(09-27-2010, 02:47 AM)لواء الدعوة كتب: (09-27-2010, 02:27 AM)العلماني كتب: ولا شي، فقط:
1) الإصلاح الزراعي الذي وزع الكثير من أراضي الباشوات الإقطاعيين على صغار الفلاحين.
2) بنية تحتية صناعية وطنية لا نعرف لها مثيلاً في تاريخ مصر حتى اليوم.
3) إجلاء الانجليز عن القنال وتأميمها.
4) بناء السد العالي ...
إلخ ...
بالمقابل، ما هي الانجازات "الوطنية" الإخونجية حتى اليوم؟
1)"حجاب، نقاب"، تعليب، تكييس، تحنيط ... إلخ.
2) شق الوحدة الوطنية المصرية وإثارة النعرات الطائفية.
3) مدارس للإرهاب تخرجت من جراب المقبور سيد قطب ومن تبعه ومن والاه إلى يوم الدين.
4) تكريس قيم قروسطية وتخدير الناس من خلال "قات الدين" و"أفيون الخزعبلات الأسطورية".
5) مضاعفة أرباح "شيوخ البودره" ... و .. و ... إلخ
ولكن، هل هذه "إنجازات"؟ ووطنية؟
قلنا زمان، ونعيد القول بأن "الإسلامويين" بجميع طوائفهم ليسوا إلا حربة في صدر الوطن وخيانة واضحة فاضحة، حتى "الفداء" صار عندهم "شهادة"، وعوضاً من "التضحية بالروح في سبيل الوطن" صار أصحابنا يضحون بالروح في سبيل "الحور العين والغلمان المخلدين"، ويشقون طريقهم نحو السماء "منعظين" كي يمارسوا هناك "الدحم الدحم".
إيه يا ....
"شرقنا المجتر تاريخاً وأحلاماً كسوله
وخرافات خوالي
شرقنا الباحث عن كل بطوله
في أبي زيد الهلالي"
مقارنتك فاشلة جداً ، فأنت تقارن بين رجل إمتلك دولة قائمة وجيش كبير بإمكانيات كبيرة بجماعة معارضة في مصر لم تصل للحكم بعد ؟
فالمقارنة يجب أن تكون كاملة وعادلة ومتساوية ، فلا يعقل أن نقارن بين جماعة لم تأخذ فرصتها في الحكم بعد وبين رجل أخذ فرصته وزيادة وبلط وهرش في الحكم حتى بعد فضيحة النكسة حيث خرج يولول ويتوعد بالإستقالة وبعد ذلك رتب فيلماً جميلاً وبقي في مكانه كالخازوق العثماني .
ما فعله عبد الناصر لا ينسب له ، الفضل كله من أوله لآخره ، سواء فيما يتعلق بتحديث الجيش أو بالنهضة الإقتصادية والعسكرية يعود للإتحاد السوفيتي ، حتى تحرير القنال لولا تدخل الإتحاد السوفيتي " مع أنه بقي 8 سنوات وينتهي العقد الذي يربط بريطانيا في القناة وكان يمكن أن تعود للمصرين بدون أراقة دم واحدة " لكانت " بريطانيا وفرنسا واسرائيل " يشربون القهوة في قصر الرئيس " ابتسامة " .
أما الإخوان فلك أن تتذكر أفضالهم يا من تعودتم نكران الجميل :
1- المقاومة الشرسة للإحتلال الإنجليزي في قناة السويس
2- الجهاد الإخواني الأصيل في حرب 48 ، وفك الحصار عن سيدك الصنم في الفالوجا والذي لولا تدخل فرق الإخوان العسكرية لمسحت إسرائيل الفرقة المصرية المحاصرة بقيادة عبد الناصر .
3- الحفاظ على الهوية الإسلامية للشعب المصري " وهذا أكبر انجاز للإخوان " .
4- المشاركة في ثورة يوليو والتي لولا تدخل الإخوان ومشاركتهم بها لم تكن لتنجح أصلاً .
5- مشاريع الإخوان الإقتصادية والإجتماعية والمالية والتي تغطي احتياجات مئات الالاف وربما الملايين من الشعب المصري ، وهم مجرد جماعة معارضة لم تصد بعد لسدة الحكم
6- الثورة الفكرية والصحوة الإسلامية التي أيقظت الكثير من الحركات الإسلامية في أقطار العالم العربي والإسلامي وأعادت الأمل للأمة من جديد بإعادة بعث الخلافة الإسلامية " كابوسكم وكابوس الغرب " .
7- وما زال المشروع طور البناء ، وما زال يروى بالتضحيات الجسام ، والذي لن ينتهي إلا حين ريادة الإسلام وريادة الدولة الإسلامية العالم وبناء الحضارة الإسلامية التي نحلم بها .
والعجيب أنك ملقب بالمفكر والمثقف ولكن حين التمعن جيداً في كلامكم نكتشف أن القضية لا تعدو كونها " ألقاب مملكة في غير موضعها " ، فهل هناك فرق بين من يضحي بنفسه من أجل وطنه لتحقيق رضى الله عزوجل وبين من يضحي بنفسه من أجل وطنه وفق مفهومك الضيق والسخيف ؟
أما قولك القديم الجديد ، فبله وانقع مياته ، لم يبقى إلا أذناب الإتحاد السوفيتي ليتحدثوا عن الوطنية وخدمة الوطن وأنتم الذين أورثتم الوطن ذلاً وإنكساراً ما زالت كل الأمة تعاني منه إلى الآن .
وإن شاء الله سيبقى الإسلاميين هم هوية الأمة والمعبرين عن ثقافتها وأحلامها وغدها المشرق ، لأنهم هم الذين يضحون بالغالي والنفيس من أجل خدمة مشروعهم والذي سينجح شاء من شاء وأبى من أبى .
بالمناسبة يا سيد " علماني " بما أنك من فلسطين فهل لك أن تعدد انجازاتك الوطنية والتاريخية لشعبك وأمتك ؟ ماذا فعلت وماذا قدمت ؟ وهل أنت مستعد للتضحية بدمك من أجل وطنك أم أن جل همك " البعكشة " و " التسكع " في المنتديات والنوادي ومناقشة أخبار الست وحواديت الهانم
1) أنا لم أقارن بين "عبدالناصر" و"الإخوانجية"؛ لم أقارن بين السيف والعصا والورد والشوك والتقدم والتخلف. إذ كل ما فعلت هو الإجابة، باقتضاب على سؤال مطروح، والتذكير ببعض ما قدمه عبدالناصر لوطنه.
الجواب كان إذاً "على قد السؤال"، ولكني بدوري تساءلت ماذا قدمت "حركة الإخوان المسلمين" للوطن "المصري" في هذه السنين الطويلة التي مضت منذ تأسيسها حتى اليوم غير الحجاب والنقاب والتكييس والتعليب وشق الوحدة الوطنية المصرية التي توصل إليها المصريون سنة 1919 من خلال شعاراتهم "وحدة الصليب مع الهلال" و"الدين لله والوطن للجميع"؟
2) تقول – يا سندي – بأن "الإخونجية" صرفوا المال وعملوا مشاريعاً طالت المواطن المصري، وأقول بأن كل هذه المشاريع لم تكن "وطنية" (ونحن في معرض الحديث عن الوطن) بل كانت في سبيل التسلق والتمكن من الشارع المصري، بمعنى أن هذه المشاريع (على قلتها ومحدوديتها) استرد "الإخوانجية" ثمنها أضعافاً مضاعفة من خلال الركوب على ظهر المواطن المصري وقيادته إلى "حظيرة التخلف" التي يدعو إليها الإخوان (دولة ثيوقراطية قائمة على شريعة قروسطية فيها الكثير من الهمجية والبربرية).
لم تكن هذه المشاريع "وطنية" بدليل أننا عندما نتكلم عن الوطن فإننا نتكلم عن "التراب المشترك" الذي يجمع الناس بكافة طوائفهم وأعراقهم وأجناسهم ومذاهبهم، ولكن "خير الإخونجية" (لو كان فيهم خير ) محصور محدود في بعض فئات طائفة بعينها (المسلمون السنة في هذه الحالة). فهل تستطيع أن تقول لي ماذا استفاد "جرجس القبطي" مثلاً من مشاريع "الإخونجية" هذه إن كانت "وطنية" حقاً؟ أم أن "جرجس القبطي" هذا ليس مواطناً من أساسه؟
3) حارب "الإخوانجية" في حرب 48 وناجزوا الإنجليز في القنال؟!!! طيب، ولكنك نسيت أن "الجيش المصري" كله قد حارب سنة "1948" رغم تعثره في القتال، وكذلك الجيوش العربية الأخرى (لبنان، سوريا، الأردن ... إلخ). ولكن حرب 48 لا تدخل ضمن الإنجازات "الوطنية المصرية" ولكن ضمن لافتات "العروبة والإسلام"، أو "الإسلام" بالذات عند الإخوانجية ، وهذا كله يخرج عن الانجازات الوطنية.
ولكن، بين هذا وذاك، لم يكن قتال "إخوانجية" المقبور "حسن البنا الساعاتي" "لله في الله" – كما يقولون -. فالرجل كان يعد العدة للاستيلاء على الحكم ويدرب "جيشه الصغير" في "المقطم" على السلاح، وينافق القصر وينافق الانجليز وينافق الشارع المصري وفهمك كفاية !!! ولكن، في النهاية، هل القتال في حرب 48 هو بحد ذاته إنجاز وطني مصري؟ حزر فزر !!
4) ما تسميه أنت "ثورة فكرية وصحوة إسلامية" نسميه نحن "ردة حضارية ولوثة عقلية" – والعياذ بالله -، جعلتنا نبدأ هذا القرن بمفاهيم متخلفة أكثر من المفاهيم التي كانت عندنا في بدايات القرن الماضي. ونقضي وقتنا في معارك جانبية على هامش الحضارة والمتحضرين (معارك التكييس )، وعوضاً من الالتفات لأنفسنا وتنمية قدراتنا للحاق بركب عالم يجري على وتيرة سريعة، صرنا مع "ثورتك الفكرية وصحوتك الإسلامية" نحاول أن نمسك بلجام "العالم" وإيقافه في محطات بعض أجلاف العرب القدماء، ونشرب "اللبن الرائب" في صحة "ابن تيمية وابن القيم" ولا هم لنا إلا اللحاق بعالم "الجمال والنياق" الذي "فات وعدّى يا حبيبي"، وتجميل وجه تلك "الحيزبون" المسماة بدولة "الخلافة"، التي لم نحصد منها في القرون العشرة الأخيرة الا العودة إلى الوراء والفقر والجهل والمرض.
اما بخصوص "دولة الخلافة" يا سندي، فلقد جربناها 1400 سنة، كانت الألف سنة الأخيرة منها ويل وثبور وتخلف وبلاء يعم الجميع. أم أنك فخور حقاً بدولة المماليك وسلطنة بني عثمان؟ ولكن هل دولة الخلافة "إنجاز" نستطيع أن نلقبه "بالوطني"؟ أو "الوطني المصري"؟ لا أظن بأنك تزعم هذا !!!
5) قصة أن تدخل الإخوانجية في ثورة يوليو أنجح هذه الثورة هي قصة سخيفة، لا أعتقد أن هناك من يشتريها إلا الإخونجية أنفسهم. عموماً هناك الكثير من الأدبيات بهذا الخصوص ولن أدخل بها الآن، فالثابت أن ثورة يوليو كانت من صنع الضباط الأحرار وخصوصاً "جمال عبدالناصر"، وهي إن كانت تحسب إنجازاً وطنياً، فالفضل الرئيسي فيها لعبدالناصر (صانعها) وليس لشراذم الإخوانجية هنا وهناك.
6) نأتي الآن لجملتك التي أذهلتني حقاً لما فيها من علم ومعرفة وإدراك و"وضع الهناء مواضع النقب" – سبحان الذي خلقك -، إنها الجملة التي تقول فيها – لا فض فوك ولا عاش من يشنوك -: "الحفاظ على الهوية الإسلامية للشعب المصري " وهذا أكبر انجاز للإخوان ".
ما رأيك لو قلت لك "طز"؟
أولاً، الحفاظ على الهوية الإسلامية للشعب المصري ليس إنجازاً "وطنياً" إن كان إنجازاً من أصله. فالدين الإسلامي يأكل عظام مصر منذ مئات السنين، ولم يهدده أحد ولم يقف بوجهه أحد، ولم يعلن أحد عداءه له.
رابعاً: ماذا استفادت "مصر" من "الدين الإسلامي" منذ دخول الإسلام إليها مع "عمرو بن العاص" في القرن السابع الميلادي؟
لو راجعت التاريخ فلسوف تجد بأن "مصر" (وبالذات "مصر") خسرت مع الإسلام أكثر مما استفادت بكثير. فلقد كانت مصر لاعبة رئيسية ذات حضارة متميزة نوعاً وكماً على مسرح الشرق الحضاري القديم لآلاف السنين. فأصبحت بفضل جيوش المسلمين "لاعبة هامشية" على المسرح الحضاري (الدمشقي البغدادي في ذلك الوقت) لمئات السنين. بل انها عندما استردت عافيتها "السياسية والعسكرية" مع ضعف الخلافة في بغداد، فإنها تخلفت حضارياً وحكمها المماليك ثم الأتراك الذين بقوا مئات السنين سيوفاً مسلطة على رقاب المصريين، يقودونهم إلى الخلف حتى حملة "نابليون بونابرت" (1798).
استردت مصر عافيتها "الحضارية" التي كانت تتوهج قبل "الغزو الإسلامي" (من الموقع الحضاري المتميز للإسكندرية) مع "محمد علي" فقط نتيجة "الاتصال بأوروبا". فهل كان "الإسلام" نعمة أم نقمة "لمصر"؟ الآن، أدعك تتصور لو لم تكن مصر "إسلامية" ماذا يمكن أن تكون؟
عموماً، كل هذا ليس مهماً في نقاشنا لأنه لا يعنينا، فالمحافظة على الإسلام أو قطع دابره ليس إنجازاً وطنياً ولا يرفع الحمل عن كاهل جاموسة واحدة، ولا يشق ترعة صغيرة، ولا يُنبت شجرة صغيرة في صحراء مقفرة.
7) أخيراً، عدم قدرتك على رؤية الفرق بين "الفدائي" و"الشهيد". حتى أنك أتيت كي تقول لي التالي: "
اقتباس:فهل هناك فرق بين من يضحي بنفسه من أجل وطنه لتحقيق رضى الله عزوجل وبين من يضحي بنفسه من أجل وطنه وفق مفهومك الضيق والسخيف
؟"
أريد أن أغني لك ما كنا نغنيه "بعد بيروت 1982 (معدلاً طبعاً): "والمابيشوف من الغربال يا بيروت ... أعمى بعيون إسلاميه

...
"الفدائي" يا سندي – ودعه يكون يسارياً ملحداً أيضاً كي نبين الفرق هنا - هو من يضحي بذاته من أجل "مصلحة جماعية" يقدمها على "مصلحته الشخصية". إنه يبذل نفسه من أجل "الوطن" وعيون الوطن، وهذا شخص جدير بالاحترام لأنه – بمفهومه – يجود بنفسه دون "غاية فردية" أو "مصلحة أنانية" سوى "استفادة مجموع شعبه" من عمله.
"الشهيد" عندكم ذو قناعة مختلفة نهائياً "أنانية" في جوهرها" ، "نفعية" في البدء والنصف والخاتمة. فهو يموت كي يعيش هو نفسه مع "الحور العين وا لغلمان المخلدين" في "الجنة".
الفرق ليس في نوع العمل ولكن في "غايته" و"مقصده" و"نبل هدفه" (فرق في "النيّة"). إنه الفرق بين مبضع الجرّاح وسكين القاتل. إنه الفرق بين من يضحي بأغلى ما عنده من أجل الجماعة وبين من "يستثمر" في "بنك السماء" ما يدفعه من مجهود على الأرض. لذلك فالأول هو جدير بالاحترام، أما الثاني فهو مجرد منتفع أناني حقير حتى لو تساوى مع الأول في الفعل.
هذا باختصار .. حتى لو كان فيه إطالة ...
واسلم لي
العلماني