لقد سبق وكتبت مقالتي الأولى في هذا النادي وهي عن التفكير المجرد و البحث عن الحقيقة المجردة وتركتها مفتوحة لمزيد من الإضافات ..

ثم إني تصفحت المنتدى الذي سمى نفسه بنادي الفكر لأجد غالبية المواضيع وتواقيع الأعضاء تسعى حثيثا نحو هدف واحد هو الطعن بالإسلام , الإسلام وحسب ...

وأنا لن أدافع بشكل متعصب عن الإسلام , لكني أريد أن أدعو هؤلاء الأخوة إن يتفطنوا إلى أنهم أشد تطرفا من الإسلاميين المتطرفين ذاتهم ... هزء وسباب لإله غير موجود .. فإن كان غير موجود فلما تناصبه العداء ؟

تخيل شخصا يتجه نحو غرفة مغلقة ويهاجم شخصا بداخلها ثم أنه يقول لك هذه الغرفة لا يوجد بها أحد ؟؟؟؟؟؟؟؟

عزيزي القارىء إن كنت ملحدا أو مسلما أو مسيحيا أو أيا تكن عقيدتك ... صدقني إذا هاجمت الآخر بإسلوب فظ وفج لن يقبل منك وسيحتقرك ويعتبرك أس التخلف وأساسه ...

و الحقيقة كل الناس يدعيها و العقل كل الناس ينتسبون إليه ... كل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاكا ...

فإن كنت تبحث عن الحقيقة فخذها مجردة بلا تعصب ولاقوالب مسبقة ولا تفكير موجه باتجاه واحد فأنت حر ... ولا تحرق أعصابك في مهاترات ديكة ولا مصارعة ثيران ... فالحق حق ولو أنكرته الدنيا بأسرها ... في دين المسلمين أن يوم يأتي لا يبقى فيه أحد إلا وقد أسلم وسيأتي يوم بعده لا يبقى فيه مؤمنون بإله مطلقا ... إنه الإسلام الذي يقر بفناءه يوما وبفناء جميع الأديان ... تقوم القيامة على قوم ليس فيهم من يقول الله الله ... هكذا عند المسلمين ...

لكن ما هو الإسلام ؟ بعيدا عن كل هرطقات المخالفين وتعصبهم عليه وبعيدا عن نفاق الأتباع وتعصبهم له ..

حقائق من واقع المسلمين في تاريخهم ... وتعاليم دينهم وإن خالفوها ... فإن رأيت في تلك الحقائق ما يخالفها على أرض الواقع فليس العيب في الإسلام إنما في المسلمين

1- الإسلام لا يكره أحد على اعتناقه ( لا إكراه في الدين ) , >ألا لا يفتنن يهودي عن يهوديته، ولا نصراني عن نصرانيته<. من وصية أبي بكر

2- الإسلام يدعو لتعريف به بإسلوب حضاري وحسن وينهى عن الفحش (يسروا ولاتعسروا بشروا ولا تنفروا) (اذهبا ألي فرعون انه طغي فقولا له قولا لينا )(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة)(ولا تجادلهم إلا بالتي هي أحسن )

3- الإسلام ينهى عن الجدال التعصبي المقيت ( أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقا )

4 - الإسلام يرفض تأله الأشخاص و النيابة عن الله (من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك ) ذلك في ذنب فبالتكفير أولى ..

5 - الآخر ليس عدوا للإسلام كما يتوهم البعض ...( وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ )

6 - الإسلام دين الأخلاق فهو ينهى عن الظلم ويعتبره من الكبائر وينهى عن الكذب ويعتبره من الكبائر (وكونوا مع الصادقين )(المؤمن لا يكذب) (من ظلم أخيه شبرا من الأرض طوقه الله سبعا من الأرضين يوم القيامة )

7 - الإسلام دين الأخلاق فيعتبر الإحسان أعلى مقامات القرب من الله (والله يحب المحسنين )
8- الإسلام دين الأخلاق يتبرأ من أتباعه إذا تورطوا بالغش (من غش فليس منا )
9 – الإسلام دين الحضارة فهو يأمر أتباعه بالنظافة الشخصية كما أمرهم بالنظافة المعنوية فكما قال الله تعالى ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) (أمرني جبريل بالسواك حتى خشيت لأدردن ) السواك أداة نظافة الأسنان آنذاك .. وكان نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم يأمر أتباعه بالطيب ويحبه ويحبب إليهم النظافة (النظافة من الإيمان) وما الوضوء خمس مرات باليوم إلا دليل على تأصل هذا الخلق ...
10 – الإسلام دين الرفق (ما كان الرفق في شيء إلا زانه ) , الإسلام دين الإبتسامة المستمرة وليس دين العبوس (تبسمك في وجه أخيك صدقة )
حقائق عن الخالق
الله , لا كما يشتهى المرضى و معلولي التفكير .. الله ليس ربا ظالما (وما ربك بظلام للعبيد ) ... الله كما وصف نفسه لا كما وصفه المرضى ...
1- الله يحب عباده ولم يخلقهم ليعذبهم ... ( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما )
2- يرضى الله بالقليل من عبده (إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ، أو يشرب الشربة فيحمده عليها )
3- إن الله تسبق رحمته غضبه (سبقت رحمتي غضبي)
4- إن الله يغفر الذنوب جميعا
5- إن باب التوبة مفتوح , وليس بين الله وبين عباده حجاب
6- إن الله يفرح بتوبة عبده ( لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح )
7- الله يحب عباده المتطهرين من الأرجاس المعنوية و الحسية (والله يحب المتطهرين) وكذلك (الله يحب التوابين )
8- حرمة المؤمن أشد عند الله من حرمة الكعبة
9- بل حرمة كل نفس إنسانية «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومنأحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً»
10- يغفر الله لعباده يوم القيامة حتى يتطاول إبليس لما يرى طمعا بإن تناله

والآن السؤال الذي يطرح نفسه .. ماذا يريد اللادينيون من حربهم على الإسلام وهو خير كله .. أما إن كان في أتباعه من شذ عنه فتلك ليست مشكلته

بل وما أغضبهم على ربهم ؟ وهو يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار و بالنهار ليتوب مسيء الليل وأنهم إذا لاقوه بملء الأرض خطايا خلا الشرك لاقاهم بقرابها مغفرة .. وأبو إلا أن يعبدوا الدنيا الفانية وينكروا إلههم ...

إن الله لا يغلق بابه بوجه أحد فمن أراد العودة إلى رحاب الحب فليعد ... ولعش سعادة مع الله جنة مع الله في الدنيا ... جنة محجوبة عن عيون من أراد ألا يراها ...