(11-25-2010, 11:49 PM)thunder75 كتب:  أنا أناقش قضية تاريخية وهي تجريم عملية اجهاض مشروع الدولة الفلسطينية بعد النكبة مباشرة في العام 1948 والذي قام به الملك عبد الله الأول والدولة الأردنية بدعم بعض الدول العربية وهي جريمة أدت إلى تكريس توطين الفلسطينيين في جميع دول الشتات والمخيمات ومنع عودتهم لفلسطين وتصفية الهوية الفلسطينية قانونيا ومصادرة حق الفلسطينيين في استئناف النضال بعد النكبة مباشرة انطلاقا من ترابهم الوطني وذلك من خلال وضعهم في حالة تصادم تلقائي مع المؤسسة الأمنية العربية. وهي حالة لم يستطع الفلسطينيين التخلص منها الا بعد حرب 67 حيث استطاعت الثورة الفلسطينية أن تبدأ مع العلم أنها كانت يجب أن تبدأ بعد النكبة مباشرة ومن الداخل الفلسطيني وليس بعد 20 سنة ومن خارج فلسطين.

هنالك مقولة أوافقها وهي أن حرب ٤٨ حسمت عام ٣٩. وهذا صحيح ثورة عز الدين القسام التي بدأت عام ٣٦ بإضراب ميناء يافا لاقت محاولة قمع عنيفة جدا جدا من بريطانيا وعمليا استنفدت الكثير من قدرات الشعب لا أذكر الأرقام لكن البريطانيون استحضروا أعدادا هائلة جدا من الجنود إلى بقعة الأرض الصغير التي اسمها فلسطين وقمعوا الثورة بيد من حديد، نفوا القادة إلى خارج البلاد ووصلنا عام ٤٨ دون قوة (فلسطينية) تستطيع أن تكون ندا لمسلحي الحركة الصهيونية.

في الأربعينات انضم اليهود إلى الجيش البريطاني وكانت هنالك كتيبة يهودية تم فيها تدريب اليهود تدريبا عسكريا نظاميا، اكتسبوا فيه خبرة عسكرية مهمة. وبعد نهاية الحرب العالمية قامت بعض الحركات الصهيونية الصغيرة بأعمال إرهابية (منها تفجير فندق الملك داود في القدس وإرسال طرود مفخخة واغتيالات كثيرة لعل اشهرها اغتيال الكونت برنادوت) ومن هذه المنظمات الإرهابية انبثق اليوم حزب الليكود ومعظم قادة كاديما. المهم أنه بعكس القمع الشديد الذي لاقاه الفلسطينيون فقد تعامل البريطانيون مع هذه الحركات بأيد من حرير.

بعد النكبة لم يبق في فلسطين أحد من القيادة السابقة (يشبهها البعض اليوم ذلك الوضع باليتم) والأهم كانت أقلية فقيرة مهزومة، وكان جزء كبير منهم لاجئون لم يسمح لهم حتى اليوم العودة إلى أراضيهم (رغم أنها تقع ببعض رمية حجر عن مكان إقامتهم)... فرض عليهم حكم عسكري ورقابة مخاباراتية شديدة (كان هدف الشين بيت هو تكوين ملف عن كل مواطن عربي) ولم يكن لديهم حتى حرية التحرك. لذلك لا ألومهم لعدم بدء الثورة الفلسطينية مباشرة، لمم تتوفر الظروف الموضوعية لذلك.