{myadvertisements[zone_1]}
الأناجيل الأبوكريفية ؛ ما هي مصادرها ؟ ومن هم كتابها ؟ ولماذا رفضتها الكنيسة ?
الراعي غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 637
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #25
الأناجيل الأبوكريفية ؛ ما هي مصادرها ؟ ومن هم كتابها ؟ ولماذا رفضتها الكنيسة ?
[SIZE=5]إنجيل الطفولة العربي
أو "حياة يسوع بالعربية". ليس سابقاً على الأرجح القرن السادس م. جزؤه الأول يستند إلى إنجيل يعقوب التمهيدى، وجزؤه الأخير إلى إنجيل توما. يتضمَّن القسم الأوسط قصصاً عدة من أساطير شرقية مثيرة في البعض منها؛ أما مسرحها، فمصر. لغته الأساسية سريانية، ومنها نُقل إلى العربية في ثلاث روايات. الشخصية الرئيسية فيه هى مريم لا يسوع.
باسم الآب، والإبن، والروح القدس، الإله الواحد.
نبدأ بمعونة الله العليّ القدير ومساعدته، وضع آيات مخلَّصنا، وسيَّدنا وربنا يسوع المسيح، المدعو إنجيل الطفولة، فى سلام المخلَّص. آمين.
1- يسوع تكلَّم في المهد
نجد في كتاب الكاهن الأعظم يوسف في زمن يسوع المسيح (والذى يدعوه البعض قيافا)، ان يسوع تكلَّم حين كان في المهد وانه قال لأٌمه مريم: انا الذي ولدته، أنا يسوع، ابن الله، الكلمة،كما بشَّرك الملاك جبرائيل، وأبي أرسلني لخلاص العالم.
2- زمن مريم يحلّ
في العام 304 من تاريخ الإسكندر، أمر أُوغسطوس بأن يتسجَّل كلّ واحد في مدينة مولده. فقام يوسف إذاً مراقفاً زوجته، وأتى إلى أُورشليم، ومنها قصد بيت لحم ليتقيَّد مع عائلته قي المكان الذي وُلد فيه، وعندما وصلا إلى قرب مغارة، قالت مريم ليوسف ان زمن ولادتها حلَّ وانها لا تستطيع الذهاب حتى المدينة. "إنما، قالت، لندخُلْ هذه المغارة." وكانت الشمس في لحظة الغياب. فأسرع يوسف في طلب امرأة تُعين مريم في الولادة، والتقى اسرائيلية عجوزاً كانت آتية من أُورشليم، فقال لها محيَّياً إياها: " أُدخلي هذه المغارة حيث تجدين امرأة في لحظة وضعها."
3- المغارة ساطعة بنور فائق
وبعد غياب الشمس، وصل يوسف مع العجوز إلى أمام المغارة ودخلا. فإذا بالمغارة ساطعةً تماماً بنور يفوق نور المشاعلَ لا متناهية ويلمع أكثر من الشمس في عزَّ الظهيرة. وكان الطفل، ملفوفاً بأقمطة وراقداً في مذود، يرضع من ثدي أُمه. وظل الإثنان مصعوقَين دهشةً لمرأى ذلك النور، وقالت العجوز لمريم: "أأنت أٌم هذا الطفل؟" وإذ أجابت مريم بالإيجاب، قالت لها العجوز: "لست شبيهةً ببنات حواء"، وردَّت مريم سريعاً: " كما ان ليس هناك أحد بين بني البشرشبيهاً بابني، كذلك أُمه لا نظير لها يبن كل النساء." إذاك قالت العجوز: "يا سيَّدتى ومعلَّمتي، أتيت لأتلقى تدوم إلى الأبد." فأجابتها مريم: "ضعى يديك على الطفل." وعندما فعلت العجوز ذلك، ذُهلت، وحين خرجت، كانت تقول: "منذ هذه اللحظة، ساكون أمَةَ هذا الطفل، وأريد ان أنذرَ نفسي لخدمته خلال كلّ أيام حياتى."
4- الاحتفال بمجد الله
ثم استسلموا للحبور، عندما وصل الرعاة، وبعدما اشعلوا النار، وظهرت لهم الفرق السماوية، مسبَّحةً ومعظَّمةً الربّ، فقد حاكت المغارة هيكلاً مهيباً، حيث كان ملوك سماويون وأرضيون يحتفلون بمجد الله ومدائحه لأجل ميلاد الربّ يسوع المسيح. وكانت تلك العجوز الإسرائيلية إذ رأت هذه الآيات الباهرة تحمد الله، قائلةً: "أحمدك، يا إله إسرائيل، لأن عينَي رأتا ميلاد مخلَّص العالم."
5- زمن الختان
وعندما حل زمن الختان، أي اليوم الثامن، وهو الفترة التي يجب ان يُختَن فيها الوليد، وفقاً للشريعة، ختناه في المغارة، وتلَّقت العجوز الإسرائيلية القلف (أو بحسب آخرين، حبل الوليد)، ووضعته في إناء من المرمر ملئ زيت نادرين عتيق. وكان لها ابن يتاجر بالعطور،فأعطته ذلك الإناء، وهى تقول: "حاذرْ جيداً بيع هذا الإناء الملئ عطر نادرين، حتى لو عرضوا عليك ثلاثمئة درهم." وهو هذا الإناء الذي اشترته مريم الخاطئة واراقته على رأس سيَّدنا يسوع المسيح وقدمَيه، ماسحةً إياهما بشعرها. وعندما انقضت عشرة أيام، حملا الطفل إلى أُورشليم ولدى انتهاء الأربعين، قدّماه في هيكل الربّ، باذلين التقدمات التى أمرت بها شريعة موسى، حيث قيل: "كل طفل ذكر يخرج من بطن أُمه يُدعى قدوس الله."
6- سمعان الشيخ والطفل
ورأى سمعان الشيخ الطفل يسوع ساطعاً ضياءً مثل عمود نور، فيما كانت العذراء مريم أُمه، تحمله في ذراعَيها وتشعر بفرح شديد، وكان جمع ملائكة يشكَّل مثل بلاط حوله، مسبَّحاً بحمده ومرافقاً له، كما اتباع ملك يقتفون اثره. إلا ان سمعان كان يقول للربّ يسوع، مقترباً بمسارعة من مريم وباسطاً يدَيه نحوها: "الآن، ياربّ، يستطيع خادمك الخروج بسلام وقفاً لكلامك، لان عينيَّ رأتا رحمتك وما أعددته لخلاص الأُمم، من أجل نور كلّ الشعوب ومجد شعبك إسرائيل." وكانت حنة النبيَّة حاضرةً ايضاً، فشكرت الله، ومجَّدت غبطة مريم.
7- قدوم المجوس
وهذا ما حدث فيما كان الربّ يسوع يأتي إلى العالم في بيت لحم، مدينة اليهودية، في عهد الملك هيرودس، فقد قدم مجوس من بلاد الشرق، إلى أُورشليم، كما تنبَّأ بذلك زرادشت، وكانوا يحملون معهم هدايا، ذهباً، بخوراً ومرّاً، فسجدوا للطفل وكرَّموه بهداياهم. إذاك تناولت مريم إحدى قطع القماش التي كان ملفوفاً بها الطفل وأعطتها المجوس الذين تقبَّلوها عطيَّةَّ لا متناهية القيمة. وفي تلك الساعة بالذات، ظهر لهم ملاك في هيئة نجم سبق ان اهداهم، فمضَوا مستنيرين بنوره إلى أن عادوا إلى وطنهم.
8- "هذا هو الحق"
وسارع الملوك والأمراء إلى التحلُّق حول المجوس، سائلينهم عما رأََََََوه وعما فلعوه، وكيف ذهبوا وكيف عادوا، وأي رفاق كانوا لهم آنذاك خلال سفرهم. فأراهم المجوس قطعة القماش التي اعطتهم إياها مريم؛ ثم أحيَوا احتفالاً، وأشعلوا ناراً بحسب عادتهم، وسجدوا لقطعة القماش تلك، ورمَوا بقطعة القماش تلك في النيران، فأحاطت بها النيران. وإذ خمدت النار، سحبوا منها قطعة القماش كاملةً ورأَوا ان النيران لم تخلَّف عليها اي أثر. إذاك اخذوا يقبَّلونها ويضعونها على رؤوسهم وعيونهم، قائلين: "هذا هو الحق بالتاكيد! ماهو إذاً ثمن هذا الشئ الذي لم تستطع النار التهامه، ولا إتلافه؟" وإذ التقطوه، وضعوه بإجلال عظيم في خزائنهم.
9- هروب العائلة إلى مصر
وجمع هيرودس الكهنة والعلماء، وقد لاحظ أن المجوس لم يعودوا إليه، وقال لهم: "أعلمونى اين يجب ان يولد المسيح." وعندما أجابوه بان ذلك في بيت لحم، مدينة اليهودية، بدأ هيرودس يدبَّر قي فكره قتل الربّ يسوع. عندما ظهر ملاك ليوسف في نومه، وقال له: "قُمْ، خُذ الطفل وأٌمه، واهرُبْ إلى مصر." ولدى صياح الديك، قام يوسف ومضى.
10- سقوط الأوثان
وفيما كان يفكّر بالدرب التي عليه سلوكها، حلَّ النهار، وكان تعب السفر قد حزام السَّرج. وكان يقترب من مدينة كبيرة حيث شيطان مارد كان يسكن وثنًا. وكانت أوثان مصر وآلهتها الأخرى تقدَّم له الخضوع وهدايا، وكان هناك كاهن ملحق بخدمة ذلك الوثن، وفي كلّ المرات كان الشيطان يتكلَّم بفم الوثن، كان الكاهن ينقل ما يقوله إلى سكان مصر وسواحلها. والحال هذه، كان لذلك الكاهن طفل في الثالثة من عمره يسيطر عليه عدد كبير من الشياطين؛ وكان يتنبَّأ ويعلن أشياء كثيرة، وحين كانت الشياطين تستحوذ عليه، كان يمزَّق ثبايه، ويركض عارياً تماماً في المدينة، راشقاً الناس بالحجارة. وكان نُزل تلك المدينة قرب ذلك الوثن؛ وعندما وصل يوسف ومريم وحلا في ذلك النُّزل، استولى الذعر على السكان، وتحلَّق الأمراء وكهنة الأوثان كلّهم حول ذلك الوثن، سائلينه: "من اين هذا الذعر العام، وما هو سبب هذا الهلع الذي استولى على بلادنا؟" فأجاب الوثن: "هذا الرعب حمله إله مجهول هو الإله الحقيقى، وما من احد سواه جدير بالتكريم الإلهي، فهو ابن الله الحق. عند اقترابه زلزل هذا الصَّقع، وانصدم وارتعب، ونحن نشعر بخوف عظيم بسبب سلطانه." وفي تلك اللحظة سقط ذلك الوثن وتحطَّم كما الأوثان الأخرى التي كانت في البلاد، ودفع سقوطها سكان مصر كلّهم إلى الهلع.
11- شفاء المسوس
لكن ابن الكاهن، حين هاجمه الشر الذي كان عرضةً له، دخل النُّزل، وكان يشتم يوسف ومريم، والآخرون كلّهم هربوا؛ وفيما كانت مريم تغسل أقمطة الربّ يسوع، وتعلَّقها على عصا طويلة، أخذ المسوس الفتيّ أحد تلك الأقطمة ووضعه على رأسه، فشوهدت غربان وحيتان تبتعد. وشفي الطفل حالاً بقدرة يسوع المسيح، وأخذ يُنشد تسابيح الربّ الذي خلَّصه ويقدَّم الف حمد لله. وحين رأى أبوه انه استرد صحته، وصاح ملؤه بالاعجاب: "يابُنَيَّ، ماذا حدث لك، وكيف شفيت؟" فأجاب الإبن: "حين كانت الشياطين تعذَّبني، دخلت النُّزل، فوجدت هناك امرأة عظمية البهاء كانت مع طفل، وكانت تعلَّق على عصا طويلة أقطمة غسلتها؛ فأخذت واحداً منها ووضعته على رأسي فهربت الشياطين على الفور وتركتني." فامتلأ الأب فرحاً وصاح: "يا بُنَيَّ، قد يكون هذا الطفل ابن الله الحي الذي خلق السماء والأرض، وما ان مرَّ قربنا، حتى تحطَّم الوثن، وسقطت تماثيل كلّ آلهتنا، ودمَّرتها قوة تفوق قوتها."
12- الخوف من المصريين
هكذا تمت النبؤة القائلة: "دعوت ابني من مصر." وعندما علم يوسف ومريم ان ذلك الوثن انقلب وتحطَّم، استولى عليهما خوف وهلع، وقالا لبعضهما بعضاً: "حين كنا في ارض اسرائيل، اراد هيرودس إهلاك يسوع، ولهذا القصد، أمر بقتل كلّ اطفال بيت لحم وجوارها، ويُخشى ان يُحرقنا المصريون أحياءَ تماماً، إذ علموا ان ذلك الوثن سقط.
13- بلبلة اللصوص
ورحلا إذاً، وصلا إلى قرب مأوى لصوص كانوا يجرَّدون من ثيابهم وحوائجهم المسافرين الذين كانوا يمرّون قربهم ويجرّونهم بعد توثيقهم بالقيود. فسمع هؤلاء اللصوص ضجة عظيمة شبيهة بالتي لموكب ملك خارج من عاصمته على صوت الآلات الموسيقية، يحرسه جيش عظيم وخيّالة كثر، إذاك تركوا هناك في ذعرهم كلّ غنيتهم وسارعوا في الهروب. عندما نهض الأسرى، وحطموا قيود بعضهم بعضاً وهمُّوا بالابتعاد، وقد استعادوا امتعتهم، حين رأوا يوسف ومريم يقتربان، فسألوهما: "اين هو الملك الذي أرعب موكبه، بجَلْجَلَته، اللصوص بحيث هربوا ونجونا؟" فأجاب يوسف: "انه يتبعنا."
14- شفاء امرأة شيطانية
تم قدما إلى مدينة أخرى حيث امرأة شيطانية، كانت حين تذهب لاستقاء الماء خلال الليل، تستحوذ عليها الروح العاصية والنجسة. ولم تكن تستطيع احتمال أي لباس، ولا سكنى اي منزل، وفي كلّ المرات التي كانوا يوثقونها بقيود أو بسلاسل، كانت تحطَّمها وتهرب عارية إلى الأمكنة القفر؛ وكانت تقف على الطرق وقرب القبور، وتلاحق بالحجارة مَنْ تصادفهم، بحيث كانت لأهلها مبعث حزن كبيراً. ورأتها مريم، فادركتها الرحمة، وعلى الفور فارق الشيطان تلك المرأة، وهرب في هيئة شاب، وهو يقول: "الويل لي بسببك، يا مريم، وبسبب ابنك!" وحين خُلَّصت تلك المرأة مما كان يسبَّب عذاباتها، نظرت حولها، وخجلت من عريها، وذهبت نحو اهلها، هاربةً من مرأى الناس، وبعدما ارتدت ثيابها، عرضت لأبيها واهلها ما حدث لها، وكانوا في عداد السكان الأرقى في المدينة، فاستضافوا عندهم يوسف ومريم، مبدين لهما احتراماً عظمياً.
15- شفاء بكماء
وفي الغد، انطلق يوسف ومريم، ووصلا مساءً إلى مدينة أخرى حيث كان يُحتفَل بعرس؛ انما، بسبب مكائد الشيطان الرجيم وتعازيم بعض السَّحرة، كانت الزوجة قد غدت بكماء، بحيث انها ما عادت تستطيع فتح فمها. وحين مريم دخلت حاملةً في ذراعَيها ابنها، الربّ يسوع، لمحتها التي فقدت عادة النطق وعلى الفور بسطت يدَيها نحو يسوع، وحملته في ذراعيها وضمَّته إلى صدرها واشبعته ملاطفةً. وعلى الفور تحطَّم الوثاق الذي كان يلجم لسانها وانفتحت أُذناها، وبدأت تمجَّد الله الذي شفاها وتشكره. وكان تلك الليلة فرح عظيم بين سكان تلك المدينة، لأنهم كانوا يعتقدون بأن الله وملائكته نزلوا بينهم.
16- طرد الروح الملعونة
وأمضى يوسف ومريم ثلاثة أيام في ذلك الموضع، حيث احتُرما كثيراً وعوملا بأبهة. وإذ كانا مزوَّدين بمؤونة لسفرهما، رحلا من بَعدُ وقدما إلى مدينة أخرى، ولما كانت مزدهرة وآهله، رغبا في قضاء الليل فيها. والحال هذه كان في تلك المدينة امرأة نبيلة، وفيما كانت تنزل ذات يوم إلى النهر لتغتسل، إذ بالروح الملعونة، متَّخذَةً هيئة حيَّة، انقضت عليها والتفَّت حول بطنها، وكانت كلّ ليلة تتمدَّد عليها. والحال هذه عندما رأت تلك المرأة مريم والربّ يسوع الذي كانت تحمله إلى صدرها، رجت العذراء القديسة ان تسمح لها بحمل ذلك الطفل وتقبيله. فوافقت مريم على ذلك، وما ام لمست تلك المرأة الطفل، حتى فارقها الشيطان وهرب، ومذاك ما عادت تلك المرأة رأته ثانيةً. وسبَّح كلّ الجيران الربّ وكافأتهم تلك المرأة بسخاء كبير.
17- شفاء برصاء
وفي الغد، اخذت تلك المرأة نفسها ماءً عَطراً لغسل الطفل يسوع، وبعد غسله، احتفظت بذلك الماء. وكانت هناك صبيَّة جسدها مكسو برصاً أبيض؛ فاغتسلت بذلك الماء، وشفيت حالاً. وكان الشعب يقول:"لا شك في ان يوسف ومريم وهذا الطفل هم آلهة، فلا يمكنهم ان يكونوا بشراً عاديين." وحيد تهيَّأا للرحيل، اقتربت منهما تلك الفتاة، التي شفيت من البرص، ورجتهما ان يسمحا لها بمرافقتهما.
18- شفاء طفل أبرص
ووافقا على ذلك فذهبت معهما ووصلوا إلى مدينة حيث قصر أمير جبّار، ولم يكن ذلك القصر بعيداً عن النُّزل. فقصدوه، وإذ دنت الصبيَّة على الأثر من زوجة الأمير، وجدتها حزينةً وذارفةً دموعاً؛ عندما سألتها عن سبب كآبتها. فأجابتها هذه الأخيرة: "لا تدهشي لرؤيتي مستسلمةً للأسى؛ فأنا فريسة مصبية عظيمة لا أجرؤ على روايتها لأي إنسان." وردَّت الصبيَّة سريعاً: "إذا اعترفت لي بما هو مصابك، فربما تجدين له الدواء عندي." فقالت لها امرأة الأمير: "لا تبوحى بهذا السر لأحد. لقد تزوجت أميراً يمتد سلطانه، كما سلطان ملك على أقطار واسعة، وبعدما عشت طويلاً معه، لم يُرزَق مني أي عقب. وأخيراً حبلت، لكنني وضعتُ طفلاً أبرصَ؛ وبعدما رآه، لم يشأ الاعتراف به من صُلبه، وقال لي: "أُقتلي هذا الطفل أو أعطه لمرضعة تربَّية في موضع بعيد بحيث لا يسمع به أبداً. واستردي مالك، لأننى لن أراك ثانية أبداً." لهذا استسلم للألم نائحة على المصبية التي أصابتني، وأبكي زوجي وطفلي." فأجابتها الصبية: " ألَمْ أقل لك ان عندي حقاً الدواء الذي وعدتك به؟" أنا أيضاً أُصبت بالبرص، لكنني شفيت بفضل من الله، الذي هو يسوع، ابن مريم." وإذ سألتها المرأة عندها اين هو ذلك الإله الذي تتحدَّث عنه، أجابت الصبيَّة: " انه في هذا المنزل بالذات حيث نحن. _ وكيف يمكن أن يحدث ذلك، أين هو؟" ردَّت الأميرة سريعاً. فجاوبتها الصبيَّة: "ها هما يوسف ومريم، والطفل الذي معهما هو يسوع، وهو الذي شفاني من آلامى. – وبأي وسيلة، قالت المرأة، استطاع شفاءك؟" ألَنْ تقولي لي ذلك؟" فأجابت الصبيَّة: "لقد تلقَّيت من أُمه ماءً غُسلَ فيه وأرَقْتُه على جسدي فاختفى برصي." عندها نهضت امرأة الأمير واستقلبت في بيتها يوسف ومريم، وأعَدَّت ليوسف وليمة رائعة دُعي إليها جمع غفير. وفي الغد، تناولت ماءً عطراً لتغسل الربّ يسوع، وغسلت بالماء نفسه ابنها الذي حملته معها، وعلى الفور شفي ابنها من برصه. إذاك اخذت تُنشد تسابيح الله، وتحمده قائلة: "طوبى للأُم التي ولدتك، يايسوع! ان الماء الذي رش به جسدك يشفي البشر الذين هم من أبناء جنسك." وقدمت لمريم هدايا نفيسة وصرفتها معاملةً إياها بإجلال عظيم.
19- زوال سحر عن زوج
ثم قَدما إلى مدينة أخرى حيث كان عليهما قضاء الليل. وذهبا إلى عند رجل كان متزوَّجاً منذ حين، لكنه ، لإصابته برقُية مؤذية، لم يكن يستطيع التمتُّع بامرأته؛ لكنّهما حين أمضيا الليل قربه، زال السحر. وحين طلع النهار، تمنطقا لاستئاف المسير، لكن الزوج منعهما من ذلك وأعد لهما وليمة كبرى.
20- مأساة ثلاث نسوة
وفى الغد رحلا، وفيما كانا يقتربان من مدينة أخرى، رأيا ثلاث نسوة يبتعدن عن قبر ذارفات دموعاُ غزيرة. وإذ لمحتهن مريم قالت للصبية التى كانت ترافهما: "إسأليهن من هن وما هو المصاب الذى حل بهن." لكنهن لم يقدمن جواباً على السؤال الذى طرحته عليهن الصبية، بل أخذن يسألنهم من جهتهن، قائلات: "من أنتم، وإلى أين تذهبون؟ فالنهار يميل والليل يتقدَّم". فأجابت الصبيَّة: "نحن مسافرون ونبحث عن نُزل لقضاء الليل فيه". فرددن سريعاً: "رافقونا وامضوا الليل عندنا". وتبعوا أولئك النسوة، وأُدخلوا منزلاً جديداً، مزيناً ومجهزاً بأثاث مختلف. والحال ان ذلك كان فى موسم الشتاء، وإذ دخلت الصبية غرفة أولئك النسوة، وأدخلوا منزلاً جديدأً مزيناً ومجهزاً بأثاث مختلف. والحال أن ذلك كان فى موسم التاء، وإذ دخلت الصبية غرفة أولئك النسوة، وجدتهن لا يزلن يبكين وينحن، وكان إلى جانبهن بغل، مكسو بغطاء حريرى، وموضوع أمامه عَلَف، وكن يُطعمنه ويقبَّلنه. عندها قالت الصبية: "آه يا معلَّمتى، كم جميل هذا البغل"، فأجبن باكيات: "هذا البغل الذى ترينه هو أخونا، وولد من أمنا نفسها. لقد ترك لنا أبونا عند موته ثروات طائلة ولم يكن لنا سوى هذا الأخ الوحيد الذى كنا نسعى إلى تأمين زواج مناسب له. لكن نسوة تسيطر عليهن روح الحسد رمَينه بسحر، من دون علمنا، وذات ليلة، قبل بزوغ النهار بقليل، وأبواب منزلنا مُقفلة، وجدنا أخانا مستحيلا بغلا وكما ترينه الآن. فلبثنا مستسلمات للحزن، إذ لم يعد لدينا أبونا ليعزَّينا؛ واستشرنا كلّ العلماء في العالم، كلّ الرُّقاة، كلّ السَّحرة، لجأنا إلى الجميع، إنما ما من واحد منهم استطاع أن يفعل شيئاً من أجلنا. لذا، في كلّ المرات التي يعتصر الحزن قلوبنا، ننهض ونمضي مع أُمنا هذه، إلى قبر ابينا، وبعد أن نبكى هناك، نعود."

000 يتبع

تحياتي

الراعي / عمانوئيل

09-15-2005, 03:24 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الأناجيل الأبوكريفية ؛ ما هي مصادرها ؟ ومن هم كتابها ؟ ولماذا رفضتها الكنيسة ? - بواسطة الراعي - 09-15-2005, 03:24 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  البابا شنودة اخر بطريرك عالارض .. وهيسلم الكنيسة للمسيح على نور الله 17 4,563 11-02-2011, 12:00 PM
آخر رد: عبدالله بن محمد بن ابراهيم
  الكنيسة الكاثوليكية تطرد أم و أطباء طفلة مغتصبة تم اجهاض حملها Logikal 14 3,205 06-10-2011, 03:49 PM
آخر رد: observer
  الخلل في حرمان رجال الكنيسة من متع الدنيا.. خبر وتعليق فارس آخر العصور 81 21,290 12-14-2010, 05:55 PM
آخر رد: ABDELMESSIH67
  متى ؟ ولماذا ؟ وكيف ؟ IMMORTAL 9 2,417 12-09-2010, 03:46 PM
آخر رد: أحب-البشرية
  من الأناجيل: يسوع لم يكن يهوديا ..بل كان سامريا مستر كامل 27 5,319 11-05-2010, 03:47 PM
آخر رد: الفكر الحر

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 7 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS