في عام 1982, مات بدل الالف مدني, 30,000 ألفا, و خرجت منظمة التحرير بطريقة مهينة تحت الكاميرات و دخلت اسرائيل قصر بعبدا و شوارع بيروت و فرضت عميلها (حتى ما تزعل حضرتك ) رئيسا للجمهورية و مررت اتفاقية 17 أيار المذلة, و ارتكب عمولاؤها (هدية اضافية مني ) مجازر صبرا و شاتيلا و تم ذبح الاطفال و اغتصاب الفتيات و سحل العجزة فيما المناضلون الفلسطينييون على البواخر في وسط البحر بمواكبة دولية....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


اما امر غريب! كيف تقارن الموقف عام 1982 بموقف 2006؟ اولاً في سنة 82 كان هناك حرب حقيقية يشنها ياسر عرفات ، وياسر عرفات ان كنت لاتعرف كان (ولايزال تياره) يمثل تهديداً وجوديا لاسرائيل يجب تصفيته نهائيا وبدون اي بقايا ، وهذا ما حدث ، اما حزب الله فليس تهديداً وجوديا علي اسرائيل لسببين :
اولهما اختلاف القضية ، فمنظمة التحرير قضيتها لو حلت فمعناه تغيير الوضع في اسرائيل بشكل جوهري ولن تصبح اسرائيل بعدها اسرائيل ، عكس الوضع في قضية جزب الله و مسمار جحا الذي اهرق دماء اللبنانيين بسببه والمسمي مزارع شبعا ، فطبيعي ان رد فعل اسرائيل تجاه التهديد الوجودي والمقاومة شديدة الايذاء التي كانت تمثلها منظمة التحرير اقوي واحرص من مقاومة الرفاهية التي يمثلها حزب الله. فاجتياح بيروت في المرة الاولي كان بسبب عظمة ياسر ، وعدم اجتياها في المرة الثانية فهو بسبب انه لا شئ مهما هناك في الحقيقة.
ثانياً اسرائيل والعالم كله يعرف ان حزب الله والمقاومة ماهي الا ورقة بيد لاعبين اخرين، فالقضية مصطنعه وكل الناس تعرف هذا بدليل تزامن الهجمات ونوبات ال"مقاومة" مع تعثرات ملف ايران النووي (هل تم تحرير مزارع شبعا؟ لا ؟ اذن اسكت وانظر للارض).
فمالكم كيف تحكمون ، ان كنت تريد اعتبار حزب الله جيشاً وتريد تقييم الامور بمعايير الجيوش فهو فاشل بسبب دك دين ام الضاحية الجنوبية بسبب عدم توفير غطاء ضد الطيران الاسرائيلي ، وبسبب زيادة مساحة الاراضي المحتله . اي نصر وقد زادت الاراضي المحتلة وتم هتك عرض المباني والجسور ومولدات الكهرباء؟
ان كنت تريد تقييمه كميليشيا ، فهو فاشل بسبب انه اولاً لم يحقق الغرض مما فعله الا وهو تحرير مسمار جحا، ثانيا زادت الاراضي المحتلة ، ثالثا ربط كيان دولته التي ينتمي اليها بوساخات وقذارات السياسة الدولية.
اسرائيل كانت سعيدة جداً بالمناسبة بحزب الله لانه استطاع عمل بعبع اصطناعي تستطيع به مواصلة دور الضحية في الاعلام الغربي ، وجل ما رأيناه من "انكسار" صهيوني كان فائدة علي اسرائيل الخبيرة بالvictimology لانها بالاساس تسوق نفسها انها ضحية وسط مجموعه من الهمج ، وجاء حزب الله يريد ان يبدو بدور المؤذي فكان مثاليا لصنع مسرحية تبدو فيها اسرائيل مغلوبة علي امرها.
لكن علي ارض الواضع تم هرتكة عرض الضاحية وتم نزع السيادة اللبنانية عن اراض اضافية ، وابتلع الغوغاء الطعم وظنوا انهم بالفعل اذوا اسرائيل (نعم بدليل تمددها ونزع السيادة عن اراضيهم).
وتقارن نفسك بياسر عرفات؟ عرفات وقف بوجه اسرائيل وسوريا بوقت واحد ، كان مستقلاً ورفض ان يضع احدهم يده علي كتفه ، وهل يستوي الثري بالثريا عزيزي ؟
انت ببساطة عزيزي : مؤدلج مثير للشفقة هذا هو كل مافي الامر.