اقتباس:  المفتش كولومبو   كتب/كتبت  
ولما لا يكون سؤاله من وجهة نظر البروتوكول؟

المسألة ببساطة مسألة جدول أعمال. فهو في الساعة كذا عليه ان يلقي كلمة، و في الساعة كذا عليه أن يقابل فلان. كما أن هناك اعتبارات أمنية و تنظيمية، فلا يمكن للرئيس مثلا أن يخرج من الصالة و يذهب الى اروقة مبنى الأمم المتحدة باحثا عن المراحيض.

رايس هي بمثابة مديرة أعماله، و أعتقد أن مثل هذه الامور تحصل مع جميع الرؤساء و الشخصيات و الممثلين، الخ. لكن فقط لأنه بوش، لا بد أن يسخر منه الساخرون. القضية و ما فيها هي قضية تفريغ شحنات يا عزيزي، فدعهم يفرغون شحناتهم في بوش.

الجيد في الامر أن بوش ذو شخصية مرحة لا تأبه بالسخرية. مرت فترة مثلا كان فيها الصحفيون يتصيدون الاخطاء اللغوية التي يقع فيها الرئيس، و هو يتحدث اللكنة الامريكية الجنوبية العامية. و هو أمر طبيعي فالامريكيون مثل كل الشعوب لا يتحدثون دائما بشكل دقيق، يعني حتى ملوك السعودية و رؤساء الدول العربية مثلا يتحدثون بلكناتهم العربية و قلما تجدهم يتحدثون بشكل خال من الاخطاء اللغوية و القواعد. و لكن مرة أخرى، لأنه بوش، سيسخر الساخرون.

و على أثر هذه الموجة من السخرية من أن بوش لا يتحدث الانجليزية بشكل ممتاز، كان مرة في اجتماع مطول مع حاكم كاليفورنيا ارنولد شوارزنيجر (و هو مهاجر من النمسا و ذو لكنة ثقيلة)، و عند خروجهما الى المؤتمر الصحفي، سأل صحفي بوش، "كيف وجدت شخصية الحاكم الجديد؟" أجابهم بوش ساخرا من نفسه، "لقد استمتعت بالحديث معه. هناك الكثير من الصفات المشتركة بيننا. مثلا كلانا لا يتقن الانجليزية." فضحك الصحفيون طويلا.