بالنسبة لشرعنة وتأصيل العنف بالمجتمع حتى ننتهى منه فهناك أيضا مسألة ضرب الأولاد ولا يسعنى هنا إلا ذكر نظام الكتاتيب وهو نظام تعليم دينى وتحت إشراف رجال دين ساد لقرون طويلة وأشهر مثال على ماكان يحدث به هو مثال طه حسين والذى ذكره بشئ من التفصيل بكل مافيه من فظاظة وعنف جسدى ولفظى حتى تجاه طفل ضرير فى "الأيام". نظام كهذا لايخرج إلا مجموعة من المعقدين نفسيا الذين لايرون فى ممارسة العنف أى حرج وللأسف الشديد حتى مع إدخال التعليم المدنى مصر فقد أنتقلت له العدوى من نظام الكتاتيب وأستمر موضوع الضرب بالمدارس إلى يومنا هذا ومازالت المهزلة مستمرة وكان نتيجتها مهزلة حدثت من سنوات قليلة توفى على أثرها طفل فى مدرسة بعد ضربه بواسطة مدرسه.
نييجى بقى لمسألة إستخدام أجهزة الأمن للعنف. طبعا أجهزة الأمن تلك لم تهبط علينا من السماء أو تهاجر إلى بلادنا السعيدة من السويد أو سويسرا بل هى نتاج طبيعى تماما لمجتمع تمت فيه شرعنة العنف على أساس دينى. هناك أيضا نقطة مهمة جدا يجب الإشارة إليها وهى الإمكانات المادية المتاحة لتلك الأجهزة للقيام بمهمتها. فى دولة كأمريكا بتجد ظابط البوليس تحت تصرفه إمكانات هائلة ومجهز بترسانة من المعدات والأجهزة والأدوات لا قبل لأى تنظيم إجرامى بمواجهتها فكل سيارة شرطة تجوب الشوارع بها جهاز كومبيوتر متصل بشبكة معلومات خاصة وعن طريق ضربات زر قليلة ممكن يعرف تاريخك من يوم أن ولدت حتى لحظة توقيفك ناهيك عن الأسلحة وأجهزة الإتصال والسيارات الحديثة والقمصان الواقية من الرصاص بل وتقديم الدعم الجوى إذا تطلب الأمر ذلك والفرق المتخصصة فى كل شئ وأى شئ التى تقف على أهبة الإستعداد لمعاونته. على العكس من ذلك فظابط الشرطة المصرى الإمكانات المتاحة له محدودة للغاية مقارنة بنظيره الأمريكى وليس أمامه سوى المتهم للحصول على مايريده من معلومات وطبعا فى ظل ثقافة تشرعن للعنف فأسهل طريقة إنه ينزل ضرب فى دين أمه حتى يقر بكل شئ.نوعية الأفراد الذين يتعامل معهم جهاز الشرطة فى مصر هم فى معظمهم نوعيات بنت دين كلب على شاكلة الأخ عماد الكبير وأفراد الشرطة المصرية فى إحتكاك شبه دائم مع تلك النوعيات من البشر القادرة بمنتهى البساطة أن تجعلك تفقد أعصابك -أنا شخصيا وبعد مارأيته فى شهرين الطوارئ بمستشفى الساحل فلو شاء حظى العاثر أن أكون ظابط شرطة فبالتأكيد النهاية لن تكون سعيدة ويا إما سيدخلوا على المكتب يجدونى منتحرا أو على شكل صورة لى بصفحة الحوادث بالأهرام تحت عنوان ظابط مختل عقليا يطلق النار بشكل عشوائى على المتواجدين بالحجز ثم يطلق النار على نفسه -وهذه النوعيات من البشر لو تركت وشأنها فى البلد بدون جهاز شرطة ذو قبضة حديدية من الممكن جدا أن يثيروا حالة من الفوضى العارمة فى البلد ومحدش يعرف يمشى فى الشارع وهو أمن على نفسه والأمر إزداد سوءا مع ظهور الجماعات الإسلامية المسلحة فبعد أن كان ظابط الشرطة عليه التعامل مع عيل صايع أخره مطوة ولا سنجة أصبح عليه مواجهة جماعات إجرامية شبه نظامية لديها أسلحة نارية ألية وتتحرق شوقا لإستخدامها وهو الشئ الذى شكل عبئا جديدا على جهاز الشرطة المثقل بالفعل بالأعباء والأمر هنا تعدى مجرد عمل إجرامى فردى على شكل حرامى غسيل أو حمير أو بلطجى يمارس بلطجته فى منطقة عشوائية إلى جماعات تتحدى سلطة الدولة علنا وتنخر فى أساسها ساعية إلى تدميرها والتربع على أطلالها وشئ كهذا لايمكن السكوت عليه ولو أدى الأمر لسحلهم تحت الدبابات حتى لانتحول لنسخة أخرى من الصومال أو أفغانستان. جهاز الشرطة المصرى خاض حربا حقيقية ضد تلك الجماعات الإجرامية وتمكن من سحقها وتلبيسها طرح وفى معاقلها بالصعيد وفى ظل ظروف كالسابق شرحها وفى مواجهة خطر قومى يهدد كيان الدولة نفسها بتحدث تجاوزات كما أن لجوء الجماعات الإسلامية لإستخدام الأسلحة النارية - وهو كان شئ نادر الحدوث فى مصر من أى أحد وخاصة تجاه الشرطة- خلق حالة من التحفز والخوف لدى أفراد الشرطة وهو الشئ الذى كان له أثر سلبى على تعامل الشرطة مع المواطن العادى. قسم الساحل بشبرا هذا وأثناء صعود الجماعات الإسلامية فى الثمانينات والتسعينات تحول لثكنة عسكرية محاطة بشكائر الرمل وقناصة فوق السطح. أنا أثناء وجودى فى الجيش كان العسكرى فى الخدمة بيتم ربط سلاحه الألى حول جسمه بسلسلة حتى لايتم الإستيلاء عليه بواسطة مجرم كصاحب هذا الشريط ولديه أوامر بالضرب فى المليان فى حين كان العسكرى فى السابق بيطلع خدمته بسلاح بدون ذخيرة حتى لايحدث إطلاق نار عن طريق الخطأ ويصاب أحد. أستمع للمقطع الذى وضعته لأسامة القوصى وهو يتحدث عن تلك الجماعة الإجرامية بعين شمس -ولاينبؤك مثل خبير- وهو يصف السلاحليك الخاص بالأيدى المتوضئة داخل بيت من بيوت الله لتعلم ما الذى واجهته الشرطة المصرية وقتها. وصل الأمر فى مصر بلد الأمن والأمان إن كل أتوبيس سياحى يمشى فى الشارع تتقدمه سيارة شرطة وتحرسه من الخلف سيارة شرطة أخرى والجميع مدجج بالسلاح وعلى أهبة الإستعداد لإطلاق النار فى مشهد مخزى أضر بسمعة وإقتصاد مصر أيما ضرر علشان شوية أولاد متناكة مرضى نفسيين. كان شئ طبيعى إنك وأنت واقف فى إشارة مرور تبص على يمينك أو شمالك لتجد وزير ولا حتى رئيس وزراء راكب سيارته بدون حراسة وبدون أى مشاكل ولكن بفضل الأيدى المتوضئة أصبح مرور سيارة وزير بأى شارع عملية رعب والسيارة محاطة من كل إتجاه بسيارات الحراسة والكل مشرع أسلحته بشكل يذكرك بالأفلام الأمريكانى.
ولماذا تنظر لعبد الناصر ولا تنظر للتاريخ الإسلامى من بدايته الملئ بالدماء والأشلاء ... ثلاثة من الخلفاء الأربعة الأوائل ماتوا إغتيالا وأعقب ذلك حرب ضروس وصراع دموى على السلطة مازالت المنطقة تعيش أثاره لليوم وعندك العراق كمثال على ماأقول ثم بعد ذلك توالت الدول وتوالت معها المذابح. هل أنا بالفعل فى إحتياج لأن أذكرك بالحجاج بن يوسف الثقفى وأبى جعفر المنصور وقتل سلاطين أل عثمان لأشقائهم الذكور بمجرد وصولهم للسلطة وصراعات ومؤامرات المماليك وشذاذ الأفاق التى لاتكاد تنتهى حتى تبدأ من جديد? هل كان عبد الناصر وأجهزته الأمنية والعلمانيين العرب هم المسئولين عنها?
من النقاط المهمة جدا أيضا أن مسألة التعذيب تلك تم تضخيمها بشدة ليس إيمانا من تلك الجماعات الإجرامية بمسألة حقوق الإنسان فهم أبعد مايكون عن تلك القيم, والتجربة أثبتت هذا على أرض الواقع فى أى مكان أستطاعوا الإستيلاء على الحكم فيه, ولكن لكسب تعاطف الناس والقيام بعمليات تجنيد لأتباع جدد حتى وصل الأمر بنكرة تدعى زينب الغزالى أن تدعى أن عبد الناصر كان يشرف على تعذيبها بنفسه!
وشرف أمى أن عبد الناصر كان رحيما ومتهاونا معهم ولو أوقعهم حظهم العاثر مع واحد إبن حلال مثلى لما كان هناك لا معتقلات ولا محاكمات ولا تعذيب ولكن تطبيق لمبدأ الضرب فى سويداء القلب وليس لهم عندى سوى فرق للموت تقوم بإطلاق طلقة واحدة فقط توفيرا للنفقات على الرأس وترك الجثة للكلاب الضالة فى الشارع ولكنت أرحت منهم البلد مرة واحدة وللأبد.
أكبر دليل على أن تلك الجماعات الإجرامية لايصلح معها سوى القوة الغاشمة هو تجربة السادات معهم. هذا المغفل أعطاهم مالم يكن ليحلموا به طوال عمرهم وعاشوا عصرهم الذهبى فى ظله وكل تلك التنظيمات الشيطانية نشأت فى حضانات أجهزته الأمنية وفى كثير من الأحيان حظيت بدعمها ومع هذا كانت نهايته على يدهم وهذا أكبر دليل على أن العنف جزء أصيل وأساسى فى تكوينهم ودودته فى أصل شجرتهم ولا سبيل للتعامل معهم إلا بإجتثاثهم من جذورهم وطرحهم فى الظلمة الخارجية حيث البكاء وصرير الأسنان.
اقتباس:لإسلاميين عيال بايظة، وبنفعوش، وللزبالة، بس ممكن أشوف حضرتك شخصيا إش قدمت في سبيل تداول سلمي للسلطة وبناء المجتمع المدني غير شرعنة التعذيب وإعطاؤه المبررات؟
ما قدمه حضرتى هو أنى لم أقم بتشكيل جماعات مسلحة أو ميليشيات- رغم قدرتى على ذلك- تنازع الدولة سلطتها وتنخر فى أساسها ولم أشارك فى أى أعمال تخريبية تضر بأمن المجتمع وسلامته وكل ماقمت به من أعمال خارجة على القانون تمثل معظمها فى تدخين نبات البانجو المخدر فى محاولة منى لنسيان أنى تجمعنى جنسية واحدة مع أولاد المتناكة هؤلاء كما أنه من الجدير بالذكر أنى لا أحاول فرض رأيي على أحد ناهيك عن أقوم بمحاولة جر دولة بالكامل لكهوف العصور الوسطى ومغاراتها العفنة هذا بالإضافة لإلتزامى بالقانون العام للدولة ودفعى للضرائب وتأديتى للخدمة العسكرية وهذا كاف جدا ويزيد وليس مطلوبا منى أكثر من ذلك فلا أنا زعيم سياسى ولا صاحب مشروع قومى والمشروع الوحيد الذى حاولت القيام به كان عربية فشار وغزل بنات وفشل فشل ذريع ولله الحمد والمنة ومن ساعتها بطلت أعمل مشاريع وصرفت نظر عن مشروع عربية الكبدة والسجق الذى كنت أنتويه وكل ماأطالب به كمواطن صالح أن أعيش فى دولة يحكمها قانون مدنى مستمد من الواقع الذى نعيشه لا من الكتب الصفراء أو أفواه الفقهاء الذين قال عنهم يوما عبد الناصروصدق " الواحد منهم يفتى بدكر بط محمر"وغير متعارض مع روح أونص الإتفاقات والمعاهدات الدولية الموقعة عليها مصر مع وجود ضمانات قوية ومؤكدة تحول بين أولاد المتناكة هؤلاء ووصولهم للسلطة وما أطالب به ليس بالكثير ومتحقق فى دول كثيرة بالعالم.
اقتباس: هل تريدون ردة الناس عن الإسلام؟ هل هذا هو المطلوب؟
أنا شخصيا أرى أن دولة كمصر خسارة فى الإسلام. قد يصلح الإسلام للسعودية أو عرب الجزيرة لكن مصر أفضل وأرقى من هذا بكثير ومن الظلم أن تنتهى دولة كتلك هذه النهاية.رغم إيمانى بهذا وحلمى بأن تسترد مصر وعيها وتعود لجذورها الفرعونية بل وتتحول إلى قلب الإلحاد النابض وتعلنها حربا شعواء لا هوادة فيها على الأديان الإبراهيمية بمختلف ماركاتها إلا أنى لم أجبر أحدا على رأيي ولم أشكل تنظيما مسلحا أو أغتال أحد أو أقوم بعمليات تفجير سواء عن قرب أو عن بعد فى نفس الوقت الذى مارس فيه أولاد المتناكة كل أشكال الإجرام والإرهاب لفرض رأيهم بالقوة على المجتمع ولإسكات المخالفين لهم وهذا الأمر يجب أن يوضع له حد ولو بالقوة الغاشمة حتى يحصل كل منا على فرصة متساوية فى طرح أراءه وأفكاره وأنا متأكد أنه فى ظل مناخ حر خالى من الإرهاب والإجرام سيتم سحق تلك الجماعات الإجرامية فكريا وشعبيا كما تم سحقها أمنيا لأنها كالميكروبات اللاهوائية لا تستطيع النمو إلا فى جو عفن وخالى من الأكسجين وستنهار مع أول هبوب لنسمة من نسائم الحرية والبقاء كما يقولون للأصلح.