(08-15-2010, 01:25 AM)إنسان ربوبي كتب:  الزميلين مسلم والرحباني،
تحياتي

برأيي لا علاقة للرب بالأخلاق
هناك أناس هم عبارة عن كتلة من الأخلاق السامية ولا يؤمنون حتى بوجود الرب.

الأخلاق ليس لها معنى بدون الرب ..
الدين (الإيمان بالله) هو صمام الأمان للأخلاق .. وما الملحد الذي يتحلّى بأخلاق إلا (مؤمن) بتلك الأخلاق التي يتحلّى بها فقط ، ولكن هل سيستمر الملحد في أخلاقه تلك ؟ لا .. فهو عندما يعمل معروفاً لأحد ثم ينكر ذاك الآخر المعروف ، هل سيقول الملحد : سأصبر وابتغى الأجر عند الله ؟ لا ، فهو ملحد ! ولا يؤمن بإله . وبالتالي سيرى أن الأخلاق ضعف ولم تجر إليه إلا المتاعب والمشاكل ، ثم يتخلّى عنها .. وهذا ما يثبت أن الدين هو صمام أمان الأخلاق ..

(08-15-2010, 01:25 AM)إنسان ربوبي كتب:  الدافع لفعل الخير واجتناب الشر هو في النهاية الخيار الذي يتخذه الإنسان ويعود نفسه عليه. هذا هو الدافع الحقيقي.
فالإنسان له حرية الاختيار في هذه الدنيا، وقد يختار الخير أو الشر.

كيف يكون (الدافع) لفعل الخير أو الشر (خياراًَ) يتخذه الإنسان ؟؟ وهذا الخيار ، لماذا اختاره ؟؟ إعتباطاً ؟؟
أنت صادق في أن الإنسان حر في اختيار الخير أو الشر ، ولكن إختياره هذا ليس دافعاً بحد ذاته .. لا بد من وجود أسباب ودوافع حقيقية لذلك .. أنت لم تفسّر الدوافع ، بل وضّحت حرية الإختيار ، وحرية الإختيار لا تعني الإعتباط والعشوائية .. يفهم من كلامك أن اختيار الخير أو اختيار الشر إعتباطي وعشوائي عند الإنسان .. وهذا غير منطقي تماماً ..

(08-15-2010, 01:25 AM)إنسان ربوبي كتب:  إن وجود الدين وجمال الطبيعة قد يساعدان على فعل الخير لكنهما ليسا الدافعين الأساسيين له.

وجود الدين هو المتمّم والمكمّل للأخلاق السامية .. ولأن الدين هو بحد ذاته خلق .. الإعتراف بأن الله هو المنعم والمتفضّل على خلقه بنعم لا تحصى ، هذا الإعتراف والتسليم ما هو إلا خلق عظيم .. فكيف لمن يتحلى بالأخلاق أن يتحلّى ببعضها ويترك الآخر ؟؟ الأخلاق إما أن تأتي كلها ، وإما مصيرها أن تذهب كلها ولو بعد حين ..

ثم لا أعلم ما شأن جمال الطبيعة بموضوع فعل الخير !! هل الوردة الجميلة مثلاً تحثنا على فعل الخير ؟؟ أهذا ما تقصده ؟؟ وكيف ؟؟

(08-15-2010, 01:25 AM)إنسان ربوبي كتب:  قد تساعد إنساناً يمر بضائقة مالية في حين أنك أنت أيضاً تمر بضائقة مالية، ويتركك ذلك منزعجاً جداً، ولكنك اخترت المساعدة على الرغم من أنه لا لوم عليك لو لم تساعده. ولا يوجد سعادة داخلية هنا.

إدعاء أنه لا توجد سعادة داخلية بتاتاً غير صحيح ، الظروف قد تكون فعلاً قاهرة ، ولكن ماذا لو اغتنيت بعد ذلك ، أو أنك تذكّرت ذلك الموقف بعد حين من الزمن ؟؟ .. ألست تذكره وأنت سعيد في داخلك ؟؟ بالطبع ستكون كذلك ..

فقط كان وقع الظروف عليك صعباً ولم تنتبه إلى السعادة الداخلية عندك بسبب ضغط الظروف ليس إلاً ..

(08-15-2010, 01:25 AM)إنسان ربوبي كتب:  قد يضحي إنسان لاديني بحياته من أجل شخص آخر وهو يعلم أن لا حياة بعد الموت، أين السعادة الداخلية في ذلك؟

أشك في ذلك كثيراً ، أن يضحّي لاديني أو ملحد بحياته من أجل شخص آخر ؟؟ أقصد أن يكون ملحداً حقيقياً مادياً عقلانياً .. لا يمكن له ذلك .. ولكن قد يوجد بعض الملاحدة الذين لا زالت لديهم بعض الأخلاق المؤمنين بها والمتبقية من حياتهم الدينية السابقة ، هؤلاء في الحقيقة مؤمنين ، ولكنهم ألحدوا بسبب ردة فعل من مجتمع ديني متشدد ، ولم يعوا ماذا يعني الإلحاد فعلاً .. وأنا أعرف شخصين من أصدقائي كانوا ملحدين على هذه الطريقة ، والآن هم مؤمنين بحمد الله .. أقول ربما من سيضحي بحياته من الملحدين سيكون من هذه الفئة والتي لا نستطيع تسميتهم ملحدين إلحاداً واعياً ..

(08-15-2010, 01:25 AM)إنسان ربوبي كتب:  السعادة الداخلية إن وجدت فهي شيء يأتي بالمرتبة الثانية، وهي ليست الدافع الأساسي لفعل الخير.

يا عزيزي ، لا يمكن أن تفعل شيئاً من أجل لا شيء !! الكون بقوانينه ومخلوقاته وحتى إلهه لا يعمل بهذه الطريقة التي تقولها .. السعادة الداخلية ستأتي إليك رغما عنك ورغماً عني .. ولا تستطيع ردها إذا جائتك ..

ثم كيف تقول عن السعادة الداخلية : "إن وجدت" ، وأيضاً تصنّفها في المرتبة الثانية ؟؟ كيف تصنّف شيء تشكّ في وجوده ؟؟

بالطبع لا أحد يفعل الخير رغماً عنه ، فهو اختيار حر ، ولكن حتى الإختيارات الحرة لا تخلو من العواقب الحسنة أو السيئة .. ولا يمكن فعل شيء لا تكون له عواقب البتّة ..