صديقي خالد:

شكرًا على ردك. قراءة ردودك بحد ذاتها أكبر فائدة لي حيث أتعلم منك الكثير. جميع ما تفضلت على ذكره في المشاركة #4 ممتاز ويمكن أن أقرأه مرة ومرات وأحاول أن أتقاطع داخليًا معه وربما كانت في الحقيقة هي هذه عين أفكاري كذلك.

لكن...

ألا ترى معي أن تغطية المرأة بهذه الصورة وخروجها بهذه الصورة ينتقص من آدميتها؟ لا أقول يا خالد أبًدا أن كل إمرة تفعل ذلك ناقصة الآدمية. حاشا لله. ما أقصده هو أننا نظلم المرأة عندما نفرض عليها شيء كهذا والرجل لا يمسه بطرف إصبعه. هو يسن لها هذا الناموس وذاك الناموس وهي تنفذ وتغطي هذه الجزئية من وجهها وتلك من جسمها إلخ.

يا خالد: هذه الصورة جاءتني من ألمانيا. هل تريد أن تظهر شعوبنا العربية أمام العالم الغربي بهذه الصورة المهينة؟ وبأي حق؟ درء الفتنة؟ لأن المرأة كلها مفاتن؟ يا خالد، أعتقد أننا نتفق أن ربنا خلق المرأة فاتنة من البداية وحتى لو لبست مائة متر قماش على بدنها فهذا لا يلغي فتنتها.

يا خالد: أعتقد أنك تعرف أن ابن رشد كانت له أفكار غريبة جدًا على عقيدة الإسلام.. هي أفكار تعجبني وتغريني شخصيًا مثل اعتقاده في الخلود وكل هذا (راجع كتاب ابن رشد والرشدية لـ رينان وبترجمة عادل زعيتر)... ولكن ابن رشد ليس هنا المعيار بسبب تفرّده. أنت تأتي بإنسان خارق للعادة وبسبب خرقه للعادة رجموه في ضمائرهم ورفضوه كل الرفض.

بالنسبة للحجاب عند من يقمن بتطبيقه... ما الداعي للسفر لأوروبا وأميركا إن كانت هي مصرة على هذا الزي؟ لما كل هذا التنافر؟! هذا يؤدي بطبيعته لصدام محتوم بين قطبين مختلفين كل الاختلاف.

ونحن يا خالد لا نتناقش في إفخارستيا أو وضوء أو عماد أو رمي جمرات.. هذه لا تعنيني ولكن ما يعنيني هو ظهور المرأة على هذا النحو والأنظار التي ترشقها بشتى أنواع الاتهامات والتخوفات. ما ذنبها؟ سألت صديق لي في السعودية عن مسألة رمي الجمرات والشيطان وكل هذه المسائل فأخذني فجأة الإعجاب وأنا أتحدث له.. إنسان يريد أن يقهر الشيطان بداخله. جميل جدًا.

لكن تكفين المرأة في مترين قماش يا خالد لا يمس للتعبد بأي صلة. هذا أمر لم تكن تفعله العرب من قبل ولا يمت لعروبتنا في الأساس بأي صلة.

ألف شكر مرة ثانية لك على مشاركاتك الجميلة وأفكارك الهادئة الرصينة والتي أستطيع قراءتها مرات ومرات وكلي إعجاب.