شكرا هالة على المداخلة القيمة .... عندما قصدت بموضوع أن دول الغرب لديها الرغبة الحقيقية لإصلاح أنظمتها فأمريكا أيضا مشمولة بهذه النظرة .. لأنه على الأقل هناك حملة انتقاد للنظام التعليمي و واضعي سياساته من دون أن يتعرضوا للقمع و التنكيل الأعلامي كما يحدث في بلادنا . كتاب كوزول هذا يتحدث عن الفارق الضخم بين التظام التعليمي المهلهل في المدارس الأمريكية و النظام القوي و الصعب في الجامعات الأمريكية . لدرجة أن طالبة تعتبر الأولى على مدرستها أصبحت ترسب في النظام الجامعي . و على فكرة هذه القصة شبيهة بما يحدث لدينا في البحرين . وزير التربية و التعليم البحريني سنويا يخرج على الملأ ليعلن نتائج الثانوية العامة و يعلن تفاخره بأن معدل الناجحين و المتفوقين قد أرتفع . عندما تخرجت من المرحلة الثانوية سنة 1996 كان المتفوقين على المرحلة الثانوية 50 شخصا حققوا معدلات بين 90 إلى 96 . هذا الرقم قفز خلال عشر سنوات من 50 فوق 90 إلى 500 فوق 95 . و الوزير اصبح متفاخرا بذلك و لست أعلم إن كان جهلا ام ماذا .. فالطبيعي يجب أن لا يزيد المعدل بهذه الطريقة و إلا كان هناك خلل ما فالبحرينيون لم يتعرضوا لطفرة جينية جعلت معدلات ذكائهم أعلى و حتى لو فرضنا أن عدد السكان قد أرتفع ، فالإحصائيات تقول بان عدد السكان إرتفع بمعدل الضعف .... بينما عدد المتفوقين إرتفع 10 أضعاف . أسباب المشكلة من وجهة نظري كمتخصص في التربية و التعليم تكمن في أن نظامنا التعليمي و أسلوب تقييمنا لم يتغير خلال عشر سنوات . يعني خلال سنة 1996 لم تكن الكومبيوترات قد انتشرت بين الناس . لذا كان كتابة بحث تستغرق من الطالب وقتا و جهد .. حيث يضطر للبحث في المكتبات و قراءة الكتب و في النهاية يكتب البحث بخط يده محاذرا للأخطاء لكي لا يعيد الورقة . سنة 2001 أصبحت الكومبيوترات منتشرة لذا فالطالب يستخدمها للكتابة و إدخال الصور و الأشكال .. و المدرس كان يعطي الدرجة الأكثر للأشكال سنة 2006 أنتشر الانترنيت و اصبح الطالب بضغطة زر يحصل على المعلومات المطلوبة و يطبع البحث و يسلمه ... و العقلية التي تقيم البحث لا تزال هي نفسها عقلية 1996 التي لم تتغير . اليوم عندما تذهبين محلات القرطاسية في البحرين تجدين هذا الإعلان (( مستعدون لعمل البحوث من المرحلة الابتدائية حتى الجامعية )) و صدقيني عقلية النظام التعليمي البحريني نفسها لم تتغير .

عموما لست من المعجبين كثيرا بالنظام التعليمي الامريكي (سواء في المدرسة أو الجامعة ) و أحبذ الأنظمة الأوروبية ( خصوصا النظام البريطاني و النظام الألماني ) . في جلسة عادية مع البروفيسور المشرف على رسالتي في دكتوراه التربية في إحدى الجامعات البريطانية .. كنت اتحدث عن جميع المشاكل الموجودة في نظام التعليم لدينا في البحرين و كان المشرف يقول لي أنهم مروا بتلك المرحلة تمام و لكن الفرق أن هتاك رغبة حقيقية لإصلاح التعليم و استطاعوا فعل ذلك بينما لدينا في الوطن العربي ... دعوات إصلاح التعليم مجرد فشخرة و استهلاك اعلامي .

تحياتي