"إذا كان هناك فعلا إله فلماذا لا يساعد الفقراء والمساكين؟؟!!"

ماذا تقصد بأن على الله أن يساعد الفقراء؟ لكي يزول الفقر على أثرياء العالم أن يكونوا متعاطفين مع الفقراء وحريصين على راحتهم, فهذه الأموال التي تعبوا على جمعها وتكديسها عليهم ان يتخلوا عنها من أجل من يحتاجها, وهذا يتطلب من الأثرياء أن يكونوا فاضلين ومحبين لغيرهم أكثر من أنفسهم, فإذا أنت تطلب من الله أن يهدي الأثرياء إلى الفضيلة والإيمان رغما عنهم دون اختيارهم حتى يعطوا الفقراء, هل هذا طلب منطقي؟

كثير من الملحدين يلقون باللوم على الله لأنه لم يجعل الفقراء أثرياء, ولا أدري كيف استقامت هذه الفكرة في عقولهم, فالله لم يعد بأن يجعل الناس كلهم أغنياء ولم يلمح بهذا حتى لا من قريب ولا من بعيد, بينما هم يؤمنون بأن البقاء للأقوى فكأن على الله أن يكون فاضل ولهم ان يكونوا أشرار, يا أيها الرجل المعلم غيره ,, هلا لنفسك كان ذا التعليما,و لاتنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم, على الماديين أ، يتخلصوا من هذا المبدأ أولا فالله على الأقل ابقى الأغنياء والفقراء معا وهم يطالبون بسحق الفقراء لأنهم الأضعف بموجب مبدأهم الذي يؤمنون به جميعا سواء على صعيد المجتمع أو على صعيد الطبيعة والطيور والحيوانات أو السياسة, وهذا ما تقوله نظرية التطور والانتخاب الطبيعي, أنت تطالب بشيء أنت ضده, المؤمن يقول البقاء للحق والملحد يقول البقاء للأقوى وبينهما فارق أخلاقي كبير.

الله سبحانه وعد بأنه سيهدي من يريد الحقيقة والفضيلة وسيجعل نفسه مطمئنة, أما أن تقول لماذا الله لم يوزع الأموال على من لا يملكونها فأنت تطالبه بشيء لم يعد به, مثلما لو آتي وإليك وأقول أنك أنت كذاب ومخادع لأنك خدعت ملايين البشر بفكرة أن الشيوعية ستحل مشاكلهم, أول ما سيخطر في بالك لمن يقول لك هذا أنه مجنون فأنت لم تعد أحد بنجاح الفكر الشيوعي, وهذا ما تفعله أنت عندما تطالب الله بإغناء الفقراء.

"لماذا يكتب علينا دخول النار، ثم يقول أنكم مخيرون؟!!

لم لا يزيل كل الشرور إن كان قادرا؟"

وهاهو نقد آخر لشيء لم يقله الله, إذا أردت أن تنتقد الدين انقده من خلال الطرح الديني نفسه لا أن تتخيل طرحا من عندك ومن ثم تنتقده. الله سبحانه لم يقل أن أناس سيدخلون النار مهما كان اختيارهم, بل قال أنه كتب على من اختار الرذيلة أن يدخل النار, ولم يقل أنه يريد أن يزيل كل الشرور, بل قال أن الدنيا لاختبار الإنسان هل يختار الخير والفضيلة أم الشر.
دائما من يفكرون بالعقلية المادية يتناسون أن الإنسان حر في اختياره, وكأننا آلات مبرمجة إما بجيناتنا أو بتربيتنا, الإنسان الذي يحترم نفسه هو من يحمل نفسه مسؤولية أفعاله وتصرفاته لا يعلقها على أفكار مضحكة كتركيبة خلايا جسمه أو حتى فهم خاطئ لفكرة القدر.

ثم كيف سيزيل الشرور وهناك من يريدها, أليس هناك أناس يريدون الشرور وأنت تريد الله أن يلبي حاجات الناس, فإذا أزال الشرور فهو سيخالف رغبات كثير من الناس وهنا وقعت في مناقضة نفسك, إلا إن كنت تقول أنه ليس هناك أحد يريد الشر, إذا من يطالب بالبقاء للأقوى هل يريد الخير أو الشر من وجهة نظرك؟

وهذا الهروب من مواجهة الدين من حيث طرح الدين مراوغة لاقيمة لها, لأن كل الطرح الإلحادي عن الدين دائما مستبعد لفكرة الامتحان التي يؤكد عليها الدين الإسلامي ويثبتها الواقع, مثل الثنائية وحرية الاختيار التي تمارسها بشكل يومي وآلي, أنتم تقوّلون الدين مالم يقل وتحاسبوه بناء على ذلك وهذا تلاعب لا قيمة له في النقاش العلمي, فما قيمة أن تحاسب أحد في شيء لم يعد به؟ قيمة هذه المحاسبة بنفس قيمة الهراء الفارغ.

هل نحتاج فعلا إليه ؟؟!! لو كان موجودا.
أنت تحتاج إليه في كل شيء, وأولها حتى تكون موجودا.
[/size]

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	عقيدتي - هل هي بحاجه الى دين	takhinen	24	3,654	05-10-2005, 09:32 PM آخر رد: takhinen