الرد على: فتحي وهبه
قصة جميلة جدا الحقيقة , ونهايتها غير متوقعة نهائيا ...
عجبتنى حقيقى يا فارس , انت يا بنى بجد المفروض تلم القصص دى وتحطها فى كتاب واحد . طعمها مختلف ومقرتش حاجة مكتوبة بالعربى بالشكل ده . حتى وان نجيب محفوظ كان ليه شوية فى اللون ده , لكن نجيب مشكلته انه بيوصل عند لحظة الأصطدام وتلقيه طلعلك بحاجة لا طعم لها ولا لون . , وخصوصا انك عند ميزة , لما القصة بتوصل معاك فى النص لا يمكن تسيبها ! يعنى أنا قبل حكاية الست اللى رقعت بالصوت , كنت ممكن احدف القصة ولا اهتم بيها - لكن لما بدأت الاحداث تتداعى بشكل سريع من موت الشاب الصغير , بدأت تجرى واشوف خطوات متسارعة .
مشكلتك الوحيدة هى انك بتعمل استطردادت كتيرة , وبتحاول تفتح لنفسك جمل حوارية ترمى فيها اللى انت عايز تقوله .. مثلا ( لم أكن أرغب في قضاء الحاجه بل كانت في نفسي حاجه , ارغب في التحرر من رفقة اليوم الدراسي , أولئك الأوغاد المعاتيه ، كم هم لزجون ويفتقرون إلى الإحساس والذكاء , ولعمري فهذه مصيبه أن يجتمع الغباء والغلاظه في إنسان .) الجزء ده من رأى ملهوش لازمة من اساسه. لأن الأوغاد شئ عارض واقل من الثانوى ولا يستحقون سطر بحاله فى قصة , لانهم لن يلعبوا اى دور مقبل ..
الجزء بتاع الحمام محتاج اختصار كتير , وبطل تكتب عبر وأستقراءات وايحاءات واستنتاجات على لسانك - القارئ بيحس انك شيخ وقاعد تنصح او تتأمل , خليها واحد معادى واحد قاعد واحد بيعمل حاجة وهو اللى علق عليها , يعنى لما يكون الاستطراد لا بديل عنه , من الافضل ان لا يكون على لسانك ..
شئ تانى لاسف انت مصر عليه فى جميع كتاباتك , وبيقع فيه ناس كتير - بطل تحكم على الشخصيات , بطل تصدر أحكام لانك شخص محايد بينقل ما حدث. يعنى مثلا الجزئية اللى بدأ البوليس يحقق فيها مع الفلاح , دى فرصة ذهبية انك تخلى الفلاح يقول على لسانه " ربنا عايز كده بقى يا بيه , هنعترض على حكمته ". القارئ هيحط صبعه على ربنا وهيقول هو ده اللى قتله , لانك مهدت تمهيدة جميلة بالكلام عن الشاب الغلبان اللى بيحب اهله وعنده عيال وعروسة و و و و , فالقارئ فى وضعية البحث عن المجرم , وبمجرد ان يقول الرجل جملة طويلة ملقية اللوم على ربنا , هيلقطها على طول وهتأثر فيه جامد لانها داخل المحتوى الدرامى .. مش تتوقف وتقول لا انا عرفت مين اللى قتله !
شئ تالت , الرواية الكلاسكية او بمعنى أدق المملة بتعتمد بشكل كبير على الوصف والتمهيد للمشهد والتقصير من الجمل الحوارية , وده أصبح مرفوض فى الروايات الحديثة - الأجنبية. سيبك من الكتاب العرب عشان دول مش بيفهموا حاجة فى صناعة الروايات او حتى القصص . دلوقتى اللى بشوفه بوجه عام هو فقرة من شوية سطور بتمهد للمشهد ويدخل جملتين او اربعة يقولوا اللى المفروض يتقال , فحاول تكتر من ده شوية - خصوصا ان عامية الحوار بتخلى القارئ يدوب اكثر مع القصة ويحس انه عايش معاها ..
|