fancyhoney
واحد من الناس
    
المشاركات: 2,545
الانضمام: Apr 2005
|
اسطورة المصحف العثماني
تشغل قضية المصحف جزءا كبيرا من التفكير الاسلامي بخصوص القران , و يرجع هذا لعدة اسباب منها ما هو ظاهر و منها ما يجلس في جزء معتم في قاع العقل الاسلامي .
اما السبب العملي لاعتبار اهمية المصحف هو الزعم باشتراط موافقة القراءة للمصحف , الشرط الذي ظهر منذ ان فرض عثمان مصحفه الخاص , و منذ ذلك الحين بدأت القراءات الاخرى تدخل في عباءة ( الشذوذ ) حتى تم اخيرا اعلان شرط موافقة المصحف من شروط القراءة السليمة ([1]), و عليه بدأ هجر القراءات التى لا توافق خط المصحف .
و ان كان هذا الشرط استخدموه بشكل سلبي لترك ما شاؤا من قراءات , فقد استخدموا بشكل ايجابي ايضا لاثبات ما ارادوا من قراءات .
فتقرأ قول (النويري) في تعريفه للقران "القران عند الجمهور من ائمة المذاهب الاربعة هو ما نقل بين دفتى المصحف" ([2])
غير ان هذا الشكل الايجابي امتد ليشمل ( مصاحف الصحابة ) ايضا بالرغم مما تعرضت له علي يد عثمان , فقد رد الفقهاء على (مالك) و فقهاء المذهب المالكي عندما انكروا قرانية البسملة بما نصه " يكفي في تواترها اثباتها في مصاحف الصحابة " ([3]) .
مما يريك اهمية المصحف في تحديد قانونية القراءة .
و قد ظل الشرط بين اخذ و رد حتى غيّره (ابن الجزري) من " موافقة المصحف " الي " موافقة المصحف احتمالا " ([4]) و لهذا اهمية سنتطرق لها فيما بعد
تفترض الروايات الرسمية ان ( ابا بكر ) قد كتب القران في مصحف حتى وصل هذا المصحف الي
( حفصة ) ([5]) و لكن سببا ما اضطر ( عثمان ) الي اعادة كتابه المصحف من جديد , و ذلك دون تفسير حقيقي للسبب الذي دعا ( عثمان ) الي الا يكتفي بنقل مافي مصحف ( حفصة ) فحسب .
بل ان ( حفصة ) رفضت ان تعطي ( عثمان ) مصحفها الا بعد التعهد باعادته اليها ([6]) و اغلب الروايات انه قد اعيد اليها ,لكن فور موتها تم التخلص من هذا المصحف حيث " شَقَّقَها ومزَّقها مخافةَ أن يكون في شيء من ذلك خلافٌ لما نَسَخَ عثمانُ " ([7]) !
فما هي تلك الخطورة التى تمثلها المصاحف على مصحف عثمان ؟
للمصحف العثماني اهمية تاريخية يخبرنا به ما ثبت عند رواة الاخبار انه اجتمع في غزو ( اذربيجان و ارمينية ) اهل الشام و اهل العراق فتذاكروا القران و اختلفوا حتى كادت تكون بينهم فتنة فركب حذيفة بن اليمان لما راي اختلافهم في القران الي عثمان "([8])
ان الروايات تدل على ( كارثة ) كانت لتتعرض لها الدولة الاسلامية ان بقي الاختلاف النصي للقران على الحال التى كان عليه قبل اجبار ( عثمان ) البلاد على ( مصحف موحد ) يلتفون حوله .
لذا اكتسب مصحف عثمان اهمية قصوى , لذا كان لابد للمصاحف الاخرى ان تنتهي من الوجود..
و من المثير للتأمل ان اول التهم التى وجهها وفد (مصر) الي ( عثمان بن عفان ) انه " محا كتاب الله" و "احرق المصاحف" ([9]) لدرجة انه كان يسمى " حرّاق المصاحف " ([10])
-------------------------------
[1] راجع جزء شروط القراءات
[2] اتحاف فضلاء البشر 6
[3] الاتقان في علوم القران
[4] النشر في القراءات العشر ج1ص9 .
[5] مختصر ابن منظور 2198
[6] رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف، باب جمع أبي بكر الصديق القرآن ص 16، وعند الطحاوي: وَحَلَفَ لَهَا لَيَرُدَّنَّ الصَّحِيفَةَ إلَيْهَا. تأويل مشكل الآثار، باب بَيَانُ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ r مِنْ قَوْلِهِ: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ. (4/193)
[7] تاريخ ابن شبة 295 , الرافعي تاريخ آداب العرب 145 , الاصبهاني محاضرات ص 510
[8] المعتصم بالله الجزائري , التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقران ص 45
[9] سحر عبد العزيز سالم , اضواء على مصحف عثمان 79
[10] تفسير القرطبي , باب ذكر جمع القرآن
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-01-2010, 10:44 AM بواسطة fancyhoney.)
|
|
09-01-2010, 10:34 AM |
|