{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الحقيبة السوداء..
جقل غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #81
الحقيبة السوداء..



تحية....

أريد التنوية هنا الى أنني هاو و لست متمرسا في هذا النوع من الكنابة و لا في اي نوع آخر و عندما بدأت هذه السلسة لم أكن أتوقع أنها ستصل الى هذا "الدرك" و لكنه تقدير "العزيز الحكيم"

دينا..
أعتقد أنك تتحدثين عن بطل هذه الأهداث...ليس ألا....أليس كذلك؟؟؟ تسعدني نجاحاتك أنت خليقة بها.

زياد..أهلا بك مجددا..فعلا هانت لم يبق ألا القليل ..

ريا.. أبق معي..

الغدير..
أهلا بك متابعا و يسعدني وجودك و قد لاحظت فعلا أن اسم السنجري ورد مرة عزيز و لكني لم استطع تغييرة و أود أن أخبرك أن هذه السلسلة حافلة بأخطاء أشد فحشا من بعض نسائها لذلك أعذر تسرعي فأنا أسرق نفسي لأكتبها و قلما أراجع ما كتبت. و أريد منك أن تلاحظ أن الرجال هنا أيضا جميعهم فاسدين.

ذكرتني بالشطرنج هل تعلم بأني تغلبت على بطل في الشطرنج رغم أنني ألعب بدون......ملك..
أهلا بك عزيزا

عباد..
أنا هنا و ما زلت "طفل أبو مكنى المدلل",أكتب ما "يدلقه "علي الخاطر و أنا شخصيا لا أعرف ماذا سيحصل غدا..و اذا كان لديك مقترحات..هلم ألي..
أهلا بك و ملاحظاتك النقدية موضع ترحيب و نقدير و شكرا لإهتمامك

مودتي لكم جميعا.

أتابع..

الحقيبة السوداء – 26 –

لم يزعجني وجود زوجة بدر في مكتب الوزير فقد كانت تذهب أليه بشكل منتظم و لا بأس في مرة أخيرة . و قد سعدت بخروجها الباكي الذي سيمهد لخروج أكثر مأساوية و حرجا .بات بدر يتردد على مكتبي أكثر من السابق و لم يعد حضورة مغلف بالحذر و الريبة كما كان و خاصة بعد ان بدأ اللغط يكثر في ردهات الوزارة حول التعديل الوزراري المرتقب و كان الجميع يطلق نظراته عند كل ظهور لوزيرنا البغل ليتأكد بأنه يتحسس "مذبحه" أم لا.و ربما بدا واضحا أن وزيرنا يتوجس شيئا وقد بدأ يختفي في مكتبه طوال النهار و لا يستقبل أحدا و كانت حركته من باب المصعد الى باب مكتبه سريعة حذرة و كأنه لصا يخاف عيون الشرطة.حاولت مرارا أن أدخل عليه و في كل مرة كان يزداد أقتضابا و أختصارا و بدا أقل أهتماما بشؤؤن الوزارة ثم وصل به الأمر أن يحول كل بريد الوزراة الى مكاتب معاونية.ترافقت كل هذه التطورات مع حملات أعلانية غير مسبوقه في صحف الحكومة تتحدث عن تجاوزات و أستغلال المناصب و ظهر على شاشة التلفزيون الرسمي أعضاء في مجلس الشعب وقد أنتفخت أوداجهم من شدة الوطنية و أحمرت آذانهم غيرة على المال العام. و مر أسم وزيرنا كثيرا في معرض هذه الحملات . و مع كل سلوك أنطوائي كان يقوم به الوزير كان ثمة مقال في جريدة .أطرف ما في الأمر جاء في النهاية فقد ورد رسم كاريكاتيري في الصفحة الأخيرة لإحدى الجرائد يصور وزيرنا و قد ارتدى لباس الفلاحين و هو يزرع الأشجار على سطح المريخ و تحت الرسم تعليق يقول بعد استنبات التفاح في الصحارى لم يبقى إلا المريخ.بعد هذا التعليق أختفى الوزير تماما.

قابلت أبو مكنى عدة مرات و صارحني بشكل مباشر بأن اسمي مطروح بقوه لمنصب الوزير و ربما ستطلبني جهات رئاسية أو أمنية و علي أن أكون جاهزا.لم أنتظر كثيرا طلبت الى مكتب رئيس الوزراء لمقابلته شخصيا و ذهبت في الموعد المحدد بالغت في هندامي و دحشت في رأسي كل ما يتعلق بالوزراة من أرقام و ثوابت "الميزانية السنوية عدد الموظفين,عدد المديريات,البلدان التي لدينا معاهدات تخص الوزارة و تواريخ بداية و نهاية هذه المعاهدات....و أرقام أخرى كثيرة".

ليس في مكتب رئيس الوزراء سيدة واحدة جميع من قابلتهم رجالا ابتداءا من الحراس و أنتهاءا بالسكرتير الشخصي, كان المكان شديد النظافة و الهدوء, لامعا يقلع العين بألقه السكون الذي يلفه يذكر بالمكان الذي أحتجزني فيه ابومكنى في المرة الأولى. كانت هذه المرة الأولى التي أدخل فيها مبنى رئاسة الوزراء و أول مرة أجتمع فيها مع السيد رئيس الوزراء بشكل شخصي وقد كنت في السابق اقابله في أجتماعات عامة يكون عدد الحاضرين فيها كبيرا. و لكني اعرف من أحاديث الوزير السابق انه رجل دمث بشوش و لكنه لا يتهاون ابدا في عمله و قد يكون قاسيا جدا في حالة الفشل و لا يتوانى عن توجيه اقذع الصفات في وجه اي كان.يبدو أنه قدري أن أبقى على أتصال وثيق بهذا النوع من البشر الذي يقف باقذع الصفات أو أنها سياسة الدولة الرسمية و علي ان ألتزم بها لأنني اصبحت جزءا منها.

قام الرجل بكل أدب من خلف مكتبه و جلس قبالتي كصديق قديم و حدثني بود ظاهر طرد الوحشة التي ترسبت في نفسي من نظافة و رتابة المكان و حدثني بشكل عام عن غلاء الأسعار و تضخم موظفي الدولة و قرأ على مسامعي أرقام كثيرة عن التزايد السكاني و مستوى الأنفاق الحكومي و العجز في الميزانية و تحدث طويلا عن الجهود التي تبذلها الحكومة للمحافظة على اسعار صرف العملات الأجنبية و حدثني عن رحلته الأخيرة الى البرتغال كما يحدث صديقا يعرفة منذ عشرات السنوات لدرجة أنه ذكر لون الشورت العنابي الذي كان يرتديه.كنت خلال حديثه أركز نظري على حركات شفتيه و يديه و أشعره بأني أشنف اذني لأشرب كل حرف يتسرب من فمه.لم يبدو انه مهتما بأنتباهي بقدر أهتمامه بمتابعة ما بدأ به.عندما وضع المراسل الأنيق كأسا من العصير لم يدعوني الوزير الى الشرب و لم يبدو أنه أنتبه الى وجود المراسل اساسا لأنه غرق أكثر في حديثية "التفصيلي" و عرج على الكثير من أمور الدولة بما لا يهم الوزاة التي أنتمي أليها فحدثني عن الضغوط الدولية و الضغوط الداخلية و عن شلة المأجورين الذين يقبضون من الخارج بالدولار و اليورو ليثيروا الغبار في وجه قيادة هذا البلد و كيف أن هؤلاء أخطر بكثير من العدو الخارجي المتربص.عنمدما بدأـ الوزير الحديث عن هذه النقاط كان يشبه معلقي الأذاعة باصواتهم الجهورية الواثقة و كلماتهم الطنانة.

فجأة وقف الوزير على قدمية و مديه مصافحا شد على يدي الأثنتين قائلا أتمنى لك التوفيق وقادني الى حيث باب الخروج و أغلق الباب خلفي. وقف مذهولا خلف الباب المغلق وقد حسبت أن رئيس الوزراء سيمتحني أو سيسالني اشياء تخص الوازرة و الإقتصاد و التنمية و ربما اشياء حول القومية و الإستعمار و التحرر و لكن شيئا من هذا لم يحصل بل لم يطلب مني أن اقول كلمة واحدة.هل هذه طريقة حديثة في أكتشاف الآخر ربما هي كذلك ولا بد أنه مسرور جدا لأنني كنت نعم المستمع المتابع بآذان مفتوحة مشرعة المصرعين بل كنت على أستعاد لمراجعة كل ما تحدث به ابتداءا من لون الشورت الذي كان يرتدية و أنتهاءا بكيفية القضاء على العدو العدو الداخلي المأجور.ذهبت بكل ما حدثني به الوزير الى ابو مكنى بعد ان فرغت كل شيء في تقارير مكتوبة بخط اليد تأملها أبو مكنى لحظة و ألقى بها جانبا ثم قذف السيد رئيس مجلس الوزراء بشتيمة وقال لي:

- هذا ليس مهما يجب أن تكون حاضرا أكثر لمقابلة أكثر أهمية و في هذه المرة يجب أن تكون أكثر يقظة فالأمر يحتاج الى أكثر من مجرد حفظ ما يتلى عليك.هدوء الأعصاب و إظهار الإحترام الشديد و لا تدع أسنانك تظهر كثيرا فهؤلاء لا يحبون الدلع كثيرا أرسم كل ما تستطيعة من جدية على وجهك و حركات يديك و لا تجيب بأكثر مما يحتمل السؤال و لا تنقل بصرك كثيرا في أرجاء المكان و يفضل أن "تبسمرة" على نقطة واحدة طوال الوقت ولا تخشى شيئا.أقول لك هذا و أنا أتذكر اللقاء الأول بيننا كنت جبان جدا و أعقد أنك مازلت كذلك....

مازال أبو مكنى يتذكر اللقاء الأول أذن, و مازال يعتقد أنني لم أتغير رغم كل ما "حل بي" على يديه..بصراحة أنا نفسي لا أعرف لم أتعرض لموقف مشابه لأختبر مدى جبني وكل ما مر بي خلال تسلسلي الوظيفي كميات كبيرة من الأوراق لأوقع عليها أو عدة مؤخرات بأشكال و ألوان متعدده لأوقع عليها ايضا...جذبني صوت ابومكنى ثانية الى عالمه و هالمي قائلا:

- أذهب الآن و استعد جيدا فكرسيك الثاني سيكون أكبر من "طيزك" و لكن من قلة الخيل سنضطر أن نشد على الكلاب سروج....

قالها أبومكنى دون أن تهتز شعرة في شاربية و دون أدنى أعتبار لمشروع الوزير الذي يقف أمامه عزيت نفسي مجددا فقد اطلق للتو شتيمة طالت رئيس الوزارء لو وضعت في قبان لمالت كفته..خرجت من مكتبه و قد بخرت كل الشتائم من رأسي و لم يبق فيه ألا منظر الكرسي الذي سأجلس عليه...

المقابلة الثانية جرت بأسلوب مختلف مغاير فقد حضر الى مكتبي رجلين شديدي التجهم مقطبين يصران على أرتداء النظارة الشمسية السوادء حتى داخل المبنى و طلبا مني بأدب مصطنع مبالغ فيه الذهاب معهما لمقابلة "المعلم" ,أعرف أن المعلم كلمة عامة تصف رئيسمهما همست في أن لينا كلمات وداعية و رافقتهما الى سيارة تنتظر أسفل مبنى الوزارة و بها سائق و الى جانبة يجلس شخصا ربما تعتقد أنه تؤام لهذين الرجلين .جلسن في المقعد الخلفي في المنتصف و تحركت السيارة دون أن ينطق احدنا كلمة واحدة وسارت مسرعة في طريقها و مع أزدياد السرعة زاد الصمت و تيبس الرجال في مقاعدهم لا يبدون حراكا.دخلت السيارة خلف سور قرميدي عال و توقفت أمام أحد المباني الداخلية و بكل وقار قال لي الرجل الذي يجلس في المقدمة تفضل.تفضلت حيث قادني الى طابق علوي و غرفة أنيقة مكيفة يجلس في منتصفها رجل شديد البياض و على جانبيه يجلس رجلين لا يقلان بياضا وقف رجل المنتصف على قدمية مرحبا تكلم دون أن يفتح فمه و رغم ذلك يخرج الصوت وتضحا جليا جلست قبالة الرجال الثلاثة كالصنم و قد سمرت نفسي في اتجاه واحد.

الصمت كان مصطنعا و الجدية كانت مصطنعة اما الوقار الذي كان يبديه الرجال الثلاثة فكان مضحكا و أكتملت الفبركة بعد أن بدأ الرجل الأوسط شديد البياض بالحديث.بدأ بمقدمة خرص على أن تكون بلغة عربية فصحى تحدث فيها عن "هجمة شرسة" نتعرض لها من أعداء داخليين فاسدين يهدرون المال العام و يبذرون و نحن بحاجة الى كل شريف قال شريف و اشار الى بسبابته.

يتبع......
08-22-2005, 10:03 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Al gadeer غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,723
الانضمام: Jan 2004
مشاركة: #82
الحقيبة السوداء..
تابع

لم اجد فيها تلك الأخطاء التي تشير إليها

نعم هناك اخطاء املائية بسيطة، ولكنها لا تؤثر

وبالحديث عن الشطرنج، فيبدو انك بطريقتك السحرية ستهزم حتى بطل العالم ;)

(f)
08-23-2005, 08:49 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
جقل غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #83
الحقيبة السوداء..



تحية..

أهلا بالغدير من جديد انتظرك متابعا..بشطرنج او حتى بطاولة زهر..

أتابع...


الحقيبة السوداء – 27 –

عندما دخلت أول مرة الى مكان كهذا كان الوضع مختلفا عندها كنت متهما و كنت أتوقع مصيرا مجهولا في غرفة يلفها الصمت و الوحشة,الآن و أنا محاط بثلاث رجال شديدي البياض يحاولون النأكد من مدى صلاحيتي لأكون وزيرا كان الصمت موجودا و الوحشة موجودة تجثم بثقل فوق رأسي أنتابني نفس الشعور في كلا الحالتين رغم أختلاف الظرف و المناسبة بدا لي أن وحشة المكان ممزوجة مع ملاط الإسمنت الذي تطلى به جدران هذا المكان, ممزوج بالماء الذي تسقى منه الإشجار و اصبح علامة فارقة تتسلل الى مسام كل زائر مهما كان نوعه.الصمت الشديد الذي يلف المكان تشعر بأنه مصطنع ملفق لا يوحي بهدوء بل يبعث القرف و الريبة و نزداد الريبة مع الإبتسامات الملغومة التي تحمل عشرات المعاني و العيون الجاحظة التي ترمقك تريد أن تستخرج كل ما في ذاكرتك بل و تحاول أختراق جسدك لتعرف زمرة دمك و لون بولك لا تفرق أن كنت وزيرا أو حقيرا.

لم تفلح محاولات إظهار الود , كان العداء يقطر من جلود الرجال الثلاثة و قد أوكلوا مهمة الكلام الى الرجل الأوسط الذي حاول أن يكون بشوشا ولكن سلوكة الميكانيكي في الحركة و طريقة كلامة الكرتونية كانت منفرة وثقيلة كان يتحدث و يتحرك كمن يلقي الحجارة و هو محاط برجلين كأنهما توأم ببذلات متشابهة و جذعين مشدودين و أفواه مشقوقة على هيئة إبتسامة.أسترخيت في جلستي لأوحي لهم أن الود الذي يقصفوني به اصاب هدفه و هاأنذا أحس بهم "كأخوة" و أصدقاء ولكن حيلتي لم تنطلي عليهم لأنني استعدت جلوسي الحجري على الكرسي بعد أن بدأ الوخز المؤلم بالأسئلة التي لا تخطر على بال.

أراد الرجال أن يعرفوا كل شيء عني .تاريخ حياتي منذ الصرخة الأولى و حتى لحظتي الحالية , أصدقائي المقربين , اصدقائي البعيدين , اقاربي في الجيش , و اقاربي موظفي الحكومة , معارفي المسافرين في الخارج و أسباب سفرهم , أقربائي زوجاتهم أولادهم و زوجات أولادهم المطلقين منهم و اسباب الطلاق,كانت هذه الأسئلة تأتيني ببرود شديد و كأن من يلقيها يلقي علي ماءا ساخنا في حمام بلدي حاولت أن أكتم استغرابي و دهشتي كنت أحاول بدوري أن أجيب كمن يتلقى "طاسة" دافئة في حمام بخاري و كنت أنبش في ذاكرتي عن أسماء بعيدة و أحاول أن أكون دقيقا و محددا فأجابة خاطئة بأسم الزوجة الثانية لعمي قد يكلفني منصب الوزير لذلك يجب أن صادقا.توقفت الأسئلة عن سلالتي العائلية و بدأت الموجة الثانية من الأسئلة عن تاريخي السياسي الأحزاب التي أنتسبت أليها و الأحزاب التي أتعاطف معها و عن ألتزامي الديني و رأيي بالمعتقدات الأخرى.توقف الرجل الأوسط شديد البياض ليلتقط أنفاسة قليلا ثم ناولني رزمة الأوراق البيضاء و قال لي و أبنسامته الحجرية تخثرت فوق شفتيه:

- لطفا منك أملأ هذه الأوراق خذها معك و حاول أن تملأها جميعا لا نريد فراغا...لو سمحت.
تناولت منه الرزمة الكبيرة ثم وضعتها جانبي رمقني بنظرة و حول ناظرية الى رجلية قاما بحركة سريعة و غادرا الغرفة و بقيت وحيدا معه تحرك من خلف مكتبة للمرة الأولى و جلس الى جواري في محاولة أخرى لزيادة مساحة الود بيننا ضربني بكفة برقة على فخذي في محاولة جديدة لتعزيز التقارب الذي نشأ للتو وقال بعد ان أزال كل علامات الجدية:

- مو بكره اذا صرت وزير تنسانا...و غاب في ضحكة مجللة عميقة لم أفهم لها سببا.

- ولو..معقول أنتو من الناس الذين يعلقون بالذاكرة من الصعب نسيانكم

أستدرك الرجل شديد البياض و أراد أن يوصل لي فكرة بعينها قائلا:

- قصدي لا تنسانا من الزيارات و لا تنسى أن تحضر معك الإستمارات مملؤة على الآخر.

فهمت هذه المرة ما يرمي أليه و فهمت ايضا بأنه ينهي الزيارة فقمت مسرعا و صافحته مودعا واعدا يتكرار الزيارة.تأبطت رزمة الأوراق الكثيرة و أنجهت الى قبلتي وملاذي الى أبو مكنى.
أستفهم أبو مكنى عن الرجل الذي كان يتحدث معي و عنما قلت له أنه شديد البياض ابتسم وطمأني: ولا يهمك منو بيعوي كنير بس ما بيعض.ثم قلب في الأوراق التي معي و ناولني اياها و حثني على أن أنهيها بسرعة.

كان نهارا طويلا بحق زاد في طولة الوحشة القاتلة التي شعرت بها في مكتب "الرجل الأبيض",جلست على مكتبي و أغمضت عيني لم اشعر بلينا و هي تسلل خلفي و تضع كفيها على عنقي محاولة أن تزيل عني ما علق بي,لم تكن أصابعها بتلك النعومة التي أعتدت عليها شعرت بثقل كفيها على جسدي ابعدت يديها برفق و طلبت منها أن تتصل ببدر السنجري ليحضر حالا.

لم يكن لدي شيء محدد أقوله للسنجري بل لم يكن لدي شيء على الإطلاق و أكثر من ذلك كنت أنفر من نظرات السنجري و كلامه الذي لا ينقطع و تملقه الفظ ولكنه كان فعالا و مثمرا و شخص من هذا النوع قريب بهذا الشكل مفيد.لعلني طلبت السنجري على أمل أن تكون زوجته الحسناء برفقته فلا بد أنها الآن شديدة الوحدة بعد أن فقدت وزيرها و هي بحاجة الى وزير جديد و أنا مشروع وزير سيثمر بعد حين أو ربما زوجها بدر السنجري هو الذي بحاجة الى الوزير لذلك فلا بد أن يتأبطها تحت ذراعه و يهرع ألي بعد أن تصله دعوتي.

تأكد لي أن بدر السنجري يحمل في تلافيفه المخية كميات كبيرة من الذكاء فقد كان صوت حذاء زوجته يفرقع ألغاما في طريقه الى مكتبي لم يقرع السنجري الباب بل فتحة مفسحا المجال لزوجته بالدخول ثم دخل ورائها و تقدم مباشرة نحوي مادا يده على طولها مصافحا بحرارة ولم يمنعه من عناقي الا وجودي خلف مكتبي كانت كلمات الإشادة تنهال من فمة غزيرة.لم التفت كثيرا أليه بقدر ما كنت مأخوذا بأطلالة زوجته الساحرة كانت تحمل نظرة ماجنه و دعوة مبطنه لا تخفيها مسحة الغباء المرتسمة على جبينها.جلس السنجري و زوجته لحظات صمت قليلة كسرها السنجري بوقوفه و طلب الأذن بالخروج لأن لديه عمل مع لينا في الخارج و لم ينتظر أن آذن له بالخروج بل سارع بالرخروج و تركني وحيدا مع زوجته التي لم يبدو أنها أستغربت أو استنكرت خروج زوجها وحتى لم تخرج يدها من فمها و تركت نفسها تسنمتع بقضم اظافرها.

لم أكن سيئا في المقابلة التي أجريتها مع السيد رئيس مجلس الوزراء كنت مستمعا جيدا و صبورا و ابليت بلاءا حسنا, في مقابلة الرجال شديدي البياض الذين أنهالوا بالأسئلة كالمطر عن أصولي و فروعي كنت صادقا و لم أخف شيئا .لم يبق أمامي ألا هذه المقابلة مع هذه الغادة التي أختارها القدر لتكون زوجة للسنجري و آخر درجة يجب المرور فوقها قبل ان أجلس بإطمئنان على كرسي الوزارة.يبدو أنها كانت تنتظر شيئا كهذا لم تبد استغرابا عندما وضعت يدي على كتفها بل كانت متعاونة بأن اسندت خدها الناعم الى يدي حركت يدي الثانية لأضعها على كتفها الآخر وقف و اقتربت مني دون أن تتكلم و لكن ما كانت تقوم به كان أكثر بلاغة و تعبيرا من الكلام أصبت بالذهول فلم أكن أتوقع أن تحمل هذه سيدة بهذا الغباء تقنيات بهذه الحرفية أقتربت من اذني أدخلت لسانها الى أعمق ما تستطيع نداوة لسانها أصابتني بقشعريرة لذيذة تحولت تيار دافىء يسري في عضلات وجهي تحولت حركة اللسان الى همس كانت تقول كلاما فاجرا حرك كل شلالات السوائل في جسدي, أنتقلت الى الأذن الثانية و تعاملت معها بطريقة مختلفة و لكنها أكثر عهرا وشلت كل مراكز التفكير و الفعل الإرادي لدي فتهالكت على مقعدي مسلما نفسي الى هذا الملاك الماجن.
لم تكن متعجلة ولم تلقي بالا الى زوجها الذي ينتظر في الخارج,عندما مر زوجها في خاطري أزداد الغليان في أوردتي كانت متعة كبرى أن تضاجع سيدة و زوجها في الخارج ينتظر , و لكن الأمر طرأ عليه أنعطاف شديد زاد من حرارة الموقف عندما بدأت أصوات همس و همهمة تصدر من الغرفة المجاورة تحول الهمس و الهمهمة الى آهات كنت أعرفها جديا و معتاد عليها كانت آهات لينا , لا بد ان السنجري يقوم بعمله المهم معها. الآهات المنبعثة من الخارج أججت السعير من جديد في لسان زوجة السنجري فأوغلته عميقا في جسدي كنت أحس بايقاعها يزداد نشاطا مع علو الأصوات الجنسية المنبعثة من الخارج تحولت مع الوقت الى كلمات واضحة يمكنك أن تميز بوضوح صوت لينا و السنجري معا.

تحول الصوت المنبعث من الغرفة المجاورة حيث السنجري و لينا الى صراخ ولم أميز أن كان السنجري يضاجعها أو يضربها بالسياط و لكنه صراخ متألم ممزوج بلذه استطيع أن أميزها بسهولة من نهاية الآه الضارعة التي تخرج من لينا.مع بداية الصراخ أنتهت زوجة السنجري من خلع آخر قطعة من ملابسها رمتها جانبا و استلقت على الأرض تحت قدمي و بدأ تتلوى كأفعى تخرج من جلدها جلست على مقعدي أتأمل هذه التحفة العارية الملقاة على الأرض كانت تتقلب على ضهرها و بطنها و تحرك يديها على كل نقطة مثيرة من جسدها و تزداد حركتها مع أنبعاث الصراخ الجنسي المحموم من الغرفة المجاورة , اسندت ظهرها على حافة المكتب و رفعت ركبتيها مباعدة بين ساقيها مظهرة كل محرم.كانت تستمتع بعرض نفسها بطريقة رخيصة و كأنها بضاعة تباع على الأرصفة و كنت على استعداد لشراءها و اشتريت حتى تفذت حافظة نقودي.خبى الصوت الجانبي مع خفوت حركة زوجة السنجري و تحول الى تنفس عميق متعب, و مع توقف الصوت كانت زوجة السنجري تتناول أول قطعة من ملابسها لترتديها.

عندما دخل بدر السنجري كانت مظاهر الأعياء تتربع على وجهه الدميم فأزداد اصفرار و برزت أسنانه أكثر,أعتذر عن تأخره لأن العمل الذي كان يقوم به مع لينا أخذ الكثير من الوقت دخل بهدوء و جلس قبالة زوجته تبادل معها ابتسامة و نظر ألي مكررا أعتذاره...

يتبع...

08-24-2005, 11:05 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
rayya غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 206
الانضمام: May 2005
مشاركة: #84
الحقيبة السوداء..
يا الهي يا جقل
حرام عليك ...بحياتي لم اقرأ جمل تحمل في باطنها قرف واتهام وتسفيه وغضب ك.أبتسامته الحجرية تخثرت فوق شفتيهكانه دراكولا نسي مسح فمه من دم آخر الضحايا
الآه الضارعة التي تخرج من لينا
على اي اساس يا سيدي ضارعة او متضرعة ؟
هل هي جائعة لهذه الدرجة رغم وجودك كمضخة لجوعها او هي عاشقة للسنجري
انها الآه الداعرة


الملقاة على الأرض كانت تتقلب على ضهرها و بطنها و تحرك يديها على كل نقطة مثيرة من جسدها
لا استطيع ان اتخيل غبية تتقن فن الرخص هكذا وانت اتشتري برخيص؟
عذرا ولكنني مشمئزة من الصورة حتى لو كانت خيالية
بالجنس الخيال هو المحرك الاساسي
سابقى بالرغم انه من عادتي عندما ينفرني كتاب ما او تضايقني قرأءة اتوقف فورا رحمة بعقلي (f)
08-25-2005, 11:35 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
داليا غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 305
الانضمام: May 2005
مشاركة: #85
الحقيبة السوداء..


منعت نفسي
ان اكتب ربما ما سطرته أناملك نقد ساخر لكن ربما لو انك استبدلت كلمة عاهرة بأخرى كان ذلك أفضل
عذرا لكن وصف المشاهد الجنسية مبالغ فيه ربما كان لك أن ان تصفه دون الإفصاح عن دخول لسانها في أذنك فهو يقلل من أهمية العمل المكتوب
عرفتك ناقدا و تملك حس الكلمة لذا لم أستطع منع نفسي من كتابة ما أكتب
أعرف أن وسطا متردي كالذي نعيشه يحتاج وصفا أبلغ لكني أحبذ لو أنك التففت على الكلمات لتعبر فيه بشكل نراه ونحسه دون أن نلمسه و يكون بهذا الوصف البحت
قرأت أحلام مستغانمي فهي مكلة الجرأة و لكن لم تتطرق لوصف عري المشهد بذاك الأسلوب لذا سيدي افسح المجال و ارتكب إثم التحليق نحو الحرية
عرفتك رجلا ....لا يحبذ الخوض في وضوح المعنى العادي
لا أدري أنا لم أحب عهر الموقف الواضح بشكل مؤذي
اعذر رأيي
08-26-2005, 04:11 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
جقل غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #86
الحقيبة السوداء..



تحية....

ريا..أهلين.ألم تلاحظي يا ريا أني كنت أصف موقفا ...سياسيا و ليس جنسيا ..

داليا..وجودك في هذا الشريط يسعدني و يمنحه ما ليس فيه..و رأيك موضع تقدير

مودتي

أتابع
.
الحقيبة السوداء -28 –


لم يمض أكثر من أسبوع واحد حتى تلقيت خطابا صادرا من رئاسة مجلس الوزراء يبلغني بتكليفي بمهام الوزير و متمينا لي التوفيق في خدمة الوطن من موقعي الجديد و في نهاية الخطاب دعوة محددة التاريخ و الوقت لإداء قسم الولاء للوطن أمام الرئيس,بعد ان تلقيت الخطاب بساعتين فقط أذاعت محطات الإذاعة نبأ تعديل وزراي محدود خرج بموجبه ثلاث وزراء اثنين منهم بتهم الفساد و تحول الثالث الى منصب ملحق إقتصادي في أحدى سفاراتنا في الخارج.كان المذيع المحلي يقرأ نبأ التعديل الوزاري و كأنه يقرأ بيان عسكريا يبشر المواطنين بنصر مؤزر أزداد عرض ابتسامتي عنما قرأ المذيع اسمي طربت و تراقص أمامي نهد زوجة السنجري بحلمته المحتقنة أحمرارا و هو يتوسط دائرة وردية شهية.كان طعم الوزارة بطعم النهد.

أجتمع السيد رئيس مجلس الوزراء بنا "الوزراء الجدد" على أنفراد و حثنا على محاربة الفساد و أكد على أن يكون هذا الهدف في مقدمة الأهداف و قال لنا أن السيد الرئيس سيجتمع بالوزارة مكتملة بعد أن نؤدي القسم أمامهه كوزراء جدد و أصطحبنا في سيارته الى القصر الجمهوري حيث ستتم مراسم اداء اليمين عاود الحديث عن الفساد في الطريق وقد كان يريد أن يفهمنا أن الفساد المستشر هو السبب في إعاقة التنمية,خفف من حدة صوته و هو يقول لنا كيف يجب أن نتصرف أمام السيد الرئيس يجب ان نستمع فقط و الإستماع يجب أن يكون بكل الحواس و بكل الحماس و أذا كان ثمة اسئلة أو استفسارات يجب أن نحتفظ بها لنسأل السيد رئيس الوزراء عنها أذا لا يجب ان نقاطع رجلا بهذا الجلال أخذ على عاتقه بناء الأمه و لا يجب أن نقطع أسترساله الملهم بأسئلة قد تكون تافهة.

القاعة كانت كبيرة بل كبيرة جدا بل مبالغ في كبرها و عالية جدا تتدلى منها ثريات ضخمة ثقيلة. كانت القاعة خالية تماما ألا من حامل خشبي صغير علق عليه نص القسم الذي سنردده أمام السيد الرئيس, أقتربت من الحامل و قرأت النص مرة و مرتين كنت أريد ان اقسمة بلكنة ثابتة واثقة لأوحي بقوة حضوري.أقتربت اكثر من زملائي الوزراء تحاشى معظمهم الحديث معي و حتى الأقتراب مني,ليس مني فقط بل من الوزراء الجدد يبدو ان هؤلاء يحملون عقدة القديم و لا يكنون الود للجديد فوجدنا أنفسنا كوزراء جدد نشكل مجموعة أٌقتربنا من بعضنا البعض و تبادلنا بعض كلمات المجاملة فيما كان بقية الوزراء يقفون بشكل مجموعات ثلاث أو اربع و يتحدثون قليلا ثم ينظرون ألينا و ينفجرون في ضحكة مجللة قوية. لم يكن اي من وزراء "السيادة" حاضرا كوزير الدفاع أو وزير الخارجية و لا حتى وزير الإعلام اما رئيس الوزراء فقد ذهب للقاء السيد الرئيس قيل بدء مراسم تقليد المناصب و اداء اليمين.

تأملت في الوجوه التي تعتلي معظمها نظارات تمسك الأذنين و تجلس مستريحة على الأنف, تأملت في الجباه و الرؤؤس الخالية من الشعر الكروش العامرة المنتفخة المهتزة مع الضحكات المجلجلة,لم أعرف أذا كان هذا الموقف حقيقيا أم هو مجرد لعبة اطفال ستنتهي حالما تصطدم الموجة بالقصر الرملي الهش, ولكن الأمر يبدو بمنتهى الجدية فهذه الجثث الضخمة الملفوفة ببذات أنيقة نظيفة لا يمكن أن تكون مزيفة ابدا .لم استطع أن اشعر بجدية الموقف ولم أشعر بخطورة الوظيفة التي أجلس على كرسيها كل ما كنت أريدة تجنب المزيد من شتائم و أتهامات أبو مكنى بالتقصير و الجبن.و خطر لي السؤال الكبير في وسط "زوبعة" الفساد التي يتطاير غبارها مزيلة بعض الرؤؤس عن أكتاف أصحابها.هل أنا فاسد؟؟!! هل ذاك الوزير الذي يضع يديه في جيبه بكسل و يستند بكتفه على الجدار فاسد؟؟!! وتلك السيدة ذات الفم الكبير و الوجنة الضخمة و الجبين الفسيح هل هي فاسدة ربما تسمح لمستخدم مكتبها بمضاجعتها في حمامها الخاص ربما كان فسادها من نوع آخر وماذا عن ذاك وذاك و اؤلئك؟؟!! لم أعرف جوابا..لأن الفاسد لا يظن نفسه فاسدا و هناك مجال واسع للتبرير ,و لا أعتقد أن هناك "دافعا" سافلا كل الدوافع نظيفة بريئة مبررة و لست مسؤلا عما ينتج عنها.

فجأة ساد صمت مهيب دون سابق أنذار أختفت الحركات و كتمت الأتفاس و تجمد الجميع و تجلدت العيون في المآقي, ثم اتجهت صوب السيد الرئيس وهو يخترق القاعة كان رئيس الوزراء الى جانبة و يسير خلفة مرافقه الذي لا يفارقة و يظهر معه في كل أطلالة له على التلفزيون.كان الرئيس يرفع يده بالتحية كلما وصل الى تجمع وزراي صغير و كان التجمع يتبعة بعد أن يرد التحية بشكل جماعي سار الموكب وئيدا حتى وصل الرئيس الى صدر القاعة.أستدار السيد الرئيس كانت حركته عسكرية منتظمة متناسقة ووجهنا أصطف الوزراء صفين طويلين منتظمين عن يمينة و شماله تنقل ببصرة ألينا واحدا واحدا لم يجرؤ أحد على التنفس ولا حتى على رفة جفن بدأت أحس بعصاب الأمكنة المقدسة نشف حلقي و أعترتني قشعريرة باردة و شعرف بحاجة شديدة لأحك خلف أذني لم أجرؤ على الحركة و أنا اشاهد هذا الحشد وقد تحول الى كومة من الحجارة,حاولت أن أتناسى و لكن الحكة اللعينة أبت ألا أن تبقى حاضرة زادت مساحتها لتشمل معظم مؤخرة الرأس و الرقبة كنت مستعدا لأن اتخلى عن الوزارة في مقابل حكة واحدة لا غير.تجرأت أخيرا على تحريك عينيي لأتفرس في الوجوه التي أمامي قرأت في كل عين توق شديد الى "الحك" في مكان ما.

أخذتني الرغبة في الحك مما حولي فلم أشعر ببداية حديث السيد الرئيس ولكن التصفيق الذي حظي به القسم الأول من كلامه أنتشلني من ملكوت "الهرش" الى بؤس الواقع فوجدت يداي تتحركان بخفة لتثبتان ولاءا لا يقبل الشك عبر تصفيق ملعلع مميز أردت أن يسمعة الجميع.تحدث الرئيس عن االفساد و عن ألمة لفقدان رفاق كفاح بعد سقوطهم في براثن الطمع و الأنانية فنسوا الوطن و تذكروا أنفسهم ثم حثنا على مكافحة التبذير و الإكتفاء الذاتي و الإعتماد على الذات.كان السيد الرئيس بليغا ينتقى كلماته و قدرت أنه يتقصد البلاغة وقد يعجبه لفظ أو جملة فيعاود لتكرارها.أستطالت آذان الجميع و ربما تمنينا أن نمتلك آذان حمير لنلتقط كل حرف ينطق به و كل كلمة تجري على لسانه كنا نستمع أليه كما يستمع المريد الى شيخه الجليل المكشوف عنه الحجاب, و عنما أنهى كلامه ربما ردد البعض "صدق الله العظيم".

رتبت الأمور لأداء القسم للوزراء الجدد وضع حامل القسم الخشبي في المنتصف ووقف الرئيس خلفة ووقف خلف الرئيس رئيس وزرائه و مرافقه الشخصي , كان منظر الرجلين طريفا,المرافق طويلا عريضا بحواجب سوداء مقفولة و صدر بارز كصدر الثور أما رئيس الوزراء فكان نحيلا يكاد لا يظهر في بذلته باسما مشرقا مستبشرا لسبب لا يعرفه ألا هو.تقدم أحد زملائي الوزراء الجدد ووقف أمام لوحة القسم ردده بسرعة ثم صافح الرئيس وتنحى جانبا,تقدمت بسرعة بخطوة حرصت على أن تكون ثابته منتظمة ووقف أمام اللوحة نظرت الى حروفها الكبيرة السوداء ثم نقلت بصري الى وجه السيد الرئيس الذي كان يرشقني بعينيه ,كانت نظرته مالحة لم أستطع أن أبقي عيني في عينيه طويلا , كنت قريبا جدا لأرى تقاطيعة بدقة كانت قسماته متكلسة على تعبير واحد غير واضح و يمكنك أن تميز بسهولة الحدود الفاصلة بين جبهته ووجنته البارزة,أنفه يتوسط وجهه ويقسمه الى قسمين متساويين ينتهي بنصف كرة حمراء وردية لا يشك من ينظر أليه أن هذا الأنف موجه الى الصدر مباشرة.الفم مفتر ابدا تبدو تحته اسنان أقرب الى الإصفرار و شفة سفلية مقلوبة تحار في تعبيرها بين الإستغراب و القرف,ذقنه قصيرة مكتنزة بعكس وجهه الخالي من اللحم.أغمضت عيني لحظة قصيرة لأهرب من أطنان الملح المتفجر من عينية و فتحتحها ثانية لأقسم للرئيس يمين ولائي , عندها بدا لي وجهه كقطعة من البازلت.

أحس الرئيس أنني بطيء قليلا ولم يدر أنني أحاول أن أتأمله أكثر فمازحني قائلا:

- شو ياواوي....ما بدك تصير وزير...

طبعا أنفجر الجميع ضاحكين و أكتفيت بابتسامة شاكرة انتظرت حتى هدأت القاعة الضاحكة من تعليق الرئيس و قرأت الكلمات التي أمامي دفعة واحدة كان قسما مغلظا بالمعتقد و الشرف ان أكون مخلصا ووفيا و خادما أمينا للوطن.بعد أن انتهيت مد ألي الرئيس كفا معروقة مددت يدي أليها تناولتها كمن يتناول القربان المقدس كانت أصابعه قوية صلبة باردة.شدني أليه وقال:

- مبروك...


يتبع.....
08-27-2005, 01:48 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
forat غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,249
الانضمام: Aug 2004
مشاركة: #87
الحقيبة السوداء..
ليس دفاعا عن جقل يا راية ويا داليا (f)...

لكنه بالحلقة التي تتحدثون فيها رسم الموقف بريشة فنان...لم يكن حينها ساخرا بقدر ما كان واصفا...ويظهر ذلك من خلال استخدامه للجمل الخبرية وليس الاستنكارية..بمعني انه ينقل ما حدث مجرد نقل ويروي فقط الاحداث في هذه الجزئية...قد يكون ليعقب على الموقف فيما بعد بطريقته الساخرة،وتظهر الجمل الاخبارية منذ بداية روايته للموقف:


اقتباس:جلس السنجري و زوجته لحظات صمت قليلة كسرها السنجري بوقوفه و طلب الأذن بالخروج لأن لديه عمل مع لينا

ايضا:

اقتباس:لم ينتظر أن آذن له بالخروج بل سارع بالرخروج و تركني وحيدا مع زوجته

أيضا:

اقتباس:اقتربت مني دون أن تتكلم و لكن ما كانت تقوم به كان أكثر بلاغة و تعبيرا من الكلام

ثم يتابع في هذا التسلسل الاخباري فقط:

اقتباس:تحول الصوت المنبعث من الغرفة المجاورة حيث السنجري و لينا الى صراخ ولم أميز أن كان السنجري يضاجعها أو يضربها بالسياط

ثم يتابع في ذات الاسلوب الاخباري:



اقتباس:استلقت على الأرض تحت قدمي و بدأ تتلوى كأفعى تخرج من جلدها جلست على مقعدي أتأمل هذه التحفة العارية الملقاة على الأرض

ايضا:


اقتباس:كانت تستمتع بعرض نفسها بطريقة رخيصة


بالتالي هو لازال يروي الموقف ذاته ولم يعلق بعد عليه،انما يضع القاريء في الموقف،لأن الموقف كله وبصورته العامة هو موقف ساخر،فلم يستخدم جقل في هذه الحلقة السخرية اللغوية انما السخرية الموضوعية،فالموقف العام يقول:
شخص -وهو السنجري- يضاجع سكرتيرة الوزير،ولكن الوزير في ذات الوقت يضاجع زوجة هذا السنجري في الغرفة المجاورة..وكلاهما يعرف تماما ما يفعله الاخر...وهذه هي السخرية ذاتها

اما حينما استلقت زوجة السنجري وهي عارية وراحت تتلوى امامه كي تغريه،قصد ان يوصل الينا انها أفعى،ولم يقصد الموقف الجنسي بعينه،وأعتقد انها من أبلغ الصور التي جاء بها جقل.
غادة حسناء تتلوى عارية على الأرض امام "الضحية"...ترى ماذا كانت تريد منه.؟؟!!!.سوى انها تريد ان يسري به سمها...كي تنال منه ما تريد

هذه الصورة كما اراها أنا وهذه حججي مع تقديري لرأي داليا وراية

مع انني الوم على جقل قطعه التسلسل الخبري للحدث مع زوجة السنجري..فهي استلقت عارية ..وراحت تتلوى امامه..وقال انه في البداية كان في ذروة الاشتهاء الجنسي...لكنه لم يفعل شيئا لها..!!!بالرغم من انه اشار الى ان السنجري اكمل العملية الجنسية كاملة مع لينا السكرتيرة

لو ان جقل اشار الى ان الواوي اخذ موعدا معها في شقة او بيت مثلا او داعبها جنسيا كي يسكت شهوته مؤقتا من قبيل الجنس الفموي او ماشابه لكانت الحبكة الدرامية للحدث أقوى....فالموقف يقول كالتالي:
الواوي في ذروة الاشتهاء الجنسي تأتيه زوجة السنجري الحسناء ..ثم تتعرى امامه وتتقلب...لكن لا توجد اي اشارة في النص انه فعل شيئا لها...!!!!
فثمة حلقة من الحدث ناقصة يا جقل...


للجميع تحيتي..اتابعك يا جقل
08-27-2005, 05:14 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Al gadeer غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,723
الانضمام: Jan 2004
مشاركة: #88
الحقيبة السوداء..
حلقتين من الحقيبة السوداء لم اشهدهما الا اليوم

شكراً لك عزيزي على هذه السلسلة التي نرجو منك متابعتها

وعليك ان تقوم بعمل خدمات اس ام اس لنا اذا اضيفت حلقة جديدة :lol:
08-27-2005, 10:43 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
rayya غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 206
الانضمام: May 2005
مشاركة: #89
الحقيبة السوداء..
كأنها بضاعة تباع على الأرصفة و كنت على استعداد لشراءها و اشتريت حتى تفذت حافظة نقودي.خبى الصوت الجانبي مع خفوت حركة زوجة السنجري
بل فعلها يا فرات
جقل حتى الموقف السياسي تقرزت نفسي منه هل يعقل ان اشمئز فقط من وصف جنسي ؟
فانا من البداية اعرف بان القصة سياسية مطعمة بالسخرية والجنس الرخيص
ورغم ذلك انت في مكان ما غلّبت الجنس واكثرت الداعرات من حول بطل القصة
وكان الدوائر خلت من السيدات المحترمات
08-27-2005, 11:39 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
جقل غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #90
الحقيبة السوداء..



تحية...

فرات...

قرأتك لملفات هذه الحقيبة تعطيها لونا أكثر تميزا..وقد يكون فيها أكثر من سجل ناقص...أهلا بك مرة أخرى

الغدير....

أكتب رقمك و ستجد رسائل التنبيه عند نشر كل حلقه....و لكني غير مسئول عن الحسناوات اللاتي سيطاردنك بعد نشر رقمك.....

ريا..
أن فعلها الواوي أو لم يفعلها..هل يشكل فرقا كبيرا....

مودتي لكم..

أتابع...


الحقيبة السوداء – 29 –

كانت عبارات التهنئه هذه المره أكثر قوة, و باقات الورود أكبر حجما’ و أكثر حمرة أما الشخصيات التي أرسلتها فكانت من الوزن الثقيل,أعضاء "دائمون و راسخون" في مجلس الشعب, وزراء عتاة سابقون, ووزراء أباة حاليون , رؤساء المنظمات الشعبية , و النقابات, محافظون , ضباط عسكريون بمناصب رفيعة,و حتى العميد قائد فوج إطفاء العاصمة أرسل لي هدية سيارة أطفاء حمراء صغيرة ,كما تلقيت من معظم مرسلي التهاني مكالمات هاتفيه, أو زيارات شخصية , القاسم المشترك بينهم جميعا كان الضحك بأشداق مفتوحة على الآخر كان أحدهم يهنئني و يفقعها ضحكة مدوية مجلجلة و كأنها أحدى لوازم التهاني.لم أكن متضايقا من الضحكات المهنئة و لكني أستغربت من مدى السعادة التي نشعر بها و السعادة كما هو معلوم تتناسب "طردا" مع مساحة الفم المفتوح, و عليك أن تكون وزيرا لترى الجانب المشرق المستبشر لهذا الشعب العظيم.

قررت أن أكون وزيرا مختلفا بحيث اذا عقدت اي مقارنة بيني و بين الوزير السابق ان يقال فورا "شو جاب الطظ لمرحبا",الأختلاف قررته لمجرد الإختلاف و ذلك أن "الطظ" و "المرحبا" وجهان "لآفاق" واحد , أو ربما كان تغييرا لأرسم صورة مميزة يكون لها أثرها فيمن يجلس في الأعلى, أصدرت منذ اليوم الأول لي كوزير قرارا يمنع القهوة و الشاي و أي نوع من الشروبات في الوزراة أو مديرياتها في المحافظات, و أوعزت لمن صادر كل سخانات الكهرباء و أباريق الشاي و أواني القهوة,اصدرت في اليوم التالي قرارا بمنع الزيارات الخاصة و كل من يضبط و لديه زائر خاص يعقب اشد العقوبات,في اليوم الثالث اصدرت قرارا برفع دفتر التوقيع في الساعة الثامنة ألا خمس دقائق و لا يفتح ثانية ألا في الثاتية و النصف.في اليوم الرابع منعت الخروج من الوزارة ألا بإذن رسمي مني شخصيا.و هكذا يوميا كنت أقتحم موظفي الوزارة بقرارات إدارية تكتم الأنفاس و تضيق باستمرار كالملابس المغسولة. هذه التغييرات كانت ضرورية ليحس الموظف بوجود سلطة أعلى منه تراقب تحركاته و تحصي أنفاسة, أرفقت كل تلك القرارات بجولات شبه يومية مفاجئة لمكاتب الوزارة أو أحدى مديرياتها , أتقصد أن اصيح عاليا ليسمع الجميع صوتي ملعلعا في جنبات الوزارة. كنت أعاقب على أتفه الإسباب و لا أتوانى عن تحويل اي موظف الى التحقيق الإداري أو حتى الجنائي أذا دعت الضرورة أو لم تدع حتى اصبح وجودي كابوسا يخيم على الجميع.و قد أعطت هذه السياسة ثمارا أنخفظت فاتورة الكهرباء الشهرية في مبنى الوازرة بنسبة ثلاثين بالمائة و فاتورة الماء بنسبة مماثلة.و لكن طلبات الإجازة ازدادت رغم أن الوقت ليس مناسبا للإجازات ,كرهني معظم موظفي الوزارة و تحاشوا أن ألتقي بهم وجها لوجه لأنني كنت أصرخ على كل من أواجه بحجة تركه لمكتبه.و عرفت فيما بعد أن موظفي الوزارة أطلقوا علي لقب "الإنكشاري".

طبعا قمت بتغيير جميع موظفي مكتب الوزير السكرتير و مدير المكتب و حتى المستخدم و السائق. أحضرت رجلي الأمين أبو قادر و استخدمت نفوذي فقد اصبح لدي نفوذ لكي اعين بدر السنجري معاونا للوزير لبي طلبي فأزاد السنجري خضوعا و أخلاصا و أزادات زوجته جمالا و ألقا.كنت أزوره كثيرا في بيته . عندما أحضر كان يتذرع باشياء كثيرة نسيها في الخارج و يرجوني أن لا أؤاخذه لأنه سينصرف ليتركني وحدي و كان يقسم أنه سيعود سريعا و لكنه كان يغيب ساعتين وثلاثة كانت تكفي لأجتاح جسد زوجته كما أريد و لكن الأمر تطور فيما بعد فعندما كنت أحضر كان ينصرف فورا دون أن يعتذر وفي بعض الأحيان كان يختفي في أحدى غرف المنزل و لا يعود ألا بعد أنتهاء الجولة كان السنجري رجلا متعاونا بحق.

كنت أحضر أجتماعات الوزارة الأسبوعية و أحرص على أن أكون ثقيلا حاضرا اتكلم بهدوء و أيقاع منتظم و لكن حضور وزير الدفاع كان ينغص وقاري, كان منظر هذا الرجل يثير في الضحك فقد كان يحرص على حضور إجتماعات الوزارة بكلما قيافته " العسكرية " , و قد كان ينوء تحت اثقال عشرات الأوسمة المعدنية التي يلصقها على صدرة من الجهتين و كان في كل أجتماع يذكرنا بأنتصارات جيشنا الباسل المقدام و استعداده الدائم.كنت أحرص أن لا أنظر الى وزير الدفاع أثناء كلامي كي لا تخونني نفسي و ابدأ بالقهقهة.وزير الخارجية كان رجلا في منتهى اللؤم و يحرص على أظهار لؤمه علنا كان ينادينا باسمائنا الأولى رغم عدم المعرفة السابقة و لا يتوانى عن شتم رؤساء الدول الكبرى و أعضاء مجلس الأمن امامنا, كان وزير الخارجية المسئول الأول عن الدبلوماسية رجل يخلو من الدبلوماسية.

لم يمنعني منظر وزير الدفاع المثير للضحك و لا لؤم و حقارة وزير الخارجية من الإقتراب منهما كنت أريد أن أوطد صداقات وصيدة من وزراء " مشرشون" من فصيلة الدفاع و الخارجية لم أجد صعوبة جدا في كسب ثقة وزير الدفاع كان يكفي أن تسأله عن قصة حصوله على هذا الوسام أو ذاك ليتنحى بك جانبا و يقص عليك الحكاية منذ داحس و الغبراء و حتى الساعة و لا يتركك حتى يسمعك شعرا و نثرا و نصوصا أخرى لا تنتمي الى أي منهما, كان وزير الدفاع من ذلك النوع المدع العالم بمعرفة كل شيء و كل ما يملكة من معرفة مجموعة محفوظات لعدة عناوين براقه أو اسماء أعلام.الطريف في هذا الرجل غير منظره أنه يتكلم في كل شيء ألا في الدفاع الذي هو وزيره.وزير الخارجيه كان صورة معكوسه , شخص غير ودود لا تكاد تلمحه باسما , مقتضب العبارة حادا تعتقد أنه أنهى كلامه ليعاود الحديث , مراوغ لا تفهم ماذا يريد,في أحدى المرات كان يقدم تقريرا عن زيارته الى إيطاليا, فجأة توقف و بدأ حديثا عن دراجة أبنه التي سرقت من أمام المبنى و توجه بالحديث الى وزير الداخليه,و هذا ايضا كان ككيس ملىء بالحقارة فأجابه بحقد و هل تريدني أن أضع شرطي لكل دراجة من درجات أبنائك.أجابه وزير الخارجية : لا ولكن أريدك أن تعين شرطيا لكل سارق,في أيطاليا عدد الشرطة أكبر من عدد اللصوص ولكن عندك عدد اللصوص بعدد موظفي وزارتك.هذا النوع من المواجهات كان كثيرا في مجلس الوزراء و في معظمها كان وزير الخارجية طرفا فيها,طبعا هذا لا يعني أنه كان رجلا مستقيما لأن الجميع يعرف أن في كل سفارة من سفاراتنا في جميع أنحاء العالم أحد العاملين الرئيسيين ينحدر من منطقة الوزير و هو يفاخر بذلك و لا يخجل منه بالإضافة الى أنه منذ أن اصبح وزيرا للخارجية تدهورت سمعتنا في الخارج الى أسوأ درجة و أقتصرت علاقاتنا القوية على دولة أو اتنتين و مر عام كامل لم يزر الدولة رئيس واحد أو وزير خارجية واحد و هو كذلك يفاخر بوقاحة و تحد بهذا الوضع لأنه يدلل على مدى صمودنا و قوتنا.و كان هذا المدخل الذي ولجت منه لأتقرب من وزير الخارجية فكنت أدعمه اثناء الحوارات الوزارية و اساند موقفه و أشيد بحكمته و خبرته الى أن تبين أن الرجل مجرد طاووس آخر يغريه المديح و تطربه الكلمات.

لم أفاجىء عندما رحب بي ابو مكنى قائلا: أهلا بالإنكشاري...و أطلق ضحكته الساخرة المستخفة.المفاجىء كان الإستهانة الشديدة بشخصية الواوي الجديدة التي رسمتها لنفسي و كنت أظنني سأحظى أخيرا بقبول لديه بثوب المسيطر القابض على الأشياء,لا يرضي هذا الرجل شيئا على الأطلاق.أستمع بإهتمام الى تعليقاتي حول وزراء الدولة لم يشتمهم كعادته و لكنه هز رأسة كناية عن الإمتعاض و عدم الرضا,و عنما أخبرته أن وزير الخارجية يشتم رؤساء الدول الكبرى قال :

- ليك الشخاخ ليك....وعم يضرط من طيز وسيعة...دخلك و أبو وشين "ويقصد رئيس الوزراء" شو بيقلو؟؟!!
أجبت :
- أبو وشين مطبل بالدنيا مزمر بالآخرة...يكتفي بمراقبة وزير الدفاع أثناء وصلة وزير الخارجية فإذا كان غائبا فيراقب ردود وزير الإعلام و إذا كان غائبا هذا الآخر يكتفي بمداعبة مسبحته القصيرة.كانت فرصة أبو مكنى التي لا يمكن أن يفلتها أبدا أمسك عبارتي الأخيرة و بدأ منولوجه المفضل:
- يا عيني ملا وزارة....كس أمك..... على أم أبو وشين تبعك مقعدينو على كرسي بتطلع قد طيز أمو حتى يلعب بالمسبحة و الحقير أذن أستيراد واحد ما بيرضى يوقع الشعب عم بيموت من الجوع و هو مسكر الحدود ما بيخلي دبانه تمرق.بدي أفهم كيف عم يدير هالدولة و ليش لهلق "المعلم" مطول بالو....

أستمعت الى وصلة أبو مكنى و قد علمت ان لديه الكثير من المشاكل مع رئيس الوزراء فقلت له و قد تقمصت دور الوزير الحقيقي:

- بس بتعرفو وقف الإستيراد هاي سياسة دولة, و الإعتماد على الذات شعار مرفوع من مستويات أعلى بكتير من رئيس الوزراء..هب أبو مكنى في وجهي كالملسوع..:

- ولا أنت جحش أما عم تتجحشن..وقف الإستيراد...و أعتماد على الذات شو مفكر عندي هون إذاعة ولا الجريدة الرسمية..فتحلي هالطاسة الي فوق كتافك و أفهم..هلق أنت وزير بيجوز بكرة تكون ببيت خالتك....

كانت أول مرة يتحدث ألي أبو مكنى بمثل هذه الصراحة, أراد مني أن نكون فريقا يهتم هو" بالتغطية" و أهتم أنا" بالتمرير" لقد ذكر المصطلحات السابقة عينها و كأنه مدرب فريق كرة قدم.كنت أعرف أن لا خيار لدي و قد وصلت الى هذه المرحلة و في الواقغ لم أفكر في خيارات أخرى, و كنت متأكدا أنه ليس لي ألا هذا الطريق الذي يفتحه أبو مكنى و كانت المرة الأولى التي أغوص فيها في مقعدي مفكرا و في مكتب أبو مكنى بالذات.لم يطل التفكير كثيرا فالمرمى مفتوح و يبدو أبو مكنى مدرب كرة قدم جدير.

يتبع...
08-31-2005, 03:35 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS