المشكلة ان البعض يطرح مشاركة الملحدين العسكرية في الصراع و كأن المسلمين مقطعين بعض على حدود فلسطين لمحاربة اليهود !!!

1- المسلمين و رغم عددهم الخرافي ( أكثر من مليار و نص ) ، لا يهددون إسرائيل على الاطلاق عسكريا ....
الاقصى احترق عام 1969 ، و مع ذلك لم يرى الفلسطينيون شيئا يستحق الذكر من العالم الاسلامي بخصوص هذا الحدث المفروض أنه يهز المسلمين .
معظم الدول الإسلامية تقيم علاقات تحالف مع إسرائيل أو على الاقل سلام و هدنة شبيهة بالسلام مصحوبة بعلاقات تحت الطاولة .
الاستثناء الوحيد هي إيران ، و ايضا حتى اللحظة لم تحصل مواجهة عسكرية إيرانية مباشرة مع إسرائيل ما نراه هو حرب باردة نسبيا بين الطرفين مكانها جنوب لبنان.
نرى بوضوح حاليا أن دول الطوق 2.5 في حالة سلام مع إسرائيل ، إيران و سوريا لو فكوا حاليا عن لبنان حيعمل سلام مع إسرائيل ( 0.5 حالة سلام و 0.5 حالة حرب ) ، سوريا على حسب رئيسها و بعظمة لسانه ، السلام مقابل الجولان و هذا ممكن في حال اتفق اليهود على الانسحاب .

2- الفلسطيني سواء كان مسلم أو مسيحي او ملحد .... القضية عنده وجودية ، دفاعه عن نفسه غير مرتبط بأهمية فلسطين في الخرافة الدينية ، وجود اغلبية مسلمة في فلسطين لا يلغي هذه الحقيقة ، لو الغينا الاقصى من فلسطين فستبقى هناك مقاومة.

3- البعد الديني في الصراع أول من ادخله هم اليهود ، فالحركة الصهيونية استغلت الدين اليهودي لتبرير الاستيطان في فلسطين ، رغم ان الصهيونية لم تنشأ لاسباب دينية ، بل كرد على عصر القوميات في أوروبا.
استخدام الدين عند بعض الاطراف الفلسطينية و حتى الاجنبية جاء كرد فعل ...... و لكني أرى اننا لا نحتاج مطلقا لهذا البعد.

4- الجانب الانساني للقضية الفلسطينية يحتاج أن يكون خطابنا عالميا و ليس موجها لجمهور واحد (المسلمين مثلا )، لن يستطيع الفلسطيني الحصول على تعاطف عالمي من اجل عدالة قضيته إذا لم يتوجه للعالم مباشرة في أصل القضية الفلسطينية...
و هي شعب تعرض لللاحتلال و التهجير من قبل مستوطنين يريدون إلغاء وجودونا و تاريخنا و ثقافتنا و هويتنا على هذه الارض. لن يتعاطف العالم معنا مطلقا إذا قلنا أننا نحارب من اجل تحرير وقف إسلامي !!!! فلسطين بالنسبة لنا أرض أجداد و ليست وقفا دينيا كما افترت دولة "السخافة" الاسلامية.

أما اسلمة القضية ، ستجعلنا كشعب فلسطيني مجرد بيادق في حرب دينية غبية رخيصة بين المسلمين و اليهود و حتى المسيحيين و أرض فلسطين ستكون الرقعة التي تتنازع علها هذه البيادق التي لا يكترث حقيقة بمصيرها احد و يمكن التضحية بها دائما في سبيل حروب الديانات على هذه الرقعة!!!

5- كفلسطينيين يجب ان نلعبها سياسيا مثل اليهود ، و ذلك بتكوين لوبيات ضغط في مراكز صنع القرار العالمي و الاستفادة من قوتها مثلما يفعل اليهود في اميركا و فرنسا، حتى لو نظرنا للعالم الاسلامي كعمق استراتيجي ، فهو عمق ضعيف جدا و عاجز جدا عن تقديم اي شيء مفيد للقضية الفلسطينية و ذلك حتى إن توفرت عنده الارادة لفعل شيء ( و لم تتوفر إلى الان ).
هناك عوائق كيرة امامنا كفلسطينيين أهمها اننا لا نملك مؤسسة قادرة على جمع الفلسطينيين و تمثيلهم بشكل حقيقي ....