{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الحقيبة السوداء..
not we غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 67
الانضمام: May 2005
مشاركة: #61
الحقيبة السوداء..
قرد ! ما تكمل ولا :P



أهلين بحبيبي جقل :h:


نحن نتابعك بأستمرار




و أذا بدك تطول علينا :15:

ما لنا غير الشكوى لابو مكنى

07-14-2005, 07:56 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
جقل غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #62
الحقيبة السوداء..

تحية.....

زياد...أحتاج الى متابع مثلك..أهلا بك...

نت وي...أتهددني بأبي مكنى....ولك يا عمي أبو مكنى صديقي..شو نسيت...أهلابك..

أتابع...

الحقيبة السوداء23-

"العمى بقلبك" أيها الوزير الوغد تحدثني عن المناسبات الوطنيه و قيم و معان عيد الشجرة و تنهي حديثك بكلام يشبه الشعر عن السيد الرئيس القائد ثم تنسى كل ذلك لتتذكر أمرا تافها كنتيجة مناقصة من مناقصات الوزارة.ألتفت الى الوزير و صفعته بالرقم هو حتما سمع بالرقم من جهة ما لأنه ولا شك له تنظيما "للموظفين الأحرار" و لا بد أن أحد مخلصيهم قد نقل له النتيجة لذلك لم يبد ردة فعل كبيرة و لكنه تظاهر بالدهشة و استغرب من الفرق بين الرقم في المناقصة الأولى ثم الرقم الحالي.ولكني لم أعر الموضوع أهتماما و أكدت له ان في المناقصة الأولى خطأ ما و هذا ما أكدته لجنة الفحص المالي الذي شكلتها.طبعا وغد كهذا له أكتاف عريضة كأكتاف الثور لن يصدق ما اقول و هو متأكد بأن في الموضوع "أن" و أخواتها.هز رأسه بلا معنى و قال الآن ليس وقته دعنا نبيض وجهنا أمام السيد الرئيس و ليأت أحتفالنا كما يليق "بالشجرة".وافقته و أنطلقت الى" أشرف" مهمة يتكلف بها معاون وزير جديد, مهمة تنظيم حفل جماهيري يحضرة السيد الرئيس شخصيا.

تألفت اللجنة من مجموعة من المديرين في الوزارة حرصت على أن يكون مدير المشتل المركزي أحدهم ليشعر بمدى أقترابه مني و لأكسب صوتا مضمونا أذا حدث اقتراع ما ضمن أعمال اللجنة. و قد كان عند حسن ظني فقد كان يهز رأسه موافقا عند كل عطسة اعطسها. أنظم ألى اللجنة مندوب من وزارة التخطيط و آخر من الداخلية و ثالث من رئاسة الجمهورية و رابع لم اعرف الجهة التي ينتمي أليها و لكنه كان عضوا في منتهى الطرافة.ذو ملامح طينية و بذلة بأكمام طويلة تصل الى منتصف كفه و ربطة عنق محلولة قليلا رغم أن ياقة القميص كانت واسعة حول رقبة دقيقة كأنها عود قصب تتوسطها حنجرة شديدة البروز لا تتوقف عن الأهتزاز بحركة مكوكية طلوعا و نزولا , من يرى هذا العضو سيتعجب كيف تتحمل هذه الرقبة التي تشبه الخيط لشدة نحولها ذلك الرأس الكبير الذي يشبه الى حد بعيد رأس ابو مكنى.أما عيناه فشبه مطموسة تكتسيان بنظرة لزجة بلا أي معنى.كان يجلس متجهما و كأنه يحمل هموم الدنيا, جذعه منتصب دائما و شفتيه متلاصقتان و حنجرته لا تتوقف ابدا دائمة صعودا و هبوطا.صمت هذا العضو كان قريبا من صمت التماسيح يربض كأنه قطعة من خشب لا تتحرك فيه ألا حنجرة داخل فم مغلق كصندوق.

كان مدخل الوزارة عريضا جدا يتوسطة درج عال , فسيح كملعب كرة سلة ليستوعب الكثير من الشخصيات الرسمية,و لا شك أن أختيار مكان كهذا لا يخلو من "بعد نظر و رؤيا استرتيجية" . و لكن الجدال العنيف بدأ منذ الأجتماع الأول للجنة فقد كان كل عضو يريد أن يثبت أنه أكثر وطنية و غيريه في مثل هذا اليوم "الأغر" و الأعتقاد السائد كان أنه يمكن اثبات الوطنيه بعلو الصوت و الخبط على الطاولات و كثرة الأعتراضات. الجدال تركز حول شكل توضع الضيوف الرسميون هل سيجلسون أم سيظلون واقفين . وفي ظل أعتراضات كثيرة كان لا بد من توجيه السؤال الى جهات أعلى لتقرر اذا كانت الوفود ستجلس أو ستقف و جهنا سؤالنا عبر كتاب رسمي ممهور من أعلاه بعبارة "سري للغاية" و تحتها عبارة "الموضوع: جلوس أم وقوف".و أنتظرناالجواب. و كنا قد قررنا كلجنة و نظرا لخطورة الأمر أن نبقى في حال أنعقاد دائم حتى الإنتهاء من مراسم الإحتفال.

الجواب جاء..."وقوفا"..... سيقف الجميع و كان هناك تعليقا في منتهى الإقناع يقول بأن جماهير الشعب ستتحرك أمام منصة العرض على اقدامها فلا بد لممثلي الشعب أن يكونوا وقوفا ايضا اثار هذا التعليق الحماس و الإعجاب ومط مندوب وزرارة الداخلية عنقه تيها فقد كان من مؤيدي وقوف الضيوف الرسميون أما العضو العضو التمساح اياه فلم تتغير ملامح وجهه الطينية و لكن اضطراب جوزة حلقه أزداد فعرفت عندها اي مشاعر وطنية يحمل هذا الرجل.بعد أن حلت مشكلة وضعية الرسميون جاءت المشكلة التي تليها وكانت حول لون البساط الذي سيوضع تحت اقدام الرسميون و حدث خلاف شديد بين اعضاء اللجنة و كنا في النهاية أمام خيارين أما الأحمر و أما الأخضر و الأحمر هو اللون الرسمي و لكن الأخضر هو لون المناسبة الهامة.و كان لا بد من توجيه سؤال آخر الى الجهات العليا . كان الرجل التمساح ذو الجوزة من يتصدى لأيصال هذه الإستفسارات و أحضار الأجوبة.فوجهنا كنابا أكثر سرية من الأول بعنوان "لون البساط" .بعد أن عاد الجواب بأن اللون هو اللون الأحمر تتالت الأسئلة السرية و توالت الإجابات "الحكيمة", عن انواع الورود التي ستزين الحاجز الأسمنتي الذي يفصل القادة عن الجماهير و عن الشعارات التي ستطرح و عن الهتافات التي سيزعق بها ذوي الحبال الصوتية الغليظة و عن نوعية الصور التي سيحملها المشاركون وهل هي ملونة أم أسود و أبيض و عن ..و عن..و جدنا أنفسنا في النهاية بأننا لجنة لصياغة الأسئلة و تلقي الأجابات و عمل الرجل التمساح مجهودا طيبا يشكر علية. و بعد أن أنتهينا من الأمور التنظيمية لم يبق ألا معاينة مكان الأحتفال لتوضيبة و فرشة و تحضير أماكن سير الجماهير ووقوف القادة.

صادفنا مشكلة عويصة جدا عندما نزلنا جميعا الى موقع المنصة فقد كان على مدخل الوزارة شجراتان ضخمتان من اشجار الجميز القديمة لا يعرف أحد عمرها كانت دائمة الخضرة و تؤوي آلاف العصافير.و لكن الشجرتين كانتا تفصلان بين مكان وقوف الرئيس و المكان المخصص لسير الجماهير حاولنا تعديل مكان وقوف الرئيس و لكن الفكره لم ترق للرجل التمساح هو لم يتكلم و لكنه حرك رأسة الضخم و "رمش" بجوزة حلقه العملاقه فتوقفنا عن خيار" تحريك الرئيس" من مكانه و أنتقلنا الى خيار تحيرك الجماهير و لكن الأمر كان يتطلب هدم بنايتين في الجهة المقابلة لتسير الجماهير "بشكل سوي أمام الرئيس", بعد ان طرح هذا الخيار توجهت العيون الى جوزة حلق العضو ذو النظرة الطينية و لكنه كان غائب هذه المرة في سباته التمساحي فعدنا الى خيار هدم الأبنيه وجدنا بأننا لا نملك الوقت الكافي لذلك.و عند وصولنا الى هذا الجدار المسدود علت الأصوات و كثرت الإعتراضات ثم ساد الصمت من جديد و تملكتنا الحيرة و الإحباط حتى كدنا نوجه كتابا سريا جديا, و لكن الحل جاء من حيث لا تحتسب فقد تكلم الرجل التمساح طارحا رايا في منتهى الموضوعية..قال بعد أن فرك عينية الطينيتين"لماذا لا تقطعوا هاتين الشجرتين اللتين تفصلان القائد عن الشعب".كانت كلمات تحمل الحل و لم أتمالك نفسي من معانقته و تقبيله على وجنتيه و غمزت مدير المشتل ليفعل مثلي, كان بحق حلا سحريا لم يفكر به أحد.

كان وزيرنا وبحكم أنه المعني مباشرة بالمناسبة يقف الى يمين الرئيس و لكن الى الخلف قليلا و من خلفهما اصطف رجالات الدولة و أعضاء السلك الدبلوماسي و رجال الأعلام و رجال الأمن و رجال أخرون لم أعرف مهماتهم و كانت الجماهير تمر من تحت المنصة زرافات زرافات و قد قسموا على شكل مجموعات متجانسة مهنيا فمر الأطباء و كانوا يرتدون أزياء بيضاء و يتقلدون سماعات طبية و أيديهم مشرعة في الفضاء يصرخون بأنهم سيذبحون الأستعمار ثم مر المهندسون بأردية زرقاء حتى لا تكاد تميز مهندس عن آخر, و أراد هؤلاء أن يدعسوا بكرش الإمبريالية, ثم المحامون بأرواب سوداء و كانوا يرغبون بتصفية فلول الرجعية, ثم مر المعلمون وكانوا يرغبون بمحي الأمية و الصهيونية, ثم مرت جماهير النسوة و كن يرغبن "بكشف" رأس المتآمرين و الخونه.و مر الجنود حاميلن بنادق خالية من الرصاص يلوحون بها تحديا كما مر صغار الكسبة و كبار الكتبه و الأطفال و اليفع و الرضع...كل هذا مر من تحت المنصه بعيون شاخصة الى الرئيس الذي لا يمل التلويح لهم بيد مرفوعة و أبتسامة حانيه و قامة منتصبة .

حاوات أحدى المنضويات في لواء النسوة العاملات ان تشق طريقا الى حيث يقف الرئيس ملوحة بورقة تحملها في يدها سارع رجال كثيرون و أحاطوا بها و حاولوا جرها بيعدا عن ناظري القائد و لكنه اشار لهم أن يدعوها فأنحنى أليها و تناول الورقة من يدها و أراد أن يدسها في جيبه و لكن رجلا كان يقف الى جواره أخذها منه شمها ثم وضعها في جيبه الداخلي.جرت كل هذا أمام أنظار الجميع فلم يتمالكوا أنفسهم من التصفيق ابتهاجا بهذا التواضع الجم و الأريحية الكبيرة التي ابداها الرئيس.

كنت أقف في الصف الخلفي من المكان المخصص لمعاوني الوزراء كانت الرؤيا شبه محجوبة و الزحام شديد و التنفس يزداد صعوبة شيءا فشيئا لعنت نفسي لأني لم أفكر باضافة مراوح هوائية تطرد روائح العرق العطن و روائح الأنفاس الكريهة.و مما زاد الأمر صعوبة موجات متواترة من الأندفاع فلا تعرف من يدعس على قدمك أو من يدخل كوعه في خاصرتك.كان عيد الشجرة في ذلك العام عيدا مثيرا للقرف.

شكل المنصة و الشارع الذي يواجهها كان أقرب الى كومة من الحطام مئات اللافتات القماشية الملقاة على الرصيف و مئات أخرة من الصور الملصوقة على شرائح خشبية و مئات أخرى من قناني الماء الفارغة و يمكنك أن تميز بعض فردات الأحذية هنا و هناك و لكن كان في تلك الساحة الخالية شيئا بدا غريبا جدا أن يكون هناك, لباس نسائي داخلي بلون أحمر محاط بقطعة من الشيفون تتدلى منه حمالات جوارب حريرية.

تلقت الوزراة ثناءا من رئاسة الجمهورية على جهودها الكبيرة في إنجاح المناسبة.وضع الوزير الثناء في إطار خشبي و علقه في غرفة مكتبه في الجهة المقابلة لجلوسة تماما كان يريد أن يقرأ نجاحه على الجدار كلما رفع رأسه.هنأته طبعا فتلقى التهنئة كعادته بوجه مقطب و لم يعزو ألي أي فضل في النجاح و بدلا من ذلك سألني هل بوشر العمل في محطة ضخ المشتل الرئيسي؟؟!!.

يتبع..

07-16-2005, 11:23 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
not we غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 67
الانضمام: May 2005
مشاركة: #63
الحقيبة السوداء..
لم أستطع تملك نفسي من الضحك ...:

:lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol:
:lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol:

أعدت قراءة القصة حتى الآن اكثر من مليون مرة

و الله اننا نواجه ابداعناً متميزاً

صدقني أنك تجاوزت زكريا تامر مع حبي الشديد له

يا خوفي تكون هو :lol::lol::lol::lol::lol:



ما زلنا بأنتظارك و انتظار ابداعك المستمر ألقاً


مع خاص تحيتي للواوي ...و ابو مكنى ( بس بشو مكنى :lol::lol:)

و اراك يا صديقي جقل أصبحت كسولاً


هل وقعت بفخ الرسائل الخاصة ;)



ولك مني أحلى تحية

بس مو تحية طلائعية :lol::lol::lol::lol::lol:




ما زلنا بأنتظارك :wr:

07-22-2005, 08:43 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
زياد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,424
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #64
الحقيبة السوداء..
كمّل !
08-01-2005, 01:10 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Deena غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,133
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #65
الحقيبة السوداء..
شخصيا ......... لم أعد أملك الأمل

لكن "نا" اشتق "نا" لك ياجقل

ستكمل؟ أم تستسلم؟
08-01-2005, 12:55 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
not we غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 67
الانضمام: May 2005
مشاركة: #66
الحقيبة السوداء..
يبدو أن ليلة القبض على الواوي .....قد مرت :no::emb::emb:



جقل
:uvu:


جقل

:uvu:


نحن بأنتظارك



وينك غاطط يا زلمة:what:

:hmm:
لتكون صرت الرئيس بمعية أبو مكنى :lol::lol::lol:





08-01-2005, 06:21 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
rayya غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 206
الانضمام: May 2005
مشاركة: #67
الحقيبة السوداء..
فعلا ننتظر وننتظر
واخرتا معك؟؟
ناطرين نحنا
(f)
08-01-2005, 11:23 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
forat غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,249
الانضمام: Aug 2004
مشاركة: #68
الحقيبة السوداء..
جقل...جقل...جقل....جقل....
لقد سرقت من وقتي اربع ساعات متواصلة قضيتها في قراءة هذه السلسلة وانت تستحقها...
وأعرف انك لم تنه سلسلتك بعد...لكنني لا أضمن أيامي أو وقتي..لذا سأثقل دمي عليك وعلى الزملاء وأوقع لك بانطباعي...ولا اريد ان أخل بسير سلسلة الأحداث...لذا منك المعذرة،وارجو منك تحملي لبرهة..

-واليك انطباعي ..وارجو ان لا يغضبك أو يثيرك,,,وانطباعي هذا له وجهان:
1-الوجه الموضوعي:لا أعرف هل تصدقني لو قلت لك انني رافقتك بكل كلمة كتبتها،فبين تقلبي بين سطرٍ وسطر تنتابني موجة عارمة من الضحك اللامتناهي والسخرية اللامحدودة،ثم بعدها مباشرة يقتحمني شعور بالألم يصل بي حد البكاء أحيانا,,,
لكن البكاء على ما؟؟
انه البكاء على وطن صار به التسلق عرفا يرصد له الباحثون والدارسون كثيرا من الحبر والوقت والملاحظة....
شخصية الواوي تلك لم تكن لترقى لولا تسلقها،فامتطت هذا وذاك،وداست هذه وتلك،وهي حالة نموذجية للترقي في السلم الوظيفي في أوطاننا المنهوبة من مافيات "حب الوطن"،وأذكر هنا قصيدة شاعرنا أحمد مطر حينما يقول:
في اوروبا يصبح اللص رئيسا للنوادي..
اما في بلادي التي من شرعها قطع الأيادي..
يصبح اللص فيها اميراً للبلادِ...
"وأرجو ان يصحح لي البيت من يعرفه..."

-من هنا لقد أبكيتنا يا جقل..ودفقت فينا الكثير من الحزن الممزوج ببراءة السخرية...سافرنا مع شخصياتك...ابو مكني واسماعيل..رمزية ولينا..والوزير ومعاونه والمدير....
-لكن الشخصية الغائبة الحاضرة هي "الوطن" ...هذا الوطن الذي تحول الى مزرعة لأبو مكني..فمسخ جميع أبناؤه...وصاروا كلهم صورة من صور أبو مكني بطريقة أو بأخرى....العاهرات تحت مسمى السكرتيرات واللواتي يبحثن أيضا عن أبو مكني يحقق لهن ما يردن،المدراء اللصوص..معاوني الوزارة المستغلين لمناصبهم..
ومن صار الضحية بالنهاية....الضحية كان الواوي كونه المواطن البسيط والمتضرر المباشر من هذا الفساد الذي يجره كما تجر الثقوب السوداء في الفضاء النجوم الصغيرة...ومن بعده يكون الضحية هو الوطن..!!!


2-الوجه اللغوي أو الادبي أو التذوقي:وهو ما لمسته انا وانا هنا لست متخصصا انما أكتب انطباعا فقط من هاوٍ...
فبشكل عام تنتهج القصة أسلوبا غارقا في التراجيديا الكوميدية ثم تتنقل حينا اخر لتصل الى الكوميديا التراجيدية،كأنها تقول: أضحك على نفسك أيها الأنسان...اضحك...اضحك على الواوي ..البسيط ذو الأحلام البسيطة..اضحك كيف كان الواوي يتنقل من حضن الى حضن مع تنقله من منصبه...اضحك على الجنس...على المال الذي تركض من أجله..اضحك على النفوذ الذي تلهث وارءه...

كانت القصة تقول ان الانسان بحد ذاته "واوياً"..!!!فمن منا لا يجري وراء المال ويلهث وراءه...ومن منا لا يركض خلف النساء ليضع رأسه بين افخاذهن...من منا لا يلهث وراء النفوذ والمنصب...لكن الكاتب كان متميزا حينما كان يضحكنا على أنفسنا...

-قد يعتقد القاريء الكريم للوهلة الاولى ان هذه القصة هي قصة واضحة المعالم،واقعية النسيج،مباشرة المعنى واللغة والتراكيب...ولن نقول ان المعنى في بطن الشاعر لأن الشاعر بيننا....لكن هذه القصة من حيث الاسلوب غارقة في الرمز حتى الثمالة...!!!

-من هنا أخالف من يقول ان هذه القصة واضحة التراكيب ،ومخطأ من يعتقد ان هذه القصة هي مختصة بانسان العالم الثالث،لأن الحقيقة أنها حيكت بحس انساني عالي ومرهف حد العربدة على مشاعر كل انسان ومهما كانت ثقافته...!!!
هذه القصة حيكت لبني البشر من شرقهم الى غربهم..بأبيضهم وأسودهم الأمر الذي ارى فيها ملحمة...تصلح للقرن الحادي والعشرين
-فما "استعارة" الفساد في العالم الثالث الا رمز كبير من الكاتب،يحاكي به الجانب المظلم من الأنسان،كل انسان مهما كان لونه او عرقه او بيئته او ثقافته..او...او...

فالحقائب التي يتكلم عنها كاتبنا هي المراحل التي يمر بها الانسان في حياته،وفي تنقله من حال الى حال،وكل مرحلة تحتاج الى حقيبة جديدة...فمنذ ان أخذ الواوي الحقيبة من المدير الأول ،التي كانت قليلة الجودة،دلالة على صعوبة مرحلة البداية في حياة كل انسان وبساطة هذه البداية،وكل مرحلة تدخل في عناصرها خيط رفيع يُجري النقلة الى المرحلة التالية،وهي كانت بطاقة ام مكني التي نقلت الواوي من الحقيبة –أو المرحلة الاولى – الى المرحلة الثانية وهي مرحلة المدير الواوي...وهكذا...
-كل حقيبة من تلك الحقائب تعبر عن مرحلة وعن تغوُّل الواوي شيئا فشيئا..وكما يقال لكل زمن دولة ورجال...فالحقيبة الاولى برمتها والخاصة بموظف بسيط لم تعد صالحة لمدير عام كالواوي...يضاجع رمزية بشغف وتفتح له رجليها ليكون ما بينهما تابوتا لقضيبه،أو ابو قادر السائق القواد الذي صار عينه واذنه،...لكن مع بداية الحقيبة الثانية وهي كناية عن المرحلة التالية..لم تعد رمزية صالحة لها لتحل بدلا عنها لينا الأجمل والأرق...ومدير المشتل الأسمى رتبة بدلا عن ابو قادر السائق القواد..وهكذا..فلكل مرحلة عناصرها ورجالها ونساؤها...
-أما ابو مكني...وما أدراك ما هو أبي مكني...فأبو مكني هو جانب في كل انسان فينا مهما اختلف دينه أو عرقه او لونه أو مكانه....أبو مكني رمز لصوت الطمع والجشع الذي يسمح لنا بدوس الاخرين... كل شخص منا بداخله ابو مكني..يدفعه لدوس الاخرين....وما استخدام ابو مكني الا اشارة بصورة ما الى بحثنا الدائم عن "مشجب" نعلق عليه جشعنا وطمعنا،فالواوي يجب عليه ان يرتفع،وهو مؤمن بأنه يجب ان يترفي ويرتفع..لكنه يعرف ان رفعته تلك لن تأتي الا بدوس الاخرين...لذا وجد أبو مكني "مشجبا" مناسبا يتحلل به من التزامه الضميري الذي كان يناديه ويحذره بأنه سيفتك بزملاءه،حينها كان يرد الواوي انه لن يستطيع الوقوف امام ابو مكني...
-قد يكون ابو مكني ذاته تركيبة داخل شخصية الواوي نفسها...تعطيه الأحقية بدوس كل من وقف أمامه من أصغر الموظفين حتى أكبر مسؤول...
-بل قد يكون ابو مكني هو ذاته الواوي المكبوت الذي يريد تغيير العالم بطريقة يقول فيها :
أنا من زنى...
أنا من سرق..
أنا من استل الموبقات من غمدها...
لكن لا دخل لي ...فأبو مكني طلب مني ذلك....كي يرتاح من نوح ضميره...!!!
-أو انه –أقصد الواوي –يجد في أبو مكني العصا السحرية التي يغير فيها العالم كما يريد...محتمل..."قد يكون والمعنى في بطن الشاعر"
-لكن الثابت ان الواوي شخصية خطيرة عالية الذكاء والفطنة..فمهما أوحى الكاتب ان أبو مكني "يستغل" الواوي...فهذه ليست الحقيقة...ذلك ان الـــــواوي هو من يستغل ابو مكني للوصول الى أهدافه وليس العكس...فالواوي يصل ويحقق ويمارس الموبقات ويتلذذ في عري النساء ورغد الحفلات والامسيات والمال والنفوذ من خلال "تطويعه" لأبو مكني...

من هنا أقول :
من فينا لا يخالجه في لحظة حنق من مديره بالعمل ان يكون للحظة فقط "أبو مكني" لكي يفتك بهذا المدير،ويغير الكون كما يريد ،ويضاجع سكرتيرة مديره الجميلة ويترغد بأريكته الوثيرة...



-قد يكون...
قد يكون....
-قد يكون الواوي لا زال موظفا بسيطا وفي قيلولة الظهيرة حلم ان الله قد سهل له شخصا مثل ابو مكني كي يغير العالم كما يريد الواوي...

قد يكون...والمعني في بطن الشاعر...
ونعتذر عن هذه الفلسفة الزائدة...


تحياتي لك جقل....اتابعك
08-02-2005, 02:00 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
rayya غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 206
الانضمام: May 2005
مشاركة: #69
الحقيبة السوداء..
اسعدني كثيرا ان اجد تعليق فرات المفعم والمتوغل بين الاحرف والكلمات
لانني اعلم تماما شعور الكاتب عندما يجد من من يقرأه جيدا وهو العارف بان لكل قاريء منا نظرة تحليلية مغايرة عن الاخر ولكن
باحساسنا ومتابعتنا نعطي الكاتب حافز لاخراج اجمل مكنونات عقله.
جقل
ايها الصديق للمرة الاولى اكتب لك بجدية لانك تعلم تماما بانني اتابع وانتظر للاخر لكي اتوغل اكثر في المقلب الاخر من من كتاباتك
تحياتي:97:
08-02-2005, 10:52 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
forat غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,249
الانضمام: Aug 2004
مشاركة: #70
الحقيبة السوداء..
زميلتي راية ارحب بك كونك جديدة بيننا(f)
ولكن صدقيني هذه المرة الاولى التي أخرج فيها من ساحة الفكر الحر ...فأنا غارق في مكان اخر من هذا المنتدى... لكنني ذات مرة تعثرت بحقائب جقل السوداء والممتلئة بأوراق منها بيضاء ومنها كربونية ومنها بطاقات هوية لاناس عرفتهم في حياتي او حاكيتهم... هذه الأوراق هي التي دفعتني لمحاولة فتحها ومحاولة "البعبشة" فيها...لكن على مسامع صاحبها جقل..(f)



شو يا جقل....مرت 24 ساعة تقريبا لحد هلأ وما شفتك...:no2:


لا تخليني كملها انا ...:23:
:lol::lol:

بانتظارك...قبل أن أكملها أنا...وذلك لشدة حماستي لمعرفة النهاية...


وأحلى ضمة بقدونس لعيونك بغيابك :wr:


08-02-2005, 03:57 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS