دائما ما يتحجج المؤمنون بدليل الصنعة والصانع والخالق والمخلوق والمحرك الأول والخير والشر والحياة والموت إلى غيرها من الحجج في اثبات وجود الله أو أن تلك الاشياء هي دليل على وجود الله ولكن قبل أن نتساءل عن وجود الله من عدمه تعالوا قليلا لنرى ماذا يقول المؤمنون به عنه وهل هذا يثبت وجود أم ينفيه .
الله منزه عن المكان وعن الزمان وعن المادة .... هكذا يقولون
ولكن الذي ليس هو بمادة ولا زمن له ولا مكان يحويه بالمختصر هو عدم أو مستحيل الوجود
فهل يوجد شيء في الوجود لا يخضع لمادة أو لمكان أو لزمان
فإذا كان لا يوجد فإنه لا يصح أي استشهاد أو قياس أو تقريب في الواقع المادي للحديث عن وجود الإله
فالوجود مادي ولا يصح الاستشهاد بالمادة لاثبات وجود اللامادة ( العدم )
ولذلك فحجج المؤمنين ساقطة بداهة والمطلوب منهم أن تكون استشهاداتهم بأشياء تماثل الوجود الإلهي ( اللامادي ) وليس باستخدام استشهادات مادية والتي هي من الاشياء التي يضطرون لها لعدم امتلاك الدليل اللامادي أو بحجة أخرى وهي قصور العقل البشري والحواس البشري ( وهذه حجة ضد الايمان باعتبار أن القاصر لا يمكن أن يطلب منه الايمان بالكامل لأنه قاصر عن وعلى فهمه وكذلك فالقاصر هو قاصر والكلمة معناها واضح ).
فهل يوجد شيء في الوجود لا مادة له ولا مكان ولا زمان لنستخدمه على وجود الإله وكدليل على أن امكانية وجود الإله ممكنة ؟
فكما قلنا سابقا ونعيد أن:
الشيء الذي لا مادة له ولا مكان ولا زمان هو شيء معدوم أو مستحيل الوجود
فكيف يمكن للعقل البشري المخلوق من المادة والذي يعايش المادة ويرى المادة أن يتصور شيئا لا مادة له ؟
فهذا الشيء إن وجد فهو غير موجود اصلا لأن الوجود مقترن بالمادة ولا يوجد موجود من دون اصل مادي
فهل المطلوب منا عبادة العدم أو المستحيل أو اللامتصور أو الشيء الغير موجود أو الخيال
فإن كان الله هو معدوم ومستحيل الوجود حسب ما علمنا حتى وقتنا فلا فرق بين الحديث عن وجوده من عدمه
مع أن الكفة هنا ستميل إلى جانب الذين ينفون بحجة أنه من دون مادة لا وجود لشيء .
فهل لديكم حجة لا مادية أو دليل لامادي لاثبات وجوده ؟
الجواب البديهي هو : لا
فلا أحدج يملك اللامادة ولم يرها ولا يعرف ماهي ولذلك الحديث عن الله كالحديث عن شيء غير موجود .
فلا يستقيم أن وجودا لا موجودا ولكنه موجود
الا تشابه هذه قصة التثليث عند المسيحيين ؟