RE: اسطورة الاحرف السبعة
نفي (سبعية ) القراءات القرانية
بعد ان تعرضت للاضطراب الواقع في ( مصادر ) القول بالاحرف السبعة , ثم تعرضت للاضطراب الواقع في ( اراء ) المسلمين حول معنى الاحرف السبعة , رايت ان كلمة الختام هنا يجب ان تكون لبيان الانفصال بين ( القراءات ) المعروفة , و ( الاحرف ) غير المعروفة.
1- لا دليل ان ( القراءات ) الموجودة اليوم لها اصل ( سماوي ) او تنتمي الي ( الاحرف السبعة) , و لذا فان حمل اختلافات القراءات على اختلافات الاحرف " يحتاج الي دليل , ولا دليل " ( 1) !
2- الاحرف السبعة نفسها غامضة ولا كيان محدد لها و بالتالي فكون ( القراءات ) فرع
عن ( الاحرف ) مجرد ظن بلا دليل , ولا يصح نسبة ما هو معلوم ( اختلاف القراءات ) الي ما هو مجهول ( اختلاف الاحرف ) و كل ما في الامر ان رجال الدين الاسلامي تعاملوا مع
( اختلافات القراءات ) فقرروا نسبتها الي ( اختلافات الاحرف ) دون اي رابط بينهما الا ان هذه اختلافات و تلك اختلافات !
3- لان هذه الاراء لا تقوم على دليل , و لانه لا دليل ان هذه القراءات من السماء , فربما انها كانت من ( الصحابة ) او ممن بعدهم , استخدم ( المسلمون ) سلاحا مضحكا اسموه( حسن الظن ) فهو وحده الذي يدفع (العلماء) المسلمين انفسهم الي اعتبار ان هذه القراءات نابعة من الاحرف السبعة , و يظهر مثل هذا في قول ( ابن جني ) عن الصحابي ( انس ) بشأن قراءته "حسن الظن ب(أنس) يدعونا الي اعتقاد تقدم القراءة بهذه الاحرف " ( 2) , و بالتالي يظهر انه في البحث عن اليقين و الرغبة في استبعاد الظن سواء كان حسنا او سيئا فانه لا دليل البتة على العلاقة بين القراءات و الاحرف .
4- رغبة عامة الناس القراءة بدون اقراء محمد او اقراره انما لمجرد الاستمتاع ب ( الرخصة )
او ( المخالفة ) يجعلنا نميل الي اعتبار هذه الرغبة البشرية سببا في هذه الاختلافات العديدة , وهو السبب الواضح و الظاهر كبديل عن مسالة الاحرف السبعة الهلامة خاصة في غياب الدليل عليها ( 3)
5- يؤيد ما سبق انتشار مذهب قراءة القران بحسب وجهه نظر القارئ و لم يقتصر الامر على بعض العلماء من امثال (ابن محيصن) بل بين انتشرت هذه الظاهرة بين كثير "ممن اشتهروا بالقراءة و الاقراء "( 4)
6- تصريح القدماء من (علماء) الدين الاسلامي باختفاء ستة احرف من الوجود و المتبقى حرف واحد فقط مثلما صرح ( الطبري ) بانه "لا قراءة اليوم للمسلمين إلا بالحرف الواحد الذي اختاره لهم إمامهم الشفيق الناصح دون ما عداه من الأحرف الستة الباقية."(5 )
و ايضا (ابن أبي الرضا الحموي) قائلا :"الصواب أن القراءات السبع على حرف واحد من السبعة."( 6 )
و قول ابن عبد البر :" وهذا الذي عليه الناس اليوم في مصاحفهم وقراءتهم حرف من بين سائر الحروف لأن عثمان جمع المصاحف عليه ثم قال:"وهذا الذي عليه جماعة من الفقهاء فيما يقطع به."( 7)
و الي مثل ذلك اعلن ( ابن حيان ) , ( الطحاوي ) و غيرهم بان" ان الستة احرف
قد " اندثرت " و" لا سبيل الي قراءتها " (8 )
لان ( عثمان بن عفان ) قد " جمع المسلمين على حرف واحد من الاحرف السبعة " (9 ) و هو ما يؤيده من اجماع ( العلماء من السلف و الائمة ) ان المصحف العثماني لا يشتمل الا على حرف واحد فقط ( 10)
اما الرخصة بباقي الاحرف فقد انتهت بل ان هذا هو الهدف الاساسي من ( الهولوكوست ) التى اقامها ( عثمان ) للمصاحف كما يوضح (الطحاوي) " إن ذلك كان في وقت خاص لضرورة دعت إليه لأن كل ذي لغة كان يشق عليه أن يتحول عن لغته، ثم لما كثر الناس و الكتاب ارتفعت تلك الضرورة فارتفع حكم الاحرف السبعة وعاد ما يقرأ به إلى حرف واحد." (11 )
فان كانت تلك الاختلافات و القراءات واقعة في ( حرف واحد ) فان هذا يعني فصلا تاما بين ( اختلاف القراءات ) و ( اختلاف الاحرف ) مما يجعل من اختلاف القراءات اختلافا بشريا في المقام الاول لا علاقة له بنصوص السماء .
7- يدل ايضا على ( اختراع ) القراء لهذه القراءات من عندهم الروايات المنقولة عن القراء
8- اتفاق ( العلماء ) ايضا على انتقاد القراءات يدل على انها ليست من الاحرف السبعة في شئ
لهذه الاسباب و غيرها نقول ان الاحرف السبعة اسطورة , يجب ان تمحى من التاريخ , فالقرّاء هم من كونوا هذه القراءات , و من خلفهم قننوها و ربما اخترعوا لها احاديث الاحرف السبعة
لا علاقة بينها و بين اي مصدر سماوي الا زعم المسلمين
ولا دليل .......
-----------------------------
1- مناع القطان نزول القران على سبعة احرف 88
2- ابن جنى , المحتسب 72
3- شاهين , تاريخ القران 42
4- الباقلاني الانتصار تحقيق محمد عصام ط1 ج1 ص 69
5- تفسير الطبري : 1/22
6- القواعد والإشارات ، ص 24
7- - منجد المقرئين ص:56
8- شرح النووي على مسلم 6 \ 100 , البرهان 1 \224 , 226 , 239 , 241 .
9- ابن القيم , اغاثة اللهفان 1 \ 368 , الطرق الحكمية في السياسة الشرعية 16
10- ابن تيمية , مجموع الفتاوى 13 \ 395
11- البرهان : 1/224
|