اقتباس:طبعا نشر العقيدة بالقوة كان من احد اسباب غزو اراضي الغير و فرض الجزية على من لا يدخل في قلبه هذا الدين. اما السبب الذي هو اهم من نشر الايمان على أسِّنة الرماح، فكان السبب الاقتصادي و السياسي، و الذي يتمثل من ناحية سياسية في تصدير مشاكل المسلمين الداخلية، بعد حروب الردة، الى الخارج، و توسيع نفوذ الامبراطورية الاسلامية الوليدة. اما الناحية الاقتصادية فكانت اهم نقطة في الموضوع، اذ ان شبه الجزيرة العربية كانت فقيرة في مواردها بالمقارنة مع جيرانها مثل العراق و بلاد الشام و مصر. فتمت الغزوات و تمت الغنائم و تم السبي. فاصبح قواد المسلمين من اغنى اغنياء العرب و يمتلك الواحد فيهم مئات الجواري.و في ظل وضع كهذا، لا يوجد قوة في الدنيا يمكن ان تعيدهم من مصر الى شبه الجزيرة العربية.
قيل ان الكثير من اقباط مصر اسلموا، في بداية الخلافة الاموية هربا من دفع الجزية، مما خفض خراج مصر كثيرا، مما اضطر الخليفة الاموي الى الاستمرار في اخذ الجزية حتى من الاقباط الذين اسلموا.

عزيزي أوبزرفر:

رجاء في إسم المسيح التجرد من العواطف. أنت وأنا نعلم علم اليقين أن المسيحية التي نؤمن بها ما انتشرت عامة من خلال قسطنطين بدون استخدام للسلطة. هناك سيف قيصر إلى جوار صليب المسيح دومًا. شيء طبيعي أن يتم توظيف الدين في دعم المطامح أو قل المطامع السياسية ولكن هذا لا يلغي أن هؤلاء الناس كانوا أصحاب رسالة وآمنوا بها واستشهدوا في سبيلها. لا نقدر أن نظهرهم على أنهم الأوغاد ونحن النبلاء وإلا صرنا نحن النغول الأوغاد. نعم أعلم جيدًا حال الجزيرة العربية من الناحية الاقتصادية ولكني أعم أيضا يا عزيزي أن هؤلاء الناس كانت تحركهم "العقيدة". هذا أمر لا يجب إغفاله وعزو كل شيء إلى المطامح/ المطامع الاقتصادية.

هل عندما دخلت المسيحية بلادنا المشرقية قامت بتقدير موروثها الوثني أم كانت هناك عنتريات مسيحية انتصارية تحفل بتحطيم الاصنام؟ البابا شنودة نفسه في قصيدة له بعنوان "اغلق الباب وحاجج في دجى الليل يسوع" يدعو الناس إلى القضاء على "دولة الشر". من فينا يحدد ما هي دولة الشر؟ ومن أعطانا الحق في القضاء عليها ومحقها عن بكرة أبيها؟ كثير من تراثي المصري الفرعوني يا أخ "أوزرفر" قامت المسيحية بمحوه وطمسه ومحقه عن بكرة أبيه و"لمجد الله الآب" وكل هذا بحجة أن هذه كانت معابد وثنية. الحقيقة واضحة يا عزيزي: مع الأديان تأتي حمية يصيب سعارها المؤمنين إلا من قدر أن يضبط عواطفه وفصل فصلا حقًا مقسطا. هذا صعب جدًا. كلنا نصبح كلاب مسعورة أمام رفع راية الدين وحمى حماه في وجه الكفار عابدي الأوثان الذين نريد محق مملكتهم محقًا مبينا لإقامة ملكوت الله على الأرض.