(09-29-2010, 03:40 PM)observer كتب: (09-29-2010, 12:03 PM)أبو خليل كتب: بالطبع لا يخفى على احد الفارق بين الحالتين...
و معلوم للجميع تاريخ حركات التحرر التي زاوجت بحنكة بين البندقية و طاولة المفاوضات, في النهاية, البندقية ما هي سوى ورقة في وجه المحتل, تنهكه و تستنزفه (مع فارق القوة طبعا و شدة الوطأة على الشعب) , ثم يتم استخدامها كعامل قوة و ضغط لاجبار المحتل على الجلوس و التفاوض و نيل الحقوق....
ما لا استطيع فهمه هو استراتيجية (محور الاعتدال العربي) حاليا بشكل عام, القائمة على محاربة الحركات الممانعة مقرونا بفقدانها أي عامل قوة او ضغط بديل , مقرونا بتحالفها الاستراتيجي مع الغرب مقرونا بجنوحها للتفاوض على ما تبقى من حقوق بدون اي رؤية و اي اوراق قوة و ضغط تتفاوض عليها...
الخطأ بدأ منذ الانفكاك عن وحدة المسارات العربية بناء على قواعد مدريد و الخوض في مفاوضات سرية في اوسلو و القبول بالحلول المرحلية (غزة اريحا اولا), لكن على الاقل يومها ابو عمار احتفظ باوراق قوة بالحد الادنى...
الان لا اعرف على ماذا يعتمد ابو مازن, و لا على ماذا يفاوَض, و ما هي آماله؟ أهو يأمل خيرا في طيبة قلب الاسرائيليين؟ ام على عدالة و ضمير الامريكيين؟
و هيداك التاني محمد دحلان قال يهدد بخيار اللجوء الى مجلس الامن ( تكاد تسمع صراخ نتنياهو يصيح: يا ماماااااا)
استراتيجية محور الاعتدال العربي كلها لا افهمها, فهمنا انهم قوم مهزومون منكسرون لا حول لهم و لا قوة , لكن ما هي رؤيتهم؟ ما هي استراتيجيتهم (عدا طبعا عن مكافحة حركات الممانعة المتبقية لنيل الرضى الامريكي؟) على اي اساس يفاوضون على حقوق الاجيال القادمة؟
عندما كان يذهب عرفات الى الامم المتحدة كان يعلن ان البندقية بيد و غص الزيتون بيد,
ابو مازن عندما يذهب لشرم الشيخ, ما لديه في كل يد؟ (حتى لا ندخل في المزاح من جديد...)
عزيزيابو خليل،
منذ العام ١٩٧٤ و الى اليوم جرت مياه كثيرة من تحت الجسر. فزال الاتحاد السوفياتي و من معه من حلف وارسو، و اصبحت تجمعات دولية كثير كدول عدم الانحياز مثلا حبرا على ورق، و تغيرت خريطة الوطن العربي، فاقامت دولتان عربيتان علاقات دبلوماسية كاملة مع اسرائيل، و معظم الدول العربية الباقية تقيم علاقات غيرلمشروعة مع اسرائيل على استحياء، و تم تقليم اظافر العراق كاقوى دولة عربية عسكريا ليتعلم بقية الاشقاء عدم اقتناء مخالب،وقبل ذلك تم اجتياح لبنان لتتشتت الثورة الفلسطينية في مختلف الدول العربية الغير قريبة ابدا من خط المواجهة، و انفردت امريكا كقطب اوحد لهذا العالم، و اندلعت الاعمال الارهابية العالمية و التي جعلت العالم يتخبط بين مفهوم المقاومة المشروعة (الغير متاحة اصلا) و بين الارهاب.
و بعد كل ذلك، نتسائل ما هي الاوراق التي يمكن ان يمسكها ابو مازن بين يديه و قبل ذهابه اليوم الى شرم الشيخ و يستطيع ان يلعب بها هناك؟؟!!!
هناك اطراف عديدة اخرى عانت من نفس الوضاع الدولية و الاقليمية و موازين القوى و اكثر و بقيت محافظة على توازنها و لم تفرط بحقوقها و ما زالت تمتلك عناصر قوة متعددة الى اليوم..
عزيزي اوبزيرفير..
قبل القاء التبعات على الاخرين و على الظروف الدولية و الاقليمية, على السلطة الفلسطينية ان تقر اولا بأخطائها الاستراتيجية الفادحة اولا و التي اوصلتها للحالة المزرية الحالية, و اكبر و افدح تلك الاخطاء هي لحظة الخروج عن تلازم المسارات و الدخول في متاهات الاتفاقات السرية المرحلية المنفردة في اوسلو..
بعد ان انتراع مبدأ (الارض مقابل السلام) في مؤتمر مدريد من الامريكيين بعيد حرب تحرير الكويت, و الاصرار السوري على وحدة المسارات و و مبدأ السلام العادل و الشامل لجميع دول المنطقة (و هي نقطة تحتسب للراحل حافظ الاسد) قفزت السلطة الفلسطينية فجأة في بئر مفاوضات سرية انتقالية مبهمة بدون اي استراتيجيات و لا اي ضمانات, لا ادري اعتمادا على ماذا و انتظارا لماذا؟؟؟؟....
لا ادري حقيقة كيف تم القبول بمبدأ (اعطوني السهل الخفيف الان و سنبحث في الامور الصعبة لاحقا)... و بدون اي ضمانات من الامريكيين و لا اي التزامات من الاسرائيليين, و مع معرفتهم ان قبولهم بالاتفاق المرحلي الاولي افقدهم اهم عنصر قوة (مع هزالته) يمتلوكونه الا و هو الاعتراف بشرعية الكيان المحتل و القبول بوجوده رسميا و تاريخيا....
عموما دعنا لا نبكي و نتحسر على ما مضى, اللي فات مات, المهم هو اليوم و غدا.... عسى ان نكون قد تعلمنا الدرس (مع انني اشك بذلك, فما حدث باعتقادي ليس خطأ غير مقصودا بل هو نهج تاريخي قائم بحد ذاته يقوم على الميل للانقياد للقوة و الاستسلام امام الصعاب و الجنوح للراحة و السكينة و بيع الحقوق لحل المشاكل و نيل الحظوة عند اولي الامر)...
نأتي للان, مع تسليمنا بفقدان عناصر القوة (و سعينا الحثيث و باصرار غبي لتعطيل اي عناصر قوة متبقية), من الافضل الف مرة ان احتفظ بحقي في حقوقي طالما انني عاجز عن استعادتها من ان افرط بها و اتنازل عنها امام التاريخ و الاجيال القادمة....
فلسطين ليست ملكا لابو مازن و دحلان ليقرروا ان كانوا سيوقعون اتفاق التنازل عنها سواء كانت موازين القوى تسمح او لا تسمح- لا يهم.... هي ملك ابنائهم و احفادهم و احفاد احفادهم.... ان كانوا عاجزين , فليتحنوا عنها و يتركوها للاجيال القادمة...
قديما قال عبد الناصر بعد نكسة 67, (ارضنا هناك, لن تتحرك, و سنستعيدها يوما, و نعرف كيف)... لم يقل (دخيل ربكم استروا عليي ...شوفو شو فيكم تردولي انا عاجز....)
و على الهامش, انا اعتقد ان حل الدولتين و الاقرار بيهودية اسرائيل هو خطأ تاريخي اخر ترتكبه السلطة الفلسطينية بحق القضية و التاريخ,
حل الدولة الديموقراطية الواحدة للشعبين و اعادة الحقوق للشعبين (في فلسطين للفلسطينيين و لليهود في الدول العربية) هو الخيار الافضل استراتيجيا و الاسلم منطقيا و الاكثر جاذبيا للتسويق دوليا و الاصعب معارضته اعلاميا من قبل الاسرائيليين.....
و لن يكون مصير اسرائيل بأفضل من مصير نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا.....