المقال رائع جدا و الحمد لله على ظهور فكر متنور يؤيد ما قاله الشيعة منذ الف سنة بان الفتوحات ليست كلها ذات طابع دينى بل ان كثيرا منها طغى عليه حب السلطان و التملك و نشر السيطرة و ازال القدسية عن تصرفات اجرامية فى التاريخ رفضها الاسلام .

اما بالنسبة للمتباكين على اليهود بقيادة الزميل وليد غالب:
مقتل 700 فارس من اليهود , هل هذا تطهير عرقى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل مقاتلى اليهود كانوا 700 فارس فقط ؟؟؟؟؟؟
هل انقرض اليهود فى بلاد الاسلام ؟؟؟؟؟؟؟
بنى قريظة على وجه الخصوص و جيرانهم من اليهود كانوا السبب فى مقتل الالاف من الاوس و الخزرج و غيرهم من قبائل العرب المتحالفة مع احدى القبيلتين بسبب دسائس اليهود .
عندما اسس الرسول الاعظم دولته تحالف مع اليهود و وقع معهم معاهدة سلام و تحالف و عيش مشترك و هذا ما لم تفعله المسيحية فى حق اليهود او الديانات الاخرى .
سارع اليهود و خصوصا قادة بنى قريظة الى نقض المعاهدات , فتارة اعتدوا على نساء المسلمين فى اسواقهم , و تارة قتلوا المسلمين فى مناطقهم و بالرغم من ذلك لم يقاتلهم الرسول الاعظم بل طالبهم بتسليم القتلة او الدية و ذكرهم بالمعاهدة و لما توجه اليهم لبحث تدهور الاوضاع و العلاقات و لتهدئة المشكلة كسياسى يمد يده للمسالمة فانهم قدموا له السم فى ضيافتهم و قتلوا احد اصحابه .
اكتفى الرسول الاعظم بداية بالعقاب الجزئى فطردهم من بعض الحصون عل خسارتهم هذه تردعهم و تجعلهم يشعرون قوة الرسول الاعظم فيميلون الى الوفاء بعهودهم و لكن ما حصل العكس .
فانهم جمعوا جيوش العرب و القبائل لابادة حليفهم و معاهدهم الذى عفا عنهم ثلاث مرات و تركهم يرحلون بسلام و اقتصر على خسارتهم المادية .
بعد غزوة الخندق و انتصار الرسول الاعظم على القبائل العربية مجتمعة صار واضحا لكل دارس للمرحلة التاريخية ان قادة بنى قريظة و على راسهم حيي بن الاخطب و صهره هم راس الافعى التى لا تهدء و لا تستكين الا بالقضاء على الاسلام و ابادته و انهم يهيؤون لحروب جديدة لابادة الاسلام و المسلمين .
بعد انتصار الرسول الاعظم عليهم فانه قتل رؤوس و قادة يهود بنى قريظة الذين عفا عنهم ثلاث مرات قبل ان يقتلهم فى المرة الاخيرة .
قتل 700 فارس لا يعتبر مذبحة فاى خناقة فى ذلك العصر كانت توقع من القتلى ما يفوق هذا العدد اضعافا مضاعفة .
و خصوصا انه لم يقتل طفلا او امراة او مدنيا واحدا لا علاقة له بالقتال بل لم يقتل كل المقاتلين
قال تعالى :
(وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا)
عليكم ان تستعرضوا مذابح اليهود فى اوروبا لتعرفوا ان هذه ليست مذبحة , و فى ذلك العصر بالذات هذه ليست مذبحة كما اسلفنا .
هم لم يدعوا مجالا لابقائهم على قيد الحياة , المسلمون لم يقتلوا منهم رجلا واحدا قبل ذلك , المسلمون لم يعادوهم بل تعايشوا معهم و اقاموا معهم علاقات تجارية اى اقتصادية بل معاهدة دفاع مشترك .
ارجو من الجميع ان يلاحظ :
بعد غزة خيبر التى تم فيها القضاء على اخر حصون اليهود و لم تعد لليهود فى المنطقة اى قوة سياسية او عسكرية او اقتصادية و لم تعد تقوم لهم قائمة , فان فتح مكة و احلال السلام مع بقية القبائل اصبح مسالة وقت فقط .
لم تعد هناك تجمعات عربية ضد الاسلام , انتهت المؤامرات , انتهت الهجمات على المدينة , انتهت محاولات اغتيال الرسول الاعظم , انتهت القطيعة السياسية و الاقتصادية للمسلمين اذ دخلت القبائل العربية بتحالفات جديدة مع المسلمين دون صعوبة تذكر , مما يعنى ان قادة اليهود كانوا وراء هذا الصراع الدامى بين الاسلام و القبائل العربية بالتحريض و الوعود السياسية و الاقتصادية و غيرها من اساليب قادة اليهود الصهاينة فى اشعال الفتن و المؤامرات.
مثال بسيط من العصر الحديث :
منطقة الشرق الاوسط تشتعل بالحروب و النزاعات و المؤامرات
اليوم قامت الدنيا على ايران الاسلامية لانها ترغب بامتلاك الطاقة النووية السلمية , الكيان الصهيونى اقام المؤامرات و حرض المجتمع الدولى و لا يهدء له بال الا بالحرب على ايران و اشعال المنطقة من اجل عيون الكيان المسخ .
تخيلوا لو ان ايران تقضى على الكيان الصهيونى و تبيد قادته الصهاينة , فتخيلوا مقدار الخطر الذى تقضى عليه ايران الاسلامية و كم هى بحاجة للقضاء على هذا الكيان الذى لا يمكن ان يهدء الا بالقضاء عليه , و الا فان اخطار جمة تكاد تصل الى حق الوجود يتهدد ايران الاسلامية من كل الجوانب .
بالقضاء على الكيان المسخ
سيهدء المجتمع الدولى و ينتهى التحريض على ايران و مشاريعها للطاقة السلمية كخطوة للتقدم الى الامام , و ستزيد تحالفاتها الدولية اذ لن يبق مانع لكثير من دول العالم من التحالف مع ايران , و ستنعم المنطقة بحالة من الاستقرار , و ستعود علاقة ايران طيبة بجيرانها العرب الذين للاسف يتلقون معلوماتهم عن ايران من الاستخبارات الصهيونية و لذلك هم فى رعب مستمر منها لا داعى له , اذ انهم يعيشون مع جارتهم كدولة اسلامية اكثر من ثلاثين سنة و لم تعتد عليهم بينما هم يوجهون كل طاقاتهم و حذرهم خوفا من هذه الدولة المسالمة مما جعلهم يغفلون عن الخطر الحقيقى الصهيونى و خطر اخر هو وجود صدام المجرم الذى غزاهم و اعتدى عليهم بتحريض صهيونى ايضا و لكنهم كانوا غافلين عنه لانهم ملتهون بالخطر الايرانى الوهمى .

و اخيرا :
تحية الى العلمانى و ارماند
اللذان استشعر من ردهما الارادة الحقيقية فى رؤية الاسلام دينا متسامحا رحيما بالرغم من عدم ايمان العلمانى بالاسلام , و يودان ان تكون التصرفات المشينة نابعة من تصرفات محسوبة على اصحابها و عدم شمل الديانة فى ذلك , و تعبيرهما عن السعادة بظهور هكذا اصوات يؤكد تطلعهما الحقيقى لهدف عملى نبيل و ليس مجرد الشماتة و التصيد فى الماء العكر .
ملاحظة اخيرة :
وليد غالب , كل ما استشهدت به هو تفسيرات خاصة لفئة معينة من العلماء و لا تستطيع الاستشهاد بنصوص دينية .

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار