اقتباس:وبذلك يكون دور من تذكرهم بلا انتصارات حقيقية تنصف اصحاب الارض وتمنحهم استقلالهم كما حدث بالعصور السابقة . وبما ان حديثنا ايضا عن السلاح فان بقية القضايا منذ قرون لم تحل الا بسلاح المؤمنين ، بل ان فلسطين نفسها لم تك شيئا لولا النص الديني ومازالت تتكيء عليه بشكل شبه كامل .
ثم لمن يناضل الشيوعيون اساسا ؟
يا عزيزي المنطقة كلها لا يمكن تسجل فيها انتصارات بسبب الفجوة الحضارية الضخمة بينها وبين العالم الغربي. و لا تنظر لجزئيات على أنها نصر بل هي جزء و علامات على طريق التراجع ليس الا. كيانات هشة على كل الصعد هذه التي تسمى تجاوزا دولا فكيف لها أن تنتصر على عالم صعد القمر و كشف الجينوم و صنع الأسلحة الذرية و البيولوجية و الأهم أنه عالم واقف على قدميه و ليس مثلنا كيانات طفيلية متسلقة و مستندة اليه.
فلسطين أو اي بلد يحتل سيدافع عنه أهله حتى بدون دين لأن الأرض و البيوت و الملكية تدفعهم الى ذلك. يعني لو جاء آخر و طرد الزملاء قطقط و الحكيم و بهجت و علي نور الله و غيرهم من بيوتهم فهل تظن توجهاتهم الفكرية ستسبب اختلافا في ردهم على المعتدي؟ لا طبعا. و بالتالي قولك أن فلسطين لم تكن شيئا لولا النص الديني قول غير دقيق بالمرة. بل ان فلسطين موجودة قبل الأديان و بدونها و النضال في فلسطين منذ العشرينات كان قوميا و وطنيا و طبقيا و لم يكن دينيا الا بعد ظهور وش النحس. و هؤلاء الذي سيقودون الى تصفي القضية و دخولنا عصر الظلمات و ما قبل اكتشاف اللمبة و الكهربا و الصوت.
و ليس هناك قضية حلت بسلاح المؤمنين كما تقول. لأنه سيرورة تاريخ المنطقة تجري في مجرى التحلل و التفكك و التقويض و لم تحل أي قضية. بالعكس فالقضايا و التعقيدات لا تنتهي اصلا ما دامت البشرية لم تنقرض فلم تحن نهاية التاريخ بعد. و لو كان المؤمنون حلوا قضية فما هي؟ نورنا بليز.
أما تساؤلك لمن يناضل الشيوعيون فبالطبع الشيوعي فلسطيني و صاحب أرض و حق و تاريخ مثله مثل أي فلسطيني. يناضل من أجل التحرير و العدالة الاجتماعية و حقوق الانسان .. خذ عينة
قسما بالخبز و السنابل ..... بالعيون السود بالربيع
سننااااضل .. كلنا نناااضل ... لنصون السلم للجميع
و
هناك بعيدا بعيد .. سيأخذني يا رفيقي الجنود
و يلقون بي في ظلام السجون .. و يلقون بي في جحيم القيود
بل عد الى أشعار درويش و معين بسيسو و توفيق زياد و غيرهم
و أغنية عراقية
للمرأة غنوتنا .. و الها محبتنا
كلنا نغني نغني ... و نناضل ايد بايد
و ارجع لأغاني جعفر حسن و كوكب حمزة و شوقية العطار و غيرهم تجد الغناء للثورة و الحب و الانسان.
و ستجد هذا المحتوى نفسه حتى في الأغاني الأممية
أم أنك تظن "الجنة" هي الدافع الحقيقي و اليتيم للنضال؟ بالطبع لو كان الافتراض هذا صحيحا لما أطلقت رصاصة في العالم غير الاسلامي من أقصى شرق أسيا و حتى مجاهل الأمازون.