أعلم أن الشيوعيين كانوا أيضا في السجون،
شيوعيو بلادنا أرادوا الشيوعية قبل أن توجد في المجتمع، لا أعلم أهو تكاسل أم تعجل... هل حقيقة تعرفين نظرية الشيوعية في الوصول إلى الحكم؟ أنظري إلى الطرق الناجحة.. لينين وثورة روسيا، ماو وثورة الصين..
العنف للوصول للحكم ليس حصرا على الإسلاميين، إلا أنهم الوحيدون الذين لهم قاعدة شعبية تمكنهم من ممارسة العنف، على أنه كل الجماعات المتأدلجة متعلمنة كانت أم شيوعية أم إسلامية، كلها لها بلشفيها وكلها فيها من يرى الحكم يؤخذ بالقوة.
قولك بأن النظام وطني تقدمي، أنه وطني لا نسلم لك به، النظام عسكري بوليسي حديدي، تقدمي أيضا لا نسلم بها فالأمر كان أقل سوءا زمن الملك، ثم على فرض التسليم، كلمتي التقدمية والوطنية فضفاضتان ليس فيهما مفهوم واضح، فلو بينت لنا ما هي التقدمية لرأينا ورأيت.
الشتيمة التي علمتها بالأحمر ليست من أقوالي، أنا نقلتها من غيري.. ولا أقر استعمال الشتائم أصلا في الخصومة السياسية، هو أسلوب أراه وضيعا ينبئ عن ضعف حجة.
ثم قولك مجددا النظام الوطني، هل ترين حقيقة حدود مصر الحالية حاجة شعبية أم قرارات دولية؟
فينا نقول النظام المنسجم مع الأمم المتحدة، أما أنه وطني فما ظننت ذلك. مصر في التاريخ تتمدد في أفريقيا والشام تمددا طبيعيا، وحين نراها تصل جناحيها من حلب إلى الخرطوم والقيروان إلى قلب البادية، حينها قد نظن أن في الأمر حاجة وطنية..
موقف الإخوان المسلمين أعرفه، وأشخصه، لكنني لا أراه خيانة ولا لاوطنية، فالوطن للجميع، واستلابه من قبل الإخوان أو عبدالناصر لا يعني أن أحدهما صار وطنيا لموافقته أيدولوجيتنا والآخر لم يكن لمخالفته هذه الأيدولوجيا.
حين استحضار تاريخ الفتوحات، دون فصله عن الواقع المعاش، وربطهما معا برباط متين.. لا أستطيع حقيقة البحث في هذه النقطة..
الفتوحات تاريخ قديم، يكثر فيه اللغط، فلو أحببنا مراجعتها، تحت ضوء المرجعية الفكرية التي كانت حينذاك، مع ورود ما يغلب الظن بصحته من الروايات، حينها قد يمكن محاكمتها.
أما اعتماد أكاتيب جرجي زيدان ومن شابهه من القادحين والمادحين، واتخاذ الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني مرجعا تاريخيا.. فهذا كله ليس ببحث مقبول لدي ولا أشترك فيه ولا أحاكمه مطلقا.
الإخوان المسلمون أخطؤوا، وأخطأ غيرهم، وخطؤهم بنظري قياسا بخطئ عبدالناصر، هو كخطئ الأزارقة الخوارج قياسا بخطئ الحجاج، وأقول كما قال سعيد بن المسيب ينتقم الله من ظالم بظالم، ولا يمنعني ظلم أحدهما أن أؤديه حقه.