لا ادري لماذا تاريخ العرب وفتوحاتهم هي فقط من يتم تقييمها وفق معايير حقوق الانسان
بحسب هذه النظرة فليس الاسكندر المقدوني سوى مجرم حرب
وشخصية خسيسة قام انتصارها على دفع رشاوي لقادة الجيش الفارسي
وانواع المجازر وعمليات الابادة الجماعية ..
اعتقد انه من الضروري دراسة تاريخ كل امة وفق الحقبة الحضارية التي كانت تعيشها
اضف الى ذلك ان المقاتلين هم ابناء القبائل الذين لم يسلموا الا متأخرين
وكان بعضهم لايعرف من القرآن سوى " بسم الله الرحمن الرحيم" اي انه لم يكن مسلما ً
وهو زعيم قبيلة زبيد عمرو بن معد كرب , او من لم يكن يعرف من القرآن
سوى سورة " الفاتحة" كزعيم بني أسد " طلحة بن خويلد" والحديث هنا عن زعامات قبلية كبيرة
فكيف كان وضع ابناء قبائلهم؟!
ابناء القبائل الذين فتحوا البلاد لم يكن اكثرهم في الحقيقة مؤمنين برسالة محمد
فأغلبهم كان من المرتدين , او أسلموا متأخرين , او كانوا يقاتلون حميّة عربية كتغلب النصرانية.
وهم كما وصفهم عمر " مادة الاسلام" , كانوا وقود الحروب.
القارئ الجيد للتاريخ يعرف تمام المعرفة ان عمر لم يكن يريد فتح بلاد فارس ولا حتى مصر
وانما كانت حرب تحرير عربية هدفت منها دولة المدينة الى تحرير العراق وبلاد الشام
التي كانت تحكمها دويلات عربية خاضعة لامبرطوريات عظمى.
فعمر توقف بعد نصر القادسية الكاسح والذي حرر فيه العراق العربي
ولو كان يريد احتلال بلاد فارس لواصل تقدمه , وانما اخذ منه الامر عدة سنوات
وآلاف الرسائل وهو يمتنع , حتى قدم عليه حاكم العراق بنفسه يخبره ان الوضع لم يعد
يحتمل الانتظار , وان الفرس يجمعون الجموع في عاصمتهم لطرد العرب من العراق
عندها فقط امر بالمسير للعاصمة الفارسية.
اما فيما يخص مصر , فأنما أجبر عمر على خوضها بتحريض من قادته العسكريين
بسبب الحرب المفتوحة مع روما التي كانت تحدهم من الشمال , ولها قوات كبيرة
متمركزة في مصر من الغرب , ولم يكن للمصريين فيها ناقة ولاجمل , فلم يقاتلوا
مع الرومان ولا مع العرب , اضف الى ذلك ان المذهب المسيحي المنتشر بين كثير من المصربين
في ذلك الوقت يتشابه مع المعتقد الاسلامي في المسيح , وكان هرقل يضطهد اصحاب هذا الرأي
في مصر وفي غير مصر , ما اردت قوله ان العرب لم يقتالوا المصريين , ولم يخوضوا معهم حرب
انما كانوا امه مستعمرة من قوى خارجية منذ امد بعيد , خاض العرب معها حرب مفتوحه استمرت
عشرات السنين حتى اخرجوها من افريقية. وفي تلك الحقب لم تظهر حركات مقاومة من المصريين
كالتي قام بها الفرس , وانما قدم قسطنطنين ابن هرقل في ألف سفينة كي يسترد مصر في المعركة البحرية التي عرفت بذات الصواري.
بمناسبة الحديث عن الحقد الفارسي على عمر , هذا احدهم تبول بأتجاه قبر عمر داخل المسجد النبوي
حكم عليه بـ سنة ونصف و60 جلدة متفرقة ... لا ادري لماذا لم يحترم مسجد الرسول على الأقل
http://www.youtube.com/watch?v=M_JAd7fDEpE