ارى ان ابو الفتوح نسي انه ليس كل ما يقال للصبيان او كل من يخيف الصبيان هو خطا

فنحن نقول للصبي كل و الا لن تكبر وهذ ا صحيح

وبالتالي مسالة الاله و الغول يقبلها الصبي و تخوفه و ترغبه و لا يكفي هذا للقول انها اوهام و اخطاء

فنحن فتحنا اعيينا فوجدنا كونا تحكمه قوانين و وجدنا طبيعة و اناس و حيوانات

فما المانع العقلي ان نفتح اعيينا بعد موتنا فنجد عالم اخر وقوانين اخرى

وما المانع العقلي ان تكون هناك ابعاد اخرى وعوالم اخرى في ابعاد اخرى

ولماذا يتم اعتبار هذه النظرية نوعا من الخرافة

فالابعاد الاخرى لا دليل عقلي ينفي وجودها

و العلم الحديث لا يرفض ابدا هذه الفكرة بل يدعمها


فالعقل اذا يقتضي ان تطرح هذه النظرية فان فسرت الوقائع اخذ بها و ثبتت

والله تعالى يقول عن الشيطان

انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم

و من هنا تعني ان عدم رويته هي نتيجة وجوده في مجال يحجبه عنا
وهذا لا يكون الا ان وجد في بعد اخر لا ندركه لان الايات تدل انه

يوسوس في صدور الناس

فاذا هو يلقي اشارات من بعده فتلتقطه لاقطة تحوله الى اشارات يفهمها الدماغ

وهذه اللاقطة او العين موجودة في القلوب التي في الصدور
وهي ليست مادية وانما جسدها الله تعالى لنبيه عليه الصلاة و السلام في حادثة شق الصدر
بل هي من بعد اخر تحكمه قوانين اخرى عن بعدنا
فكما ان العين تلتقط الاشارات الضوئية فتحولها الى سيالة عصبية يتعامل معها مركز الابصار في الدماغ
فان القلب فيه لطيفة تلتقط وساوس الشيطان و الهامات المللائكة فتحولها الى خواطر في مركز الادراك في الدماغ

وكما ان العين تكون سليمة و لايبصر الانسان ان فسد مركز الابصار في دماغه
فان هذه اللطيفة تكون سليمة و لا يعي الانسان ان فسد دماغه لانه اداة التفكير و الوعي في هذا البعد

فان خرجت الروح من الجسد بالموت و انتقلت الى بعد اخر رات و ادركت بوسائل اخرى و قوانين اخرى تحكم الابعاد الاخرى

ولذلك لا يحصل الايمان ان فسدت او مرضت هذه اللطيفة

لانها الملتقط الى الاشارات الغيبية

فالانسان يمكن ان يحلل و يتعمق و يرى الايات و المعجزات و لا يومن لان قلبه اعمى لا يلتقط اشارات الملائكة بل لا يلتقط الا وساوس الشيطان التي تتحول الى خواطر


كما قال عليه الصلاة و السلام

ان للشيطان لمة وللملك لمة فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق ، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق

ولذلك يقول تعالى
افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور

فجعل دور القلب في العقل هو دور الاذن في السماع

والاذن لاقطة وليست هي السامعة
والقلب الذي في الصدر اذا لاقط و ليس هو المفكر

وذلك يثبت ان التفكير وحده لا يودي للايمان الا اذا تم استعمال القلب الذي الصدر اي اللطيفة التي تلتقط لمم الملك والهاماته و تثبيته

فيها يطمئن الانسان و يقبل نظرية الخلق و يرفض خرافات دروين
وبها يتدبر الانسان في الطبيعة و في نفسه فيعلم ان عضوا كالعين و الكبد لا يمكن ان يظهر بالصدف

وان غابت اعرض الانسان عن كل حجة و كل معجزة وانحدر الى الفكر الساذج مثل ان يطلب ان يرى الله جهرة الخ

وخلاصة القول ان المادية و الميتافيزيقة وحصر البحث في واحد دون الاخر يتنافى مع المنطق السليم

فالعقل لا يرفض وجود الابعاد الاخرى فاقصاؤها هو تضييق لواسع ومنع للانسان من التفكير بحرية لانه منع الانسان من طرح النظريات