ولعلها تعود إلى المجابهات الاولى بين "اليهود" و"المسيحيين" في القرون الأولى للمسيحية.

فاليهود لا يعترفون لا بألوهية ولا بنبوة المسيح (يسوع الناصري) ويعدونه مجدفاً على الدين و"ابن حرام". وهم، كما هو معروف، ما زالوا ينتظرون عودة "مسيحهم" كي يضع "بيت اسرائيل في راس البيوت" كما يقول سفر "أشعيا"(على ما أذكر).

بالنسبة لليهود إذاً فإن أتباع "يشو هانوتسري" (يسوع الناصري بالعبرية) هم "نوتسريم" (ناصريون) وغير وارد في عرفهم ان يكونو "مسيحيين". ولعل الكلمة بهذا المعنى كانت تزعج المسيحيين في ذلك العهد، حيث كان يستشف هؤلاء المعنى الباطني الذي يضمره اليهود خلف هذه التسمية (المسيح ابن حرام).

لو سلمنا الآن بالحقيقة التاريخية القائلة بأن اليهودية كانت متغلغلة في الجزيرة العربية إبان مبعث الرسول الكريم. فإننا نستطيع أن نزعم بأنه قد يكون ليهود الجزيرة ضلع في تعريب "اللقب العبري الأصل" لتسمية "المسيحيين"، خصوصاً وان المسيحية أيضاً كانت قد بدأت تحتل حيزاً لدى العرب القدماء (قبائل كبيرة مثل طيء وبكر وتغلب كانت مسيحية، هذا عدا الغساسنة والمناذرة - في فترة لاحقة-)).

أخيراً، بصدق، أنا لا أرى ما يعيب في هذه التسمية. والمسيحي يستطيع أن يأخذ كلمة نصراني على أنها تحمل معنى الذي "يتبع المسيح الناصري" وهم يشددون على أنهم كذلك. فالدين هو "درب وسبيل" وليس بين المسيحيين - كما أعلم - من يتنكر إلى كون المسيح من الناصرة أو إلى أنه أشار بعدم اتخاذ اسم "الناصرة" لقباً لاتباعه ورسله.

واسلموا لي
العلماني