بالضبط أخي كمال ولكن في حالة الشعب الفلسطيني وكثير من الشعوب العربية ما تبقى لهم هو رصيد يتجاوز الكلمات والألفاظ وإنما يمتد لتصريف الأفعال وتركيب الجمل. فإذا تعرّبت تلك الشعوب فإن رصيدها الأرامي لا يمحوه الزمن في لغتهم المحكية الشعبية وهذا هو السرّ وراء أننا نتحدث بعامية محكية سلسة وتلك فيها رصيدنا الأرامي ولغة عربية فصحى نكتب بها لنبين للناس نصيبنا من الثقافة وتلك لغة الكتب وهي اللغة الوافدة علينا وليست لغتنا الأصلية. بالعامية نقول: الدرس اتكتب. هذه ليست عامية وإنما هي تركيب أرامي للجملة. بالفصحى نتكلف ونتحزلق ولا نشفق على أنفسنا فنقول ما لاننطق به بسلاسة ونكتب "كُتب الدرس". تلك اللغة العربية الوافدة وليست لسان حالنا الأصلي العفوي.

مودتي القلبية.