفهم شيئا :
- مصيبة !!
أي مصيبة ..
أنت تلعبين وتقولين مصيبة ؟؟..
- سامحك الله ألعب وأنا في هذه الحال ،
ألعب وأنا بعيدة عن البحر ،
ألعب وقد تركني الصبي في هذا الإناء
ومضى هكذا دون أن يشعر بعذابي .. !!..
كيف ألعب وأنا دون طعام ؟؟
.. كيف ألعب وأنا سأموت بعد حين إذا بقيت بعيدة عن البحر ..
قال البلبل :
- أنا آسف..
فعلا لم أنتبه ..
رأيت إناء جميلا وسمكة تتحرك وتدور،
فظننت أنك ترقصين فرحا ..
- نعم ..
كالطير يرقص مذبوحا من الألم !! ..
قال البلبل :
- على كل ماذا نستطيع أن نفعل ..
أتمنى أن أستطيع الوصول إليك،
لكن كما ترين مدخل الإناء ضيق والماء الذي فيه قليل ،
وأنت أكبر حجما مني ،
كيف أصل إليك ؟؟
ثم كيف أحملك ؟؟..
قالت السمكة :
- إنني في حيرة من أمري ..
لا أدري ماذا أفعل !
أحب الحرية ،
أريد أن أعود إلى البحر الحبيب ،
هناك سأسبح كما أريد ،
أنتقل من مكان إلى مكان كما أشاء ..
قال البلبل :
- سأحاول مساعدتك ،
انتظري وسأعود بعد قليل ..
طار البلبل مبتعدا ، حتى التقى بجماعة من الحمام ،
طلب البلبل منها الحمام أن تساعده في إنقاذ السمكة المسكينة
التي تريد الخلاص من سجنها الضيق الذي وضعها فيه الصبي ورحل ..
وافقت جماعة الحمام ،
وطارت نحو الإناء وحملته ،
ثم تركته يقع في البحر ..
كانت فرحة السمكة لا تقدر بثمن وهي تخرج سابحة إلى بحرها الحبيب ..
قفزت على وجه الماء وصاحت بسرور :
- شكرا لكم جميعا على ما قمتم به ..
شكرا لك أيها البلبل الصديق ..
وغطست في الماء وهي تغني أجمل أغنية للحرية والوطن ..
كانت تملك من السعادة بحريتها ما لا يقدر بثمن ..
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-20-2007, 12:44 PM بواسطة -ليلى-.)
|
|
07-04-2005, 08:44 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}