اقتباس:  العلماني   كتب  
فالمسيحي قد يحس بأن "فلان أو علان" من المسلمين ينعته "بالنصراني" لأنه يريد أن ينكر عليه انتسابه لديانة المسيح.  

بالفعل، لي قريب من الولعين بمناظرة "النصارى" ، والمختصين بذلك جامعيا، يطرح هذا المبرر لا سواه!


وهنا أجد من الواجب على كل مسلم التفرقة بين أمرين:

1- أن اعتقاده الديني بوراثته لدين الأنبياء جميعا حق له لا نماريه فيه ولا نعتقد نحن المسلمين جميعا بغيره....

2- أن نفيه انتساب النصارى لدين المسيح الحق -عليه السلام- في عقيدته الخاصة، يقتضي منه أن يفرض عليهم مسمى لا يرتضونه اليوم!
وحقيقة فالقرآن والسنة تعرضا لأمر مألوف في عصرهما، ولم أقرأ يوما أن أحدهم استنكر ذلك الاسم في عصر التنزيل، ولا أخال القرآن احتفل بظاهر نفي مسمى لا يغير اثباته أو تغييره شيئا في عقيدة المسلمين!

حين وقع الفاروق عمر عهده مع التغالبة قال: هذا ما صالح فيه أمير الؤمنين عمر نصارة بني تغلب......، ولم يذكر التاريخ غضاضتهم من ذكرهم بهذا الاسم في وثيقة العهد المشتركة!

أما الآن وما دام الأمر يثير طرفا من حساسية لدى البعض، فما أهون أن نطوي الصفحة، ونخاطب الناس بما يشعرهم بالاحترام إن كنا بالفعل نهدف للتواصل الحضاري والحوار الخلاق....

وأكثر من هذا أننا قد نستخدم عبارات غير حدية ولا فاقعة في تواصلنا مع غيرنا دون أن يكون لهذا علاقة بتغييرنا شيئا من عقائدنا لا سمح الله!
فليس من الضروري استخدام لفظ: (كفار) في الخطاب الاجتماعي والسياسي، ويكفي أن تطوى تلك العبارة في أضيق ساحاتها الدينية مثلا..

ليس من الضروري استخدام لفظ: (مشرك) في كل غادية ورائحة كما يسلك إخواننا الوهابية مثلا!

ليس من الضروري استخدام ألفاظ (الذمة) و (الجزية) وأشباهها من المصطلحات الدينية التاريخية التي يصعب فهمهما وتقديرها وفق ثقافة العصر!

ونحن حين نتوقى استخدام مثل هذه الألفاظ إنما نخاطب الناس بما يعقلون، ونستخدم للسياسة والمجتمع لغتهما، دون أن نعدو على العبادة بلغة دخيلة لا تليق بها

والله أعلم(f)