(08-23-2010, 08:34 AM)observer كتب:  هذه النظرة البدائية للموضوع غالبا ما تسيطر على المجتمعات المتخلفة و التي لم تقطع شوطا بعد في سلم الرقي الحضاري. في المجتمعات المتحضرة ينظر للمجرم اولا و آخرا كانسان يجب اصلاحه ليصبح عضوا نافعا في المجتمع، و لا يستخدم للتمثيل بجسمه لشفاء غليل احد.
على العموم، المسألة مسألة قيم و مبادئ.

المجرم انسان أخطأ وعليه أن يتحمل نتيجة خطأه في النهاية ، فالحرية مثلاً تتوقف عند حرية الآخرين ، والجريمة يعاقب عليها بمقدار الجرم المرتكب ، فرجل شل رجلاً أو فقأ عينيه يتوجب عليه أن يعاقب بالمثل لكي يرتدع غيره عن ممارسة هذه التصرفات .
المجتمعات الحضارية التي تتحدث عنها قوانينها لم تردع بل زادت الجريمة ومعدلاتها وبإمكانك الرجوع للإحصائيات المتعلقة بهذا الأمر ، فمثلاً عقوبة الإعدام هي جزاء طبيعي لرجل قتل رجلاً فكيف يعاقب هذا الرجل بالسجن مثلاً مؤبد أو مدى الحياة ؟
يعني بماذا اختلفت عقوبة الإعدام عن العيش في جسن مدى الحياة ؟

---

اقتباس:غير صحيح ,لا يوجد شيء اسمه شفاء غليل المجني بالقصاص بالمثل إلا عند الشرائع البدائية المتخلفة (و دعاتها) .. إن فلسفة العقوبة في المنظور الفقهي الإسلامي هي بالضرورة التاريخية متخلفة معرفيا ,فلم نتجاوز بعد الطبيعة الانتقامية للعقوبة .. و الحجة الآن ليس العدالة بل شفاء غليل الضيحة .!
فأنا كضحية قد لا يشفى غليلي إلا بإعدامه على الخازوق .!
الآن كيف يمكن لقصاصك "العادل" أن يشفي غليلي .؟

على العكس تماماً ، عقوبة لا تأخذ بعين الإعتبار رد المظالم لأهل المجني عليه هي عقوبة ظالمة ، فالعقوبة بالأصل هي من أجل أمرين الأول رد المظالم لأهلها والثاني ردع من تسول نفسه عن ارتكاب مثل هذه الجرائم .
والعقوبة في الشريعة الإسلامية ليست طابعاً إنتقامياً إنما هي حق للعبد وحق للمجتمع جميعاً ، وعلى العكس تماماً في الشريعة الإسلامية إذا عفى أهل المجني عليه عن الجاني فإن الجاني لا يعاقب ولكن في القانون الغربي يعاقب الجاني سواء عفى عنه أهل المجني عليه أم لا على إعتبار وجود مسؤولية مدنية في الجريمة يتوجب العقاب عليها .

أما شفاء الغليل فكلامك غير منطقي ولا يمت للحقيقة بصلة ، فمثلاً رجل قتل رجلاً فأهل القتيل أسمى ما يتمنونه هو قتل الرجل الآخر اعداماً ، ورجل قطع يد رجل آخر فأسمى ما يتمناه أهل المقطوعة يده هو قطع يد الجاني ، فالعقوبة تقدر بمقدار الجرم المرتكب وليس بمقدار غليل عائلة المجني عليه " فالعين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص " .

اقتباس:عزيزي كيف تقول عدة سنوات ,ما أدراك..؟
يعني هوى بالساطور على الضحية في محاولة لقتله و تسبب له بأذى شديد و عاهة مستديمة , فالاتهام ليس بأقل من الشروع في القتل و قد يكون عن سابق إصرار و ترصد القضية بحاجة لدراسة موضوعية لملابساتها قبل الحكم ,أي انه قد لا يخرج من السجن أبداً ,فكيف تفترض أن سجنه سيكون لعدة سنوات فقط (برأسمالها) ..!
أرجو أن لا تفهم في رفضنا لقصاص الشريعة يعني أننا مع التهاون في العقوبة بأي شكل كان أو متعاطفين مع الجاني متجاهلين معاناة و آلام الضحية و ذويه ..هذا غير صحيح .
اعتبر أن ممارسة أي لدولة للقصاص بهذه الطريقة البدائية يساويها مع المجرم الجاني .

طبعاً الأمر يخضع لدراسة قضائية دقيقة جداً ، وأنا لا أطلق كلامي على عواهنه ، فمثلاً في الحدود الإسلامية الإعتبار ليس للحكم بقدر ما هو لدراسة القضية ، فإطلاق الحكم هو من أسهل الأمور ولكن الصعوبة تكمن في التحقيق على أن تفسر كل مبهمة أو غامضة لصالح المتهم .
والعقوبة كما اسلفت لك هي للردع ولإعادة الحقوق ، وأقوى درجات الردع تكمن في المعاملة بالمثل ، فعند هذه اللحظة كل مجرم يفكر بإرتكاب جريمته سيحسب ألف حساب ليده أو قدمه أو نفسه ، وهذا هو عين روح العقوبة والتي سنت من أجل ردع المجرمين .

والعبرة ليست بتطبيق الغرب لقوانين قد تثبت فشلهاً بعد مئة سنة مثلاً ، فمثلاً قانون الإعدام الذي يرفضه الغرب هو قانون عادل 100% ويحقق أعلى درجات الردع للمجرمين ، بدل الإكتفاء بالسجن مدى الحياة حيث يصبح المجرم عالة على المجتمع وعنصراً خاملاً في سجن كئيب قد ينتحر فيه بعد عشر سنين من اعتقاله !
ولكن العبرة بمقدار تحقيق الردع في العقوبة ، فعقوبة قد يراها البعض متخلفة تحقق ردعاً للمجرمين أفضل من عقوبة قد يراها البعض متحضرة لا تحقق أي نوع من أنواع الردع للمجرمين .