fancyhoney
واحد من الناس
المشاركات: 2,545
الانضمام: Apr 2005
|
اسطورة الاحرف السبعة
لتفسير معنى ( الاحرف السبعة ) التى برر بها المسلمون اختلاف القراءات و ربما من اجلها اخترعوا الروايات التى تتحدث عن الاحرف السبعة ثم نسبوها الي محمد , فانه يوجد طريقان يسلكهما الباحث في هذا المجال
1- دراسة الروايات التى تناقلته
• ثم الخروج بمعنى للاحرف السبعة
o و منه تفسير معناها ب(اختلاف اللهجات) و من ثم ادعاء سبعة لهجات .
2- دراسة الاختلافات بين القراءات
• ثم إستقراء أوجه الخلاف الواردة في القراءات
o ثم تصنيف هذه الأوجه إلى سبعة أصناف و ادعاء ان هذه الاوجه هي السبعة.
لذا و قبل الدخول في معنى الاحرف السبعة يجب التعرض للمنهجين السابقين و و بيان مدى صلاحيتهما من عدمها .
1- روايات الاحرف السبعة
تعتبر روايات الاحرف السبعة هي الركيزة الوحيدة التي ينسب المسلمون بها اختلاف نسخ القران ( اختلاف القراءات ) الي السماء, فمسالة ( الاحرف ) لم تأت في ( نص القران ) ولم ينسبها اي مسلم الي ( اجتهاده ) بل كلهم يعتمدون علي عدة روايات وردت في هذا الشأن , و قد اكثر المسلمون من تقديرها حتى قال عنها (ابو عبيد) انها "متواترة "( 1) و تناقل الناس مسالة التواتر هذه فنقلها (ابن الجزري) حتى باتت الاحرف و كأنها حقيقة لا تقبل الجدل , بينما الحقيقة ان الحديث مروى عن عشرة صحابة فقط و "خمسة منهم فقط مقبولة السند" (2 )
اما الشيعة فقد اظهروا تناقض هذه الروايات مثلما اشار ( الخوئي ) الي تناقضها في تفسيره (3 )
و قد افرد د ( عبد الصبور شاهين ) فصلا كاملا لهذه الروايات ( 4) انصح بمتابعته للتعرف عن قرب على مدى الاضطرابات و التناقضات الواقعة في هذه الروايات .
و ان كانت هذه التناقضات هي الملاحظة الاولى , فان الملاحظة الثانية التى يجب وضعها في الاعتبار هي ان ( علماء ) الاسلام قد " اتفقوا ان القصد من تعدد الاحرف هو التخفيف " (5 ) و ذلك هو المعتمد اذ ان " السبب في تعدد القراءات ارادة التخفيف و التيسير على الامة , لاختلاف لغاتها ,و تباين لهجاتها .
اذا فكل تفسير لبيان المراد من الاحرف السبعة يعتبر معقولا و مقبولا اذا كان متمشيا مع ما سبق تقريره من بيان السبب في تعدد القراءات , و كل تفسير يخرج عن هذا الاطار العام ينبغي رده و عدم قبوله " ( 6)
فهذه نقطتان يجب اعتبارهما بخصوص المنهج الاول
• تناقض الروايات المؤسسة له
• و كون التسهيل هو الغرض العام من النزول على سبعة احرف .
و سنلحظ فيما بعد الاضطراب الواقع في تفسير معنى الاحرف السبعة الذي احدثه تناقض هذه الروايات من جهة , و من جهة اخرى سنعرف ان الاختلافات بين القراءات لا تتوافق ابدا مع مسالة التخفيف و التيسير التى اتت بها روايات الاحرف السبعة .
2- الاختلافات الموجودة بين القراءات
هي ثاني المصادر التى يعتمد عليها ( علماء ) الاسلام لتحديد معنى ( الاحرف السبعة ) و قد تم الاشارة الي بعضها (7 ) و من المهم ملاحظة ان الاف الاختلافات بين هذه القراءات لا علاقة لها باي مستوى من مستويات الصعوبة , فزيادة كلمة ( من ) في قراءة ( ابن كثير ) لنص التوبة 100 فكان يقرأها ( جنات تجري من تحتها الانهار ) بدلا من (جنات تجري تحتها الانهار ) لا تزيد النص صعوبة و كذلك لا تؤدي الي اي نوع من التيسير , مما يشير الي ان اختلاف القراءات لا علاقة له بروايات اختلاف الاحرف التى جعلت من اجل ( التيسير ) ...
***
هذان هما الطريقان لايجاد معنى للاحرف السبعة , و كما ترى فكل منهما يمثل اشكالا بقدر ما يمثل حلا لاضطرابات هذه الاسطورة
فقد سلك المسلمون الطريقين لتفسير ( الاحرف السبعة ) اما الاول فهو محاولة تفسير الروايات ( المتناقضة ) و الخروج منها بمعنى واحد و كان هذا مثلك ( ابن حجر ) و غيره من المهتمين بالروايات عموما, و الثاني محاولة ( تلفيق ) اختلافات القراءات على ( سبعة انواع ) لتوافق الحديث الذي سيضفي الشرعية على هذه الاختلافات فيما بعد , و يمثل هذا المنهج ( الرازي ) و من تبعه ك( ابن الجزري ) و غيره .
و من المثير للسخرية في هذا الطريق الاخير انه لا يقدم اي دليل على نتائجه , ولا ينجح في اضفاء شرعية ( الاحرف ) على ( القراءات ) فمازالت العلاقة غائبة بين القراءات و الاحرف .
كل ما هنالك اننا نعتبر – بلا اي دليل - ان ( استقراء ) الاختلافات بين القراءات يعني ان هذه هي ( الاحرف السبعة ) , وهو ما لاحظه د( مناع القطان ) فيقول " غاية ما يدل عليه الاستقراء هو استنباط وجوه خلافات القراءات , و حمل هذا على الاحرف السبعة يحتاج الي دليل ولا دليل , وهو استنباط ناقص " (8 )
و كانت هذه المحاولات لا ضابط لها , بل تتعلق بشخصية صاحبها و عليه فقد اختلف المسلمون حول معنى ( الاحرف السبعة ) الي ( 40 ) نظرية دون ان تحسم حتى الان ! و لانها قائمة ( بلا دليل ) فقد ادت – بحسب تعبير( القطان ) - الي "تفاوت وجوه الاختلاف "( 9) بين رجل و اخر
و الخلاصة ان النظر في قضية ( الاحرف السبعة ) و اثرها في مسالة ( القراءات ) يكشف الكثير من التلاعب و يؤدي الي الشفقة على هؤلاء الذين ( اخترعوا الكذبة ) ثم ( صدقوها ) دون ان يفهموها !
----------------
1- السيوطي , الاتقان 1 \ 45
2- ايمن بقلة , تسهيل علم القراءات ص 345
3- تفسير الخوئي ج 1 ص 177 - 178
4- في كتابه تاريخ القران
5- تاريخ القراءات 41
6- محيسن , المغني في القراءات العشر 72
7- راجع مقدمة في الاختلافات بين القراءات
8- مناع القطان نزول القران على سبعة احرف 88
9- المصدر السابق
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-29-2010, 10:47 AM بواسطة fancyhoney.)
|
|
08-29-2010, 10:40 AM |
|