(10-27-2010, 08:21 PM)بنى آدم كتب: المشكلة عزيزى بهجت أن الحكومة الجاهلة ترفع من أسهم الإخوان فى الشارع وذلك باعتقالات عشوائية لا تؤثر علي التنظيم تأثيرا قويا
كما أن الحكومة تسمح لهم بدخول الانتخابات رغم أنهم كافرون بالديمقراطية عموما وتمتلىء كتبهم بهذا الإنكار المرضى للحداثة .. نفس خطئية عباس بموافقته لمشاركة حماس فى الانتخابات رغم عدم موافقتها على أوسلو أصلا والتى هى أساس الإنتخابات
النقطة الأخيرة هى أن الحكومة فى مواجهتها للإخوان تبدو عاجزة ومتخلفة وكليلة .. وتعجز بقضها وقضيضها على مواجهة الإخوان فكريا ويبدو الطرح الإخوانى اكثر تماسكا من التلجلج الحكومى ورغم تاريخ الإخوان الملىء بالثقوب إلا أن الضعف الفكرى البادى فى الدولة تجاههم هو امر محير
فدولة كمصر عاجزة عن وضع شخص كبهجت أو كبعض الأخوة البارزين هنا والقادرين على التحليل والإقناع فى مواجهة الإخوان فى برنامج تلفزيونى محايد ..
الزملاء الأعزاء .. مرحبا .و أعتذر عن عدم متابعتي للشريط خلال الأيام الماضية بسبب داروين و اللي بيجي منه ،و كله من أجل نفس القضية .. الحضارة و التنوير و الحداثة .. قضية واحدة وصور متعددة .. و أريد هنا ان أشكر الأخ بني آدم على جهوده العظيمة في سبيل نشر و دعم قضية " التطور البيولوجي " ،و أذكر في هذا المجال بالإحترام الكامل جهود الأخ العزيز طريف سردست .
...............................................
أخي العزيز بني آدم .
أخشى أن الأمر أعقد كثيرآ . المشكلة ليست فقط في حكومة عاجزة ، بل في دولة عاجزة ،و شعب مغيب كلية .
في كتابه الأشهر ( نشأة و سقوط الرايخ الثالث ) ، تعرض وليم شيللر ، لدور جمهورية فاليمار التي حكمت ألمانيا في الفترة من نهاية الحرب العالمية الأولى حتى تولى النازيون الحكم ،و أقاموا الرايخ الثالث في منتصف الثلاثينات ، وبذلك قادوا ألمانيا إلى الدمار .
من يدرس بإمعان تلك المرحلة سيلاحظ تماثلا يصل إلى درجة التطابق بين بعض الدول العربية (مصر خاصة ) و ألمانيا في تلك الفترة .
1- ظهرت جمهورية فاليمار عقب الهزيمة و كنتيجة لمعاهدة فرساي المهينة ، و سرعان ما حملها الوطنيون المتطرفون عار الهزيمة و مهانة الاتفاقية ،و روج الجميع لنظرية الطعن في الظهر ، زاعمين أن مؤسسي الجمهورية مجرد خونة ، رغم أن هؤلاء المؤسسين هم الذين تصدوا بشجاعة لإنقاذ بلادهم من عار لم يصنعوه .و هكذا تحولت الأكذوبة إلى حقيقة كبرى !.يروج المتأسلمون بنجاح لفكرة أن عبد الناصر مجرد كافر معاد للدين ، و السادات خائن ،و مبارك تابع للأمريكان ، و هم يستغلون العنجهية و الصلف الأمريكي و الإسرائيلي لصالحهم ، رغم علاقتهم الشهيرة بالإثنين معا خلال الفترة الناصرية ، و الآن يوجهون الحنق الشعبي ضد النظام ، بدلا من إسرائيل .
2- كانت فاليمار جمهورية ديمقراطية و لكنها ضعيفة و مفككة ، تحكمها عقدة الهزيمة ، ولا تستطيع أن توفر الأمن لمواطنيها ، في مواجهة عصابات فاشية تطرح شعارات متطرفة ، ذات بريق جماهيري . . لا تعليق !.
3- الدولة مخترقة من أعدائها الفاشيين ، و مؤسساتها بما في ذلك القضاء تتسابق في تدمير النظام الذي أقسمت له يمين الولاء ( أحكام الحسبة و التطليق – تبرئة قتلة المحجوب – أحكام الجهاد- أحكام محلس الدولة الرجعي .... الخ ) ، و تلميع الإعلام الحكومي لزعماء المتأسلمين ( الغزالي – القرضاوي – عبد الصبور شاهين – فهمي هويدي ... الخ ) ، موقف مؤسسات الدولة مثل مشيخة الأزهر من قضية (وليمة أعشاب البحر ) ...الخ .
4- تتبنى الدولة شعارات أعدائها ، و يتبرأ أعمدة الحكم من المبادئ الديمقراطية التي قامت عليها الدولة . .. تعتقد بعض الحكومات الغبية أنها بطرح شعار ( تطبيق الشريعة الإسلامية ) ستسحب البساط من تحت أقدام أعدائها ، دون أن تفكر ألن يتساءل الناس ، إذا كان الحل هو تطبيق الشريعة فمن الأنسب لتطبيقها . . أهو تحالف الجنرال و البيروقراطي أم عصابة المعمم والإرهابي ؟؟ .
5- ينشر هتلر كتابه ( كفاحي mein kampf ) الذي يوضح فيه أهدافه و نواياه ، فيجد هناك من يبرر له زاعما أنها مجرد شعارات ، و سيتحول هتلر في الحكم إلى رجل دولة مسؤول ، و أثبت هتلر أنه يعني تماما ما يقوله فدمر ألمانيا ..و لدينا كتب المتأسلمين بالمئات لاعنة الديمقراطية و حقوق الشعب و الحريات ، متوعدة المرأة و المسيحيين و المثقفين ، وهناك من يبرر لهم بالمئات أيضا ، من أمثال سعد الدين إبراهيم و البرادعي و أيضا من السيدات و المثقفين و أخشى أيضا من المسيحيين !.
القضية أكبر كثيرآ من التكتيك .. القضية في العقل الغائب .
تحياتي .