(08-06-2010, 10:51 AM)فريند الكتروني كتب:  ..................
نعم هناك تقدم تكنولوجي استفادت منه صناعة السينما كثيرا في العديد
من المجالات مثل كاميرات التصوير الحديثة وبرامج خدع السينما والمؤثرات
الصوتية والكثير جدا من النقدم التكنولوجي ---

ولكن هذا التقدم التكنولوجي بدون سيناريو وقصة انسانية فهذا التقدم التكنولجي
لا يساوي شيئا -- انا لست ضد هذا النقدم التكنولوجي
ولكنني اري ان السينما هي في البداية عبارة عن --- مواهب انسانية
نعم السينما عبارة عن كتاب ممتاز --- وممثل ممتاز --- وممثلة ممتازة

والازمة التي كنت اقصد توضيحها هي اخنفاء تلك المواهب الانسانية
مثلا الكثير من كتب نجيب محفوظ تحولت الي روائع علي شاشة السينما

وتبقي كلمة اخيرة
الكثير من دور العرض السنمائية تحولت من مساحات كبيرة
الي حجرات صغيرة وهذا بسبب الاستثمار --- وتلك ازمة سينما جديدة

وشكرا لك اخي الفاضل --- واطيب الاوقات دائما [/size][/align]

الزميل المحترم .
ألاحظ أنك تتحدث عن السينما في مصر تحديدا ، وهذا بالطبع موضوع هام لي أيضا كمصري ، و لكني أتحدث عن السينما العالمية بشكل عام . هذا ليس تعاليا عن الواقع المحلي ، و لكني مهتم بالسينما العالمية لسببين ؛ الأول أنني أرى السينما كغيرها من الفنون الجميلة لغة عالمية عابرة للقوميات و الأوطان ، و ثانيا لأن السينما في مصر كغيرها من الدول النامية – فنيا – تتأثر باتجاهات السينما العالمية .
هناك بالفعل انخفاض في عائدات الأفلام السينمائية من دور العرض على مستوى العالم كله ،و لكنه انخفاض ضئيل غير محسوس حتى الآن ، و النتيجة هناك تغيرات ملموسة في أشكال و تصميم دور العرض بشكل عام movie theater، فقد انتهى عصر صالات العرض الفخمة الضخمة .
في المقابل هناك ارتفاع في عائد الأفلام على الشاشات ثلاثية الأبعاد ، كذلك لم يعد عائد السينما محصورا على الدخل من دور العرض ، فهناك الآن(PPV) pay-per-view أو التنزيل من الشبكة مقابل الدفع ، هناك أيضا نظام الفيديو عند الطلب video on demand (VOD). وهذا يجعلنا نعيد التقدير لإقتصاديات السينما على أسس جديدة .
هناك الآن تكنولوجيا جديدة يمكن أن تسمى التكنولوجيا المربكة ، فهي تؤثر على صناعة السينما و سيزداد هذا التأثير مستقبلا لو لم يواجه صناع السينما تلك التحديات بردود و إجرارات مناسبة ، أي بتقدم فني و تكنولوجي جديد . نذكر أن الفيديو المنزلي أثر سلبيا على صناعة السينما في الثمانينات من القرن 20 ، فكان على صناعة دور السينما أن تستجيب بشكل ما ، هكذا ظهرت السينما الكبيرة ذات الشكل المشابه للإستاد ، stadium seating layouts ، و أيضا أصبحت دور العرض متعددة الشاشات مقسمة إلى صالات صغيرة تعرض فيها أفلام مختلفة في نفس الوقت ، كما نشاهد الان في المولات و مجمعات السينما في الخارج و في مصر . أيضا جرى تطوير الأنظمة السمعية لتعطي أصواتا مجسمة ، كما ظهرت شاشات العرض في الفضاء و غيرها . تواجه السينما الان تحديدات جديدة متمثلة في الشعبية المتزايدة لأجهزة التلفزيون عالية الدقة high-definition، هناك أيضا أجهزة HD DVD ، و محركات اسطوانات Blu- ray Disc.كل ذلك سيساهم في تقليل رواد دور العرض السينمائي ، في جانب آخر بدأت كل محطات التلفزيون الأمريكي في التحول إلى ما يسمى digital format ، وهذا أيضا يمكن ان يؤثر سلبيا على دور العرض السينمائي ، و لكن هذا كله يبدوا غير حاسم حتى الان .
أما عن مضمون السينما فتلك قضية ثقافية كبيرة ، هناك هبوط ملموس في المستوى الفكري و الثقافي في السينما الأمريكية لصالح الأفلام التجارية التي تخاطب إنسان الحياة اليومية ، على النقيض تماما من الأفلام الأوروبية و بعض سينما العالم الثالث مثل السينما الإيرانية و سينما أمريكا الجنوبية التي تقدمت فكريا و ثقافيا لحد كبير ، هل تصدق أن كل أفلام سينما العائلة الأمريكية تستمد موضوعاتها من السينما الفرنسية ؟. و لكني أرى أن القضية أبعد من السينما .. هي قضية الثقافة و قد شرحت وجهة نظري في موضوع مستقل هو " زمن المثقف الأخير " ، فالثقافة المعولمة لم تعد فردية بل مؤسساتية ،أما الفرد فحسبه نصيبه من الهوم دليفري .