لا أعتقد بأن المقارنة بين "فيروز" و"هيفاء وهبي" ممكنة، وإذا فعلت فأنت كمن يقارن "حارس المرمى" "بقلب الهجوم"!! ففيروز اعتمدت على "صوتها" في صنع أسطورتها (إذا ما استثنينا موسيقى الرحابنة قليلاً) بينما العامل الرئيسي في نجاح "هيفا وهبي" هو "جسدها" و"غنجها ودلالها" (ونستثني هنا أيضاً موسيقى اغانيها).

بعدين، لا مجال لمقارنة "ريما" وقرنفل" "ومنتوره" و"عطرالليل" إلخ "بنانسي عجرم" حتى لو صارت هذه الأخيرة "شجرة جمّيز" وليس فقط "عجرمة" أو "بلانة". فما بالك بالمقارنة مع "هيفا وهبي" ذات الصوت المتواضع جداً؟ فهل هناك عاقل يضع صاحبة "البعلبكية" و"جسر القمر" و"أيام فخر الدين" و"بياع الخواتم" و"الليل والقنديل" و"صح النوم" و"الشخص" و"يعيش يعيش" و"ميس الريم" و"بترا" إلخ في ميزان واحد مع صاحبات "شخبط شخابيط" و"بوس الواوا"؟

ومع هذا فلفيروز وقت ولهيفا وقت آخر وكل منهما مطلوب مطلوب (يا ولدي) ... فالإنسان - حسب القصص الديني - عبارة عن جبلة من تراب ونفخة من إله، لذلك تراه بحاجة للاقتراب من السماء مع "فيروز" وبحاجة للالتصاق بالأرض مع "هيفا"؛ بحاجة للانقياد صبحاً لنصفه العلوي، وبحاجة للرضوخ ليلاً لنصفه السفلي، فهذا يكمل ذاك، وذاك يجد كماله في هذا كما يكتمل "المبنى بالمعنى" "والليل بالنهار" و"الجسد بالجسد".

واسلم لي
العلماني