الفارق أن الولادة من دون أب هى معجزة من الله ، والمعجزات أمر عقلانى ومنطقى وموجود فى ثقافات الشعوب ، فعندما نقول هى معجزة يجريها الله فهذا منطقى وعقلانى إستنادًا لمقدمة أن الله على كل شىء قدير ، فما مانع أن يولد المسيح النبى عليه السلام من دون أب وقد ولد آدم عليه السلام أبا الأنبياء من دون أب ، فالمسألة بسيطة وعقلانة ، أما أن تقول الله نفسه ولد ونزل من رحم امرأة فهذا منافى للعقل والفطرة . لماذا ؟ لأن صورة الله الفطرية هى كما وصفها الخالق سبحانه فقال عن نفسه ( ليس كمثله شىء ) وهذه هى الصورة الفطرية التى فطر الله الناس عليها ، والمسيحية تناقضها أخى العزيز ، وحتى لو أنك تتبعت كتابات الربوبيون Deism الذين يؤمنون بوجود قوة خلقت القوة ولكنهم لايعرفون هذه القوة وهى ايضا لاتعرفهم ، ولكنهم فقط يؤمنون بهذا الايمان الفطرى ، ستجدهم يقولون عن هذه القوة الفطرية يقولون هى ليس كمثلها شىء ولاتتجسد ولا تهين نفسها ، ولكن الخطأ الوحيد الذى وقعوا فيه هو قولهم بأن هذه القوة لاتتواصل مع البشر ، فجعلوها قوة ضالة وجعلوا انفسهم ضالون ايضا فلاهم يعرفونها ولاهى تعرفهم ، مجرد إيمان فطرى به خلل. فأين ذلك من المسيحية ؟ أين الفطرة فى التجسد والصلب وو ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخي الحبيب
إسمح لي لكن لا أستطيع أن أتفق معك أن المعجزة أمر عقلاني لأنها لكي تسمى معجزة يجب أن تخالف الطبيعة
أما عن أن الله قادر على كل شيء فهذا أمر مسلم به
لكن أن تقارن المسيح بآدم فهذا غير صحيح بتاتا
آدم كان لابد من خلقه من دون أب بل لم يكن هناك طريقة أخرى لوجوده إلا بذلك .... أما المسيح فلا
آدم وسائر البشر أخطأوا .... أما المسيح فلا
ومزيد من التوضيح تراه في ردي على سؤالك الأخير
أما بالنسبة لباقي النقاط كالفطرة وغيرها فلن أدخل في نقاش عقيم بها معك لأننا لن نصل إلي أي طريق مشترك بسبب الإختلاف الكبير في مفهوم الله بين المسيحية والإسلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سنعود لقصة البيضة والفرخة ، ياعزيزى نحن نؤمن بأن الأصل هو التوحيد منذ آدم عليه السلام ، ثم حرفت التعاليم الألهية مع الزمن وتشتت الناس ، ولذلك كل فترة يرسل الله نبيًا من الأنبياء ، الزرادشتية - أن كنت ستعقد مقارنة - ستجدها أقرب للمسيحية من الإسلام ، والتشابه ليس دليلًا على شىء أصلًا إلا إن إستطعت أثبات أن النقل حرفى . فالعقائد الفرعونية المصرية كلها طافحة بالتثليث فهل تقبل بأن أقول أن فكرة التثليث مسروقة من العقائد الفرعونية المصرية ؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عزيزي أنا طرحت أكثر من سؤال في هذا الشأن
واسمح لي للمرة الثالثة ومع احترامي الشديد أن أقول حكاية القرآن الغير مقنعة لطقل صغير
فليس كلام المسيح في المهد هو الذي سيبرأ مريم في نظر قومها وذلك لعدة أسباب ذكرتها في رد سابق
أما بالنسبة لموضوع الزرادشتية أقرب للمسيحية منها للإسلام فليس هذا ما قصدته ولن أستفيض بشرح قصدي لكي لا أدخل نفسي في دائرة التجريح التي لا أريد دخولها
وشيء أخير للعلم فقط أنا درست الإسلام بقلب مفتوح في محاولة لإعتناقه وكان ذلك قبل 8 سنوات لكن دراستي هذه وبأمانة تامة جعلتني أتجه نحو الإلحاد لفترة ثم أنعطف رجوعا إلى المسيحية بإيمان أكبر
وسأخبرك سرا صغيرا إن ما جعلني لا أستطيع الإيمان بالإسلام من أجل اعتناقه هي أمور أصغر كثيرا من مسألة التوحيد ومفهوم الله بين التجسد وعدمه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقى أو لم يلقى ما علاقته بكلامنا ؟
أصل المسألة هو أن يسوع قال أنا الله!!! وهذا فى حد ذاته غير مقبول عقلًا كما ذكرت ، مسألة قبلوا كلامه أو لا ليس لها علاقة بأصل السؤال ، فسواء قبلوا أو لم يقبلوا فهذا مرتبط بعقولهم ، كما أن رفضهم للمسألة وقول اليهود : (كيف يقول هذا أنى نزلت من السماء ونحن عارفون بأبيه وأمه ) يعتبر دليلًا على أنها غير مقبولة أصلًا لديهم كفكرة أولية حتى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عزيزي أنا أعتذر سلفا لكن كلامك هنا يقسم إلي معنيين:
1_ إما أنك أنت نفسك تسأل سؤالك من دون أن تفهمه
2_ أو أنك لم توفق بصياغة سؤالك ليفهم قارئه فكرتك
لكن بكل الأحوال أنت قلت :
لقى أو لم يلقى ما علاقته بكلامنا ..
وأنا أقول :
أنت مخطأ تماما فبحسب صياغتك لسؤالك
(كيف يقول هذا أنى نزلت من السماء ونحن عارفون بأبيه وأمه )
اليهود يا عزيزي لم ((يستهجنوا)) مسألة النزول من السماء لأنهم أصلا ينتظرون المسيح النازل من السماء
لكنهم اعترضوا على أنهم يعرفون أبيه وأمه فكيف يقول أنه نزل من السماء
ودليل ذلك النبوءات الكثيرة جدا التي في التوراة وجميعها تتحدث عن المسيح المخلص المنتظر الذي سيولد من عذراء بدون زرع بشر ولذلك تجد حتى اليوم بعض الفتيات اليهوديات المتدينات ينذرن أنفسهن ولا يتزوجن على أمل أن يولد المسيح منهن لأن اليهود حتى الآن لا يؤمنون أنه قد جاء ....
ولذلك اتهموه بالتجديف وصلبوه هذا أولا
ثانيا أنت تخيلت صديقك يقول لك بعد كل عشرتك معه أنه هو الله
وأنا سأتخيل معك .... إن قال لي أتماكا اليوم أنا الله فنعم أنا لن أصدقه لأن هذا غير مقنع لطفل صغير لا بل قد أضربه وأقتله ...
لأني أعرف أتماكا وأعرف أنه إنسان خاطئ قد يزني وقد يلعن ويشتم وووو ....إلخ من الأمور الخاطئة وليس لأنه يأكل ويشرب مثلي ...
لكن إن سبق قدوم أتماكا نبوؤات بالعشرات وقبل مئات السنين تتحدث عن كل مراحل ولاته وحياته ومماته وقيامته ثم جاء وعلم كل تعاليمه التي توافق ((فطرة)) الله من محبة وخير وسمو، وقام بمعجزات وخاصة تلك التي لا يقوم بها إلا الله
وقبل كل ذلك دون أن يستطيع أي بشر أن يمسك عليه خطيئة واحدة فسأصدقه كما أن غيري قد لا يصدق بل يقتله ويصلبه رغم كل ما يراه وهذا ما حصل تماما مع المسيح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد سألتك سؤالًا أحب أن أسمع الجواب عليه من فضلك :
فأنت قلت : "فأنا أقول لك أننا نؤمن أن الله ومن فرط محبته وتواضعه تجسد بصورة إنسان وهو ذو طبيعتين بشرية كما كل البشر وإلهية تفوق كل فكر للبشر " وكان سؤالى : هل تقصد ان الله اصلًا له طبيعة بشرية وطبيعة إلهية أم هى صفة جديدة فعلها ليغفر الخطايا؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا عزيزي
ليس الله من له طبيعتين
السيد المسيح الكلمة المتجسدة المنبثقة من الله هو من له طبيعتين بشرية وإلهية
ولأني أتوقع سؤالك التالي فسأجيب عنه مقدما
أنا أتوقع أن تقول لي ألا تقولون أن المسيح هو الله والله هو المسيح
وأنا سأقول نعم نقول ذلك لكن نقول أيضا أن المسيح هو كلمة الله هو فكر الله المتجسد
فهل أفكارك منفصلة عن عقلك ..؟! طبعا لا فأفكارك هي جوهر عقلك .. هذا هو الموضوع ببساطة
فعندما نقول ابن الله فهي تعني في مفهومنا فكر الله كأن تقول :
هذا الأمر من ((بنات أفكاري)) فهل هذا يعني أن أفكاري تزوجت وأنجبت بناتا ...!!
و في حالة المسيح فكر الله بحد ذاته تجسد وأصبح إنسانا ...أي شيئا ماديا ملموسا وهو ما يعبر عنه في القرآن الكريم ب (( الكلمة ))
فكل أنبياء الله حملوا كلمة وأفكار الله إلى البشر إلا السيد المسيح .. كان هو بحد ذاته الكلمة فكيف لكلمة الله المتجسدة أن تولد من بذرة بشرية ...!!
لذلك ياعزيزي تطلب الأمر ولادة عجائبية ولذلك أيضا لا يصح وضع المسيح في كفة واحدة مع آدم ...
وسأذكر مثالا أخيرا كنت قد ذكرته سابقا وهو :
الحديد المحمى .... عندما تسخن الحديد فلم يعد حديدا فقط لقد أصبح حديدا ساخنا محمى بالنار
أي اتحدت النار معه لكن هذا الإتحاد لا يجعل الحديد نارا ولا يجعل النار حديدا وفي الوقت نفسه أنت تستطيع تشكيل الحديد المحمى عندما تطرق عليه لكن هذا الطرق لن يؤثر بالنار
وهذه طبيعة جسد المسيح ذو الطبيعتين فطبيعته البشرية هي الجسد .. الحديد الذي يتأثر بالضرب والألم لكن طبيعته الإلهية كالنار تؤثر ولا تتأثر ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل احترامي وتقديري