القرآن نزل أولاً , ثم وضعت قوانين اللغة و البلاغة بما يتناسب معه لاحقاً

و بالتالي فليس بالإمكان ان تجد رد منطقي علي ما إستشكل علينا من مشاكل بلاغية في القرآن

و أما عن الزملاء الذين عرفوا البلاغة بأنها توصيل المعني بأبسط طريقة أو الإتيان باللفظ المناسب للمعني المناسب , فإنه لعمري تعريف ينتقص من قدر القرآن و بلاغته بعد أن إختلف معظم المفسرين بل و الصحابة أنفسهم عن أيات كثيرة في القرآن , ناهيك عن الحروف المقطعة التي لم يصل أحد إلي معناها حتي وقتنا هذا .

و طالما الموضوع عن البلاغة , فأسمحوا لي أن أضع الأيات التي يصعب علي فهمها و التي أري إنها إما غير بليغة أو ان هناك من أرتكب خطأ في نسخها ...

1- يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ 219 فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 220

* هل تشعر بأن هناك خطأ ما بسبب جملة " في الدنيا و الاخرة " ؟
أم ان علماء البلاغة وجدوا لهذه الجملة مخرج .؟؟

2- وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا

هل يمكن فهم ما إذا كان الله هنا كتب الرهبانية أم لم يكتبها علي المسيحيين
و إذا كان لم يكتبها عليهم , فما هو موقع " إلا إبتغاء رضوان الله " من المعني ؟
و إذا كان قد كتبها عليهم , فما هو موقع " إبتدعوها " من المعني ؟

و هناك الكثير مثل هذه الأيات التي يصعب فهمها في القرآن , و للأسف لا ينفع معها التبريرات البهلوانية التي وضعها علماء السلف لكي يزيلوا عنها الغموض و عدم وضوح المعني .