صديقي الغالي "كوكب الأرض":

أفتقد الحديث معك وأسعد دومًا بكل فرصة للتزاور تجمعنا. اسمح لي أن أعبر برأيي الشخصي هنا إنْ جاز لي.

تغيير خصائص السكانية في العالم أو ما يسمونه بالانكليزية بالـ ديموغرافية أمر خطير وليس بالقليل. هل رأيت أحد يرتعب من البوذيين ويخشى أنهم يقومون بتغيير الديموغرافية السكانية للعالم أو لبلد ما؟ البوذيين يندمجون في المجتمعات والكل يتعطش للبوذية وينبهر بها ويحاول استيعاب جمالياتها بشكل أو بآخر. هي الآخر المختلف الذي يسحرنا أو يسحر البعض منا. ولكن البوذيين لا يريدون "احتلال" أميركا وتحويلها "لمستعمرة بوذية" مثلما هو الحال في مسألة "الإمارة الإسلامية" وحاكمية الله في الإسلام وكل هذه الأمور.

الخوف هنا ليس بالضرورة من "الهوية الإسلامية" وإنما هو خوف من فقدان هوية الشخص كما كانت وكما يريد لها أن تكون.. هو خوف من "الفتوحات الإسلامية" و"أندلس" أخرى...

كونك تدعوني لعبادة الله الواحد الأحد الذي لا شريك له جميل جدًا وبصرف النظر عن رسول هذه الدعوة... أما أن تأتي لتقوم بتغيير شامل في ديموغرافية المكان فهذا أمر خطير. هذا أمر وقعت تحت سطوته الجزيرة العربية بعد فتح المدينة وتغير شكل الجزيرة العربية وقد تغير للأبد! هذه مأساة يا صديقي.. الحنفاء كانوا يعبدون الله الواحد ولكن بقية الجزيرة في تعدديتها بكل جمالها في التنوع والاختلاف. جاء الإسلام وجعل الملة واحدة فقط وحتى ما يكون الدين كله لله وهو الإسلام وبس ومافي غير الإسلام! هذا اقتحام سياسي وليست بالضرورة دعوة لعبادة الواحد الأحد الذي لا شريك له الذي تحدث عنه الحنفاء وتحدث عنه أفلوطين من قبلهم كذلك أرسطو وسائر الفلاسفة.

مشكلة الإسلام الكبرى وستظل قابعة دومًا هو أنه تمت الهجرة إلى المدينة ومن ثم قام "الإسلام السياسي" والذين يحاولون الآن شجبه وتناسيه وكأنه هبط على التاريخ الإسلامي من كوكب.

ماذا يفيدني يا صديقي في جنة الله إن كان دمي يبقى مهدورًا لأني مرتد عن دين محمد وخسرت كياني ووجودي؟ الفردوس الحقيقي من زاوية إيماني هو فردوس التنعم بحضرة الله لا الروح والريحان وجنة النعيم وكل هذه الأوهام "من وجهة نظري". بدون شك هناك خوف من الإسلام وسأكذب عليك لو قلت لك إنه لا يوجد خوف وطالما هناك إسلام فلسوف يكون هناك خوف.. الخوف مركّب أساسي في تكوين الإسلام ويبثه المسلمون في نفوس غير المسلمين حيث هم "أعداء الله" لا "أولياؤه"؛ وعليهم أن يروا "فيكم غلظة". . . ومع الإغلاظ على الكفار وكل هذا الخوف فمن المؤكد أنك ستظل دوما ترى أمثال هذا الفيديو الوثائقي الذي لا يعجبني بالمرة بصراحة.. تعرف ليش لا يعجبني؟ لأني موقن أني مسافر وعابر سبيل في هذا الدنيا ولا يهمني لو استعمرها المسلمون أو الهنود أو أي جماعة عرقية/ دينية.