(08-24-2010, 04:54 AM)ابن نجد كتب:  ..............
انا لن ادافع عن النظام في السعودية ولست مهووسا بالدفاع عن الانظمة ولا عن التيارات التي تتقرب لتلك الانظمة بدعوى صحة الموقف الحضاري او الفكري او كلاهما ، لكن الحوار حول نزعة كل دولة لنشر ايديولوجيتها كثير بالنادي وخارج النادي .

لو كنت تتابع مايحدث بالسعودية سترى عيانا بيانا ان النظام السعودي يودعك السجن فورا لو تبرعت لجهة غير رسمية ولن تخرج من السجن بسهولة؛
فذريعة " الارهاب " اصبحت سيف دولي وبطاقة تأييد لاي نظام لزج "أي مشبوه" بالسجن ، وفتاوي القتل لم تصل عندنا لقتل فعلي لكاتب او مفكر حتى الآن وان كنت تملك حالة فاذكرها لو سمحت .

ربما انت تقصد الفتاوي الطائفية وهي ليست محصورة بالسعودية ففتاوي القتل الطائفي منتشرة تاريخيا وفقهيا حتى الان و لمن يريد ان يعرفها ومع ذلك توقفت ومنعت وتم التحكم بها بالسعودية .

لا اعرف لماذا تطلق حكم شامل ومطلق ونهائي على كون السعودية تقود الظلامية وعلى اي اساس واي دراسة او اي مرتكز يعتد به .

هناك من يتهم السعودية بنشر التهتك والرقص ودعم الفن من خلال مئات القنوات التي تقدم الفنون .
هناك من يتهم السعودية بتنفيذ مشاريع تمكين المرأة بكل قسوة وعشوائية .
هناك من يتهم السعودية بتبذير اموال وميزانيات على الكرة ومشاريع الرياضة .
هناك من يتهم السعودية بمد يدها للانظمة العلمانية كـ ( زيارات الامير نايف الطويلة والكثيرة لتونس) وتقريبه لوزراء داخلية مصر السابقين ، وبرلمانات شمال اوروبية ( زيارات رؤساء الشورى المتكررة ) .
هناك من يتهم السعودية بتغريب عدد هائل من الجيل الجديد من خلال برنامج البعثات الضخم .
هناك من يتهم السعودية بمنع الجهاد واغلاق الحدود وملاحقة عناصر الجهاد بشكل صارم .

اضف اليها تهمتك وحكمك المتكرر والذي تمزجه بكل موضوع تطرحه كامتياز مخصص للسعودية وسنكون بذلك امام معضلة كبرى .

ولا ادري هل تدهور التعليم باغلب دول المنطقة مسؤولية السعودية؟
وهل تخلف الصناعة وضمور المشاريع التنموية باغلب دول المنطقة مسؤولية السعودية الناشئة حديثا مقارنة بدول عمرها الاف السنين الحضارية ؟
وهل تدهور الديموقراطية ونشوء ورثة سياسيين جدد في دول تتظاهر بالوعي السياسي سببه نشاط السعودية الظلامي ؟
وهل تفوق اسرائيل ( اشهر دولة نصية دينية ) سببه فتاوي القتل الصهيوينة والقتل الفعلي المستمر ام سببه تفوق رجال السياسة الصهاينة ؟

واعتذر لك عن طرح نقاط بعيدة عن موضوعك نوعا ما ولكن الحوار ذو شجون !

تحياتي .

الأخ ابن نجد .
من حقك بالقطع أن تطالبني و تطالب غيري بحيثيات لما نوجهه للسعودية من نقد ، أكثر من هذا لا يفوتني أن أثني على الأسلوب الراقي الذي تطرح به أفكارك ، هذا الأسلوب الذي أقدره فيك و قلة من زملائنا سواء الإسلاميين أو العلمانيين .
هذا موضوع يطول و أتمنى أن نعود إليه في نهاية الشريط ،و لكني حتى ذلك الوقت أحب أن أبلور مجموعة من رؤوس العناوين .
1- النقد الذي أوجهه هو للثقافة الدينية التي يتبناها و يدعمها المجتمع السعودي ،و ليس لسياسة الحكومة السعودية الآن بشكل خاص .
2- هذا النقد يشمل أيضا المجتمع المصري ،و الذي أراه قد تحول ليكون ستاليت يدور حول السعودية .
3- هذا النقد ليس موجه للسعودية كشعب و لكنه موجه للدوائر الأصولية ( السلفية ) ، و دون أن يكون ذلك مبالغة أو مجاملة ، فكثيرا ما أبديت تقديرا خاصا لليبراليين السعوديين و للسيدات بشكل أخص ، وهذا التقدير نتيجة زمالة طويلة لكثير منهم على الشبكة خاصة في موقع الأثير ،و أشهد أن بعضهم كان مفاجأة سارة و مبهرة ، و أتمنى أن يعود موقع الأثير أو يكون هناك موقع مشابه كي نتواصل مع هؤلاء الشباب المثقف .كما لم يفتني يوما أن أشيد بالأخلاق العالية التي يتمتع بها السعودي عادة ، أقول هذا عن تجربة مباشرة وقد عرفت الكثير منهم في منطقة الخليج .
4- أعرف أن هناك حراك في الدولة السعودية لمقاومة التأسلم المتطرف ،و لكني أرى أن هذا جاء بطيئا و متاخرا تحت تأثير المجتمع الدولي ،وهو غير كاف حتى الآن .
5- السعودية هي التي أعطت قبلة الحياة لحركة الإخوان المسلمين بعد ضربة 1954 في مصر ،وهي التي دعمت كل الحركات الجهادية بالمال و الفتاوى و الغطاء السياسي .
6- السعودية هي التي مولت حركات التأسلم بما في ذلك المسلح في العالم الإسلامي ، ليس بالضرورة الحكومة السعودية ،و لكن المؤسسات الدينية و الإجتماعية و الأفراد.
7- هذه ليست قناعتي وحدي بل هي قناعة عالمية .
سيكون لي عودة لتوثيق كل ذلك .