المعذرة على سوء تنسيق الرد فما زال التعامل مع صنوق التنسيق غير واضح بالنسبة لي



سيدتي الكريمة الأستاذة هالة ..

لك وللإخوة مني العذر إذ أنني لا أزال في ( رحلة الظعائن) أقلب ( بين المضارب ) بعد أن قررت الرحيل من حيث كنت ولما يستقر بنا المقام حتى الآن، وهو الذي أجبرني على التريث قليلا كي أتمكن من فهم المعلقة التي أرسلت بها .

أحمد لك سرعة استجابتك وكريم تفاعلك، كما أغبطك على هذا الكم الواسع من القضايا والآراء والذي احتواه ردك الكريم . لطالما سحرتني هالة تزين محيط القمر في ليالي التمام، على الرغم من علمي يقينا أنها مجرد هالة لا نلبث أن نفتقدها حتى من قبل أن يغيب مصدرها .

(09-27-2010, 12:25 AM)هاله كتب:  استعنا على الشقاء بلمبة

سيدتي : ما كنت أعلم أحدا استعان على حزَن جبال الألب بالفيلة من بعد هنيبعل ، من بعد ما تبين له ولمن أراد أن يعتبر أن تقديره لم يكن موفقا حيث كانت الهزيمة تنتظره، فكيف بمن يستعين بالذر على ما هو أشقى من حزن الألب ؟؟

اقتباس:سأسر لو استطاعت أن تربط لنا بين الدروشة وأختها وبين ما يدل عليهما في الدراسة المرفقة

الدروشة مشتقة من "دروشة" و "درويش" و هو شيخ الدين الخالص كازه لأنه يخبص فيما لا يعرف و كلامه كثييييييير كما و تحت الصفر كيفا.


أخشى يا سيدتي الكريمة أنك لم تستطيعي استيعاب مقصدي أو ربما أخطأ سهمي الدريئة وقلما يخطأ سهمي دريئة ،فقد تفضلت تكرما بشرح معنى الدروشة الذي أعرفه وتعرفينه ويعرفه القاصي والداني، فما كنت لأطلب شرحا لكلمة يستطيع من كان مثلي ومثلك شرحها بمجلد ونستطيع اختصار المجلد بكليمات لو أحببنا ، الذي قصدت إليه إنما أختها التي تلتها والتي رنين موسيقاها يتوافق وأختها تماما غير أن معناها هو الذي طلبت ليس إلا .

افتتح زميلنا خطبته العصماء ب:

اقتباس:إن الناظر للغرض من الأدب والفن في الإسلام يجد أنه محاولة جادة لإصلاح المجتمع وتطوير قيمه.. وليس تجسيد الواقع بما فيه من مفاسد.. كما تذهب إلى ذلك المدرسة الواقعية.

المدرسة الواقعية أتت "تمردا" على الواقع و عملت على نقده نقدا شرسا لم يغب عنه الاستناد الى العلوم الطبيعية و الاجتماعية و قضايا العدالة و حقوق الانسان. و "لم تكتف بتجسيد" ذلك الواقع كما زعم كاتبنا زورا و بهتانا ليضحك على عقول القراء و بالتالي يفهمهم أن "الأدب الاسلامي" هو "وحده" الذي يريد الاصلاح و هو وحده الأدب النبيل و وهو وحده الطريق السليم الى آخر اسطوانة الدعاية المزورة التي لم تسمع بأمانة علمية و لا نزاهة فكرية. و يبدو أن صاحبنا لا يعرف أن المدرسة الواقعية تتضمن اتجاهات متعددة منها الواقعية النقدية و الواقعية الاشتراكية و الواقعية الطبيعية التي تلتقي عند نقد الواقع لكن صاحبنا تغافل و لم الجميع في سلة واحدة حتى لا يتعب نفسه في توزيع اتهاماته.

سؤالك الثاني:

اقتباس:إن نظرة الإسلام للفن تختلف عن نظرات المذاهب الأخرى من شيوعية ورأسمالية ووجودية...الخ.
- فهذه المدارس ترى الفن غاية في نفسه.. لذلك تطلق نظريات من نوعية الفن للفن أو الفن للحياة.

أي انسان بيفك الحرف و قرأ له كلمتين من هنا و هناك يعرف أن الشيوعية قالت بالفن الملتزم بقضايا الناس و آلامها و معاناتها و ذلك لشحن وعي الناس الطبقي بالظلم و الاضطهاد و الاستغلال النازل بهم حتى ينخرطوا في العملية الثورية لتغيير المجتمع.  



نعم لديك حق كل الحق .. فأي إنسان يرى ويسمع يرى كيف تهاوى هذا الصرح الذي قال بالفن الملتزم وذلك ليس بضربات من الخارج بل بضرباته هو ، هذا الصرح الذي علم التزم بقضايا الناس .
صدقيني أنني تذكرت من خلال كلماتك زوجة الرئيس تشاوشيسكو والتي بقيت تصدق أنها أم للشعب وبقيت تصرخ بذلك حتى استقرت الرصاصات في صدرها وهي لا تزال نصرخ وتولول .
يا سيدتي هذا الخطاب الذي تتحدثين به ما كنت أظن أن يستقر له مقام بعد أن صار أولئك الذين التزموا بقضايا الناس صاروا لصوصا ومتسولين على أبواب الغرب ، وصار عرابوا المعاناة والشحن وكل ما تقولين عنه أعلاه كبار الرأسماليين بعد أن كانوا يقتاتون على دماء الناس الذين جوعوهم وقتلوهم وهجروهم وذبحوهم .
أما العملية الثورية التي تتحدثين عنها فما أحلاها وأروعها عندما تصبح تحمل شعارات من مثل مال الثورة للثوار ومن مثل الثورة تأكل أبناءها .
بالله عليك قولي قولا يمكن للعاقل أن يصدقه ، أو حتى للمجنون أن يقبل به ولا تحدثيني عن سوالف الدهر التي أكل عليها وشرب ، ولربما بصق وبال كما فعل أبناء الماركسية حين قاموا بنقل رفاة زعيمهم الأكبر لينين ، فلم يتورعوا حتى على البصق والبول على رفاته . أم أنك تقرأين النظرية وحسب ؟؟؟
ثم من ذا الذي يضع الرأسمالية و الشيوعية و الوجودية معا في سلة واحدة؟ فيا زميلي الوجودية مدرسة فلسفية و لها أتباع في المعسكر الشيوعي (ان وجد أصلا) و المعسكر الرأسمالي و في العالم النايم أو النامي. كما أنه من الشوربة بمكان أن نقول أن الرأسمالية ترى الفن غاية في ذاته. فالرأسمالية ليست مدرسة أدبية اصلا بل تشكيلة اجتماعية.

لن أخوض في أسس الواقعية والمدرسة الواقعية في الأدب، فقد قرأتها مرارا وتكرارا وأعدت وفتقت وحاولت وجهدت وما قصرت في سبيل أن أؤطر للنظرية الواقعية في الأدب إطارا يكون من الشمولية والاستقصاء بحيث يروي غليلي ويشفي فضولي فلم أستطع ، ولا زال عالقا في ذهني من أمثلة الأدب الواقعي التي سبق وأوردها لنا بعض دارسي هذا الأدب وبعض المولعين أمثلة به أستحيي أن أصفها بالأدب بل ربما كان ما تحت الأدب وما دونه أو في سبيله أما أن يكون أدبا .. فقد كان عسير الهضم جدا .. ولا تتسرعي بقراءة كلامي لتنقلي عني أنني أحمل على الأدب الواقعي جملة وتفصيلا هكذا.
الأمثل من هذا كله أنني ومن خلال تواجدي الطويل على الأراضي الأوربية لفترة فاقت ربع القرن من الزمان تمكنت من التواصل مع الذين تربوا على الواقعية وعلى الأدب الواقعي وعلى الواقعية الإشتراكية، وتعرفت إلى الذين كانوا يتمترسون على الجهة الشرقية لحائط برلين من قبل أن يصيبه الصدأ ويتهاوى ، أولئك الذين كانت صيحاتهم تفوق زئير الأسود فإذا بنا نراهم لصوصا يتجلولون في أسواق ألمانيا يسرقون مكنات الحلاقة وأحذية وكيلوتات نسائية داخلية ، حتى الحفاضات النسائية ( من النوع الجيد ) لم تسلم من سرقاتهم الصغرى ، أما الكبرى فلا تسالي عمن يقف وراء المافيات الروسية اليوم ، ويكفينا أن واحدا من أهم رجالات استخبارات الدولة السوفيتيتة الممحوقة يصير رئيسا لدولة تسير على النمط الذي طالما تجسس عليه أثناء تواجده في برلين الشرقية .


ثم ما شوربة المصطلحات و المفاهيم التي يعج بها الموضوع؟
أما كان ينبغي التحديد و التوضيح حتى تصل الفكرة للقارئ بدقة؟فمثلا: من قال للكاتب أن هناك مفهوما مطلقا متفقا عليه للأخلاق و القيم و الفضيلة حتى أخذ يعيد و يزيد فيه؟ و من الذي قال بأن هناك مذهب "شيوعي" و من الذي قال بأن "الاصلاح" له مفهوم واحد؟ و غيرها الكثيييييييييييير.

اقتباس:لقد طغى على الساحة مدارس كالواقعية والحداثة والتجريدية والتجريبية وما بعد الحداثة ولا ندري بماذا سيخرجون علينا غدا.

هل هذا كلام انسان متعلم؟
أليس التاريخ متحركا و المجتمع الانساني متغيرا؟ ألم يقل امام الفقراءبما معناه ربوا أولادكم لزمان غير زمانكم ؟ أو حاجة بهذا المعنى تعترف بالتغير الاجتماعي.

اعذرني يا زميلي فلن أضيع وقتي على هراءات و شوربات أكثر مما فعلت.

أما قولك أنت:

اقتباس:الشوربة الواحدة التي أراها هو تحوير مطلع الآية الكريمة من ( وقرنَ ) إلى ( وقروا ) لأن المخصوص بهذا القرار إنما هم القوارير وليس الطرفين

هذا هو اصلاح المجتمع و اللغة يا زميلي. فالقوارير التي تتصف بالهشاشة ممكن أن تكون صفة الرجل أيضا ان كان خالص كازه مثل البعض هنا و في الواقع المحيط. فالهشاشة هشاشة الفكر و الموقف و هنا تنتفي قيمة الذكورة و الأنوثة.

تستطيعين لو أحببت أن تجعلي الماء طينا ومن والخمير عجينا، ولكن عند النظر يبقى الماء ماء والخمير خميرا .. وأقول لك بحق أنك تصدقين في هذا خاصة عندما نرى في مجتمعاتنا الغربية من الرجال أنصاف وأرباع الرجال ومن النساء من يفوق الرجال بمراحل . أما أن تكون الهشاشة للفكر فهي حقا كذلك غير أنني أرى أن هشاشة النفوس تسبق هشاشة الفكر بمراحل بعيدة .. فمن كان هش النفس يسهل أن يكون فكره هشا من مثله، بل أن يكون عديم الفكر فالنقس الهشة تحت الفكر عنها كما تحت الأشجار أوراقها في مثل أيامنا هذه .
لك مني خالص الود