يا لحسن حظك يا SH4EVER فجوناثان كوزول هذا من أفضل من درس و كتب عن النظام التعليمي في أمريكا و خاصة الكتاب الذي تفضلت بالاشارة اليه. سأبحث على النت علني أجد هذه الحلقة.
أما قولك:
اقتباس:ما يعجبني في دول الغرب أنها لديها الرغبة في كشف عيوب أنظمتها و لديها رغبة بالإصلاح
بالنسبة لأمريكا فان محاولة حقيقية لاصلاح النظام التعليمي قد يوصل الدم للركب يا عزيزي فالأمر يتعدى مجال التعليم الى بنية النظام الرأسمالي و أباطرته. و كل محاولات الاصلاح حتى الآن لا تمس العلة الحقيقية بل العديد منها يزيد طينة القطاع الحكومي و طبقة الفقراء بلة و هناك الكثير من الحنق على هذا التعليم في أوساط العارفين به و المختصين فيه. و تاريخ هذا التردي طويل اذ منذ ثمانينات القرن الماضي ظهرت دراسة عنوانها "أمة في خطر" تتحدث عن ذلك التردي و تقرع أجراس الانذار. و ها نحن لا زلنا نتكلم في الموضوع بعد مرور ثلث قرن عليها بدون اي تغيير بل بتردي متواصل.
هناك قانون No Child Left Behind الذي صدر في عهد الرئيس بوش بغية الاصلاح لكن جاءت نتائج تطبيقه لتثبت عكس ما توحي به الكلمات تماما. اذ باتت الكثييير من المدارس مهددة بالاغلاق لصالح تخصيصها بسبب قسوة و لامنطقية التبعات التي ألقاها ذلك القانون على كاهلها و بدل أن يكحلها أعماها و أعمى خالتها معها. و قد سبقه و تلاه قوانين مثله الا أنها لم تحقق اصلاحا. الاصلاح الوحيد الذي نجح برأيي هو ما يسمى قانون سبوتنيك في الخمسينات و الذي جاء يترجم الهلع من تفوق الاتحاد السوفياتي و غزوه الفضاء مما دفع الحكومة الفيدرالية الى ضخ أموال و بذل جهود محمومة لتحسين التعليم في حقلي الرياضيات و العلوم. هذا فلحوا فيه و ما عدا ذلك سلامتك و تعيش ... كله بيع حكي مثل حكي زعمائنا: الطن ببلاش الا ربع.
أما كتاب كوزول فيحكي فيه عن حال مدارس من الصعب أن نصدق أنها في أمريكا و ليست في أفغانستان أو مجاهل باكستان. حيث تفتقر للمواد التعليمية من كتب و ورق و طباشير و أبوابها تقفل بجنازير لأن الأقفال محطمة و المقاعد تمتد الى الحمامات لكبر عدد التلاميذ في الفصل الواحد. و كلما هطل المطر أو فاضت المجاري تقررت عطلة الى أن تفرجها الطبيعة وووووووووو بلاوي متلتلة.
من ناحية أخرى فالتعليم يكرس و يعيد انتاج و يوسع الفجوة الطبقية رغم كل ما يشاع و ما نسمع من شعارات رنانة عن مساواة الفرص و أمة واحدة تحت الله و ووو. فهناك تعليم للفقراء و آخر للأغنياء . اذ أن كل منطقة سكنية ترتفع جودة التعليم فيها بارتفاع دخل سكانها و ما يدفعون من ضرائب. مما يعني أن الفقراء مدارسهم حالها مايل من كل النواحي مما يجعل معدلات ترك المدرسة مرتفعة ليبقى الجهل سيد هذه الطبقة. و منذ سنوات قليلة ابتدأ تشجيع على ترك المدارس الحكومية و الالتحاق عدة أنواع من المدارس مثل charter schools و رغم كل الطنة و الرنة في الدعاية لها و تميز الخدمات فيها وووو الا أنها في حقيقة الأمر خطوةخطيرة نحو تخصيص التعليم. و لكن ماذا عن طبقة طويلة عريضة من الفقراء و الشريحة الدنيا من الطبقة الوسطى؟ فهؤلاء لا يقوون على تكاليف مدارس خاصة؟؟
و هكذا نكتشف ان every poor child is going to be left behind
اضافة لذلك هناك تنامي للمدارس و الكليات الدينية في بلد علماني لا يكل و لا يمل من التبجح بالديمقراطية حتى بات يصدرها عبر البحار بالسلاح و بالحذاء.
الأصابع التي تشير الى تقصير المعلمين أصابع مأجورة و متسلقة على حساب أخوتها في المواطنة فهي تفصل المعلمين بتهمة التقصير الملفقة لتوفر رواتبهم و تساهم في تقليص النفقات التي باتت عبئا على ال school districts أو ما يمكن تسميته بوزارة التعليم في ولاية ما. فالعيب ليس في المعلم الذي يريدونه "كبش فداء" لبنية تقوم أصلا على امتصاص دم و طحن الفقراء. المعلم يعد اعدادا جيدا حيث يدرس علم النفس و الاجتماع و كل المجالات التي تمكنه من ايصال المعلومة بأوفق الطرق لشتى شرائح الطلاب بما فيهم ذوي الحاجات الخاصة او الناطقين بلغة أخرى. كما أنهم متمكنون من التعامل مع الطلاب تعاملا بناء و فعالا. و المدرس اضافة لذلك يقدم امتحانات كفاءة قبل أن يحصل على رخصة و يحرث و لا حمار في مطلع -كناية و ليست اهانة- لكن ماذا نقول و الحال كما قال الخالد درويش: يلتقي المتسلقون على جراحك كالذباب الموسمي!
أما فنلندا فقصة أخرى.
موضوع طويل و عريض و ممكن أن نقول فيه الكثير لولا أن الوقت اضيق من فستان هيفاء وهبي.