اقتباس: د. رائق النقري كتب
انت تعرف ان الانشقاق في الجماعة - اية جماعة – ليس من الضوري ان يكون منظما في بدايته ؟ وليس من الشرط ان يكون لدواعي فكريه او سياسيه فقط ؟ فقد يحدث الانشقاق لدواعي عصبويه بحته يدفع اليها التمايز في الانتماء المكاني والعشائري والاقتصادي او على الاقل بسبب تاثير التنافس على القيادة فينحاز بعضهم الى من يرون انه افضل لهم ..خوفا منه او طمعا في مالديه
بداية أخي الكريم، وحتى لا نلف وندور حول أمور بدهية فإنني لم أناقشك حول وجود انشقاقات سابقة في الجماعة، بل لو كنت موضوعيا لعلمت أنني قد ذكرت لك ذلك بتفصيله في دراستي التي لديك نسخة منها، والتي أشرت لي بتعليقاتك على أنك قد اطلعت عليها..
في دراستي (الخارطة السياسية السورية) ذكرت الانشقاقات التي اخترقت جسد التنظيمات الأساسية في سورية، ومنها جماعة الإخوان المسلمين.
الأمر ليس فيه سر يخبأ، ولا أراك إلا محاولا تصويره بهذه الصورة الغريبة!
الأمر يا سيدي باختصار أنك زعمت أن فرعا من الإخوان السوريين هو فرع البيانوني هو الذي أطلق برنامجه السياسي، باسم : (المشروع السياسي لسورية المستقبل)، وهذا يشير إلى أن في الإخوان السوريين فروع أخرى، وهذه الفروع غير منضوية تحت راية هذا البرنامج!!!
باختصار ودون لف ودوران وتذاكي أنا أقول لك منذ البارحة، أعطني أسماء هذه الفروع التي تزعم وجودها في الساحة، وما هو توصيفك للفرع؟
نعم مضى على الجماعة بعض الانشقاقات التاريخية، لكن الجماعة اليوم صفا موحدا، عدم وجود الأستاذ عصام العطار في الجماعة لا يعني أن الدكتور حسن هويدي نائب المرشد العام في صفوف الجماعة، خروج شخص أو عدة أشخاص لا يعني أن للجماعة فروع أخرى، وإن كان للأستاذ العطار رغبة سابقة في أن يكون له وجوده في صفوف الجماعة، فإنه قد آثر منذ أواسط الثمانينات أن يسلك طريقه في الدعوة العالمية خارج القطر السوري، ومنذ ذلك الحين فقد اختار طوعا أن يكون خارج تنظيم الإخوان ولم يؤسس فرعا آخر للإخوان السوريين.
من أيضا؟!
الشيخ محمد علي مشعل، والدكتور هويدي، وحتى الدكتور منير الغضبان كلهم أبناء تنظيم الأستاذ العطار في ذلك الانشقاق القديم، وكلهم في صف الجماعة الأم اليوم، بل في صفوفها القيادية.
اقتباس: د. رائق النقري كتب
هذه الانشقاقات واضحة في تاريخ حركات الشخصنه الاسلاميه السنيه في سوريه.. وانت تعرف ان العطار و الشوام تم تهميشهم مع ان العطار شخصية لايدانيها احدا بينهم ؟؟ وكل مشكلته انه رفض التعامل مع العراق؟ والعراق يملك المال والقرار في الساحتين العراقيه والاردنيه - اذذاك؟- وانت تعرف الانشقاقات اللاحقه وكيف ان التيار الحلبي همش الحمويين..؟ على كل لا ادعي العلم والمتابعه ولكن درسات جمال باروت تذهب بالوثائق الى تفصيلات اكثر ؟وانت تعرفها اكثر مني ومنه؟
يا سيدي هذا اختزال مخل لا أدري إن كان موضوعك في الأصل يختص بانشقاقات الحركة التاريخية حتى نناقشه أم هو محض تمطيط للموضوع فيما لا طائل من ورائه بحيث تضيع الطاسة!!
العطار انشق قبل موضوع العراق بعشر سنين على الأقل، ويومها لم يكن إخواني سوري واحد يقيم في العراق!
العطار انشق عن الجماعة في بداية السبعينيات، وذلك على إثر خروجه من سورية ورفض النظام السوري إعادته للوطن، مما اضطره للمقام خارج سورية، وكانت هذه مشكلته مع التنظيم الذي أصر على أن قيادته يجب أن تكون مع قواعده، لا أن تدار عبر الأثير من الخارج! وقد حسم الأمر بوجود تنظيم للأستاذ العطار لم يكن دمشقيا خالصا كما تقول، بل كان فيه الحمصي كالشيخ محمد علي مشعل، والديري كالدكتور هويدي وآخرين من كل المدن، أما الإشارة للتنظيم الدمشقي أو الحلبي فيقصد منها مقر قيادة التنظيم لا أكثر.
العطار عاد في قيادة الوفاق مع الأحداث ولكنه لم يستطع التوافق تنظيميا مع إخوانه إلا بضعة أشهر فخرج بشخصه، ومنذ ذلك اليوم لم يعد في صفوف الجماعة تنظيم إخواني سوري خاص بالأستاذ العطار حفظه الله، وأذكر أنه أعلن ذلك في مقابلة صحفية بداية التسعينيات حين عرفه أحدهم بأنه قيادي إخواني فنفى ذلك وقال أن ذلك توصيف تاريخي أو قريبا من هذه العبارة.
موضوع الانشقاف الحموي الذي كلمتك عنه وأنت تتحدث عنه هنا أيضا يتعلق بمشكلة تاريخية انقضت، فعلى إثر الأحداث كانت أول انتخابات للقيادة الإخوانية محل إشكال كبير، حيث كانت الصدمة كبيرة ولم توفق الجماعة لاختيار قيادة عبر دورتين من الانتخابات، وهذا ما دعى بعض لجان التحكيم الدولية أن تقضي بإجراء رأى فيه بعض الإخوان غبنا فاجتمعوا واختاروا الأستاذ عدنان سعد الدين مراقبا عاما، وسمي هذا بالتنظيم الحموي! مع أن أعضاءه من كل المدن السورية، وقد كنت واحدا من أبناء هذا التنظيم المنشق الذي لم تعترف به الشرعية الإخوانية آنئذ، ولعلك تعرف أنني لست بحموي ولم أر حماة بحياتي! بينما بقي الشقيق الآخر من الجماعة تحت قيادة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة وسموا بالتنظيم الحلبي مع أن نائب الشيخ في القيادة كان ديريا!
بعد ستة سنوات من القطعية والتفرق اجتمعت الجماعة وتوحدت، وعدنا جميعا في تنظيم موحد تحت قيادة الدكتور حسن هويدي أولا ثم انتخبنا الأستاذ علي صدر الدين البيانوني مراقبا عاما موحدا للجماعة..، وكان ثمن هذه الوحدة هو خروج الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، والأستاذ عدنان سعد الدين من القيادة الإخوانية، فهل يصح التدليس على الناس بعد هذا والزعم بأن الإخوان السوريين منشقون، وأن فرع (البيانوني) قال بكيت وكيت، بينما أنا الذي كنت بما يسمى بالفرع الحموي أول المدافعين عن الأستاذ البيانوني الذي كان قياديا في ما سمي آنئذ بالفرع الحلبي! قليلا من الموضوعية يا دكتور!
اقتباس: د. رائق النقري كتب
ان الانشقاقات بسبب اختلاف الراي هو امر ممكن الحدوث وهذا الانشقاق ليس من الشرط ان يبدأ كبيرا ؟اذ يكفي وجود فرد واحد صاحب راي مختلف ويتوفر له عصبه او قدرة جذب اجتماعي او تتسم افكاره بمصداقيه مقبولة من بعضهم ؟او تتوفر له وسائل الدعم الاعلامي ؟؟ اقول يكفي توفر ذلك لاي شخص حتى يصبح قادرا على الاستقطاب
ومن كلامك ترى ان هذا موجود بينكم
وحسبنا اشارتك
أرجو أن أكون قد أوضحت إشكاليتك، فأنا لم أنف وجود انشقاق تاريخي، ولكنني أتحداك ولازلت أتحداك بأن تثبت لي أن هذا الانشقاق موجود حتى الساعة، وأمامك أن تأتي لي بقيادة فرع إخواني سوري آخر موجود حتى الساعة وتسمي نفسها بالقيادة الإخوانية!
أما الشباب الذي أسسوا ما أسموه بالخط الإصلاحي فهم شباب يعترفون ضمنيا بقيادة الجماعة، ويعارضونها بصوت مرتفع وأسلوب خشنـ لكنهم أبدا لم يزعموا أنهم قيادة بديلة، أو فرع مختلف ومنشق، بل هم على قلة عددهم كما ذكرن لك سابقا يتمسكون بوحدة الجماعة ويعارضون سياساتها التي يعتبرونها خانعة، ويطالبون بالتغيير داخليا، وبيني وبينهم مراسلات بعضها منشور على موقعهم.
يعني بختصار هل يمكنك أن تصف كولن باول بأنه فرع آخر من الحزب الجمهوري لأن له سياساته الحمائمية مقارن برايس ورامسفيلد؟
هل تعتبر أيمن عبد النور فرع آخر منشق عن حزب البعث السوري كون له سياسات تختلف كثيرا عن سياسات الأحمر والأسود من قيادات البعث التاريخية؟!!
نعم في تنظيمنا وكل تنظيم متشددون ومتساهلون، أو كما يقولون حمائم وصقور، بل كان في الصحاية أنفسهم مثل هذه التقسيمات، فكانوا يتحدثون عن عزائم ابن عمر ورخص ابن عباس، لكن وصف مثل هؤلاء بفرع كذا وفرع كذا محض تدليس، كما أن الزعم بأن البرنامج السياسي يمثل فرعا دون فرع يستأهل أن تسمي لي الفروع التي لا تعترف به ومن تمثله؟
اقتباس: د. رائق النقري كتب
اما الحقيقه فهو المهم بالنسبه لهذه السلطات ليس مايقال بل ما يفعل وهذ هو حالك وحالي وحال من اصدر قرار الاعدام على من يرى فيه خطرا داهما؟ ؟ الس كذلك
كلا أخي الفاضل!
الحقيقة بالنسبة لهذه السلطات أنها تحاسب على ما يقال، ولو أنها حاسبت بالفعل من يفعل لكنا ارتحنا من ثلاثة أرباع المعاناة!
وأقول ثلاثة أرباع لأننا نعلم أن هناك عدد من الأعمال السلمية تعامل في لدنا معاملة العمل المسلح، وليس بعيدا عنك الأسلوب الصبياني الذي تعاملت فيه السلطات مع ثلة من مثقفي البلد –ولعلهم جميعا غير إسلاميين- في يوم الثامن من آذار هذا العام، حين سلطت عليهم مراهقي الشبيبة والطلائع واحادات الطلبة البعثية لتضربهم بالعصي والهراوات وتسيئ الأدب مع أناس في مثل سن والدهم، لا لشيئ إلا أنهم قرروا الاعتصام مطالبة بالحريات العامة!!
السلطات يا صاحبي لو أنها كانت تحاسب على الفعل لأراحتنا من ثلاثة أرباع المعاناة!
لكنها تحاسب حتى الشضيوعيين والناصريين على الكلمة المجردة، وكلنا بات يعرف أن منتدى الأتاسي الذي سمح به بشار دونا عن بقية منتديات الرأي عرفانا لأستاذية جمال الأتاسي لوالده المقبور حافظن وولاء لبعثية الرجل القديمة، ومع هذا كان مجرد قراءة بيان كتبه الأستاذ البيانوني كافيا لمحاسبة إدارة المنتدى كاملة وزجها بالسجون بما فيها السيدة المحترمة سهير الأتاسي!! ولا يزال العبد الله وحبيب صالح والرعدون في السجون على خلفية الكلمة المجردة يا صاحبي
بل وضحايا ربيع دمشق العشرة إنما حوسبوا على الكلمة المجردة...
وحتى الطفل مصعب الحريري حين حكم بالقانون 49 القاضي بإعدام من ينتسب للإخوان ثم خفف حكمه لسجت ست سنوات إنما حوكم على مجرد انتماء لوالده لا له! فكيف تقول لي أنهم يحاسبون على الفعل بالله عليك؟!!
على أنني لا أستغرب منك هذا التوصيف وأنت تنحاز إلى النظام القمعي، وتتقبل مبرراته، فتحاسب منتدى الأتاسي على ما يقال لا على ما يفعل! وتصف المنتدى بأنه جير رخصته لتكون رخصة إخوانية بمجرد قراءته لبيان الإخوان من بين خمسة عشر كلمة ألقيت في المنتدى ذلك اليوم!!
اتق الله إن كنت تؤمن به، ودعك من هذا التقافز!
قولك أنهم يجيرون رخصة المنتدى هو بحد ذاته دليل إدانة ضدك، لأنك تصادر الكلمة، وتعتبر أن عشرات المنتديات التي كممت أفواهها بسورية إنما كممت بصورة شرعية! وأن منتدى الأتاسي إنما يحق له الكلام –مجرد الكلام- إن أخذ رخصة!
وأنه إن خرج عن السطر المرسوم من النظام قيد شعرة ولو بتلاوة رسالة من البيانوني، إنما يجير رخصته لتصبح رخصة إخوانية!!! وعلى رأيك: من فمك أدينك!
فانظر كم مطب وقعت فيه وأنت تسوق لنظام كنت تزعم يوما أنك أحد المعارضين له!
اقتباس: د. رائق النقري كتب
؟ فلماذا تستغرب ان تكون اوامر العمليات الاجراميه التي تطال الابرياء هي اعمال تمول وتسهل فعلا من جهات لااقول انها صهيونيه واستعماريه؟ ولكن على الاقل لاسباب لاعلاقة لها بالايمان ولا بالاسلام بل بمصالح ضدي وضدك وضد شعوبنا المغلوبه؟
ومن قال غير هذا يا صاحبي!
لكنني لن أنحاز لتدليس يتباكى على بضعة عشرات في مدرسة المدفعية لمجرد أنهم علويون، بينما يرفس كل الأنسنة برجليه حين تزهق روح ما يربو على الأف في سجن تدمر لمجرد أن هؤلاء الأبرياء من المسلمين!
نعم أبكي على كل بريئ، وأتبرا مما جرا في مدرسة المدفعية كما تبرأت جماعتي آنئذ، لكنني حتى الساعة لم أجد من يبكي في مقابل هؤلاء على عشرات الألوف ممن قضوا في حماة وجسر الشغور وحلب...
وإن كنت تلوح بمؤامرة صهيونية وراء ذلك الإجرام الذي وقع في المدفعية، -ودقق في أنني أسميه إجراما- فإنني من باب أولى أرى ذات الأصابع الصهيونية فيما جرى بحماة وتل الزعتر وصبرا وشاتيلا وبيروت جراء تعامل نظام المقبور القذر مع تلك العصابات، ومكره بالمدنيين الأبرياء ومحاربته لهم من وراء جدر (لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر)
حين أراك تبكي على عشرات الألوف وتندبهم سأطالب الجميع أن يبكي على بضع مئات سقطوا برصاص المقاومة، بل جلهم سقطوا برصاص عصابات غير مسؤولة استغلت حالة الانفلات الأمني التي فرضها النظام السوري الطائفي آنئذ فرضا.
ليرحم الله الإنسان في وطني، كم تاجر باسمه المتاجرون، وليرحم الأبرياء جميعا، ولينتقم من المجرمين أيا كانت يافطتهم.
واسلموا لود واحترام