تبدأ القصة عند ( الاله ) الذي لا يعرف المؤمنون ( عدا الحشوية ) ماهيته
فيده - عند غير الحشوية - تعبر عن شئ ليس هو باليد البشرية
و كذلك وجهه
و لسانه
و لغته .

و من لغته كان ( حديثه ) و يظن الحشوية انه يتحدث العربية او الارامية او غيرهما
وهو لا يتحدث هذه
بل هو لا يتحدث انما - عند غير الحشوية - تواصله مع المؤمنين يطلق عليه مجازا حديث
لذا , فالسؤال ابدا لا يكون ( ما لغة الله ) انما ( ماذا قال الله )
و لكن بعض الحشوية يتكلمون عن جمال العربية , و روعة العربية و انها اصل اللغات
بل ربما وصلوا الي انها لغة السماء !

فان كانت هذه هي حالة اللغة بالنسبة للاله , و كانت مجرد وسيلة لنقل ما يسمى بالوحي الي البشر , فيقينا لن تكون المادة التى ستحفظ بها اللغة مشكلة
بل ذكرت الروايات التاريخية ان اصول الكتب الاولى قد فقدت تماما


و في الحالة اليهودية و المسيحية , لم يكن مقدرا للكتب ان تبقى
فكانت شريعة موسى تكتب على كل شئ , و على مناطق من ثياب ( الكهنة ) و يتم تحفيظها شفويا , لان الكتاب ليس غرضا انما وسيلة
و تلك المختصة بالعهد الجديد كانت روايات اكثرها يغلب عليه الطابع الفردي
مما يشير الي ان كتّاب هذه الموروثات ما كانوا يظنون انها ستخلد , بل جل طموحهم ان تتحول كلماتها الي حياة عملية


و لم يكتب لهذه الكتب الخلود ككتب , الا بسبب قوتها و اصالتها

اما في الاسلام فالوضع مختلف
فالمسلمون ظهروا و قد استوعبوا ان الكتاب هو ما يميز الامة
لذلك اطلقوا على بعض الفئات ( اهل الكتاب ) فكانت مسألة الكتاب مسألة حضارية
لذا كان لابد لهم من خلق كتاب , ثم الحفاظ عليه , و تعديله ان لزم الامر


و مع ذلك
اخفوا النسخة الاولى من كتابهم ( حفصة )
ثم احرقوه
ثم احرقوا عدة طبعات من كتابهم
و انشأوا المدارس و اجبروا الناس على الالتزام بطبعة خاصة من كتابهم

بالرغم من هذا , ضاعت نسخه الاولى ايضا
فلجأوا الي الكذب و الخداع ليوهموا ان النسخة الاولى ( نسخة عثمان ) مازالت موجودة
فاخترعوا اسطورة ان عثمان قد مات فوق مصحفه
و ان قطرات من الدم سقطت على المصحف
ثم
و ببجاحة و استخفاف
او بسبب التربح , الله و رسوله اعلم

اسقطوا قطرات من الدم على مصاحف و قالوا
وجدتها
وجدتها

ها هو مصحف عثمان
و الكذب بلا ارجل ,لكنه يطير
فقد كذبوا هذه الكذبة عدة مرات


1- مصحف مصر
و تقوم الدكتورة سعاد ماهر بدراسة خط المصحف و تثبت انه متاخر عن عثمان !

2- مصحف البصرة
تخبرنا الدكتورة سحر عبد العزيز ان قطرات الدماء " قد وضعت عمدا للتمويه و اقناع البسطاء "

3- مصحف حمص
ايضا مغموس في الدماء - و الله و رسوله اعلم دماء من او ماذا - و لكن العلماء المتخصصين في الخط و النقوش يرون ان الخط الكوفي الذي كتب به المصحف هو خط متاخر !

4- مصحف اسطنبول
هذه المرة وضعوا حبرا و نقوش حمراء بدل الدم , لكن الخدعة تم كشفها


هذا حال المصحف
عند امة تغار من كتاب ( اهل الكتاب )
و اصرت ان يكون لها كتابها , فاصرت ان تقدمه بالطريقة المناسبة و تكتب له الخلود
و حرقت كل ما لم يرقها في الكتاب حتى اصدرت نسخة ( يرضى عنها مجلس قيادة الصحابة )
و مع ذلك
ضاع مصحفهم الاصلي

وسط كم هائل من الاساطير
فاين النسخ الاولى التى كتب مباشرة من فم محمد ؟

و هذه فقط نصف القصة , و النصف الاخر اسمه
وحي الحديث !